ما أروع الشدائد والمحن.. والمواقف كفيلة بأن تفصل بين الحق والباطل.. بين الحقيقة والكذب بين المعادن النفيسة والرديئة.. أكثر من 10 سنوات تعرضت فيها مصر للطعن والإساءات وحملات مسعورة ومكثفة على مدار الساعة من الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتشويه.. وواجهت القيادة السياسية حجماً غير مسبوق من الأباطيل والأكاذيب والإساءات.. وانبرت حملات التشكيك والتشويه للإساءة إلى جيش مصر العظيم.. هذا الجيش الأسطورة فخر الأمة المصرية والعربية الذى يقف مثل الصخرة فى وجه الأطماع والأوهام والمخططات والمؤامرات.. يحمى ويصون الأرض والعرض.. يسهر بقوة خير أجناد الأرض.. بإيمان وعقيدة شريفة على حماية الحدود ضد حملات الاستعمار الجديد الذى يتستر بالشعارات الزائفة سواء الإنسانية أو التنموية أو ضد شهوة التوسع المريضة والأوهام الخبيثة.. الجيش العظيم الذى يعتلى منصة القوة والقدرة والردع والإيمان بشرف وقدسية تراب مصر والحفاظ على أمنها واستقرارها وسيادتها ووحدة وسلامة أراضيها ومقدرات شعبها.. الجيش الرابض فى الثغور لا يبالى ولا يخاف إلا ربه.. فخير أجناد الأرض لهم من الأمجاد والانتصارات والبطولات رصيد زاخر غير محدود فى سجلات التاريخ كان ومازال على درب الأجداد والأبطال سائراً.. بل أكثر قوة وقدرة يجهض ويفسد نوايا الشر الخبيثة.
ليست المحن والشدائد والتهديدات والمخاطر فى جلها بلاء وشقاء ولكن فى جنباتها دروس كثيرة وعبر وحقائق ساطعة تكشف ما كان يدور فى جنح الظلام والغرف المغلقة تفضح المؤامرات والمخططات والأهداف الشيطانية.. المحن والشدائد فضحت أعداء الوطن والأمة العربية.. كشفت من يعمل لحسابهم وينفذ أوامرهم وتعليماتهم.. تحملت مصر وقيادتها وجيشها ما لا تتحمله الجبال من أكاذيب وأباطيل وتشكيك وتشويه ومحاولات لهز الثقة بين القيادة والشعب الذى لم يشك لحظة أو يتزعزع يقينه فى شرف ووطنية وإخلاص القيادة.. أدرك ان أعداء الوطن وقوى الشر وأذنابها وأدواتها لا يريدون الخير للأمة المصرية.. يحاولون بشتى الطرق تعطيل مسيرتها وضرب مشروعها الوطنى لتحقيق التقدم الذى طالما حلم به المصريون على مدار عقود طويلة وتعرض للضرب مرات ومرات.
أكثر من عشر سنوات من الكذب والتشكيك والشائعات والتشويه روجتها منابر وأبواق وخلايا قوى الشر والجماعة الإرهابية التى تعمل كأداة فى المؤامرة على مصر.. زعموا ان مصر ستبيع سيناء وأنها جزء من صفقة القرن المشبوهة.. وزعموا ان مشروعات مصر العملاقة لبناء الدولة الحديثة فنكوش وانه لا عائد منها ولا طائل.. الحقيقة باتت ساطعة «على عينك يا عالم» كل حملات الأكاذيب والشائعات والتشكيك تهاوت وأجهضت وفشلت.. صدمة الموقف المصرى وصلابة جيشها وعظمة قيادتها السياسية أصابت قوى الشر وتحالف الشيطان بالجنون.. بدأ التراجع والانسحاب والتخلى عن الأفكار الشيطانية حتى وان بدت التصريحات تقول انه لا وجه للعجلة.. وإسرائيل التى ترتعد فرائصها من قوة مصر وقدرة جيشها أعلنت التزامها باتفاقية السلام.. الفئران تعود للجحور من جديد.. هناك مارد.. لن يبقى ولا يذر إذا تعرض الأمن القومى المصرى للخطر أو التهديد أو فكر أحد فى المساس بثوابتها وخطوطها الحمراء هى هى رسالة الأمة المصرية.
