الرئيس الأمريكى تحدث كما لو أنه شرطى العالم!
فى مسألة تهجير الفلسطينيين من أراضيهم التى يتمسك بها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خمس نقاط كفيلة بأن تجعل هذه الفكرة مرفوضة رفضا قاطعا من الفلسطينيين والعالم:
> النقطة الأولي: أن عملية إعادة الإعمار التى يتحدث عنها الرئيس ترامب من الممكن أن تحدث والفلسطينيين على أراضيهم وبدعم دولى يمكن تنفيذ تأهيل غزة تدريجيا بتوفير المساكن سابقة التجهيز والخدمات و تطهير المكان من مخلفات الحرب. هذه ليست مسألة صعبة فى ظل التقدم التكنولوجى لو توفرالدعم والموارد.
> النقطة الثانية: لو أن الأمر حتمى للخروج من قطاع غزة وانا لا أظن هذا حتميا- فلماذا لا ننفذ مقترح الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى طرحه فى بداية حرب غزة بنقل أهل غزة إلى صحراء النقب وهى أرض فلسطين التاريخية ثم بعد إعادة الإعمار نعيدهم إلى قطاع غزة فلماذا الإصرار على إخراجهم من أراضيهم؟!
> النقطة الثالثة: من الطبيعى أن يتم التفكير فى هذا المشروع بمحمل سوء لاسيما والرئيس الأمريكى كثير الحديث عن صغر مساحة إسرائيل وما ساقه مؤخرا للتدليل على ذلك بقوله أن مكتبه هذا هو الشرق الأوسط وإسرائيل تمثل فقط القلم من مساحة هذا المكتب فى استعارة عن صغر الحجم وضرورة توسعها وآخرها ما قاله فى المؤتمر الصحفى بالبيت الأبيض مع رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من أنه سيناقش مع الأخير سيادة إسرائيل على الضفة الغربية، وأن هذا فى خطته
> النقطة الرابعة: إن السلام الذى يتكلم ترامب عنه فى الشرق الأوسط غير واضح المعالم فمثلا فى مؤتمره الصحفى الاخير بالبيت الأبيض مع نتنياهو لم يجب الرئيس الأمريكى على سؤالين للصحفيين حول إمكانية تطبيق مبدأ حل الدولتين مقابل إتمام التطبيع الذى تتطلع له الولايات المتحدة بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية وكانت الأخيرة قد اشترطت قيام دولة فلسطينية قبل أى تطبيع واكتفى ترامب بالقول: نريد السلام وسيتحقق مع الشركاء، وهذا معناه أن الولايات المتحدة ترفض حل الدولتين وهو الحل السياسى الوحيد وفقا للشرعية الدولية بالعودة إلى حدود الرابع من يونيه 1967 بقيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وبهذا المفهوم فالسلام الذى يتحدث عنه الرئيس الأمريكى ويقول أنه عاد للبيت الأبيض من أجله ومن أجل تصفير الحروب هو مجرد سلام على المقاس الإسرائيلى فحسب.
> النقطة الخامسة والأخيرة وهى أن الرئيس الأمريكى قال إنه لا بديل لسكان قطاع غزة عن مغادرة القطاع والاستقرار فى بلدان أخرى وهذا لا توصيف له سوى تهجير الفلسطينيين من أرضهم أى نكبة أخرى بعد نكبة 1948 كما قال الرئيس ترامب أن الولايات المتحدة ستضع يدها على قطاع غزه، وتجعلها مكاناً قابلاً للحياة والسؤال: كيف ستضع الولايات المتحدة يدها على غزة ؟ وما معنى ذلك؟ بالمنطق هذا لا تفسير له سوى تعدى على السيادة وأن الولايات المتحدة سوف تحتل غزة تحت مسمى إعادة الإعمار وهذه نسخة محدثة من الاستعمار فى العصر الحديث ومهما حاولنا تذويق الكلمات بحديث عن المستقبل العظيم والمشروعات وفرص العمل فهذا أيضا لن يزيل عن الفعل صفة الاستعمار! كما قال الرئيس الأمريكى أن الولايات المتحدة مشروع تطهير وتطوير غزة سوف يستوعب عددا كبيرا من العمالة ويحوّلها إلى ريفيرا الشرق الأوسط، والسؤال: لمن سيتم توفير فرص العمل فى إعادة الإعمار إذا كان الرئيس ترامب قد سبق بتأكيده على تهجير الفلسطينيين خارج وطنهم؟ ومن ثم فهناك آخرون غير أصحاب الأرض سوف يعملون فى غزة وكأن غزة أرض مشاع لأى طرف يضع يده عليها فى غيبة من القانون الدولى والمجتمع الدولى ومؤسساته.