استمرارا لجهود مصر المستمرة لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطينى ووقف العدوان الاسرائيلى على قطاع غزة، أعلن مصدر مسئول نجاح الجهود المصرية القطرية فى تذليل العقبات التى كانت تواجه استكمال تنفيذ وقف إطلاق النار، والتزام الطرفين باستكمال تنفيذ الهدنة بقطاع غزة، مما أتاح دخول شاحنات المساعدت المحملة بالمواد الغذائية والوقود إلى المناطق المتضررة.
من جانبها، نقلت وكالة «رويترز» عن مسئول فلسطينى أن مفاوضات الوسطاء نجحت بضمان التزام الأطراف باتفاق غزة وأشار إلى أنه من المقرر أن يتم غدا السبت تنفيذ المرحلة المتعلقة بعملية تبادل الأسري، كما كان مخططًا لها، فى إطار التفاهمات التى تم التوصل إليها مسبقًا.
فى الوقت نفسه، أعلنت حركة «حماس» الاستمرار فى تطبيق اتفاق غزة وفق ما تم التوقيع عليه بما فى ذلك تبادل الأسرى وفق الجدول الزمنى المحدد.وقالت الحركة فى بيان لها إن وفدها برئاسة خليل الحية أجرى مباحثات مع الوسطاء لبحث مجريات تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسري، خاصة فى أعقاب الخروقات الإسرائيلية المتتالية، مشيرة الى أن المباحثات سادتها روح ايجابية.
ذكرت الحركة أن المفاوضات أكدت ضرورة الالتزام بتطبيق بنود الاتفاق خاصة ما يتعلق بتأمين الإيواء والمستلزمات الطبية والوقود واستمرار تدفق الإغاثة.
فى سياق متصل، بدأت شاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية فى الدخول إلى الفلسطينيين بقطاع غزة أمس فيما اصطفت شاحنات تحمل معدات ثقيلة تمهيدا لإدخالها إلى القطاع. وقال مصدر مسئول بميناء رفح البري، إنه تم إدخال 266 شاحنة مساعدات بينهم 22 شاحنة وقود عقب تفتيشها بمعبرى العوجة وكرم أبو سالم جنوب شرق قطاع غزة قبل دخولها إلى القطاع وقال مصدر مسئول بميناء رفح أنه تم تأجيل ادخال المعدات الثقيلة.
من جهته، أكد محافظ شمال سيناء خالد مجاور، أن المساعدات الإنسانية لقطاع غزة تدفقت من أول لحظة لتطبيق وقف إطلاق النار وفتح معبر رفح، لافتا إلى أن الجانب المصرى استقبل 12 ألف مصاب ومريض فلسطينى منهم 2500 طفل.
أوضح مجاور أن هناك نقطة فرز داخل المعبر يتواجد بها مدير مديرية الصحة، وعدد من الأطباء بدعم من وزارة الصحة، حيث يتم التشخيص الأولى للحالة وتحديد إذا ما سيتم علاجها فى شمال سيناء كجراحة عاجلة أو تحتاج لأدوية محددة أو نقلها لمستشفيات القاهرة، لافتا إلى أن أغلب المرضى سيدات وأطفال لأن لهم الأولوية ثم سننتقل لكبار السن وباقى الجرحي.
أكد محافظ شمال سيناء، أن هناك الكثير من الأطفال الفلسطينيين ممن فقدوا ذويهم، أو فقدوا أطرافهم وشهدوا مشاهد القتل والدمار والقصف والعنف لفترات طويلة، كما أن رحلة الوصول للجانب المصرى لتلقى العلاج مرهقة وشاقة نفسيا، وأغلب الأطفال يعانون من حالات نفسية نتيجة الحرب، ولكنهم شهدوا تحسنا ملحوظا بعد العلاج والمعاملة الطيبة التى حصلوا عليها من الأطباء المصريين، مشددا على أهمية تقديم العلاج النفسى لهم بعد معاناة استمرت لأكثر من 15 شهرا.
أكد أن حصر حجم المساعدات يتم عن طريق الهلال الأحمر بالتعاون مع الجهات الدولية وبموافقة الجانب الإسرائيلى والفلسطيني، مشيرًا إلى أن الأهم ليس الحجم ولكن ترتيب الأولويات لإيصال تلك المساعدات لكل منطقة على حدة، والتى تتنوع بين المواد الغذائية والخيام ومواد الإيواء العاجل والمستلزمات الطبية والملابس.
أضاف أن مصر لديها قدرة هائلة لدخول أى عدد مطلوب من الشاحنات الإنسانية والتى قد تصل لألف شاحنة يوميا على مدار 24 ساعة متواصلة بواسطة 1500 متطوع بخلاف ترتيب المخازن وتسجيل البيانات بشكل دوري.
على صعيد الأوضاع الميدانية، أعلنت مصادر طبية فلسطينية ارتفاع حصيلة الشهداء فى قطاع غزة إلى 48,239 شهيدا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلى فى السابع من أكتوبر 2023.وأشارت إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 17 شهيدا «منهم 14 انتُشلت جثامينهم، و3 شهداء جدد»، وإصابتان خلال الساعات الـ24 الماضية.
يأتى هذا بينما يواصل الاحتلال خروقاته، حيث قالت وسائل إعلام فلسطينية، إنَّ دبابات الاحتلال الإسرائيلى تتقدم وسط مدينة رفح الفلسطينية جنوبى قطاع غزة، وسط غطاء نارى مكثف.
حسب وسائل الإعلام الفلسطينية، شهدت المنطقة قرب ميدان العودة وسط مدينة رفح الفلسطينية، إطلاق نار مكثفًا من قبل دبابات الاحتلال. فيما كشف مصدرأن قطاع غزة شهد منذ بدء إعلان وقف إطلاق النار يوم 19 يناير وحتى يوم 10 فبراير العديد من الخروقات الإسرائيلية. وأضاف فى تصريحات اعلامية أن بينها تكرار توغل الآليات العسكرية الإسرائيلية بشكل يومى خارج محور فيلادلفيا خاصة بمناطق «دوار العودة- تل زعرب- حى السلام- تل السلطان- الحى السعودي» وهدم عدد 4 منازل بحى البراهمة خارج المنطقة العازلة.