وماذ ا بعد ؟.. سؤال يتردد يوميا منذ وصول الرئيس الامريكى دونالد ترامب الى البيت الأبيض.. كل يوم يخرج على العالم بطرح جديد.. سواء لقضايا الداخل التى تشمل ترحيل المهاجرين.. او فرض جمارك او غيرها.. او الاطماع الخارجية التى لاحدود ولا سقف لها.. وكأن دول العالم اصبحت مستباحة هى وشعوبها.. ومن حق حاكم البيت الابيض ان يستولى على مايشاء من دول بما عليها.. يطمع فى ان يستحوذ على دول ويفرض عليها السيطرة الامريكية.. ويطمع ان يستولى على ثروات دول اخرى.. تحت اسم دفعهم للاستثمار داخل الولايات المتحدة الامريكية.. يقول الكلام وعكسه.. فهو من يؤكد على ضرورة ان يحل السلام العالم.. وان تنتهى الحروب فى غزة وفى اوكرانيا.. وفى نفس الوقت يهدد بأن الوضع سيتغير ان لم تقم حماس بتسليم جميع الاسرى محدداً موعدا لتنفيذ تهديده.. وكأنه لا يعلم شيئا عن الاتفاق الذى تم توقيعه لوقف الحرب وتبادل الاسرى.. وماذا يضيره وهو يشعر ان بلاده هى القوة العظمى فى العالم.. وعلى الجميع ان يطيع اوامره ويستجيب لرغباته واحلامه..
ويوميا يؤكد ان مصر ستستجيب وتقبل بالتهجير القسرى للفلسطينيين وانها ستستضيفهم على اراضيها.. ولكن من اين اتى بكل هذه الثقة ؟.. لا أعلم !!.. الا يعلم ان مصر رفضت منذ اندلاع الحرب فى غزة فى 7 أكتوبر 2023 فكرة التهجير.. وكانت اول دولة تؤكد انها لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية..
واذا كان الرئيس ترامب واثقا من موافقة مصر على استقبال الفلسطينيين من سكان غزة على جزء من اراضيها يتم تخصيصها لهم بديلا عن وطنهم وارضهم.. فهو واهم.. لانه لايعرف ان الشعب المصرى مساند للقضية الفلسطينية منذ ماقبل عام 1948 وحتى الآن.. وسيستمر فى مساندتها الى ان تحل القضية وفقا لحل الدولتين.. وان تقام الدولة الفلسطينية على حدود ما قبل ٤ يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية..
ان تصريحات ترامب شبه اليومية تدفعنا لان نكون على موعد شبه يومى ايضا نؤكد من خلاله ان مصر ستظل تدافع عن القضية الفلسطينية التى هى قضية العروبة.. ولن تسمح بالتهجير القسرى لاهلنا فى غزة او فى اى شبر من الاراضى الفلسطينية المحتلة.. ولابد ان يسعى الرئيس ترامب لايقاف الحرب.. وان يدعو الى السلام وفقا للمرجعية الدولية وقرارات الامم المتحدة خاصة القرار 242..
فهل يتغير الموقف الامريكى فى ظل الرفض الدولى للطرح الامريكى ؟.. وهل نسمع قريبا عن طرح جديد من الرئيس ترامب ؟..
ان الرئيس الامريكى يسعى لاخراج اهل غزة بل طردهم من اراضيهم.. ويهدد بعودة اطلاق النار مرة اخرى اذا لم يتم تسليم الاسرى.. وكأنه يريد ان تعود من جديد اصوات المدافع والقنابل على غزة والتى استمرت 15 شهرا.. وشهدت خلالها سقوط اكثر من 64 الف شهيد.. 60 ٪ من بينهم من النساء والاطفال ومن تزيد اعمارهم عن 65 عاما.. الا يكفى هذا الرقم من الشهداء للدعوة لاستمرار وقف اطلاق النار.. والسعى لان يعم السلام المنطقة بأكملها بحل الدولتين!!..
ان الموقف المصرى ثابت وواضح ولن يتغير مهما كانت التضحيات التى تقدمها مصر.. وابناء الشعب المصرى اصطفوا جميعا خلف قيادتهم السياسية رافضين فكرة التهجير القسرى لاهالينا فى غزة.. وقد حرصت مصر طوال فترة الحرب على ادخال المساعدات المختلفة لاهالى غزة.. وفور اعلان وقف اطلاق النار كانت الشاحنات المصرية جاهزة لادخال المساعدات والمنازل الجاهزة والخيام لاهالينا فى غزة.. وهو ما قوبل بترحيب كبير من سكان غزة المتشبثين بأراضيهم..
ان معظم دول العالم ترفض تهجير الشعب الفلسطينى.. واعلنت العديد من الدول رفضها لطرح الرئيس الامريكى ترامب.. وهو ايضا كان محل رفض من عدد كبير من الشعب الامريكى.. وهو ما اظهره احدث استبيان او استطلاع رأى اجرى فى امريكا والذى اظهر ان 64 ٪ من الامريكيين يعارضون خطة الرئيس ترامب للاستيلاء على غزة وتهجير الفلسطينيين..
ان مصر ومعها الكثير من دول العالم يسعون الى اعادة اعمار غزة.. و مساندة اهالينا فى فلسطين على اقامة دولتهم المستقلة على حدود ما قبل ٤ يونيو 1967.. وستظل مصر على موقفها الى ان تحل القضية الفلسطينية.. وتحيا مصر.