دعم جهود مصر وقطر فى العمل على تحويل اتفاق وقف إطلاق النار الحالى إلى اتفاق مستدام
القمة العربية الطارئة تأتى فى ظروف غير عادية فى المنطقة وهناك ترقب والشارع العربى يتطلع للقرارات ومخرجات هذه القمة وهو يعلم انه سوف يكون الرفض الكامل لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير سكان قطاع غزة وهنا نتذكر القمة التاريخية قمة اللاءات الثلاث بالخرطوم عام 1967 «لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف بإسرائيل»، واليوم نقول «لا للتهجير ولا لتصفية القضية الفلسطينية ولا للتوسع الاستيطانى وضم الأراضى الفلسطينية « ونقول « نعم لحل الدولتين ونعم لإعمار غزة ونعم لحق العودة».
كثفت مصر الاتصالات وتبادل الرؤى حول تطورات أوضاع القضية الفلسطينية مع الأشقاء العرب وأعلنت عن استضافة القمة مؤكدة على ثوابت الموقف العربى إزاء القضية الفلسطينية، الرافض لأى إجراءات تستهدف تهجير الشعب الفلسطينى من أرضه، أو تشجيع نقلهم إلى دول أخرى خارج الأراضى الفلسطينية، باعتبارها انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وتعدياً على الحقوق الفلسطينية وتهدد الأمن والاستقرار فى المنطقة وتقويض فرص السلام والتعايش بين شعوبها.
قال د.محمد مرعي، خبير بالمركز المصرى للفكر والدراسات الإستراتيجية إن إعلان مصر عن موعد عقد قمة عربية فى القاهــرة فى 27 فبراير الجاري، خطوة كانت متوقعة بلا شك، فى ضوء المخاطر والمهددات التى يتعرض لها الأمن القومى والمصالح العربية حالياً، وفى ضوء موقف كل القوى العربية الآن من مخطط التهجير ومخطط تصفية القضية الفلسطينية ورفض ما أعلنه الرئيس الأمريكى والذى للأسف يتماهى مع تطلعات اليمين الدينى المتطرف فى إسرائيل، وعليه كان هناك حاجة لبلورة موقف عربى موحد يتم بموجبه مجابهة هذه المخاطر.
أكد مرعى أن مصر وموقفها الحاسم والصلب الذى عبر عنه الرئيس السيسى من رفض تهجير الفلسطينيين ورفض تصفية القضية الفلسطينية، وما تبعه من جهود دبلوماسية وسياسية، هو الأساس والبداية التى أفرزت مجمل المواقف الإقليمية والدولية الراهنة الرافضة بقوة وبوضوح تهجير الفلسطينيين من أرضهم مع التأكيد على حل الدولتين.
أوضح أن القمة العربية تؤكد على الرؤية العربية لحل الصراع الفلسطينى الإسرائيلي، وأن غزة وفلسطين ليست فقط قضية إنسانية، بل قضية شعب يناضل منذ أكثر من 75 عاماً لنيل حقوقه المشروعة فى دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. فهناك قرارات أممية تحفظ الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف، والتى تمنع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بمحاولة تجاوزها فى انتهاك صارخ للقانون والنظام الدولي.
كما تؤكد القمة العربية القادمة على دعم الموقف المصرى والأردنى من رفض تهجير الفلسطينيين إلى سيناء والأردن، أو إلى أى مكان آخر، ودعم جهود مصر وقطر فى العمل على تحويل اتفاق وقف إطلاق النار الحالى إلى اتفاق مستدام تنتهى بموجبة الحرب وعمليات تبادل الأسري، لتبدأ بعدها مشروعات التعافى وإعادة الإعمار بشكل سريع لقطاع غزة المدمر.
ستعكس هذه القمة قوة المواقف العربية، وأهمية الوحدة، فأى تهديد لدولة عربية هو بمثابة تهديد لكافة الدول الأخري. وأن هناك دولاً وشعوباً فى هذه المنطقة لها مواقف ثابتة ومصالح لا يمكن التنازل عنها.
فى توقعى أن القمة ستؤكد دعم الرؤية المصرية لإعادة إعمار القطاع، واستضافة مصر بالتعاون مع الأمم المتحدة مؤتمراً دولياً لإعادة إعمار غزة، فمصر أعلنت وأكدت وخلافاً لما صرح به الرئيس ترامب، أنه يمكن إعادة الإعمار دون خروج أى فلسطينى من أرضة، والأهم ألا تتخلى الولايات المتحدة الأمريكية عن مسئولياتها وتمارس ضغوطا على إسرائيل لتسمح بدخول المعدات والجرافات اللازمة لإزالة الركام، بجانب شاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية وعلى رأسها الخيام والبيوت المتنقلة، فللأسف فإن إسرائيل لم تلتزم بشكل كامل بالملحق الإنسانى فى اتفاق وقف إطلاق النار الجاري، فى شكل بدأ واضحاً منه أنها تريد استدامة معاناة أكثر من 2 مليون فلسطينى لدفعهم للهجرة.
قال إنه سيكون هناك موقف عربى موحد فى هذه القمة من دعم عودة السلطة الوطنية الفلسطينية لإدارة قطاع غزة، وهو الأمر الذى ترفضه إسرائيل والتى عملت لسنوات على تعميق الانقسام الفلسطينى وفصل قطاع غزة عن الضفة كجزء من هدف إستراتيجى أصبح واضحاً الآن وهو قتل حل الدولتين وإنهاء وتصفية القضية الفلسطينية.
من جانبه أكد د. مصطفى كامل استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن القمة العربية مهمة للغاية و تتطلع الشعوب العربية للقرارات التي سوف يتوافق عليها القادة العرب ومن أهم القرارات الرد على الانتهاكات الإسرائيلية فى الأراضي المحتلة سواء فى غزة أو الضفة الغربية والرد على مخططات التهجير ورفضها رفضا قاطعا والتأكيد على موقف عربي موحد تجاه الخطط الصهيونية للتوسع فى المنطقة وتهديد الأمن والاستقرار ورفض احتلال إسرائيل وتوسعها فى الأراضي السورية والجنوب اللبناني مشيرا إلى أن الدعم العربي غاية فى الأهمية فى هذا التوقيت الحساس الذي يتعرض فيه الإقليم لتهديدات ومخططات مرفوضة واتخاذ قرارات رادعة لإسرائيل واتخاذ قرارات حاسمة تجاه هذه التهديدات وأن لقاء الرؤساء العرب يعزز الصورة أمام العالم والاعلام العالمي ويصد الكلام حول أحقية اليهود فى الأراضى الفلسطينية.
وأوضح أن الموقف المصري ثابت تجاه كل ما تلوح به اسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية من مخططات التهجير وأن القيادة السياسية واعية لكل المخاطر التي تهدد الأمن القومي، وخاصة موضوع التهجير وتم التلويح بإنهاء معاهدة السلام وعلى الفور فهم الجانب الإسرائيلي خطورة رد الفعل المصري وارسل على الفور تمسكه بالمعاهدة مضيفا أن مصر تريد أن يتم إنهاء الحرب على غزة وإتمام المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة .