العاشر من رمضان.. يوم العزة والكرامة.. يوم النصر المبين.. أعظم أيام التاريخ الحديث.. صنعته العسكرية المصرية ليبقى ذكرى خالدة فى وجدان كل المصريين، حيث أثبت فيه الجيش المصرى للعالم أجمع قدرته على عبور المستحيل، وهزيمة الأسطورة الإسرائيلية، واسترد الصائمون أرض سيناء الغالية بعقيدتهم الراسخة «النصر أو الشهادة»، ليصبح نموذجاً ملهماً ومنهج عمل للعبور إلى المستقبل.
بدأت الحرب يوم السبت 6 أكتوبر 1973 الموافق 10 رمضان 1393 هـ، بهجوم مفاجئ من قبل قوات الجيش المصرى على القوات الإسرائيلية فى سيناء من جانب، وسط دعم عسكرى واقتصادى من بعض الدول العربية، ليسجل التاريخ هذا الحدث العظيم باسم نصر أكتوبر أو حرب العاشر من رمضان.. ويحتفل المصريون فى مثل هذا الوقت من كل عام فى العاشر من رمضان بذكرى انتصار أكتوبر العظيم، وهى الأغلى فى حياة المصريين بل الشعوب العربية أجمع حيث أنهت خلالها القوات المسلحة المصرية على أسطورة الجيش الذى لا يقهر، ودمروا خط بارليف الذى أكد خبراء العالم أنه يحتاج إلى قنبلة نووية، وتركت لنا تاريخا مشرفاً سيظل مصدر فخر واعتزاز للأمتين العربية والإسلامية.
تحتفل مصر والقوات المسلحة اليوم 20 مارس الجارى بذكرى انتصار العاشر من رمضان لعام 1973، عندما نجح رجال القوات المسلحة العبور إلى الضفة الشرقية لقناة السويس، ليتحقق أكبر نصر مبين فى العصر الحديث واستعادة أغلى بقعة على الشعب المصري..ويعد انتصار العاشر من شهر رمضان المبارك الحرب العربية – الإسرائيلية الرابعة التى شنتها كل من مصر وسوريا على إسرائيل عام 1973م، حيث بدأت الحرب فى يوم السبت 6 أكتوبر 1973 الموافق ليوم 10 رمضان 1393 هـ، بهجوم مفاجئ من قبل قوات الجيش المصرى على القوات الإسرائيلية فى سيناء من جانب، والجيش السورى على القوات الإسرائيلية فى هضبة الجولان من جانب آخر، وسط دعم عسكرى واقتصادى من بعض الدول العربية، ليسجل التاريخ هذا الحدث العظيم باسم نصر أكتوبر أو حرب العاشر من رمضان.
وأكد خبراء إستراتيجيون أن التاريخ سجل أن النصر العسكرى المصرى يوم العاشر من رمضان، وبعد مرور نحو 50 عاما، هو الأغلى والأكبر فى العصر الحديث، والذى غير مفاهيم كثيرة فى القتال والإستراتيجيات العسكرية بالعالم وحتى الآن، وليظل علامة فارقة فى تاريخ منطقة الشرق الأوسط والعالم، نظرا لما شهده من دروس إستراتيجية غيرت الكثير من المفاهيم العسكرية.
قال اللواء دكتور سمير فرج المفكر الإستراتيجى مدير إدارة الشئون المعنوية الأسبق من أبطال حرب الاستنزاف وأكتوبر، إنه بعد مرور نحو 50 عاما على نصر العاشر من رمضان، سيظل هذا النصر هو الأغلى والأكبر عسكريا فى العصر الحديث، وأردف «ما حدث أسطورة أعادت لنا الأرض بعد هزيمة 67، وتمت استعادة كرامتنا وأرضنا أمام عدو قوي».
