صباح الخير والأمل والسلام بإذن الله سبحانه وتعالى بداية أود أن أوضح أنه رغم هذا التوتر الذى أشاعه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى شتى أنحاء العالم وأخص العرب – كل العرب – لاسيما مصر والأردن إلا أنه لا يمكن القول إننا فى حالة عداء مع الولايات المتحدة الأمريكية لأسباب عديدة تتعلق بمصلحتهم ومصلحتنا سواء بسواء.. نعم نحن دائما نكرر بأن العلاقات بيننا هى علاقات استراتيجية وربما لا يعرف الكثيرون معنى الإستراتيجية لكن فى بساطة شديدة هى الاتفاق بين طرفين فى اتباع الأساليب التى تضمن الانتصار فى الحرب إذن ليس معقولا أن يدخل الطرفان المتعاهدان حربا ساخنة أو حتى باردة لكن الرئيس ترامب جاء إلى البيت الأبيض فوق حصان أبيض لذا فهو يتخذ من القرارات أو يصدر من التصريحات ما يرضى ذاته أولا بصرف النظر عن ردود الأفعال سواء التى تتعلق بأمريكا ذاتها أو غيرها..
لذا فإن قراره أو تصريحه بوقف المعونة عن مصر والأردن لم يشغل بالنا كثيرا لأننا تعوَّدنا على ألا نكون أسرى كسرة خبز أو ساندوتش ماك برجر لاسيما ونحن الآن نعيد بناء بلدنا بما يضمن لنا عدم الدخول فى أزمة أما بالنسبة للأمريكان فهم يحتاجون إلينا كلما أرادوا أن يعبروا قناة السويس بسفنهم وكلما أرادوا استخدام الممرات الجوية ليس من خلال ممارسة الضغوط أو التهديد بالقوة بل هذا ما تنص عليه القوانين الدولية ورغم ذلك فى استطاعتنا منع استخدام هذه الممرات الأمر الذى يعطل المصالح الاقتصادية والسياسية بل والعسكرية أيضا..
وهكذا دعونا نتفق على أن المصالح المشتركة التى تربطها علاقات إستراتيجية تمنع أن تكون بيننا عداوة أو ما يشبه الحرب.
من هنا فليطمئن كل من المصريين والأمريكان أنه ليس من السهولة بمكان أن تصل حدة الخلافات إلى حد القطيعة أو الكراهية السافرة والدليل أن القنصلية الأمريكية فى القاهرة لم تتوقف عن إصدار التأشيرات لدخول البلاد وأحسب أنها لن تتوقف أيضا.
>>>
استناداً إلى كل تلك الحقائق فإن السؤال الذى يثور:
وهل من الممكن أن تعود العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها؟
الإجابة نعم بل إن كلتيهما ستكونان حريصتين أبلغ الحرص على إعادتها خلال فترات تطول أو تقصر لكنها عائدة عائدة..
وهنا اسمحوا لى أن أستدعى الفكرة أو الاقتراح أو القرار الذى طرحه مؤخرا أحمد أبوالغيط أمين عام جامعة الدول العربية والذى لخصه فى عبارات واضحة قال فيها: إذا كان الحل أن تتنحى حماس عن حكم غزة فلماذا لا تفعل من أجل مصلحة جميع الفلسطينيين؟!
فى نفس الوقت فإن مصر أعلنت أنها ستضع تصورا لإعادة تعمير غزة مشاركة مع الدول العربية وهذا أيضا مدخل من مداخل الحل التى يمكن أن يقبلها الرئيس ترامب دون أن يبدو أنه قد تراجع أو صرف اهتمامه..
الحلول عديدة المهم حُسن النوايا والابتعاد عن ممارسة العنف والعنف المضاد إلى أقصى مدي.
>>>
أما بالنسبة لمصر والمصريين فلن أضيف جديدا إذا قلت إنهم تربوا ونشأوا على ضرب المثل والقدوة فى التضحية والفداء والذود عن أمن بلدهم القومي.
وها هم الآن يلتفون التفافا أسطوريا حول القائد عبدالفتاح السيسى حيث لم يخرج واحد عن الصف المتراص ولم يصدر «صوت نشاز» يمكن أن يسيء للجميع بل الكل فى تلاحم وفى اصطفاف لا مثيل له..
بارك الله فيكم وفى قائدكم عبدالفتاح السيسى مع الأخذ فى الاعتبار أن هذا الموقف لابد وأن يكون له تأثيره سواء لدى الرئيس ترامب أو أى رئيس غيره فى أى مكان يكون.
>>>
والآن دعونى أنتقل بكم لأتحدث معكم عن مناسبة دينية عزيزة علينا جميعا وهى ليلة النصف من شعبان التى تصادف أن يكون قدومها مساء اليوم حيث يتجمع المسلمون فى شتى بقاع الأرض يهللون ويكبرون ويرفعون أكفهم للسماء راجين رضاء الله سبحانه وتعالى وفضله وكرمه.
أنا شخصيا فى هذه الليلة أجمع الأهل والأصدقاء والأحباء والأقارب مستمتعا بالإرث الذى وهبنى إياه الأجداد وحتى الوالد رحمه الله ثم أخى الأكبر الحاج سعيد رحمه الله لأتولى أنا المهمة ونردد فى صفاء ونقاء: «اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ. لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِى عِنْدَكَ فِى أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا أَوْ مَحْرُومًا أَوْ مَطْرُودًا أَوْ مُقَتَّرًا عَلَيَّ فِى الرِّزْقِ، فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتِى وَحِرْمَانِى وَطَرْدِى وَاقْتَارَ رِزْقِي، وَأَثْبِتْنِى عِنْدَكَ فِى أُمِّ الْكِتَابِ سَعِيدًا مَرْزُوقًا مُوَفَّقًا لِلْخَيْرَاتِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِى كِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ: (يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)، إِلهِى بِالتَّجَلِّى الْأَعْظَمِ فِى لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ الْمُكَرَّمِ، الَّتِى يُفْرَقُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ وَيُبْرَمُ، أَنْ تَكْشِفَ عَنَّا مِنَ الْبَلَاءِ مَا نَعْلَمُ وَمَا لَا نَعْلَمُ وَمَا أَنْتَ بِهِ أَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ».
>>>
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فها هو شهر رمضان على الأبواب وتقول المؤشرات إن الدولة ستوفر لمواطنيها جميعا كل مستلزمات هذا الشهر الكريم بأفضل الأسعار حيث أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى توجيهاته للمحافظين بأن يتواجدوا فى الأسواق وفى الشوارع وفى الميادين ليتأكدوا بأنفسهم أن المتلاعبين بأقوات الناس فى طريقهم إلى زوال وليعلم القاصى والدانى أن الكل سواء فى هذا الوطن الغالى وبالمناسبة إذا وافق الرئيس ترامب على قبول دعوتنا لتناول كوب عصير قمر الدين أو طبق خشاف يحتوى على ما لذ وطاب من تمور مصرية وتين مجفف فأهلا وسهلا به على الأقل حتى يتأكد أن منع معونته عنا لم تزدنا إلا إصرارا على حياة أفضل وعلى رفع معدلات استمتاعنا بالشهر الكريم.
>>>
و..و..شكراً