العالم استيقظ على الحقيقة.. اكتشف ان كل ما يروج على مصر عن إساءات وأكاذيب وتشكيك وتشويه مجرد أباطيل.. وان الحقيقة الساطعة هى ان مصر دولة قوية وقادرة بما يفوق توقعات الجميع.. وان ما شهدته على مدار أكثر من عشر سنوات حولها إلى قوة إقليمية عظمى.. قادرة على حماية أمنها القومى بجدارة وثقة ولا تستطيع أى قوة اجبارها أو ارغامها على قبول ما لا تريده أو يخالف ثوابتها وخطوطها الحمراء.
تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب رغم مرارتها ورفضها جملة وتفصيلا إلا أنها كانت كاشفة وفارقة.. أخرجت المخطط أقصد مشروع التهجير الشيطانى من نطاق الغرف المغلقة والكواليس ووضعت حداً للضغوط والاغراءات لتصبح حقيقة أمام العالم والرأى العام المصرى.. أدرك الشعب المصرى الحقيقة وان الوطن مستهدف وترامب وفر علينا جهوداً مضنية لبناء الوعى والفهم وايصال ما يدور.. وضع كل شىء على طاولة الوعى.. ما طرحه ترامب وموقف مصر الحاسم والقاطع بالرفض فجر قنابل الحقيقة واختصر طريقاً طويلاً لمحاولات اقناع المشككين فى المؤامرة والمخطط وزاد المؤمنين بها إيماناً وأدرك المصريون انهم أمام مخطط يمثل خطراً جسيماً على وطنهم وأمنه القومى.. وأيضاً تهديداً لثوابتهم وشرف مواقفهم فى عدم السماح بتصفية القضية الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطينى خارج أرضه.. ولذلك فإن النتائج والدروس والرسائل كثيرة من قلب معركة التهجير التى انتصرت فيها الإرادة المصرية كالتالى:
أولاً: أننا أمام قيادة سياسية وطنية شريفة واستثنائية وان رؤيتها فى بناء مصر الحديثة القوية القادرة أثبتت جدواها ونقلت مصر إلى مصاف القوة والقدرة والصلابة والمستقبل الواعد وهو ما يزيد من صلابة الاصطفاف الوطنى خلف القيادة السياسية ورؤيتها فى العبور بمصر إلى بر الأمان وإلى المستقبل.
ثانياً: كان ومازال الجيش المصرى العظيم هو صمام الأمان وحائط الصد الذى يحفظ لهذا الوطن أمنه واستقراره ووحدة وسلامة أراضيه وسيادته وحماية مقدرات شعبه.. وان الاستثمار العبقرى فى بناء القوة والقدرة والردع هو مسار وجودى ولابد من مواصلته بأقصى عزم وقوة وان رهان المصريين على قيادتهم وجيشهم هو الرهان الرابح.
ثالثاً: مسار الإصلاح والبناء والتنمية أتى ثماره وحقق أهدافه وجدواه فى تحصين الدولة المصرية وتمكينها من القوة والقدرة ومهما بلغت التحديات والمعاناة لابد من استكمال هذا الطريق الذى يحقق نجاحات مدوية.
رابعاً: السقوط الذريع وفشل حملات الأكاذيب والشائعات والتشكيك بعد ان أدرك جميع المصريين جميع أهدافها ونواياها الخبيثة وانها تدار ضد مصر ولصالح أعدائها وان الجماعة الإرهابية تنتهج أحقر أنواع الخيانة العظمى.. وللحديث بقية.