وأكد «فرج» أن التاريخ يسجل للمصريين إطلاق أول صاروخ «سطح – سطح» يوم 21 أكتوبر 1967 على المدمرة إيلات أمام مدينة بورسعيد، لتتغير من يومها تكتيكات البحرية فى العالم، بخلاف معركة القوات الجوية، المعروفة باسم «معركة المنصورة» والتى جرت يوم 14 أكتوبر 73، حين حاولت القوات الجوية الإسرائيلية تدمير القواعد الجوية الرئيسية بدلتا النيل فى طنطا والمنصورة والصالحية فتصدت لها الطائرات المصرية، ضمن أكبر المعارك الجوية من حيث عدد الطائرات، واستمرت لـ53 دقيقة نجح فيها نسور الجو فى تدمير 18 طائرة إسرائيلية، والتى شهدت سباقا مع الزمن فى التزود بالوقود والذخائر، ووقتا قياسيا عالميا فى التجهيز والعمل ليتخذ عيدا للقوات الجوية.
فيما وصف اللواء أركان حرب على حفظى محافظ شمال سيناء الأسبق وأحد أبطال حرب أكتوبر، انتصار العاشر من رمضان بـ «الملحمة» التى أبهرت العالم، موضحا أن الصراع مع إسرائيل استمر لمدة 22 عاما، بداية من يونيو 67 مرورا بانتصار أكتوبر وحتى 19 مارس 1989، حينما تم استرداد آخر شبر محتل من الأراضى المصرية.
وأشار إلى أن الصراع العسكرى استمر لمدة 6 سنوات اعتبارا من يونيو 67 وحتى تحقق النصر فى عام 1973، والذى تضمن 5 معارك رئيسية؛ أولها إعادة بناء الجيش المصري، فى ظل حرص أطراف معادية لمصر فى أن تبقى جثة هامدة، وثانيها معركة حرب الاستنزاف والتى استمرت لأكثر من ألف يوم، اعتبارا من يوليو 67 وحتى أغسطس 1970، والتى نجح المقاتل المصرى فيها إلى التغلب على حاجز الخوف، من خلال التدرج فى العمليات العسكرية التى وصلت إلى نحو 4 ألاف عملية عسكرية، شاركت فيها كافة أفرع القوات المسلحة، كان للقوات البرية فيها النصيب الأكبر، حيث كبدت العدو ألف قتيل و4 آلاف جريج، ما دفع إسرائيل لآن تطلب من أمريكا التدخل لإيقاف النيران.
وأضاف أن المعركة الثالثة تمثلت فى إقامة 100 حائط صواريخ لقوات الدفاع الجوي، ما كان لها الدور الكبير فى وقاية قواتنا فى معركة رمضان، أما المعركة الرابعة تمثلت فى الذكاء المصرى لخداع قوات العدو، وتحقيق الخداع الإستراتيجى على كافة المستويات السياسية والإعلامية، ما أدى إلى فشل جميع أجهزة مخابرات العالم الكبرى وإسرائيل فى تقييم العمل المصري، وتحققت المفاجاة الكبري.
وأردف اللواء «حفظي» أن المعركة الخامسة تحققت يوم العاشر من رمضان وعلى مدى 22 يوما، دارت فيها أعظم البطولات شاركت فيها 200 طائرة، وألفى مدفع نيراني، و5 فرق مشاه من الجيشين الثانى والثالث، بجانب عناصر قوات الصاعقة ومجموعات الاستطلاع خلف خطوط العدو، حتى أمكن خلال الأيام الأولى للحرب من تدمير 500 دبابة و50 طائرة، لتستنجد إسرائيل بأمريكا لإنقاذها، وحدث شبه اتفاق أمريكى – روسى لإيقاف النيران، وساعدت أمريكا إسرائيل لتضع قدما يسمح لها بالتفاوض، فيما عرف باسم «الثغرة».
وأكد أنه لم يتحقق للجانب الإسرائيلى أى انتصار فى معركة العاشر من رمضان، وقال «حاولوا أن يروجوا بالانتصار للحفاظ على الانهيار النفسى والمعنوى والعسكري، لأن ما حدث كان بمثابة الزلزال الذى هز أركان المجتمع الإسرائيلى».
واستطرد اللواء «حفظى»: «جاءت معركة جديدة سياسية تفاوضية، عرفت باسم اتفاقية فصل القوات الأولى والثانية، ثم معركة السلام فى 1979، والتى لا تقل عن الصراع العسكري، حتى تحقق رفع العلم المصرى على اخر شبر من الأرض المصرية بطابا فى مارس 1989».
