قدمت الأمهات المثاليات إنجازات كبيرة فى حياتهن العملية رغم ظروفهن العائلية حتى جسِّدت آيةً عظيمةً من آيات الله فى خلقه، بفيض عطائها الذى لا يمتد لأبنائها وأسرتها فحسب، بل يضيئ مسارات متعددة أكثر شمولاً، على نحو يؤثر بكل قوة فى هذا البناء الوطنى الشامخ والمجتمعى المتماسك، والزاخر بإسهامات إنسانية خالدة، تحلت بالمسئولية الأخلاقية والاجتماعية، وضاعفت جهودها المخلصة من أجل الحفاظ على مصر كما نريدها ونحلم بها فى جمهوريتنا الجديدة.
وستظل الأم المصرية مصدر الإخلاص والرحمة والتضحية والحكمةٍ تُشع بأنوارها فى كل أركان المجتمع لذلك أصبحنا بحاجة أن يستمد شبابنا من أمهاتنا العظيمات، روح العطاء الذى يبث فى نفوسنا طاقة هائلة من الأمل والقدرة على صناعة الحلم وسط أعاصير الحياة، والسعى الجاد لتحقيق آمالنا بمزيد من الطموح الخلاق على أرض الواقع.
وتُولى الدولة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى عناية خاصة بالأم العاملة والمعيلة على المستوى الأسرى والاجتماعى والتمكين الاقتصادى، وتوفر لها كل سبل الحماية والدعم والمساندة، فى إطار العهد الذهبى الذى تعيشه المرأة المصرية.
وفى هذا السياق أعلنت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى أسماء الأمهات الفائزات فى مسابقة الأم المثالية لعام 2024 على مستوى محافظات الجمهورية، وذلك فى إطار حرص الوزارة على تكريم الأمهات المثاليات وفقاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، والذى يرعى هذا الحدث الإنسانى الكبير كل عام، إعلاءً لقيمة المرأة والأم المصرية، وتقديراً لدورها فى حماية وبناء الوطن.
وقالت الدكتورة نيفين القباج إن مصر كلها تحتفل بالمرأة المصرية، التى رأت فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى طفرة غير مسبوقة، وتعيش عصرها الذهبى، مؤكدة أن السيدات المصريات يساهمن فى تنمية أسرهن وفى خدمة المجتمع والمساهمة فى سوق العمل، كما أن الأمومة مهمة إنسانية ورحلة عطاء لسيدات ربما لم يلدن، ولكن عطاءهن لا يقل عن أمهات آخريات.
«الجمهورية الأسبوعي» طرقت أبواب الأمهات المثاليات لتتعرف على قصص نجاحهن المتميزة والمضيئة، والتى يجب أن يُحتذى بها الجميع.. وإلى التفاصيل:
«الحاجة أنيسة»..
قصة كفاح عمرها 52 عامًا
52 عاماً قضتها فى التضحية والعطاء لم تكل أو تمل فسارت فى دروب الحياة تواجه أمواجها بكل قوة وعزيمة وإصرار للوصول بأبنائها إلى بر الأمان.
أنيسة فريد منصور متولى 69 عاماً من محافظة الدقهلية تزوجت فى سن صغيرة عام 1968 وكان زوجها يعمل «مساح» بمشروع بأحد المطارات يتبع إحدى شركات المقاولات، وأنجبا ولدين ولكن بعد عامين ونصف العام من زواجهما توفى الزوج أثناء عمله تاركاً الابن الأكبر فى عمر سنة والأصغر فى عمر شهر، وأصبحت الحاجة أنيسة أرملة فى عمر 41 عاما.
بدأت قصة كفاحها فى الثامنة والعشرين من عمرها. وعادت إلى قريتها محل ميلادها مع أطفالها واستأجرت منزلا بسيطا لتقيم مع والدتها المريضة وترعاها إضافة إلى رعاية أبنائها.
