فى تاريخ الأمم أيام خالدة لا تنسي، وتظل الأمة فى حاجة إلى تذكرها واستلهام دروسها فى مسيرتها المستقبلية، ومن أهم أيام تاريخنا الحديث يوم العاشر من رمضان 1393هـ السادس من أكتوبر 1973م حين حققت الأمة أول نصر حقيقى فى تاريخها الحديث على العدو الإسرائيلي، فكانت حرب العاشر من رمضان حدثا فاصلا فى تاريخ الأمة التى عادت تعلن عن نفسها بشكل جديد، وتؤكد أنها قادرة على تجاوز جراحها، وتحقيق آمالها، متى صحت الإرادة وصدقت النية واتضح الهدف واجتمعت الأمة حول ثوابتها لا حول أشخاص حكامها.
كانت صيحة المجاهدين فى الميدان (الله أكبر) وكان يقين جنودنا أن الله أكبر من كل تحصينات إسرائيل ومن وراءها، كانت قلوب المجاهدين فى المعركة تردد التكبير مع الألسنة فكان النصر هو المكافأة الإلهية، وكانت روح التحدى تشتعل فى قلوب الأمة، ومعارك الاستنزاف ميدانا لبعث هذه الروح وتأكيدا على أن هزيمة العدو ممكنة رغم كل الدعايات الجبارة عن جيشه الذى لا يقهر وتحصيناته التى لا يمكن اختراقها وحلفاؤه الذين لا يمكن أن يسمحوا بهزيمته، فكانت الضربات الموجعة التى وجهها المصريون فى عمليات الاستنزاف إعلانا بأن نصر هذه الأمة قد انعقد، وأقبلت أيامه، وأن مع العسر يسرين