واختتم اللواء «حفظي» قائلا «تاريخ مصر شاهد على أن حدودها لم تتغير من آلاف السنين، فرجالها يتوارثون جيلا بعد جيل عدم التفريط فى شبر واحد من أرضها».
من جانبه، قال اللواء طيار دكتور هشام الحلبى مستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا إنه لم يكن ليتم الدخول فى سلام مع العدو إلا بعد حرب 1973، والذى كان يرغب «العدو» فى إبقاء الوضع على ما هو عليه، وأن يفرض السلام بشروطه.
وقال اللواء «الحلبي» القوات المسلحة القوية هى الأساس لحماية الدولة وأية مشروعات تنموية»، مشيرا إلى أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات أبدى نيته للسلام من منطلق القوة، ففرضت مصر وقيادتها السياسية وبإرادة مصرية «الحرب والسلام» معا.
وأضاف اللواء الحلبى «القوة الصلبة المتمثلة فى القوات المسلحة تدعم القوة الناعمة والعمل الدبلوماسى والسياسي، وهو ما يمثل النموذج المحترف المعروف باسم «القوة الذكية»، وصولا إلى تحقيق الأهداف الاستراتيجية للدول»، مشيرا إلى أن الرئيس السادات هو أول من استخدم القوة الذكية، حتى تحقق النصر وتحررت آخر ذرة رمال من أرض سيناء الغالية. وأردف «أثناء التفاوض على استرجاع طابا، لم يطلب المصريون من قيادتهم السياسية الإفصاح عن الخطط، أو الإعلان عن أوراق الضغط، ثقة منهم أنه سيتم ذلك فى الوقت المناسب، حتى تحقق فعليا ما تريده الدولة المصرية آنذاك».
ووجه اللواء دكتور نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، رسالة إلى كل الأجيال، بأن مصر حباها الله بأنها أرض سلام، وهذا تكليف من المولي– عز وجل– وهذا يلقى مسئولية على كل شعب مصر بأن يحفظوا البلاد آمنة لكل من يريد أن يدخلها، مشيرا إلى أن تحرير سيناء أعاد السلام للأرض التى لم ولن يفرط فيها المصريون مهما كلفهم من تضحيات.
وقال «أرضنا شرفنا، لا نفرط فى ذرة رمال واحدة، كما لا نفرط فى نقطة مياه واحدة، فأمن مصر باستقرارها واستقرار مياهها وزراعتها».
وباتت هذه الأرض الغالية التى ارتوت بدماء الشهداء، مع ما تشهده حاليا من تنمية وتعمير بعد جهود جبارة لدحر الإرهاب، مصدر فخر كبير لمصر، قيادة وحكومة وشعبا بانتصار الدولة بكافة مؤسساتها وفى مقدمتها القوات المسلحة والشرطة المدنية على التكفيريين وقوى الشر والظلام والإرهاب، بعدما استأنف المواطنون بشمال سيناء، كافة أنشطتهم سواء التعليمية أو التجارية وممارسة أعمالهم من دون أية قيود عانوا منها بسبب العمليات الإرهابية من جانب العناصر التكفيرية.
فتح 70 ثغرة فى خط بارليف.. خلال 5 ساعات
المهندسون العسكريون.. مفاجأة النصر
إنشاء 10 كبارى ثقيلة لعبور الدبابات والمدافع والمعدات الثقيلة
سلاح المهندسين العسكريين إحدى أهم الركائز الأساسية التى اعتمدت عليها القوات المسلحة فى نصر أكتوبر العظيم، وكان أهم مفاجآت العبور، خاصة بعد أن أجمعت دول العالم الصديقة والمعادية على استحالة عبور قناة السويس وخط بارليف، ولكن بفضل من الله وعبقرية أبناء القوات المسلحة نجح المهندسون العسكريون فى فتح الثغرات فى الساتر الترابى على الضفة الشرقية وتركيب الكبارى الثقيلة والخفيفة لعبور المدرعات والمركبات، وإقامة كبارى الاقتحام لعبور المشاة، وتجهيز وتشغيل المعديات لنقل الدبابات والأسلحة الثقيلة، وتشغيل آلاف القوارب التى حملت عشرات الألوف من أفراد المشاة إلى الشاطىءالشرقى للقناة .
