حتى الشعائر الدينية لم تفلت من شائعات أهل الشر وأكاذيبهم وفبركاتهم.
لم يراعوا حرمة الشهر الفضيل.. ولم يردعهم شهر التقوى والورع والصيام.. كى يمتنعوا – ولو مؤقتاً – عن الكذب والافتراء واصطناع الفتن والإيقاع بين الشعب المصرى وقياداته ومؤسساته.
وكان آخر ما يتوقعه كل المتابعين لملايين الشائعات والأكاذيب التى بثوها.. أن تخضع قلوبهم فى الشهر الفضيل.. ويمتنعوا عن نشر سمومهم.. وأكاذيبهم.. إلا أنهم للأسف اعتادوا الكذب.. وأدمنوا الفتن.. فإنها مصدر دولاراتهم ويوروهاتهم وسلال العملات التى تكافئ عمالتهم.. وخستهم.. ونذالتهم.. وخياناتهم لوطنهم وأهله وترابه.
وحسناً فعلت الدولة المصرية والمركز الإعلامى لمجلس الوزراء ووزارة الأوقاف عندما تصدت للشائعة الكاذبة وأعلنت بكل وضوح وشفافية وقوة أن ما كتبه وأذاعه ونشره أهل الفتنة متعلقاً بصلاة التهجد والاعتكاف هذا العام.. كذب وافتراء.. وعار تماماً من الصحة.. فقد اختلقوا وقائع ما أنزل الله بها من سلطان.. وقالت الوزارة إن مساجد الدولة المصرية جميعها بخير.. ولا حديث مطلقاً عن التعرض للاعتكاف أو صلاة التهجد التى تنظمها الوزارة وتحدد بالضبط هذه المساجد.. وأكدت الوزارة أنه لم يصدر عنها هذا العام أى منشور يتعلق بالاعتكاف أو صلاة التهجد وأن ما أذاعه ونشره أهل الشر والفتنة وكأنه «مستند» كان خطاباً يعود تاريخه إلى عام ١٢٠٢ عندما استأسد «كوفيد ٩١» بالبشرية وفتك بملايين المواطنين حول العالم وحول بعضهم إلى جثث ضاقت بها شوارع بعض الدول بما فيها بعض الدول المتقدمة.. وكان المنشور الوزارى آنذاك إجراءً احترازياً يستهدف حماية المواطنين المصريين من مخاطر الزحام والتواجد فى بيئة ربما توفر لفيروس «كورونا» مجالاً مثالياً للتواجد والقتل والتدمير.
وأكدت الوزارة أنها تراعى تنظيم صلاتى التراويح والتهجد حسب ظروف وطبيعة كل مسجد مع مراعاة التخفيف عن كبار السن وذوى الأعذار.
إن ما يرصده العالم من لقاءات المكاشفة والحوارات التى يقودها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مواطن شتي.. طلابية أو عمالية أو احتفالية.. إنما تمتلئ بالكثير والكثير جداً من الشفافية.. والاحترام لكل مصرى – فى أعلى درجات السلم أو فى أدناه – يرصد الوقائع.. يكشف الحقائق.. ويزيح الغموض عن بعضها لكن تظل حوارات الرئيس ومداخلاته مع ما يهم المواطن فى يومه وغده.. ثروة وكنزاً.. يفرح بها كل المخلصين لمصرهم.. والمؤمنون بوطنهم والواثقون فى دعم الله لهم.
إن ما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال لقائه بطلاب كلية الشرطة وقبلها فى الندوة التثقيفية الـ «٩٣» للقوات المسلحة المصرية احتفالاً بيوم الشهيد.. إنما يستهدف وعى المواطن.. وإيمانه بالشراكة الكاملة معه فى تحمل مسئوليات الوطن وتذوق نجاحاته.. والوقوف صفاً واحداً أمام التحديات التى تواجهه.
فالرئيس السيسى اختار مع شعبه الطريق الصعب.. واضعاً نصب عينيه «الدولة القادرة» التى يريدها لمصر العظيمة.. ولم يتحدث عن نفسه بوصفه «المخَلِّص».. لكنه مع شعبه صنع المستحيل وحقق رغم الظروف القاسية وبالغة الصعوبة.. إنجازات عملاقة يسجلها التاريخ.
وأشاع الرئيس السيسى الاطمئنان فى القلوب.. وزرع الأمل فى نفوس كل المصريين.. مستنداً إلى مصداقية اكتسبها فى قلوب كل المصريين بشفافيته وصدقه.. عندما صدم الكاذبين والأفاقين.. معلناً أن مصر تسير بشكل جيد.. وأنه لن يمضى وقت طويل حتى ينعم المصريون بحصاد جهدهم وناتج صبرهم وصمودهم.
ويبشر الرئيس كل المصريين بأن مصر اتخذت كل الخطوات الضرورية لتحسين الموقف الاقتصادى للدولة المصرية بشكل حاسم ونهائي.. وهذا حلم انتظره كثير من المصريين خاصة أن بعضاً من المحللين وقد رأوا فى حصيلة الاتفاق التاريخى فى رأس الحكمة إنقاذاً مهماً لعلاج أزمة عمرها عدة سنوات.. فإن تمام تعافى إنقاذ اقتصاد مصر يستوجب عدداً من الإجراءات التى يجب أن تدرس جيداً.
وبشكل مباشر.. فإن هذه القضية تستحق منا أن نسارع فنعقد لها حواراً اقتصادياً خاصاً يدعى للمشاركة فيه كل الفرق والتيارات فى إطار «الحوار الوطني» للوصول إلى منهج واقعى كامل متكامل يبنى على الإيجابيات ويدرأ عنا السلبيات.
