غزة ليست للبيع إيماناً بأن الأوطان ليست عقارات وليست للتجارة ولا إرثا يوزع
تشهد المنطقة العربية أحداثاً وتحديات خطيره تمس الأمن القومى العربى وتهدد الاستقرار والأمن فى الدول العربية. وما إن بدأ الحديث عن تهجير الفلسطينيين جدياً تحركت مصر وبسرعة لوأد هذا المخطط على كل المستويات وفى كل الاتجاهات ولم تصمت وأعلنت بقوة وبعبارات لا لبس فيها رفضها الشديد وبشكل صارم، وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن تهجير الفلسطينيين «ظلم لن نشارك فيه» مشدداً على تمسك القاهرة بتثبيت الفلسطينيين فى أراضيهم ورفض اقتلاعهم منها.
مصر انطلقت من ثوابت وطنية وقومية فى اتصالاتها مع كل الأطراف العربية والمعنية وجميع الدول تعرف مدى عمق هذه الثوابت والسياسات والمبادئ ومدى تمسكها بها ورفض التفريط أو التنازل عنها فى أى حدث يهدد الأمة العربية.
مصر رفضت التفريط فى الحقوق الشرعية والتاريخية للشعب الفلسطينى على مدى 70 عاماً تحملت فيها مسئولية استعادة الحق الفلسطينى والحفاظ على بقاء القضية حية على موائد الاجتماعات وعلى جدول أعمال المنظمات الدولية كما تحملت «حاصل» الحروب بشرياً ومادياً ولم يتغير أو يتبدل موقفها وجمعت الدول العربية فى مؤتمرات قمة جعلت من القضية الفلسطينية أكبر هم عربى.
ورفعت قمة الخرطوم شعارات اللاءات الثلاث ثم رفعت الأرض مقابل السلام ثم المبادرة العربية وكلها تتمسك يكامل الحقوق الفلسطينية.
أخيراً جاء شعار غزة ليست للبيع إيماناً بأن الأوطان ليست عقارات وليست للتجارة ولا إرثا يوزع كما يطمع الجيران.
مصر أول من وضعت بذرة السلام فى المنطقة ولكن الطرف الآخر وأصدقاءه رفضوا مبدأ السلام واستمروا فى سياساتهم التوسعية وقضم الأراضى الفلسطينية وبناء المستوطنات لفرض سياسة الأمر الواقع وواصلت إسرائيل عنادها وتعاليها وتبين أنها لا تريد الاستيلاء على أرض فلسطين وإنما تعمل بكل قوة وسرعة لتكون الكيان الأكبر الذى يقود المنطقة ويسيطر ويهيمن على دولها وشعوبها وتفتيتها وتقسيمها إلى كيانات صغيرة مذهبية وعرقية وطائفية يسهل الهيمنة عليها.
لكن مصر كانت دائماً بالمرصاد لمحاولات إسرائيل فرض سياستها تصدت لها فى كل المحافل وحشدت الدول الصديقة والشقيقة لمنع الكيان الصهيونى من تنفيذ مخططاته.
فقد أعلنت عن استضافة قمة عربية طارئة فى 27 من الشهرى الجارى وبتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى أجري وزير الخارجية بدر عبدالعاطى اتصالات مكثفة مع عدد من نظرائه العرب فى إطار تنسيق المواقف العربية والتشاور بشأن مستجدات القضية الفلسطينية والأوضاع الكارثية فى قطاع غزة والضفة الغربية.
وشهدت الاتصالات تبادل الرؤى حول تطورات أوضاع القضية الفلسطينية والتأكيد على ثوابت الموقف العربى إزاء القضية الفلسطينية الرافض لأى إجراءات تستهدف تهجير الشعب الفلسطينى من أرض أو تشجيع نقلهم إلى دول أخرى خارج الأراضى الفلسطينية على ضوء ما تمثله هذه التصورات والأفكار من انتهاك صارخ للقانون الدولى وتعدٍ على الحقوق الفلسطينية وتهدد الأمن والاستقرار فى المنطقة وتقوض فرص السلام والتعايش بين شعوبها.
الاتصالات عكست اجماعاً على ضرورة السعى نحو التوصل لحل سياسى دائم وعادل للقضية الفلسطينية من خلال المسار العملى الوحيد والذى يتمثل فى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لمقررات الشرعية الدولية.
مصر حريصة على تثبيت وقف إطلاق النار فى غزة، واعتزامها تقديم تصور شامل للتعافى المبكر وإعادة الإعمار على كل الاجتماعات العربية القادمة بما يضمن بقاء الشعب الفلسطينى على أرضه.