أصرت الحاجة أنيسة على تحسين مستواها التعليمى بهدف تحسين دخلها حيث أنها حاصلة على دبلوم ثانوى صناعى، فأكملت دراستها وحصلت على دبلوم معلمين وخلال فترة دراستها عملت بالأشغال اليدوية وتم تعيينها بالإدارة التعليمية.
وقامت برعاية أبنائها حتى أتموا مراحل التعليم المتوسط والجامعى إضافة إلى رعايتها لوالدتها المسنة مريضة السكر والتى تم بتر أجزاء من أطرافها وظلت ترعى أبناءها بجانب رعايتها لمدة عشرين عاما حتى توفت.
وقد سافر الابن الأكبر إلى دولة عربية وأسس حياة مستقرة ومشروعاً خاصاً ومع الأحداث خسر كل شيء وعاد لوطنه، فوقفت بتضحيتها بجانبه ومنحته ما ادخرت من مكافأة نهاية الخدمة بعد وصولها لسن المعاش كمعلم أول، أما الأبن الثانى فأصبح ضابطاً بالقوات الجوية وحاصل على بكالوريوس تجارة ومتفوقاً فى مجاله.
وبعد سنوات التضحية والعطاء أصبحت الحاجة أنيسة تعانى من تبعات مرض السكر حيث تعانى من تآكل العظام فى الفك العلوى والسفلى ولا يوجد أى أسنان وجروح وتقرحات فى الأطراف وضعف البصر.
«الحاجة وفاء» ..
منحت أبناءها وأبناء شقيقها الحنان.. فمنحوها شرف النجاح
كافحت منذ ريعان شبابها ولم تستسلم لمعاناتها فرغم تركها لدراستها فى شبابها إلا إنها أصرت على استكمال تعليمها بعد وفاة زوجها لتتمكن من تأدية رسالتها مع أبنائها.
هى الحاجة وفاء أحمد محمـد على 60 عاماً أبنة محافظة كفر الشيخ، بدأت معاناتها عندما ارغمها والدها على ترك التعليم بسبب ظروف المعيشة حيث كان غير قادر على تحمل مصاريف الدراسة فتركت الدراسة وساعدت والدتها فى أعمال المنزل وتربية أشقائها.
تزوجت الحاجة وفاء فى عمر الثالثة والعشرين عام 1987 وكان زوجها يعمل بالتأمينات الاجتماعية، وعاشت حياة مليئة بالمعاناة حيث تعرض الزوج لأزمة مالية شديدة اضطرت لبيع أثاث ومحتويات المنزل للوقوف معه فى أزمته.
وقد أنجبت منه ثلاثة أبناء وتوفى زوجها بعد خمس سنوات من الزواج تاركاً معاشاً بسيطاً جداً. فعملت بعدها كخدمات معاونة حتى تتمكن من الإنفاق على أبنائها وخلال هذه الفترة استكملت دراستها حتى حصلت على دبلوم فنى صناعة ثم قامت بتسوية حالتها فى العمل إلى فنى هندسة.
بعد فترة توفى شقيقها وبعده خلال شهر توفت زوجته ايضا وتولت تربية أربعة أبناء أكبرهم بالصف الأول الجامعى واصغرهم بالصف الثالث الإعدادى وكانت نعم العمة ونعم الأم حتى تخرجت الابنة الكبرى فى الجامعة وتم تعيينها معيدة والثلاثة الآخرين صيدلة ولغات وترجمة وتربية.
كافحت الحاجة وفاء كثيراً حتى يستكمل ابناؤها التعليم وحصلت ابنتها الكبرى على ليسانس حقوق وتم تعيينها باحث قانونى بإحدى الجهات الحكومية، وأصبح الابن الثانى نقيب بحرى بالقوات المسلحة، وحصل الابن الثالث على ليسانس أصول دين وتم تعيينه إمام وخطيب مسجد.
«الحاجة إلهام»..
قهرت التحديات.. ونالت الأم المثالية للغربية
بالصبر والعزيمة والإرادة قهرت ظروفها القاسية وتحدت الألم والمعاناة من أجل الوصول بقطار الحياة إلى محطة الأمان.