إن مصر وطوال أربعة أعوام مضت تقاوم وتتصدى لأزمات عالمية طاحنة.. لم تنج منها دولة من الدول.. بدأتها «كورونا» بغزو برى وجوى وبحرى أصاب اقتصادات العالم كله ونثرت السوس فى صناعاته ومصانعه والسياحة ومنشآتها وعوائدها.. وبينما أوشكت مصر على التعافى داهمتها الأمواج العاتية المتلاطمة للحرب «الروسية – الأوكرانية» بتأثيراتها المدمرة.. وكأن العالم – وفى القلب منه مصر – لم يكتف بما تحقق من تضخم وتباطؤ رهيب فى معدلات النمو وارتفاع نسب البطالة وانعكاسات الأزمة على سائر الدول.. فقد اشتعلت الحرب فى غزة.. لتخلق واقعاً جديداً تأثرت به دول المنطقة وفى الرأس منها مصر بتأثيرات مباشرة على السياحة.. والملاحة فى البحر الأحمر وعوائد قناة السويس.
وبالتوازى مع كل هذه التحديات. لم تتوقف دولة «مصر – السيسي» عن البناء والإنتاج.. فى سائر القطاعات والمجالات.
ولا يمكن أن يهنأ لهذا أهل الشر والفتنة فأمطروا مصر والمصريين – قيادات وحكومة وشعباً – بملايين الشائعات السوداء التى ما تركت مجالاً من المجالات إلا مسته بالسوء والأكاذيب الفاحشة أملاً فى اغتيال أحلام المصريين.
والحقيقة.. إن ما يقوم به المركز الإعلامى بمجلس الوزراء من جهود حقيقية وجادة لملاحقة شائعات أهل الشر وأكاذيبهم وسمومهم إنما يجسد عقيدة الدولة المصرية التى تحترم عقل المواطن.. ولا تتركه «وحده» يصارع أهل الفتنة وإنما تقوم نيابة عن المواطن بكافة جهود التحدى والاستقصاء للوصول إلى «الحقيقة» منسوبة إلى مصادرها وأصحابها بما يقطع الطريق أمام وصول فريق الكذب والبهتان أياً كان هو ممثلاً لدولة ما لا تريد لمصر خيراً أو مخابرات أجنبية «عميلة».. أو الإخوان المجرمين ومن على شاكلتهم أو شراذم تبتغى الشهرة وتحقيق الفوضى فى ربوع أم الدنيا والفصل والإيقاع بين الدولة المصرية الفتية وبين شعبها الأبى البطل الصابر والصامد.
إنها الجمهورية الجديدة التى أرسي.. ولايزال يرسى دعائمها الرئيس عبدالفتاح السيسى – حفظه الله – فإنها رغم تعرضها لأقسى وأشد حملات التشويه عبر التاريخ.. إلا أنها حريصة أشد الحرص على بناء وعى المواطن على أسس من الشراكة فى المسئولية.. والصدق فى القول والفعل.. وبيان صحيح القول دون أدنى تطاول على الكاذبين – رغم أنهم يستحقون – .
ويصير حقاً للدولة المصرية أن تشرع كل مؤسسات بناء الوعى بواجبها تجاه ما تحقق على أرض الكنانة من منجزات ومعجزات بطلها فى الحقيقة المواطن المصرى البطل والذى تضعه قوى الشر والفتنة هدفاً أساسياً لكل مخططاتها التدميرية وأهدافها الهدامة وما تستهدفه من فوضى كى تعيد مصر إلى «نقطة صفر ١١٠٢ وما بعدها فى حكم الإخوان المجرمين».
يصير حقاً للدولة المصرية أن تقوم كل المؤسسات بدورها.. مراكز الشباب وبرامج تثقيفية تصل إلى أعماق أعماق القرية المصرية والكفور والنجوع ولدينا ما يزيد على ٤ آلاف مركز شباب تغطى بالكامل مصر بكاملها بدورها.. الأندية الرياضية والثقافية والاجتماعية فإن لديها من الأموال والاعتمادات ما يجب أن توجه جزءاً منها إلى «بناء الوعي» بكل جوانبه حتى الوعى الرياضى نفسه.
المساجد والكنائس.. ودورها المهم.. بل وشديد الأهمية.. فإن لدينا الكثيرين ممن اكتسبوا ثقة الشباب فى المساجد والكنائس.. وصارت توعيتهم بمنجزات الوطن وما يواجهه من تحديات «فرض عين» على كل شيخ وقسيس.
الإعلام المرئى خاصة الدراما فى رمضان وغيرها.. إن ما حققته شركة المتحدة فى السنوات القليلة الماضية ارتقى بوعى الكثيرين من الشباب. .ولابد من مواصلة المسيرة.. بالكتابة الأنيقة للسيناريوهات وبناء القصص ولدينا منها آلاف القصص فقد دفعنا ما يزيد على ٣ آلاف شهيد فى الحرب ضد الإرهاب.
لا يمكن أن أغفل أدواراً حقيقية يلمسها المخلصون لهذا الوطن فى أداء المركز الإعلامى لمجلس الوزراء.. وفى منصات الفتوى للأزهر الشريف.. ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية فإن كل فتوى فيها تزيح الضلال عن فريق بأثره يوشك أن يقع فى الهلاك.
إن سيادة وسائل التواصل الاجتماعى وسيطرتها على كثير من شبابنا تقتضى أن نحشد نحن أيضاً كتائب للنشر والتوعية تواجه الذباب الإلكترونى الكاذب البغيض.. وتجهض مخططات الأعداء.
ولايزال للحديث بقية.. فإن البناء للغد الأفضل لايزال يستحق منا الكثير.