وأكد الخبراء العسكريون على الدور العظيم الذى قام بها المهندسون العسكريون تحت سيل منهمر من النيران والقذائف والصواريخ برا وبحرا، حيث نجحت القوات فى اقتحام قناة السويس أصعب مانع مائى فى العالم خلال ساعات معدودة ومواجهة حوالى 160 كيلو مترا بقوة خمس فرق مشاة تتكون من حوالى 80 ألف جندى بكامل معداتهم وأسلحتهم ومركباتهم فى 12 موجة متتالية، مستخدمين المعابر والتجهيزات التى أعدها المهندسون لهم لعبور القناة، ولتعزيز مواقعهم على الشاطىءالشرقى لها فور وصولهم .
وأثبت المهندسون العسكريون أن العقل المصرى وقدرته على الابتكار والإبداع وإخلاصه للوطن يمكنه التغلب على جميع المصاعب والمشكلات، وتم للقوات البرية المصرية اقتحام القناة دون الحاجة إلى تفجير قنبلة ذرية كما أكد الخبراء الروس.
وتم انجاز المهمة فى حرب 73 بفتح 70 ثغرة فى خط بارليف فى زمن يتراوح ما بين 5 إلى 7 ساعات فقط، وإنشاء 10 كبارى ثقيلة لعبور الدبابات والمدافع والمعدات الثقيلة، و5 كبارى خفيفة، و10 كبارى اقتحام لعبور المشاة، وتشغيل 35 معدية نقل و720 قارباً مطاطاً لعبور المشاة، وكانت الوحدات الهندسية المكلفة بهذه المهمات 35 كتيبة، وعليها إنهاء المهمات فى زمن قياسى تحت نيران ومدفعية وطيران العدو.
وبعد ساعتين من بدء الحرب وصل حجم قوات المهندسين العسكريين التى عبرت القناة، وبدأت تعمل فوق سطح الساتر الترابى ما يقرب من 15 ألف مقاتل، وفى الموجة الثانية عبر نحو 80 وحدة هندسية مزودين بالمضخات والخراطيم لفتح الممرات فى الساتر الترابى، واتم المهندسون بالجيش الثانى إنشاء الكبارى والمعديات فى الوقت الزمنى المخطط، حين كان الوقت اطول بساعات معدودة فى بعض مناطق الجيش الثالث.
القوات البحرية .. عرين الأبطال
لعبت القوات البحرية المصرية، دوراً محورياً فى تحقيق نصر أكتوبر العظيم، واستطاعت تحقيق جميع المهام المكلفة بها بنجاح وقامت بمعاونة الجيوش الميدانية فى سيناء سواء بالنيران أو بحماية جانب القوات البرية المتقدمة بمحاذاة الساحل، كما قامت بالإبرار البحرى لعناصر القوات الخاصة على الساحل الشمالى لسيناء، وسيطرت على مضيق باب المندب وباشرت حق الزيارة والتفتيش واعتراض السفن التجارية ومنعها من الوصول إلى ميناء إيلات الإسرائيلى، مما أفقد الميناء قيمته وتم تعطيله عن العمل تماماً، ومن ثم عن طريق البحر الأحمر.
ولعبت القوات البحرية دورًا مهمًا بالتعرض لخطوط المواصلات البحرية الإسرائيلية فى البحرين المتوسط والأحمر بكفاءة تامة، وعلى أعماق بعيدة، مما أدى إلى تحقيق أثار عسكرية واقتصادية ومعنوية على إسرائيل وقواتها المسلحة.