هى إلهام عبدالحميد عبدالحميد، عمرها 53 عامًا، من محافظة الغربية وهى أرملة منذ 18 عاماً حصلت على مؤهل متوسط عملت معلما أول.
تزوجت فى عمر التاسعة والعشرين عام 1990م وكان زوجها يعمل بالأزهر الشريف، وكانت تعيش مع زوجها حياة متوسطة وقد رزقت بطفلتها الأولى بعد مرور عام وأصيب زوجها بفيروس الالتهاب الكبدى الوبائى ولم يكن للفيروس علاج فعانت معه كثيرا حيث استمر مرضه 6 سنوات.
انجبت الحاجة إلهام بعد ذلك توأما توفى الأول بعد يوم واحد والأخرى ولدت بعيب خلقى فى القلب وبعد معاناة معها توفيت بعد 6 أشهر.
بعد ذلك رزقت بطفلين وفى هذه الأثناء اشتد المرض على زوجها وحدث استسقاء فى البطن وتضخم بالكبد والطحال وغيبوبة كبدية مما يستدعى التردد على المستشفيات مراراً وتكراراً ويتطلب هذا الأمر عبئاً مالياً كبيراً.. عملت بالتجارة لمساعدة أسرتها وتلبية احتياجات ابنائها وتعليمهم حتى تقوم بتوفير مصاريف العلاج لزوجها وتعليم ابنائها الذين التحقوا بالمدارس الأزهرية.. توفى زوجها وتركها بعمر 45 عامًا وترك لها ثلاثة ابناء اكبرهم يبلغ من العمر 15 سنة والأوسط 10 سنوات والأصغر 8 سنوات.
عانت الحاجة إلهام كثيرا ولم تفكر بالزواج مطلقاً من أجل أبنائها وقد أتموا حفظ القرآن فى سن صغيرة. وكافحت كثيراً حتى حصلت الأبنة الأولى على بكالوريوس هندسة وتزوجت وحصل الابن الثانى على بكالوريوس هندسة والابن الثالث على بكالوريوس طب ومازال الكفاح مستمراً شاكرة الله عز وجل على أداء رسالتها.
«الحاجة أميمة» ..
رحلة عطاء من الألم إلى الأمل
الصبر على البلاء والرضا بالقضاء والقدر كان داعماً لها فى حياتها ومسيرتها مع زوجها قبل وفاته وأبنائها حتى إصابتها بالمرض الخبيث ولكنها حطمت وقهرت الصعب من أجل استمرار مسيرة عطائها.
الحكاية لـ أميمة طلعت على السيسى، عمرها 64 عاماً من محافظة المنوفية حصلت على بكالوريوس التجارة شعبة محاسبة وتدرجت فى عملها حتى وصلت لمنصب مدير إدارة الكلية التكنولوجية بقويسنا.
تزوجت فى سن السابعة والعشرين عام 1987 من معلم بإحدى المدارس وأنجبت ثلاثة أبناء، ثم بدأت معاناتها منذ 15 عاما عندما أصيب زوجها باضطراب مناعى وتوفى تاركًا ثلاثة أطفال بعد رحلة طويلة شاركت فيها فى علاجه.
بعد وفاة زوجها كافحت لرعاية أبنائها حتى تخرج ابنها الأكبر فى كلية الصيدلة وابنها الثانى من كلية الهندسة وابنتها الثالثة من كلية طب الأسنان، بعدها خضعت للكشف الطبى اكتشفت أنها مصابة بسرطان خضعت لاستئصاله وخضعت للعلاج الكيماوى والاشعاعى والهرمونى لفترة من الزمن، وثابرت حتى انتصرت على المرض من أجل ابنائها لتربيتهم من أجل حياه كريمة، ومازال عطاؤها مستمراً شاكرة الله عز وجل على نعمه.
«عرب» أم الأطباء ..
