رغم مطالبات مستمرة من قيادات صحفية، البعض من اعضاء مجلس النقابة، والبعض ممن سبقوهم او يتطلعون لعضوية المجلس، بمزيد من الحريات الصحفية، حتى تعود المهنة إلى سابق عهدها – وفق رؤاهم، الا ان الواقع يؤكد ان العديد من اعضاء النقابة، مقيدون بتوفير متطلبات الحياة الطبيعية، لهم ولأسرهم، فجميعنا «إنسان» قبل ان نكون صحفيين، علينا واجبات محددة تجاه أسرنا وابنائنا، تأتى قبل واجبات المهنة والعمل المقدس الذى ارتضينا ان نسير فى دروبه، محاولين كشف الحقائق وتسليط الضوء على ما يصوب الاخطاء المجتمعية ويصون الوطن، واحيانًا نكون حائط الصد تجاه ظلم واقع على بعض الفئات سواء الضعيفة او المحتاجة للمساندة لتحصل على حقوقها.
نجح الصحفيون على مدار عشرات السنوات، فى مساندة العديد من المهنيين ليحصلوا على كادر خاص بهم، يضمن لهم ولأسرهم حياة كريمة تناسب طبيعة المهنة وتحديات الحياة، ورغم النجاح المتكرر مع ارباب مهن متعددة منذ سنوات طوال، الا ان العاملين فى بلاط صاحبة الجلالة لم ينجحوا فى الحصول لانفسهم على كادر خاص، يعينهم على مواجهة تحديات المهنة أو يحفظ لاسرهم الحياة الكريمة التى يستحقونها، بل واصبح العديد منهم يعمل فى مهنة اخرى بجوار عمله الصحفى، ليستطيع مواجهة تحدياته المستمرة.
واصبح 60٪ من الصحفيين يتقاضون أقل من الحد الادنى للاجور، بل واصبح العديد منهم لا يحصل على دخل شهرى ثابت سوى بدل التكنولوجيا، وهو لا يصل لــ 4000 جنيه شهريًا، خاصة انه كان يعمل بجريدة حزبية أو جريدة خاصة متعثرة، وهى عشرات الصحف، فما بالك بمن توقفت الاصدارات التى يعملون بها واصبح الأكثر حظًا العاملين بالصحف القومية نظرًا لانتظام حصولهم على رواتبهم شهريا – رغم تأخرها فى بعض المؤسسات – إلى جانب البدل، تلك الرواتب التى تختلف من مؤسسة إلى الاخرى، رغم ان المالك واحد وطبيعة العمل واحدة، الا ان الاجر يختلف فلا توجد لائحة أجور موحدة للعاملين بالصحف القومية، مثلهما لا توجد لائحة أجور تحدد أجر الصحفى بأى جريدة، فآخر لائحة للأجور تم وضعها فى عهد نقيب الصحفيين عبدالمنعم الصاوى، فى سبيعينيات القرن الماضى، وحتى الآن لم يتم وضع لائحة جديدة، ولعلها فرصة سانحة ونحن بصدد تشكيل جديد لمجلس نقابة الصحفيين، ان يضطلع اعضاؤه بمسئولياتهم لتحسين الاوضاع المعيشية، فمن لا يملك قوت يومه لن يستطيع الحياة.. وللحديث بقية.