أبناء النوبة شيعوا «الأغاخان الرابع» بالجلباب الأبيض
![بالمراكب النيلية.. جنازة رسمية لإمام الطائفة «الإسماعيلية» 3 | جريدة الجمهورية بالمراكب النيلية.. جنازة رسمية لإمام الطائفة «الإسماعيلية» 2 | جريدة الجمهورية](https://algomhuria.gomhuriaonline.com/wp-content/uploads/2025/02/IMG-20250210-WA0004.webp)
وسط دقات أجراس الكنائس، وأصوات الآذان تأكيد السماحة بين الأديان، شارك اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان الأمير رحيم أغاخان وأسرته فى مراسم الجنازة الرسمية لتوديع الأمير كريم الحسينى الأغاخان الرابع، والإمام الـ 49 للطائفة الإسماعيلية والذى توفى عن 88 عاماً مساء الثلاثاء بمدينة لشبونة البرتغالية، وتم نقل جثمانه إلى أسوان لدفنه فيها على ضفاف النيل الخالد.
قدم الدكتور إسماعيل كمال خالص التعازى باسم الحكومة المصرية لأسرة زعيم الطائفة الإسماعيلية، والذى أوصى بأن يتم دفنه بجوار جده السلطان محمد شاه بالجبل الغربي، وتم استقبال الجثمان وأفراد الأسرة والأمير رحيم بمطار أسوان الدولي، موضحاً بأنه تم تقديم كافة التسهيلات والتيسيرات مع سرعة إنهاء الإجراءات، وإنهاء جميع التراخيص والتصاريح وفقاً لتعليمات الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء .
شهدت مراسم التشييع حضور شخصيات بارزة ومحبيه الذين ودعوه بحزن وتقدير لدوره البارز فى دعم المجتمعات وتحقيق التنمية.
تقدم الجنازة اللواء إسماعيل كمال، محافظ أسوان، والأمير رحيم أغاخان وأسرته، بجانب حضور المهندس عمرو لاشين، نائب محافظ أسوان، والدكتورة حنان الجندى المدير التنفيذى لمؤسسة أم حبيبة.
تحرك موكب الجنازة من أمام مقبرة العقاد بمدينة أسوان، إلى ميدان الدكتور مجدى يعقوب أمام مجمع محاكم أسوان، ثم تحركت الجنازة فى عدد من المراكب النيلية إلى البر الغربى لنهر النيل متوجهة إلى مقبرة الأغاخان الثالث ليوارى مثواه الأخير، وبالزى الرسمى الجلباب الأبيض والعمامة تقدم أبناء النوبة مراسم تشييع جثمان الأمير الراحل سيراً على الأقدام حتى مثواه الأخير.
كان الأمير كريم قائداً للطائفة الإسماعيلية لما يقرب من سبعة عقود، وقدم إسهامات كبيرة فى مجالات التنمية والخدمات الإنسانية ،، وايضا كان رئيس مؤسسة أغاخان للتنمية وقام بالدور الرائد لشبكة أغاخان، ومنها مؤسسة أم حبيبة، حيث قام بتنفيذ العديد من البرامج التنموية فى خدمة المجتمع الأسوانى لكونها رافداً هاماً من روافد العمل الخيرى والأهلى على مدار العقود الماضية بداية من عشق الراحل أغاخان وزوجته البيجوم لأسوان.
الأمير كريم حسين آغاخان الرابع، هو شخصية خيرية بارزة، ويُعرف بأنه الإمام الحالى للإسماعيليين، وُلِد فى 13 ديسمبر 1936 فى جنيف، سويسرا وينحدر من سلالة تقود الإسماعيليين منذ قرون، حيث تولى إمامة أتباعه بعد وفاة جده، آغا خان الثالث، فى عام 1957، و تلقى تعليمه فى مؤسسات تعليمية مرموقة فى أوروبا وأمريكا، مما ساهم فى تشكيل رؤيته العالمية والتقدمية ،، ساعدته هذه الخلفية التعليمية على اكتساب معرفة واسعة فى شتى المجالات، بما فى ذلك الاقتصاد والثقافة والحضارة.
يعتبر الأمير كريم آغا خان رمزاً للتنمية الشاملة، إذ أسس شبكة التنمية آغا خان (AKDN) التى تعمل فى أكثر من 30 دولة حول العالم و تركز مشاريعه على تحسين قطاعات التعليم، والصحة، والبنية التحتية، والحفاظ على التراث الثقافى والبيئى من خلال مؤسسات مثل الصندوق الثقافى أغاخان، يُساهم فى دعم الفنون والعمارة وحماية التراث التاريخي.
كما وفر الأمير كريم آغاخان التوجيه الروحى والدعم لملايين الأتباع حول العالم ،، كما اشتهر بنهجه المعتدل والداعم للحوار بين الثقافات والأديان، مما يعزز قيم التعايش والتعددية فى المجتمع العالمى .. إلى جانب نشاطه فى المجالات الدينية والخيرية، له اهتمامات فى رياضة الفروسية وسباقات الخيل، وهو من الداعمين لهذه الرياضات فى بعض الدول.
يعد الأمير كريم آغاخان شخصية تجمع بين العمل الدينى والجهود الإنسانية، مما جعله رمزاً للتقدم والتنمية فى المجتمعات التى ينتمى إليها وفى العالم أجمع.