كما نفذت القوات البحرية إغارة بالنيران على الموانئ والمراسى والأهداف الساحلية بإسرائيل وسددت ضربات بالصواريخ والمدفعية ضدها بأسلوب متطور اعتمد على خفة الحركة وسرعة المناورة مع توفير قوة نيران عالية، فيما وفرت تأمين النطاق التعبوى للقواعد البحرية فى البحرين الأحمر والمتوسط و كان له أكبر الأثر الفاعل فى إحباط جميع محاولات العدو للتدخل ضد قواتنا البحرية العاملة على المحاور الساحلية، وساعد على استمرار خطوط المواصلات البحرية، من وإلى الموانئ المصرية دون أى تأثير وطوال فترة العمليات.
وفرضت خمسون قطعة بحرية مصرية سيطرتها على مياه البحرين المتوسط والأحمر اعتبارا من 27 سبتمبر 1973، كما وصلت مجموعة بحرية مكونة من المدمرات والفرقاطات والغواصات إلى مضيق باب المندب بحجة مساندة اليمن الجنوبية، ومع بدء العمليات فى السادس من أكتوبر، وتم إعلان البحر الأحمر عند خط 21 شمالاً، منطقة عمليات و تمكنت البحرية المصرية خلال الفترة من 6 أكتوبر حتى 21 أكتوبر 1973 من اعتراض 200 سفينة محايدة و معادية.
وقامت وحدات بث الألغام البحرية بإغلاق مدخل خليج السويس، كما هاجمت الضفادع البشرية منطقة بلاعيم و دمرت حفاراً ضخماً، فيما تم قصف منطقة رأس سدر على خليج السويس بالصواريخ، لتصاب عمليات شحن البترول فى خليج السويس إلى ميناء إيلات بالشلل التام، حيث كان الهدف الإستراتيجى للقوات البحرية هو حرمان إسرائيل وقواتها المسلحة من البترول المسلوب من الآبار المصرية فى خليج السويس والبترول المستورد من إيران و الذى يصل إلى 18 مليون برميل سنوياً.
ونجحت القوات البحرية فى السيطرة على مسرح العمليات البحرية بامتداد 1600 كيلومتر على السواحل المصرية و400 كم على سواحل فلسطين المحتلة وسيناء لتؤمن أجناب الجيش المصرى الذى يخوض معركة التحرير فى سيناء وتحيط به مساحات مائية هائلة من الشمال والجنوب.
الضربـة الجويـة.. زلزلـت أركـان العـدو
222 طائرة مقاتلة دكت حصون ودفاعات إسرائيل < 2000 مدفع تقوم بأكبرعملية قصف وتمهيد نيرانى فى التاريخ
استطاع المصريون بالتحدى والصمود قلب موازين القوى العالمية بخطة اعتمدت على مفاجأة اسرائيل بهجوم من كلا الجبهتين المصرية والسورية، وخداع أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية الأمريكية لاسترداد الأرض التى احتلتها إسرائيل بالقوة، بهجوم موحد مفاجئ يوم 6 أكتوبر الموافق العاشر من رمضان، يوم عيد الغفران اليهودى.
وبدأت مصر الحرب بضربة جوية تشكلت من 222 طائرة مقاتلة عبرت قناة السويس وخط الكشف الرادارى للجيش الإسرائيلى مجتمعة فى وقت واحد، استهدفت محطات الشوشرة والإعاقة فى أم خشيب وأم مرجم ومطار المليز ومطارات أخرى ومحطات الرادار وبطاريات الدفاع الجوى وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة فى خط بارليف ومصاف البترول ومخازن الذخيرة. وعقب الضربة الجوية بخمس دقائق قامت أكثر من 2000 قطعة مدفعية وهاون ولواء صواريخ تكتيكية ارض بقصف مركز لمدة 53 دقيقة صانعة عملية تمهيد نيرانى من اقوى عمليات التمهيد النيرانى فى التاريخ، ثم بدأت عمليات عبور مجموعات اقتناص الدبابات قناة السويس، لتدمير دبابات العدو ومنعها من التدخل فى عمليات عبور القوات الرئيسية وعدم استخدام مصاطبها بالساتر الترابى على الضفة الشرقية للقناة. وفى الساعة الثانية وعشرين دقيقة أتمت المدفعية القصفة الأولى لمدة 15 دقيقة، وفى توقيت القصفة الثانية بدأت موجات العبور الأولى من المشاة فى القوارب الخشبية والمطاطية وتدفقت موجات العبور بين كل موجة والاخرى فاصل 15 دقيقة وصولا الى عبور 8 موجات من المشاة حتى الساعة الرابعة والنصف مساء حتى أصبح لدى القوات المصرية على الشاطئ الشرقى للقناة خمسة رءوس كبارى فى الوقت الذى كانت قوات سلاح المهندسين تقوم بفتح ثغرات فى الساتر الترابى لخط بارليف، وحين فتح الثغرات قامت وحدات الكبارى بإنزالها وتركيبها خلال من 6-9 ساعات ومع حلول الظلام أتمت عملية العبور حتى أكملت 80 ألف مقاتل مشاة و 800 دبابة ومدرعة ومئات المدافع.