تستحق لقب الأم المثالية عن جدارة
السيدة عرب حسن، أم الأطباء كما يطلق عليها من حولها بدأت قصة كفاحها منذ شبابها عندما تولت مسئولية تربية أولادها بمفردها دون معيل أو مساعدة لتخرج للمجتمع ثلاثة نماذج مشرفة.
أم الأطباء الأم المثالية هى عرب حسن على عاشور 59 سنة حاصلة على ليسانس دراسات اسلامية ومطلقة منذ 25 سنة وتعمل معلم أول بالأزهر بدأت معاناة الأم وتحملها مسئولية أبنائها منذ بداية زواجها حيث إنه كان يقع على عاتقها رعايتهم وتوفير كافة سُبل المعيشة والتعليم لهم فتزوجت الأم سنة 1998 وانجبت ثلاثة أبناء إلا أن الأب تركها وسافر للعمل خارج البلاد سنة 1998 وتزوج بغيرها ولم ينفق عليها وعلى ابنائها ولم ينفق عليهم حتى بعد الطلاق.
تعمل الأم مدرسـة باحدى المدارس الأزهرية وكانت تزداد متطلبات الحياة عليها كلما كبر أبناؤها ولم يكن هناك من يقدم العون لها أو مساعدتها بأى شكل من الأشكال.
كافحت الأم وربت أبناءها تربية سليمة وقامت على تعليمهم تعليماً عالياً حتى حصـل الابن الأكبر على بكالوريوس صـيدلة والابنة الثانية على بكالوريوس طب وجراحة والابنة الثالثة أيضاً على بكالوريوس طب وجراحة.
تحدت الأم جميع الظروف ونجحت فى تقديم للمجتمع نماذج ناجحة مشرفة دون طلب أى مساعدة طوال سنين كفاحها حتى فى زواج أبنائها ومازالت تكافح مع أبنائها وأحفادها.
«تيسير».. رمز للعطاء والحب
ساندت بعزيمتها زوجها حتى وفاته وصبرها باستشهاد ابنها البطل
رحلة طويلة من السعى والاستمرار فى مواجهة التحديات فقهرت كل الظروف القاسية ووقفت سنداً ودعماً لزوجها فى مرضه وأبنائها حتى وصلت بهم لبر الأمان واستكملت تعليمها بعزيمتها وإصرارها.
الحاجة تيسير محمود دهيم 61 عاما من محافظة مطروح حاصلة على دبلوم معهد معلمات وعملت مدرسة بإحدى المدارس الحكومية، ثم تزوجت عام 1985 من موظف بأحد الجهات الحكومية وأنجبت منه 3 أبناء الأول سنة 1985م والثانى عام 1986م والثالث 1990م.
أقيمت فى بداية زواجها بإحدى المدن ثم انتقلوا إلى محافظة آخرى عام 1994م حيث كان الأبناء فى ذلك الوقت الأول والثانى بالمرحلة الابتدائية والثالث بالروضة.
كانت تقوم برعاية أبنائها وزوجها وتأدية عملها وكانت حياتهم هادئة حتى عام 2000 حيث أصيب زوجها بجلطة فى القلب وبدأت رحلة العلاج معه بمحافظة أخرى تبعد مسافة كبيرة بسبب عدم توافر هذه التخصصات بالمحافظة المقيمين بها، وقامت بمساندة زوجها والوقوف بجانبه خلال فترة العلاج حيث خضع لعدة عمليات متتالية.
وفى ظل هذه الضغوط ومراعاتها لزوجها وأبنائها والقيام بعملها حصلت على بكالوريوس العلوم والتربية عام 2001، وفى عام 2009 وجد الأطباء ضرورة إجراء عملية بالقلب لزوجها نظراً لتدهور حالته الصحية بشكل سريع، ثم إلى عملية زراعة شرايين حيث انتشرت الجلطات فى أماكن مختلفة.