وتُعد مقبرة الأغاخان التى دفن فيها جثمان الأمير كريم من أبرز المعالم التاريخية فى أسوان، حيث تجذب السياح من جميع أنحاء العالم وتعود قصة هذه المقبرة إلى جده السلطان محمد شاه الحسيني، الأغاخان الثالث، الذى أمر ببنائها على ربوة عالية فى أسوان، وأوصى بدفنه فيها.
يرجع سبب اختيار أغاخان الجد لأسوان كمثوى له إلى قصة شفائه من مرض الروماتيزم وآلام العظام فبعد أن عجز الأطباء عن علاجه، نصحه أحد أصدقائه بالذهاب إلى أسوان، حيث تلقى علاجا طبيعيا بالدفن فى رمالها، وشفى أغاخان الثالث من مرضه بشكل كامل، وعاد إلى الحركة على قدميه، مما جعله يحب أسوان ويقرر أن يدفن فيها بعد مماته.
قال حسن عبد القادر مدير غرفة شركات السياحة بأسوان ان علاقة محافظة أسوان بأسرة أغاخان علاقة تاريخية ترجع الى أعوام ماضية عديدة عندما آتى أغاخان الى محافظة أسوان عام 1954، حين كان يعانى من الروماتيزم وآلام العظام، وبعد فشل كل محاولات الأطباء فى إيجاد علاج لحالته، نصحه أحد أصدقائه بزيارة أسوان، فجاء بصحبة زوجته وحاشيته ومجموعة من أطبائه على مقعد متحرك، وأحضروا له شيخاً نوبياً خبيراً فى الطب، والذى نصحه بدفن نصف جسمه السفلى فى رمال أسوان لمدة ثلاث ساعات يوميًا فى الأسبوع.
وبعد ثلاثة أسابيع من اتباع هذا العلاج الطبيعي، عاد أغاخان إلى الفندق الذى كان يقيم فيه مشيًا على قدميه وسط فرحة عارمة من زوجته ومؤيديه، ومنذ ذلك الحين، قرر أن يزور أسوان كل شتاء، حيث عشق أغاخان وزوجته نيل أسوان وأقاما فى فيلا تطل على نهر النيل.
طلب أغاخان بدفنه فى المكان الذى تم علاجه فيه وحرص على شرائه وبناء ضريح كى يدفن فيه بعد وفاته إلا أن جسده نقل إلى الضريح بعد عامين من وفاته.
كانت زوجته «أم حبيبة» ملكة جمال فرنسا والزوجة الرابعة والأخيرة تذهب يوميا من خلال الصعود على درجات السلم، وحرصت على تكليف الحارس أو البستانى بوضع وردة على ضريح زوجها حال مرضها أو سفرها خارج البلاد.
لفتت إلى أن قصة الوردة تعود إلى حبه الشديد للقراءة وحرصه على استنشاق الورود خلال القراءة، مما دفع زوجته لوضع وردة حمراء يوميا على ضريحه بعد وفاته وبعد وفاة أرملة أغا خان السيدة أم حبيبة تم دفنها بجواره و حرص البستانى على وضع وردتين على الضريح من أجل أغا خان وزوجته.
الأغاخان الخامس يشكر الرئيس السيسى لتسهيل دفن الأمير كريم الحسينى.. بأسوان
قدم الأمير الجديد للطائفة الإسماعيلية رحيم الحسينى الأغاخان الخامس خالص شكره وتقديره للرئيس عبدالفتاح السيسى والحكومة المصرية برئاسة د.مصطفى مدبولي، على الدعم اللامحدود الذى أظهرته الدولة المصرية لمؤسسة أغاخان والطائفة الإسماعيلية، خلال إنهاء الإجراءات المتعلقة بمراسم الجنازة والدفن، للأمير الوالد كريم الحسينى الأغاخان الرابع فى أسوان.
جاء ذلك خلال لقائه أمس مع محافظ أسوان د.إسماعيل كمال، لتقديم اعتزازه وشكره على ما تم تقديمه من تيسيرات ودعم ساهم فى استخراج مراسم الجنازة والدفن للأمير الراحل فى أبهى صوره، وبما يليق بمكانة الدولة المصرية، مشيدا بجهود محافظة أسوان بقيادة د.إسماعيل كمال، بشأن تنظيم المراسم بشكل متميز.
تناول اللقاء سبل التعاون بين المحافظة و شبكة الأغاخان ومؤسسة «أم حبيبة» خلال الفترة القادمة، من خلال ضخ استثمارات جديدة وتنفيذ حزمة من البرامج التنموية والمجتمعية.
فى نهاية اللقاء، أهدى المحافظ أسوان مفتاح مدينة أسوان للأمير رحيم الحسينى الأغاخان الخامس، تقديراً لأسرة الأغاخان التى تكن المحبة لمصر بشكل عام، ومحافظة أسوان على وجه الخصوص.
فى السياق تفقد محافظ أسوان الدكتور إسماعيل كمال، والأمير الجديد رحيم الحسينى الأغاخان الخامس والوفد المرافق له مسجد بدر بالطابية والمنطقة المحيطة التى تشارك فى مشروع تطويرها مؤسسة أم حبيبة التى تعتبر أحد فروع المؤسسات التابعة لشبكة الأغاخان.
قال محافظ أسوان، إنه وفقاً للتنسيق بين المحافظة ومؤسسة أم حبيبة سيتم تنفيذ المرحلة الثالثة من مشروع تطوير منطقة الطابية.