نجحت مصر وسوريا فى تحقيق النصر وتم اختراق خط بارليف وتدمير حصونه خلال ست ساعات فقط من بداية المعركة وأوقعت القوات المصرية خسائر كبيرة فى القوة الجوية الإسرائيلية، ومنعت القوات الاسرائلية من استخدام انابيب النابالم، كما حطمت أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر .
«حائط الصواريخ» تصدى لأقوى طائرات العالم
الدفاع الجوى.. لهيب السماء
إسقاط 25 طائرة.. وإسرائيل تعلن عجزها عن اختراق المجال المصرى
بدأ رجال الدفاع الجوى فى الإعداد والتجهيز لحرب التحرير واستعادة الأرض والكرامة، مع وصول وحدات الصواريخ الحديثة وانضمامها لمنظومات الدفاع الجوى بنهاية عام 1970.
نجحت قوات الدفاع الجوى خلال فترة وقف إطلاق النار فى حرمان العدو الجوى من استطلاع قواتنا غرب القناة بإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكترونى صباح 17 سبتمبر 1971 وتم آنذاك إدخال منظومات حديثة من الصواريخ استعداداً لحرب التحرير، وكانت مهمة قوات الدفاع الجوى بالغة الصعوبة لأن مسرح العمليات لا يقتصر فقط على جبهة قناة السويس بل يشمل أرض مصر كلها بما فيها من أهداف حيوية سياسية وإقتصادية وقواعد جوية ومطارات وقواعد بحرية وموانئ إستراتيجية.
فى اليوم الأول للقتال فى السادس من أكتوبر 1973 هاجم العدو الإسرائيلى القوات المصرية القائمة بالعبور حتى آخر ضوء بعدد من الطائرات كرد فعل فورى توالى بعدها هجمات بأعداد صغيرة من الطائرات خلال ليلتى 6/7 أكتوبر تصدت لها وحدات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات ونجحت فى إسقاط أكثر من 25 طائرة بالإضافة إلى إصابة أعداد أخرى وأسر عدد من الطيارين وعلى ضوء ذلك أصدر قائد القوات الجوية الإسرائيلية أوامره للطيارين بعدم الإقتراب من قناة السويس لمسافة أقل من 15 كم.
فى صباح يوم 7 أكتوبر 1973 قام العدو بتنفيذ هجمات جوية على القواعد الجوية والمطارات المتقدمة وكتائب الرادار ولكنها لم تجن سوى الفشل ومزيد من الخسائر فى الطائرات والطيارين وخلال الثلاثة أيام الأولى من الحرب فقد العدو الجوى الإسرائيلى أكثر من ثلث طائراته وأكفأ طياريه الذين كان يتباهى بهم.
كانت الملحمة الكبرى لقوات الدفاع الجوى خلال حرب أكتوبر مما جعل «موشى ديان» يعلن فى رابع أيام القتال عن أنه عاجز عن اختراق شبكة الصواريخ المصرية وذكر فى أحد الأحاديث التلفزيونية يوم 14 أكتوبر 73 «أن القوات الجوية الإسرائيلية تخوض معارك ثقيلة بأيامها … ثقيلة بدمائها» .
