نحن نوسم الإعلام بأنه هادف إذا ما تناول فى مكونه وطيات ما يقدمه للمتلقى كل ما من شأنه يسهم فى تنميته ثقافياً أو فنياً أو مهارياً أو توعوياً بأشكاله وصوره المختلفة أو إخبارياً، ليصبح الإنسان مُدرِكاً بما يدور حوله من أحداث، متفاعلاً مع قضايا وطنه، قادراً على إفراز أفكار بنَّاءة تصب فى بوتقة الحلول والأطروحات التى تأخذ بها الجهاتُ المعنية صاحبة القرارِ.
بات الإعلام الهادف شريكاً فى مجالات الحياة العلمية والعملية والاجتماعية، فبواسطة حملاته تسلط الأضواء على المستهدف بغرض مزيد من الدعم والمساندة أو تصويب للمسار أو فتح آفاق جديدة تلبى مزيداً من الاحتياجات والمتطلبات.. والأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل صارت الآلة الإعلامية لها دور ريادى فى المكون الدبلوماسى، فمن خلالها وعبر قنواتها تتم التفاهمات وتُدشّن الحملات وتُشيد المبادرات كى تبلغ غاياتها المنشودة، وعلى بوابتها تُبنى الشراكات التى تحدث أثراً فاعلاً فى كثير من المجالات التنموية.
أرى أن الريادة الإعلامية المصرية قد أخذت منحى متميزاً.. حيث تعددت المنابر وباتت المنافسة فى إطار تحكمه معايير بعينها تضمن الشفافية والنزاهة.. فنحن ندرك أن بلوغ الريادة لا يقوم قطعاً على أمور غير مشروعة، فإن الفيصل هنا يكمن فيما نقدمه من فكر متلون أو فن أو قضايا تتسم بالفاعلية، تؤكد قوة النسيج الوطنى وتماسك الجبهة الداخلية للمجتمع، فى ضوء ما تتبناه من منظومة القيم النبيلة والأخلاق الحميدة.
إقرارنا بأن هناك تجاوزات على الساحة الإعلامية، يعنى الريادة فى حد ذاتها.. حيث لا يقبل الخروج عن مدونة السلوك المهنى التى تبناها الإعلام المصرى.. ومن ثم يحاسب على الفور من يتجاوزها، وهذا مظهر صحى فى أى مجال يؤمن بثقافة التنافسية والريادة.. ناهيك عن دور الرأى العام الذى لا يتقبل قطعاً ما يخرج عن ثياب ذوقه ومزاجه العام.. ومصر اليوم قد أضحت يقظة من خلال مؤسساتها التى تستجيب على الفور لمطالب الجموع، فلا مجال للتأخرِ أو التقاعس أو التجاهل.
رغم شهادتنا الناصعة البيان لمؤسساتنا الإعلامية فى مصرنا الحبيبة.. إلا أننا ننشد سرعة الوتيرة ومواكبة الحدث فى تنمية الوعى بصوره المختلفة، ليصبح إعلامنا سياجاً للحماية من الأبواق التى تنشر الشائعات بشكل غيرِ مسبوق، ومن خلال آليات تعتمد على الانتشار السريع والأساليب التى تستقطب الوجدان لها، فتجذب المزيد من ضحايا الوعى المشوه، أو المزيف بمختلف الفئات والأعمارِ.
مصر صاحبة السيادة والريادة، تُعد ساحة منفتحة على العالم كله، لكون ما لديها من كيانات إعلامية تتحلى بالديناميكية والحيويَّة، التى تفرز نتاجاً مثمراً يبقى أثره على الدوام.