للشيخ محمد الطبلاوى رحمه الله نصيب من اسمه فاسمه طبلة ترن وموهبته صدقة جارية تزيد ولا تضن قضى نصف قرن من الزمان يشنف الآذان ومازالت حتى الآن تسجيلات تتلى فى كل مكان وصدق المثل الشعبى الدارج الذى يقول «اللى خلف ما متش» فقد أهدى لنا الشيخ الراحل نسخة بالكربون منه وريثاً بالمعنى الحرفى اسماً ووصفاً فهذا الابن الصالح اسمه محمد ووصفه طبلاوى الحنجرة أما عن الشبه فلا تخطئه عين.
الجمهورية الاسبوعى التقت الطبلاوى الابن بمنزله فتحدث وكله شجن وحنين لوالده وهاجت به الذكريات عندما كان يقضى رمضان مع والده.
قال الشيخ محمد نجل الشيخ الطبلاوى ان شهر رمضان كان مليئاً بالنفحات والبركات فى حياة والده القارئ الشهير وبعد رحيله «قلت البركة» وأصبح رمضان بلا روح.
أضاف نجل الشيخ الشهير كان وجود والدنا على رأس مائدة الافطار يضفى بهجة ويخلف جواً من الدفء الأسرى فضلاً عن القرآن الذى كان يتلوه فى البيت آناء الليل واطراف النهار.
وأبدى الابن الوريث سعادته من كونه الابن الوحيد من ٣١ آخاً الذى ورث جينات والده فلله الحمد صوتى صورة طبق الاصل من صوت والدى صاحب الحنجرة الذهبية وكشف عن سر تسمية والده له بــ «محمد» حيث كان والده يؤدى مناسك العمرة واثناء زيارة لقبر الرسول «صلى الله عليه وسلم» رأى فى المنام هاتفاً يناديه ويطلب منه ان يسمى مولوده القادم محمد وقد كان.
وروى بعضاً من ذكرياته مع والده ومع عدد من ملوك ورؤساء العالم الذين أحبوا الشيخ وقدروه وانزلوه منزلته التى يستحقها.
كما ألمح عن سر تعدد زيجات ابيه وكيف كان يعامل زوجاته الثلاث وطريقة تربيته لاولاده والوصية التى تركها.
أضاف ان والدى ليس له حظ مع إذاعة القرآن الكريم فقديماً تأخر اعتماده كقارئ.
وتساءل فى تعجب لماذا لم يتم تكريم والدى طوال مشواره رغم انه تم تكريمه فى العديد من الدول فى حين ان لاعبى الكرة والممثلين يتم تكريمهم أكثر من مرة فى العام الواحد.
وتمنى الوريث ان يقرأ أمام الرئيس السيسى ويسلم عليه ويقدم له التحية على موقفه التاريخى الداعم للقضية الفلسطينية وإلى نص الحوار:
> كيف كان يقضى والدك الشيخ الطبلاوى شهر رمضان وما هى طقوسه الخاصة؟
>> كان أبى عليه سحائب الرحمات يستقبل الشهر الفضيل بفرحة غامرة وكان يكثر من قراءة القرآن آناء الليل واطراف النهار ويختمه عدة مرات ويصلى إماماً فى المسجد الذى بناه فى منطقة التعاون بفيصل كما كان يصلى التهجد معنا فى البيت يجمع الاولاد والاحفاد والزوجات ويؤمنا ويدعو لنا ونؤمن وراءه.
> هل شعرتم بالفارق بعد رحيل والدكم الشيخ الجليل؟
>> وأى فارق!! لقد كان شهر رمضان فى حياة والدى مليئاً بالروحانيات والنفحات كانت البركة تعم ارجاء البيت يكفى حنانه واحتواؤه للاولاد والاحفاد ومحبته للأهل والجيران.
