يبدو أن اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة بين إسرائيل وحماس يواجه عدة تحديات تهدد بانهياره فى أى لحظة، خاصة بعد التهديدات التى اطلقها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لحماس وغزة بـ»الجحيم» إذا لم تُفرج الحركة عن جميع المحتجزين لديها بحلول منتصف نهار السبت المقبل.
قال القيادى فى حركة حماس سامى أبوزهرى إن التحذيرات التى وجّهها الرئيس الأمريكى إلى الحركة بالإفراج الفورى عن جميع المحتجزين الإسرائيليين «يزيد من تعقيد الأمور» المتعلقة بالهدنة الهشة فى غزة.
أوضح أبوزهري»على ترامب أن يتذكر أن هناك اتفاقا «بشأن غزة» يجب احترامه من الطرفين وهذا هو الطريق الوحيد لعودة الأسري. وأضاف «إن لغة التهديدات ليس لها قيمة وتزيد من تعقيد الأمور».
كان المتحدث باسم الجناح العسكرى لحماس قد صرح الاثنين الماضى بأن الحركة ستؤجل عملية الإفراج القادمة عن المحتجزين بعد اتهام إسرائيل بمخالفة اتفاق الهدنة. وأكدت حماس عدم التزام إسرائيل ببنود الاتفاق، ومنها تأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، فضلاً عن استهدافهم بالقصف وإطلاق النار فى مختلف مناطق القطاع، وعدم إدخال المواد الإغاثية بكافة أشكالها كما تم الاتفاق عليه.
فى الوقت نفسه، أعاد العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى خلال لقائه مع مستشار الأمن القومى الأمريكى مايك والتز فى واشنطن التأكيد على مواقف الأردن الثابتة تجاه القضية الفلسطينية»، وعلى «ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين»، مشيراً إلى أهمية الدور المحورى للولايات المتحدة فى دعم جهود السلام.
من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش إنه يجب تجنب استئناف الأعمال القتالية فى قطاع غزة بأى ثمن، مُحذرًا من أن استئنافها سيؤدى إلى مأساة كبيرة. وحث جوتيريش، فى بيان، طرفى الصراع على الامتثال التام لالتزاماتهما بموجب اتفاق غزة، واستئناف المفاوضات الجدية للمرحلة الثانية من الصفقة فى العاصمة القطرية الدوحة.
ناشد الأمين العام حركة حماس بإطلاق سراح المحتجزين المخطط الإفراج عنهم يوم السبت المقبل، فى إطار اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين.
طالب الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بإنهاء الاحتلال الإسرائيلى وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، جاءت تصريحات أردوغان خلال مؤتمر صحفى عقده مع رئيس الوزراء الماليزى أنور إبراهيم، خلال مشاركتهما فى مراسم توقيع اتفاقيات ثنائية بين البلدين فى ماليزيا.
أكد الرئيس التركى أن المشكلة فى فلسطين ناجمة عن أمر واحد يتمثل فى الاحتلال الإسرائيلي، مُشيرًا إلى أن إسرائيل مُصرة على الاستمرار فى سياسة المجازر. وذكر أن إسرائيل تحاول التنصل من بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذى تم التوصل إليه.
فى تل أبيب، زعم بتسلئيل سموتريتش، وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي، أن قطاع غزة سيكون جزءاً من إسرائيل، واصفاً خطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بأنها ليست شعاراً.
يأتى هذا بينما قال زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد أمس إن تأجيل حركة حماس إطلاق سراح المحتجزين فى قطاع غزة، يُعد ردًا على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو؛ لأنه لا يريد المرحلة الثانية من صفقة التبادل.
اتهم لابيد، فى وقت سابق، نتنياهو بأنه «لا يكترث بمقتل المحتجزين فى القصف الذى نفذه الجيش على مواقع احتجازهم»، وفقًا لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل. وطالب زعيم المعارضة الإسرائيلية، نتنياهو بالذهاب إلى الدوحة بهدف الانخراط فى المفاوضات التى تفضى لإطلاق سراح جميع المحتجزين، مضيفًا: «لقد نفد الوقت».
على صعيد الأسري، أكدت وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى أن المحتجز الإسرائيلى شلومو منصور 86 عاماً، قُتل فى الأسر على يد حركة حماس التى تحتجز جثته، بحسب ما أوردته صحيفة «يديعوت أحرونوت».
قال الجيش الإسرائيلى «إن قرار الإعلان عن وفاته يأتى بناء على معلومات استخباراتية تم جمعها فى الأشهر الأخيرة وأكدتها لجنة خبراء من وزارة الصحة والشرطة الإسرائيلية».
فى سياق متصل، قامت عائلات المحتجزين الإسرائيليين بإغلاق الطريق السريع المؤدى إلى القدس، مطالبين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالانخراط فى مفاوضات، تفضى إلى الإفراج عن أبنائهم.
أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية بأن احتجاجات أهالى المحتجزين تزامنت مع اجتماع الحكومة الإسرائيلية؛ لبحث تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة التبادل. وطالبت عائلات المحتجزين، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بوقف تعطيل الاتفاق وإرسال وفد إلى الدوحة بتفويض كامل للتفاوض حول المرحلة الثانية، التى ستؤدى إلى الإفراج عن جميع المحتجزين المتبقين دفعة واحدة، وفقًا لهيئة البث الإسرائيلية.
على صعيد الأوضاع الميدانية، أعلنت مصادر طبيةارتفاع حصيلة الشهداء فى قطاع غزة إلى 48,219، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلى فى السابع من أكتوبر 2023.
أضافت المصادر أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 111,665، منذ بدء العدوان، فى حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض. وأشارت إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 11 شهيداً «منهم 8 شهداء انتُشل جثامينهم، و3 شهداء جدد»، و10 إصابات خلال الساعات الـ24 الماضية.
قالت وزارة الصحة الفلسطينية فى قطاع غزة إن الاحتلال الإسرائيلى يتعمد عرقلة سفر الحالات المرضية عبر معبر رفح البري. وأضافت الوزارة فى بيان، أن عددًا من الحالات المرضية والتى حصلت على الموافقة للسفر، يتم إبلاغها بالرفض يوم السفر أو رفضها مباشرة ورفض المرافق فى وقت مُتأخر.
أكـدت الـوزارة أن عـدد الحـالات التـى ستغادر اليوم 53 حالة، وهو أقل من العدد المطلوب السماح له بالمغادرة وهو 150 من المرضى والجرحي.
أفادت الإذاعة الفلسطينية بأن زوارق إسرائيلية تطلق قذائف نحو شاطئ خان يونس بجنوب قطاع غزة. وكان الجيش الإسرائيلي، أعلن فى بيان أنه رفع «مستوى الاستعداد» وعزز قواته فى القيادة الجنوبية للمهام الدفاعية. أضاف البيان أن الجيش أرجأ أيضاً إجازات الجنود المقاتلين والوحدات العملياتية داخل القيادة.