كانت الحاجة تيسير فى ظل هذه الأحداث تلعب دورا رئيسيا فى توفير الدعم والحب والاستمرارية لأسرتها ومواجهة التحديات والضغوط فكانت تقوم بدورها كأم وأب فى نفس الوقت وتسعى للمحافظة على استقرار الحياة الأسرية على الرغم من الصعوبات الكبيرة التى تواجهها فى رعاية زوجها والاهتمام به والسفر معه بشكل مستمر لاستكمال علاجه والقيام بمهام عملها كمدرسة إضافة إلى الاهتمام بأبنائها الثلاثة حتى تخرجهم فالأول حصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية والثانى تخرج فى الكلية الحربية والثالث حصل على بكالوريوس هندسة حاسب آلى ومعلومات.
وفى ظل هذه الأحداث استشهد ابنها الأوسط أثناء تأدية واجبه الوطنى، وهنا صمدت أمام هذه الأحداث القاسية، وفقدان ابنها الشهيد، فبالرغم من شدة الألم استمرت فى دعم باقى أفراد عائلتها وإظهار القوة النفسية والمثابرة فى التغلب على الألم.
وفى 21 يونيو 2020 تدهورت حالة زوجها إلى حد كبير بسبب جلطة فى القلب وتوقف الكلى عن العمل، وأصيب فى نفس الوقت بفيروس كورونا وتم احتجازه فى مستشفى العزل حتى وفاته فى 27 يونيو 2020، ومازال عطاؤها مستمراً مع أبنائها واحفادها.
«صباح» ابنة سيناء..
قهرت اليتم والمرض
صباح سيدة مصرية تكالبت عليها كل الظروف الصعبة.. لكنها أصرت على التحدى وتمكنت من عبور المشاكل واحدة بعد أخرى حتى أتم أولادها تعليمهم بالعزيمة والأمل وماكينة الخياطة.. ومازال نهر العطاء مستمرا.
صباح صالح أرملة منذ 23 عاما وتبلغ من العمر 54 عاماً وهى ربة منزل لم تكمل تعليمها وقد بدأت معاناتها قبل اتمامها السنة الثانية من المرحلة الثانوية التجارية حين توفى والدها ولم يكن للأسرة دخل فتركت دراستها وتزوجت عام 1985 من رجل يعمل بورشة وكانت تقوم برعاية والدى الزوج المريضين واصرت الأم على استكمال دراستها والتحقت مرة أخرى بالمدرسة حتى حصلت على دبلوم صناعى وانجبت طفلين ولتحسين دخل الأسرة ومساعدة الزوج فى مصاريف علاج والديه تعلمت الأم الحياكة وأعمال التطريز.
عانى الزوج من ألم شديد بالقدمين ولكن لم يجد تشخيصاً لحالته بمحافظته فكانت تترك أولادها مع والدتها المريضة وتسافر مع الزوج لعرضه على الأطباء المتخصصين بالمحافظات الاخرى ولكن لم يتوصل الاطباء لتشخيص حالته.
رزقها الله بالابن الثالث والرابع ولم تستطع الأم أن تلتحق بوظيفة حكومية بسبب رعايتها المستمرة للزوج ووالديه وأبناءها ووالدتها المريضة أيضا وتوفى والد الزوج فقامت الأم ببيع المنزل لسد احتياجات الزوج العلاجية وانتقلوا للعيش هى وزوجها وابنائها فى بيت والدتها لتقوم أيضا برعايتها حيث كانت تعانى من الشلل التام.
توفى الزوج عام 2001 وكان عمر الابن الأكبر 15 عاما والابن الأصغر ٣ أعوام وكانت الأم لم يبلغ عمرها 30 عاماً وحصلت الأم على معاش ضمان للأبناء وكان قدرة 45 جنيهاً فى ذلك الوقت فقامت بشراء ماكينة خياطة وعملت عليها بجانب إعداد وجبات ساخنة للموظفين المغتربين بالجامعة بجانب قيامها «معاونة منازل» وقد أصيبت الأم بتهتك جزئى فى أوتار اليد نتيجة لقيامها بهذه الأعمال الشاقة واحتاجت إلى تدخل جراحى نتح عنه عجز بسيط فى اليد اليمنى واصيب الابن الأصغر بمشاكل فى الرئة وارتشاح هوائى قبل أن ينهى دراسته الثانوية وقامت الأم بعرضه على أطباء خارج المحافظة وزادت المعاناة بعد أن اصيب الابن الأكبر بحادث نتج عنه تهتك بالقدم اليمنى ونتج عن ذلك حدوث إعاقة مما أدى إلى حصوله على كارنيه الخدمات المتكاملة ومعاش تكافل وكرامة علما بأن جميع أبنائها حاصلين على دبلوم صناعى ما عدا الابن الثالث حاصل على دبلوم زراعي.