> ما هى الطقوس الرمضانية التى ورثتموها عن والدكم؟
>، كان والدنا غفر الله يحب المساكين ويدعمهم ويغدق عليهم خاصة فى شهر رمضان فقبل ان يهل هلال الشهر الكريم يجهز بنفسه كراتين مملوءة بالياميش والسكر والشاى والمكرونة والسمنة ويعد قائمة باسماء أهالى منطقة التعاون التى يعيش فيها وكشفاً آخر باسماء البسطاء من أهالى قريتنا بالمنوفية ويشرف على توزيع هذه الكراتين بنفسه وفى عيد الاضحى كان يوزع لحوم الاضحية على الفقراء وبدون أى مناسبة كان دائم العطاء ويقول دائماً هذا من فضل ربى وواجبنا نحو أهالينا البسطاء ونحن ورثنا عن والدنا صفة العطاء وسرنا على دربه ولم نقطع له عادة وهانحن فى الشهر الفضيل قمنا بتوزيع الكراتين الغذائية ووصلنا رحمنا وندعو الله ان تكون هذه الاعمال الصالحة خالصة لوجهه تعالى وتثقل ميزان والدنا المغفور له بإذن الله.
> بماذا أوصاكم والدكم رحمه الله قبل وفاته؟
>> ظل والدنا عليه سحائب الرحمات منذ أن نشأنا حتى قبل رحيله وهو يحتضر يوصينا بالقرآن الكريم فقد كان من أهل القرآن وحفظنا جميعاً القرآن على يديه كما اوصانا بصلة الرحم واطعام الطعام ودعم الأسر الأولى بالرعاية وان تكون صدقاتنا مخفية ونتعامل مع الجميع بتواضع كما كان يفعل والحمد لله نفذنا وصيته ونتمنى ان نكمل مسيرته.
> لدينا معلومة انك الابن الوحيد من بين اشقائك الــ 13 الذى ورث عن ابيه حلاوة الصوت متى ظهرت تلك الموهبة؟
>> الحمد لله بالفعل انا الوحيد الذى انعم الله على بحلاوة الصوت فلقد ورثت حنجرة أبى وكان للجينات عظيم الاثر إذ اننى امتلك نفس النبرة ويصعب على كثيرين التفرقة بينى وبين والدي.. وللمصادفة دور كبير فى اكتشاف موهبتى كنت اردد الاذان وراء المؤذن الذى يؤذن فى المسجد الذى بناه والدى اسفل عمارتنا بمنطقة التعاون بحى فيصل بالجيزة ولاحظ ابى اننى ادندن الاذان دون نشاز فقال لى اسمعنى الاذان بصوت عال فأعدت على مسامعه فأعجب جداً بصوتى وبدأ يصحبنى معه الليالى والحفلات والمآتم التى يحييها وبدأت أقرأ فى الحفلات والمناسبات وأنا فى الخامسة عشرة من عمرى ونلت اعجاب كل من يسمعنى والحمد لله اصبحت اتلقى الدعوات من كل انحاء الجمهورية فى وجه بحرى والصعيد والقاهرة الكبري.
> من هم المشايخ الذين تعلمت منهم فنون التلاوة غير والدك؟
> أنا دائم الاستماع للاستمتاع والتعلم من العظماء الراحلين ومن بينهم الشيخ عبدالباسط عبدالصمد ومحمد المنشاوى والبهتيمى والصياد ومصطفى إسماعيل ومن المعاصرين الشيخ محمود الخشت والشيخ محمود المنشاوى شفاهما الله وعافاهما والشيخ حجاج الهنداوى والشيخ ياسر الشرقاوى واللواء طارق عبدالباسط عبدالصمد.
نجم إذاعة القرآن الكريم حتى زملائى أبناء جيلى أحب الاستماع إليهم وأعجب بتلاوتهم ومن بينهم الشيخ صديق النادى الحفيد والشيخ محمود الشحات أنور.
> هل بدأت مسيرة حفظ القرآن لأولادك؟
>> الحمد لله وهبنى الله زوجة صالحة من أهل القران ووهبنى الله منها ثلاثة أبناء نور وتيم وياسمين وابنى نور بارك الله فيه يمتلك جينات جده ومن المتوقع أن يواصل مسيرة التلاوة فى عائلة الطبلاوى وبدأت مبكراً فى تحفيظه وتعليمه قواعد التجويد واتمنى من الله عز وجل أن يبارك فى ذرياتنا ويجعلهم من أهل القرآن فهذه نعمة لا يوافيها الشكر ما حيينا.