من الكفاح العسكرى.. إلى النضال السياسى.. وانتهاء بالصراع القانونى والتحكيم الدولى
طابا .. فى حضن الوطن
ملحمة مصرية فى مواجهة التحديات وقهر الظروف الصعبة لاسترداد الأرض والكرامة
سيناء الأرض المقدسة المباركة.. أرض الشرف والبطولات.. أرض العزة والكرامة.. أرض الأمجاد والمعجزات.. كانت وستظل مطمعًا كبيرًا لأعداء الوطن.. هي أغلى بقاع الأرض وأطهرها للشعب المصري وجيشه العظيم الذي أقسم أنه لم ولن يفرط في حبة رمل واحدة من تراب الوطن مهما كانت الظروف والتضحيات.
35 عامًا مضت على تحرير أرض طابا.. تلك الذكرى الخالدة التي أكدت عظمة وعراقة الدولة المصرية في الكفاح المسلح والنضال السياسي من أجل استرداد الأرض والكرامة وفرض السيادة على كامل حدود أراضينا.. إذ حررت أرضها من عدو إسرائيلي متغطرس باستخدام القوى الصلبة وكان البطل الجيش المصري الآبي ثم القوى الناعمة المتمثلة في الدبلوماسية المصرية.. فهي ملحمة حقيقية في حب الوطن.
طابا هي جزء من شبه جزيرة سيناء، تقع على طرف خليج العقبة، وتقترب حدودها من الأردن والسعودية وفلسطين، وتوجد على بُعد عشرات الكيلومترات من جنوب مدينة إيلات، وتبلغ مساحتها 500 فدان تقريبًا، وترجع أهميتها الإستراتيجية لموقعها المتميز، إلى جانب ما تمتلكه من مناطق وعوامل الجذب والتنمية السياحية في سيناء، ويفصل طابا عن مدينة شرم الشيخ حوالي 240 كيلومترا، وتعتبر واحدة من أماكن الجذب السياحي، حيث تشهد المدينة زيارة السكان المحليين والأجانب، ويمكن للسياح أن يقوموا بالغوص في مناطقها الساحلية، وتوجد في المدينة محطة حافلات رئيسية لنقل المسافرين بين مصر وفلسطين، وتمثل شواطئ طابا المحاطة بمياه خليج العقبة مكانا مميزا لقضاء أيام العطلة فيها.
النزاع التاريخي
شهدت مدينة طابا نزاعًا مصريا إسرائيليا، حيث ادعى الإسرائيليون وجوب بقاء طابا داخل الحدود الإسرائيلية، واعتمدوا في ادعائهم على الاتفاق الأول الذي أُقر في 1906، وهو اتفاق بشأن الحدود الإدارية بين كل من مصر وفلسطين، وفي 5 يونيو عام 1967، احتلت إسرائيل سيناء كلها بما فيها طابا.
بعد احتلال إسرائيل أرض سيناء الغالية في 1967، سعت مصر لتحرير أرضها المحتلة، مستخدمة في ذلك كافة الوسائل المتاحة، فبدأت مصر معركة الاسترداد بالصراع المسلح ضد إسرائيل ولذي انطلق بمرحلة الصمود، من يونيو 1967 إلى أغسطس 1968، وضمت تلك المرحلة بعض العمليات المهمة، التي كان لها تأثير كبير على المستويين المحلي والعربي تلاها مرحلة الاستنزاف أو التحدي والردع، وقد أديرت هذه المرحلة سياسيًا وعسكريًا بتنسيق متكامل لتحقق الهدف منها ولتتوازن في التصعيد والتهدئة، وحصدت مصر العديد من النتائج الإيجابية على الصعيدين الإقليمي والدولي من بينها تغيير المعايير والاستراتيجيات العسكرية في العالم، بالإضافة لعودة الثقة للمقاتل المصري والعربي وحالة الوحدة العربية التي تمثلت في تعاون جميع الدول العربية مع مصر، والتى جعلت من العرب قوة دولية ــ لها ثقلها ووزنها، وقد كانت تمهيدا للانتصار العظيم أكتوبر 1973، وتلقين العدو درسًا لن ينساه.