«عبير المثالية»..
من العمل باليومية فى الأراضى الزراعية لسيدة أعمال
عبير عباس محمد محمود، عمرها 51، أرملة منذ 15 عاماً سيدة من الريف المصرى بمحافظة الإسماعيلية قصة كفاح لأم مثالية نجحت فى العبور بأبنائها، أحدهم من ذوى الاحتياجات الخاصة، إلى بر الامان بالعمل فى الاراضى الزراعية لتؤسس لهم حياة متكاملة غير ناظرة لحياتها التى وجدتها فى التضحية بشبابها من أجل سعادة أبنائها.
تزوجـت الأم فى العشرين من عمرها من زوج يعمل فى عمالة غير منتظمة، إلا أن معاناتها الحقيقية بدأت عندما توفى الزوج فى حادث سيارة وهى فى عمر 35 سنة تاركاً لها ثلاثة أبناء أحدهم معاق والأكبر فى الصف السادس الابتدائى، ولم يكن لدى الأم أى مصدر دخـل حيث كـان الزوج غير مؤمن عليه لعملة بالعمالة غير المنتظمة وسعت للحصول على معاش تضامن إلى أن حصلت على 120 جنيهاً وقتها ليصل إلى 490 وهنا قررت الأم البحث عن مصدر دخل لكى تعيل أبنائها وتعليمهم فعملت باليومية فى الاراضى الزراعية لفترة طويلة بجانب تربية الطيور فى منزلها وبيعيها ثم قامت بعمل مشروع فى منزلها «شواية سمك» وأصبح هذا المشروع هو مصدر دخلها الأساسى ومستمراً حتى الآن منذ ١١ سنة.
وكفاح الأم لم يكن فى التربية والتعليم والاكل فقط بل كانت فى بداية عهدهم يعيشون فى منزل دون سقف إلى ان استطاعت الأم بكفاحها بناء المنزل ليصل إلى ثلاثة أدوار.. الأم الشابة لم تلتفت لنفسها وأصرت أن تضع أبناءها على الطريق الصحيح وتكمل تعليمهم فأصبح الابن الاكبر مهندسا حراً وبمزارع خاصة والابن المعاق لم تتركه بل الحقته بالمدارس الفكرية وحصل على الابتدائية والاعدادية والابن الاصغر فى نهائى آداب ويعمل بجانب دراسته، حرصت الأم على استخراج معاش كرامة 490 ببطاقة خدمات متكاملة.
ومازال عطاء الألم مستمراً فى الكفاح مع أبنائها ومساندتهم فى حياتهم.
محافظة دمياط تهنئ
الأم المثالية للمحافظة
كتب – السعيد الشيطي:
هنأت الدكتورة منال عوض محافظ دمياط السيدة عزة مجاهد فريخة الأم المثالية على مستوى المحافظة الأولى لعام 2024.. وأعربت المحافظ عن تقديرها لقصة الكفاح التى قدمتها الأم عزة وتقديرها الشديد للجهود التى تقوم بها الأمهات لرعاية أسرهن وخدمة المجتمع إلى جانب دورهن فى دفع عجلة التنمية وبناء الوطن.. كما قدمت التهنئة إلى المرأة المصرية تزامنًا مع الاحتفالات بعيدها وعيد الأم خلال هذا الشهر.
كانت الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى قد أعلنت أسماء الأمهات الفائزات فى مسابقة الأم المثالية لعام 2024 على مستوى المحافظات حيث جاءت عزة مجاهد السيد فريخة الأم المثالية الأولى على محافظة دمياط.
