رغم قتامة المشهد ومرارة الأحداث وصعوبة الموقف وتفاقم التحديات وتنامى لهيب النزاع، إلا أن المحنة دومًا يتوالد منها المنحة، والتى أرى أنها تأتى بمزيد من التعمق فيما يدور حولنا من مجريات تجعلنا نضع أيدينا على حلول ناجزة تحقق لنا السيادة والريادة فى المنطقة، فعبر قيمة الاكتفاء نجد الطريق ممهدًا نحو ما ننشده من آمال وطموحات، لنستكمل النهضة المستحقة من خلال بوابة الإعمار فى ضوء عمل جاد ومتقن.
أجد أن الفرصة سانحة كى نمتطى قطار التنمية المتنوع المجالات فى بلد وضع لبنات الاستقرار والأمان، كما يمتلك المورد البشرى متفرد المهارة والمورد النادر، ومن ثم يستطيع أن يعظم ما لديه، وينتج ما يحقق الاكتفاء الذاتى، بل ويصدر ما يفيض عن حاجته ليحقق دخولاً نقدية أجنبية غير مسبوقة، والنماذج حول هذا الأمر متعددة ويصعب حصرها.
دعونا لا نعول على دعم، أو مساعدات، أو مساندات خارجية، ونطلق العنان تجاه استثمار داخلى يخلق مزيدًا من الفرص التى تستوعب طاقات متقدة بالنشاط ولديها الرغبة الجامحة فى إحداث تنمية مستدامة، كما تمتلك الإرادة والعزيمة والمقدرة على الإتقان، بل والتفانى فى الأداء لبلوغ مستويات الإجادة التى تحقق الريادة والتنافسية فى آن واحد.
نمتلك قيمًا باتت نادرة فى عالم يموج بالانتهاكات وغياب الضمير بما يجعل الكيل بمكيالين أمرًا متقلبًا لدى كثير من البشر، وهنا يتوجب أن ندير ما لدينا من حماسة فى صورة سيناريو يقوم على فكرة الإنجاز فى شتى المجالات، فالمناخ والجغرافيا تقودنا نحو تحقيق غايات جمهوريتنا الجديدة التى أسست على قيم السلام والمواطنة الصالحة التى تحض على التعاون والتقدير والانتماء لتراب الوطن والولاء لرموز الدولة.
نتمتع بقوة مصبوغة بحكمة من قيادة رشيدة تسير بخطى ثابتة وموزونة نحو استكمال النهضة والبناء، وفى سبيل ذلك تتحمل من أجل تجاوز العقبات والمعوقات والتحديات التى لا تنتهى، بل وتحاول بكل قوة أن تحدث توازنًا داخليًا وخارجيًا، فلا مجال للعوز، ولا منأى عن فلسفة عمل متقن جاد يجعلنا منتجين، ونحن على ذلك قادرون، فبالعزيمة نحقق عزتنا ونصون كرامتنا ونصل لغايتنا.
دعونا ننظر للأمام ولا نلتفت لكل ما من شأنه يقلل أو يضعف من عزيمتنا، فنحن المصريين نستطيع أن نتجاوز كل عثرة، ونعتمد على أنفسنا، وندعم ونساند قيادتنا ومؤسساتنا الوطنية فيما يتخذ من قرارات وإجراءات، فلدينا رصيد ثقافى وعقدى وفكرى يجعلنا نتبنى سلوكيات من شأنها تحافظ على سيادة الوطن ومكانته العالية.. ودى ومحبتى لوطنى وللجميع.