> حدثنا عن ذكريات والدكم الشيخ محمد الطبلاوى رحمه الله مع الملوك والرؤساء؟
>> لوالدى عليه سحائب الرحمات ذكريات عديدة مع ملوك ورؤساء العالم تحتاج إلى كتاب فعلى مدار مشواره الكبير تلقى مئات الدعوات الرسمية من مختلف الدول العربية والإسلامية حتى دولة الفاتيكان المصنفة من الدول المسيحية دعى إليها والدى وقرأ فيها وكان أبى تجمعه صداقة بالملك حسين ملك الأردن رحمه الله وأصر جلالة الملك أن يقرأ أبى فى مأتم والدته الملكة زين الشرف كما قرأ والدى أيضا فى مأتم ملك المغرب الحسن الثانى ودعاه الرئيس الراحل حافظ الأسد ليقرأ فى مأتم نجله باسل حافظ الأسد كما أحيا والدى حفلات فى الدول الأوروبية أمام آلاف المسلمين من الايطاليين والجالية المصرية هناك كما أحيا حفلات فى اليونان وغيرها من الدول وعندما توفى والدى وصلتنا برقيات تعازى من أمراء وملوك ورؤساء العديد من الدول الذين نعوه بالدموع لما بينهم من صداقة وعلاقة حب ومودة.
كما حظى والدى بتقدير الرئيس السادات الذى كان يعشق صوته كما دعاه الرئيس الاسبق حسنى مبارك ليقرأ فى مأتم حفيده محمد علاء وللأسف رغم تاريخ أبى الطويل ومشواره الزاخر إلا أنه لم يحظ بالتكريم وكان هذا الأمر يحز فى نفس والدى وفى إحدى المقابلات التليفزيونية وجه عتاباً رقيقاً وتساءل هوأنا أقل من لاعبى الكرة والممثلين ليه محدش فكر يكرمنى ورحل دون أن تتحقق أمنيته.
> لماذا لم تتقدم لاختبارات الإذاعة لاعتمادك كقارئ بها؟ هل تخشى أن يتكرر معك ما حدث مع والدك الراحل؟
>> لم أفكر فى الانضمام لقراء الإذاعة الأفاضل فالسوشيال الآن تقوم بدور الإذاعة والتليفزيون والفضائيات ولى قناتى على اليوتيوب وحسابى على الفيس بوك والمقاطع التى أنشرها تحظى بملايين المشاهدات.
أما عن تجربة والدى فى الإذاعة فرسوبه ليس بسبب عدم انتهائه من الحفظ بل كان بسبب الانتقال النغمى ولا أخفيك سراً والدى حظه سيئ مع الإذاعة التى لم تعتمد حتى الآن ختمة القران الخاصة به رغم تسليمها للإذاعة منذ فترة كبيرة وكل مرة نسأل عن سبب عدم الاعتماد يأتينا الرد تحت المراجعة واتمنى من المسئولين فى إذاعة القرآن الكريم سرعة اعتماد ختمة والدى خاصة وأن هذه الختمة معتمدة من قبل دول عربية وتذاع على قنوات فضائية.
> ما سر زواج والدك المتكرر؟
>> تزوج والدى ٣ مرات المرة الأولى أنجب ٠١ أولاد من زوجته أم إبراهيم ثم تزوج والدتى وأنجبنى أنا وأخى الأكبر أحمد والزوجة الثالثة تعيش فى المنوفية وأنجبت شقيقى عمر وهو الآن فى الثالثة عشرة من عمره وسبب تعدد زواج أبى هو عمل عزوة.
> ماذا عن أمنياتك الخاصة والعامة؟
>> أتمنى أن يحفظ الله مصر قيادة وشعبا وأن يحفظ جيشها وشرطتها ولى أمنية خاصة أن اقرأ فى أى احتفالية دينية يحضرها الرئيس لأسلم عليه وأقدم له التحية على موقفه التاريخى الداعم لفلسطين.