يذكر أن الأم المثالية على مستوى المحافظة حاصلة على دبلوم تجارة رغم الظروف الصعبة للأسرة وتعمل موظفة بمنطقة بريد دمياط وأرملة ولديها ثلاثة أبناء عكفت على تربيتهم حتى تخرجهم وزواجهم حيث حصلت الابنة الأولى على بكالوريوس الطب والابنة الثانية على ليسانس آداب وتربية بينما حصل الابن الثالث على ليسانس شريعة وقانون.
«جدة»..
نبع الحنان ومسكن الآلام
عاشت «جدة» حياتها تشع طاقة أمل وحنان لطفلين أراد الله أن يذيقهم مرارة اليتم وألم المرض قاومت مستعينة بالله وايمانها لتصل بهم لبر الامان ومازال عطاؤها مستمراً.
جدة صادق أرملة منذ 32 عاما وتبلغ من العمر 54 عاما وهى ربة منزل وغير متعلمة وتزوجت وهى فى عمر العشرين عام 1990 من زوج يعمل بالجهاز الإدارى للدولة وقد بدأت معاناة الأم بعد أن توفى الزوج تاركاً لها ولدين الأول عمره عامان والثانى ٩ أشهر، عانى كل من الطفلين منذ الولادة من الإصابة بأنيميا البحر المتوسط بالإضافة إلى أن الابن الأصغر يعانى من إعاقة حركية بالساق اليمنى «تكيس بالشريان القصبي» وعانت الأم من أمراض القلب والضغط منذ وفاة الزوج عام 1992 ورفضت الزواج وكرست حياتها فى تربية ورعاية أولادها وكافحت الأم فى تعليم أبنائها ليحصلوا على مؤهل مناسب حتى تخرجوا من دبلوم فنى صناعى وظلت الأم تكافح وتسعى لعلاجهم ولكن دون جدوى ورغم هذا أصرت على متابعة العلاج وقامت بتزويج أبنائها حتى رزقت بخمسة أحفاد.
كانت الأم تعيش بجانب ابنها المعاق حركيا – لا يعمل – وزوجته وابناؤه الخمسة حتى تتقاسم معهم الإنفاق على الأسرة من معاش الأب بالمناصفة كما أنها ترعى الابن الأكبر الذى يعانى من انيميا البحر المتوسط وعلى الرغم من عدم وجود دخل شهرى ثابت تحملت الأم أعباء الحياة والظروف الصعبة وقامت باستخراج كارنيه الخدمات المتكاملة لابنها من أجل حصوله على معاش أو وظيفة حتى يستطيع توفير الاحتياجات اللازمة لأولاده وزوجته ومازالت الأم تقدم العطاء للأبناء والاحفاد.
«أم هاشم».. عطاء مستمر
كافحت حتى حصل 3 من أبنائها على الماجستير
«أم هاشم» سيدة من الوادى الجديد تلك الأرض الطيبة التى تنبت الطيبين.. استطاعت رغم فقد سمعها ووفاة زوجها أن يحصل ابناؤها على الماجستير كل فى تخصصه.. لتؤكد من جديد أنه لا يوجد مستحيل مع الصبر والإرادة والإيمان.
أم هاشم إبراهيم الأرملة منذ 28 عاما وذات 65 عاماً بدأت قصة كفاحها منذ أن كانت فى السابعة عشر من عمرها وكانت الأخت الكبرى لخمسة من الأخوات وكانت عونا لأبيها بعد وفاة والدتها فقد تخلت عن دراستها رغم تفوقها الدراسى للبحث عن عمل لمساعدة اخوتها واستكمال للتعليم الجامعى وفى ظل ذلك تعرضت لوعكة صحية أثرت على حاسة السمع مما أدى إلى ضعف شديد بالسمع.
