مع بدء الفصل الدراسى الثانى والعودة للمدارس، ونظراً لأن التيرم الثانى غالباً ما يقتصر على أشهر معدودة يتخللها شهر رمضان الكريم وما يتبعه من إجازة الأعياد، قبل أن نفاجأ بأننا أمام امتحانات نهاية العام الدراسى وتبدأ معه حالة من الترقب والانتظار بقلق لاستقبال النتائج ومعرفة الدرجات التى حصل عليها الطلاب لمعرفة مصيرهم فى الانتقال للفرقة الدراسية الأعلى أو الحصول على قسط من الراحة غير المريحة لتعديل الأوضاع مع امتحانات الدور الثاني!!
ولأنه مازال صراع الدرجات هو المحدد لتوزيع الطلاب على أنواع متنوعة من النظام الدراسى طبقاً للحد الادنى للقبول بكل نمط من النظام التعليمى بدءاً من المرحلة الإعدادية ووصولاً إلى المرحلة الثانوية من التعليم الاساسى، ومن المتصور أن غالبية الأسر تعتبر المرحلة الثانوية هى الأساس فى تحديد مصير أبنائهم لمواصلة مشوار التعليم وصولاً إلى الهدف النهائى فى الحصول على وظيفة مرموقة تمكنهم من تلبية احتياجاتهم.. لذلك لم يكن غريباً أن يتم التفكير منذ نحو أكثر من 6 سنوات لطرح شهادة أو نظام تعليمى فى المرحلة الثانوية لإنهاء متاعب وقلق الأسر من ثقافة المجموع والصراع على الدرجة فى مسابقة الدرجات أمام مكتب التنسيق لترشيح الطلاب على المعاهد والجامعات طبقاً للحد الأدنى للقبول بكل كلية ومعهد.
ومن غير المقبول أن يتم طرح نظام للامتحانات يمهد الطريق للغش أو يتيح فرص التساوى بين طالب اجتهد وذاكر وتعب طول العام الدراسى مع زميل له يعتمد على «الفهلوة» و«بختك يا أبوبخيت» فى الاختيار من بين متعدد بأسئلة الامتحان!!
تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص فى الامتحانات، مسألة فى غاية الأهمية لسد حالة الاحتقان والغل والحقد من بين أبناء المجتمع الواحد، خاصة ما يردده البعض بأن من يملك المال أو المنصب والنفوذ، فإنه له الحق فى الحصول على لجنة خاصة أصبحت معروفة إعلامياً بـ «لجان الأكابر»، ووصولاً إلى امكانية شراء الدرجات بالتعاون مع مجموعة محدودة من العاملين فى بعض الكنترولات، وهو ما يهدد نظامنا التعليمى بشكل يستدعى لنسفه!!
لذلك ربما نحن بحاجة لشهادة بيضاء دون مجموع وقائمة على مبدأ إلغاء ثقافة المجموع وتجاوز مكتب التنسيق، بحيث تؤهل الطالب للكلية التى يرغبها وتتناسب مع ميوله وإمكاناته المعرفية.
وليس من المعقول ترشيح طالب لكلية قمة بناءً على الدرجات المرصودة له بشهادته وهو لا يجيد كتابة اللغة العربية!!
نحن بحاجة لشهادة تؤهل طلابنا لسوق العمل الجديد وتتيح امامهم فرص الالتحاق به والعودة لمدرجات الجامعات فى نفس التخصص الذى يعمل فيه، بعد أن اكتسب الخبرات اللازمة منه.. وبذلك يستفيد المجتمع من إمكاناته لأداء عمله فى وظيفته بجودة مميزة، وفى نفس الوقت يدفعه للتألق فى دراسته الجامعية.