موجة غضب تجتاح رواد المقهى الذى أجلس عليه دائماً بالحى الهادئ الذى أعيش فيه على تصرفات ذكر مجنون غير متزن يحمل سكينا يمر دائماً من الشارع الذى يقع فيه المقهى وآخرها قيامه بخلع ملابسه واستعراض تسريحه شعره وجسده المهرهل وقام باحتلال جزء من المقهى وإنشاء «عشه» فى ثوان معدودة ويصر على طرد رواد المقهى.
وعلى الفور؛ موجة غضب شديده تجتاح شباب المقهى على تصرفات المجنون يقودها شاب مثقف ابن بلد يرفض العيب ويتصدى بقوة لما يفعله المجنون.. ولسان حاله بعدنا عن الدين واختلفنا فهنا وأصبح مجنونا يفعل فى الشارع ما يشاء.. وكاد يحدث صدام.
بسرعة تدخل كبار المقهى وطالبوا الشباب بعدم الصدام مع المجنون ويفكرون بهدوء فالمجنون قد يفعل أى شىء «قد يبول فى الشارع، يصيب أحدا بالسكين، يلقى بعض الحجارة على رواد المقهى، يدمر محتويات المقهى بالكامل»..
تجمع الرواد والتفوا حول صاحب المقهى واتحدوا معه ورفضوا ما يفعله المجنون.. وعلى الفور أعلن أقارب المجنون رفضهم لتصرفاته خوفاً من موجة عنف قد تجتاح الحى وسارع العم الأكبر بالتنصل من المجنون وأكد رفضه للتصرفات وطرد أصحاب المقهى فيما هرعت عمته وأعلنت من شرفة منزلها على الهواء مباشرة رفضها احتلال المقهى وهاجمت المجنون بشدة وكانت ردود الخال أشد عنفاً ووصفت أفعال المجنون بانها تجر الحى إلى صدام ومشاكل لن تنتهى وأنه مع أصحاب المقهى فى معركتهم ضد أى ظلم يتعرضون له وخرج زوج أمه يتهكم على تصرفاته وحديثه غير المنطقى وغير القابل للتنفيذ عن احتلال جزء من المقهى أو طرد أصحابه منه.
وسط هذه الاجواء المشحونة فجأة يظهر طبيب مشهور بالمنطقة فى آخر الطريق المؤدى للمقهى فاذا بالمجنون يرتدى ملابسه ويترك المكان.
دقيقة ووصل الطبيب وبدأ يوضح الحالة الصحية للمجنون وكيف ان أهله رافضون إيداعه مستشفى الأمراض العقلية وان كثرة حديثه وتكرار كلامه تعود إلى تعرضه للتنكر فى صغره ورفض الأطفال الانصات إليه وهو ما انعكس عليه ويشعره بعقدة نقص شديدة وان سقطاته الكثيرة وخلعه لملابسه بشكل متكرر تشير إلى عقدة نفسية تلاحقه من سنوات ثم قال الطبيب يجب إن يوضع فى المستشفى فوراً ولا يترك يفعل فى الطرقات فهو خطر على الجميع.