تشهد محافظة أسوان صباح اليوم الأحد، مراسم تشييع جثمان الأمير كريم الحسيني آغاخان الرابع، زعيم الطائفة الإسماعيلية العالمية، والذي سيُدفن في مقبرة عائلته بالبر الغربي بجوار جده الأغاخان الثالث، محمد شاه الحسيني، وزوجته البيجوم أم حبيبة.
وتأتي هذه المراسم تتويجاً لمسيرة حافلة قضاها الأمير الراحل في خدمة الإنسانية وتعزيز قيم التسامح والتنمية.
وقامت محافظة أسوان بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية للإعداد والتجهيز الجيد لمراسم جنازة الأمير الراحل كريم أغاخان حيث ستشهد زهرة الجنوب الجنازة الرسمية، والتى ستبدأ من أمام مقبرة عملاق الأدب الراحل عباس العقاد حتى ميدان الدكتور مجدى يعقوب، ثم تتحرك الجنازة فى عدد من المراكب النيلية إلى البر الغربى لنهر النيل متوجهة إلى مقبرة الأغاخان الثالث ليوارى مثواه الأخير.
من هو الأمير كريم الحسيني؟
يُعد الأمير كريم الإمام التاسع والأربعين بين أئمة الطائفة الإسماعيلية، وظل أكثر من 6 عقود على رأس الطائفة التي يتبعها أكثر من 15 مليون شخص حول العالم.
لماذا أسوان؟
جاء اختيار أسوان كمكان لدفن الأمير كريم نظرًا لارتباط عائلة الأغاخان بالمدينة، فالأغاخان الثالث وهو جد الراحل، كان يعاني من الروماتيزم، ونُصح بالاستشفاء في رمال أسوان الدافئة، بعد تحسن حالته، قرر بناء ضريح هناك، حيث دُفن بعد وفاته عام 1957، حيث أقيمت جنازة شعبية كبيرة وقتها، كما أقيمت نفس الجنازة في مطلع الألفية الجديدة لزوجته البيجوم أم حبيبة عاشقة أسوان.
من هو الأغاخان الرابع؟
ولد كريم الحسيني، المعروف بـ “الأغاخان الرابع”، في 13 ديسمبر 1936، في مدينة جنيف السويسرية، وهو الابن الأكبر للأمير علي خان من زوجته جوان يارد بولر، ويحمل الحسيني الجنسية البريطانية والبرتغالية.
جمعيات تنموية تابعة لشبكة “الأغا خان”
أما في محافظة أسوان؛ فتنشط الجمعيات التنموية التابعة لشبكة “الأغاخان”، وهى باسم زوجة إمام الطائفة الراحل الفرنسية الأصل “إيفيت لا بدوس” التي لُقبت بـ”البيجوم أم حبيبة”، وذلك في مجالات الزراعة والأمن الغذائي، والادماج الاقتصادي، وتمكين المرأة داخل المحافظة.
مقبرة أغاخان
تقع مقبرة أغاخان على ربوة عالية بالبر الغربي للنيل في مواجهة الجزء الجنوبي للحديقة النباتية، واختار الأغاخان السلطان محمد شاه الحسيني هذا الموقع بنفسه بعدما حضر إلی أسوان في مطلع عام 1954 وهو يعانى معاناة شديدة من آلام الروماتيزم والعظام، ووقتها لم تشفع له ثروته في العلاج وفشل أعظم أطباء العالم حينها في علاجه، حتي نصحه أحد الأصدقاء بالتوجه إلي أسوان في جنوب مصر، فجاء بصحبة حاشيته وأتباعه جالسًا على مقعد متحرك، إلا أن شيخًا نوبيًا فقيها بأمور الطب الطبيعي قرر أن يعالجه من خلال دفن نصف جسده السفلي في الرمال الساخنة لمدة ثلاث ساعات يوميًا، وبعد أسبوع من هذا العلاج الطبيعي اليومي عاد الأغاخان إلى الفندق الذي يقيم فيه سائرا على قدميه وسط فرحة عارمة من زوجته وأنصاره ومؤيديه.