تزوجت الأم فى الحادى والعشرين من عمرها عام 1980 من موظف باحد البنوك كان نعم السند وانجبت خمسة من الأبناء وقد توفى ابنها الثانى بعد ولادته بخمسة عشر يوماً وقد قام الأب بتربية البنات على القيم والصفات النبيلة وتدرج هو فى المناصب حتى أصبح رئيس قطاع رغم مرض الأم فكانت تقف مساندة للزوج والفتيات فى دراستهن.
فى عام 2016 تعرضت الأسرة لظروف وفاة الزوج مما أثر على جميع أفراد الأسرة ولكن الأم كانت قوية وتغلبت على أحزانها حتى اكمل الأبناء تعليمهم وأصبحت الابنة الكبرى حاصلة على ماجستير فى التحاليل الطبية ومتحدث اعلامى وعضو بأمانة الشئون البرلمانية باحد الاحزاب والابن الثانى مدير إدارة الموارد البشرية بأحد البنوك والابنة الثالثة حاصلة على ماجستير إدارة أعمال وتستكمل درجة الدكتوراه وتعمل مسئول خدمة العملاء بأحد البنوك والابنة الصغرى طبيبة حاصلة على ماجستير طب جراحة العيون بأحد المستشفيات ومازال عطاء الأم مستمراً لأولادها ولأسرتها.
«مين ميحبش» فاطمة..
قاهرة السرطان وينبوع العطاء
فاطمة مثال حى للمرأة المصرية الأصيلة التى تحدت المستحيل وتغلبت على المرض اللعين.. حتى وصلت بأسرتها إلى بر الأمان فى رحلة عطاء مملوءة بالأمل والمعاناة والتضحية واليقين بالله.. فى السطور التالية تفاصيل الحكاية.
تزوجت فاطمة السيد من محافظة السويس ذات 69 عاماً والأرملة منذ 38 عاما وهى ابنة أربعة وعشرين عاماً فى عام 1979 وكان يعمل زوجها بإحدى شركات الحديد والصلب وبعد ٣ سنوات من زواجها مرض الزوج وفى بداية الأمر لم يخبرها ولكن سرعان ما تدهورت حالته وبعد ٦ أشهر من المرض أخبرها بإصابته بمرض مزمن فى الكبد وخلال هذه الفترة حصلت الزوجة على وظيفة بإحدى الجامعات بالمحافظة التى تقيم بها لكى تساعد زوجها بعد مرضه وبعد صراع مع المرض لمدة ٤ سنوات توفى الزوج بعد زواج دام ٧ سنوات فقط تاركا لها طفلين أحدهما بنت تبلغ من العمر ٤ سنوات والآخر ولد يبلغ عامين.
ولقد عانت الام كثيراً بعد وفاة زوجها من الظروف المادية حتى قامت بشراء ماكينة تريكو مستعملة للانفاق على أولادها بجانب عملها الحكومى وجاهدت الأم على رعاية أولادها والحقتهم بالمدارس الخاصة كى لا يشعروا بانهم أقل من أبناء عائلتهم وقد حرصت الأم من خلال عملها بمركز الأمراض المعدية على مساعدة المرضى وأسرهم لأنها مرت بنفس الظروف مع زوجها قبل وفاته واشتركت فى العمل الاجتماعى بإحدى الجمعيات وأصبحت عضو مجلس إدارة جمعية خاصة بمرضى الدم.
كانت تضطر الأم إلى اصطحاب أبنائها معها للعمل بعد نهاية اليوم الدراسى لمتابعة دراستهم واستمر عطاء الأم حتى حصلت الأبنة الأولى على بكالوريوس نظم ومعلومات إدارية وقامت الأم بتجهيزها وتزوجت وحصل الابن الثانى على بكالوريوس تجارة.
اكتشفت الأم اصابتها بمرض السرطان وتم استئصال الورم واستمرت فى العلاج حتى تم شفاؤها بفضل الله وتقوم بمتابعة دورية ومازالت مستمرة بأعمال الجمعية لكن من المنزل بسبب مرضها ومازال عطاء الأم مستمراً للأسرة والمجتمع.