بعد اليوم الـ 16 من بدء الحرب المجيدة بدأت مرحلة القوى الناعمة لاستكمال تحرير الأرض عن طريق المفاوضات السياسية، حيث صدر القرار رقم 338 يقضي بوقف جميع الأعمال العسكرية، وذلك بعد تدخل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأعضاء في مجلس الأمن، وتوقفت المعارك في 28 أكتوبر 1973 بوصول قوات الطوارئ الدولية إلى جبهة القتال على أرض سيناء.
مباحثات السلام
وعبر العمل السياسي والدبلوماسي في أعوام 1974، و1975، و1978، و1979، بدأت مباحثات السلام بين مصر وإسرائيل، ووقع الرئيس الراحل أنور السادات معاهدة «كامب ديفيد» في عام 1979 التي تطالب إسرائيل بالخروج من كل سيناء، وفي 25 أبريل عام 1982، خرجت إسرائيل من كل سيناء ما عدا طابا، وبدأت المماطلة في الخروج منها.
واستمر الصراع المصري الإسرائيلي حول منطقة طابا، وتمسكت مصر بموقفها الثابت بوضوح والقائم على عدم التخلي عن أرض طابا، وأن أي مسألة تتعلق بالحدود يجب أن يكون حلها بالعودة إلى المادة السابعة من معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، والتي تنص على أمور عديدة، منها حل الخلافات والنزاعات عن طريق المفاوضات، وبالتوفيق أو التحكيم، وذلك عند صعوبة حلها عبر المفاوضات، واختلف الجانبان في آلية حل الخلاف حول طابا، فالجانب المصري يفضل الحل بالتحكيم، فيما يرغب الجانب الإسرائيلي في حله عبر التوفيق، وعارض مجلس الوزراء الإسرائيلي مبدأ التحكيم حتى عام 1986، حيث وافقت إسرائيل في هذا العام، على مبدأ التحكيم الدولي في الخلافات المصرية الإسرائيلية بشأن طابا، وطلبت مصر تشكيل فريق تحكيم دولي، واتفق الطرفان على شروط فريق التحكيم، وتم تفويض لجنة من ثلاثة أشخاص لتحديد الحدود بينهما، وبدأت المباحثات بين الطرفين، وتم التوصل إلى مشارطة تحكيم، وتم توقيع هذه المشارطة في شهر سبتمبر من العام ذاته، وجاء فيها أن تحديد مواقع النقاط وعلامات الحدود المتنازع عليها هي من مهام المحكمة، وفي عام 1988 وبعد جولات من المباحثات والتحكيم الدولي، حكمت هيئة التحكيم الدولية، خلال جلستها المنعقدة في جنيف، أن طابا أرض مصرية، وانسحبت إسرائيل من المدينة في 19 مارس عام 1989، وأعيدت السيادة المصرية على طابا، وتم رفع علم مصر عليها، واعتبر يوم 19 مارس هو «عيد تحرير طابا».
تحرير طابا
وجرى إجلاء إسرائيل وتحرير طابا عبر مراحل ثلاث، المرحلة الأولى منها كانت في عام 1975، وخلالها تم تحرير 8 آلاف كيلومتر مربع، وتم تحرير المضايق الاستراتيجية وحقول البترول على الساحل الشرقي في خليج السويس، فيما شملت المرحلة الثانية التي استمرت خلال الفترة من عام 1979 إلى عام 1982 الانسحاب الكامل من خط العريش ورأس محمد بتحرير 32 ألف كيلومتر مربع من أرض سيناء، ليصبح إجمالي الأراضي المحررة من سيناء 40 ألف كيلومتر مربع، وفي المرحلة الثالثة والأخيرة، خرجت إسرائيل إلى خط الحدود الدولية بعد تحرير 41 ألف كيلومتر مربع، وبذلك تم تحرير كل شبر من أراضي سيناء، وكان ذلك في 25 أبريل عام 1982 الذي اعتبر العيد القومي لمحافظة شمال سيناء، حيث يمثل تاريخ المشهد الأخير في سلسلة طويلة من الصراع المصري الإسرائيلي انتهى باستعادة الأراضي المصرية كاملة.
صناع النصر
فى العاشر من رمضان
المشير أحمد إسماعيل
وزير الحربية فى الحرب والشريك الأول فى رسم خطة التدريب للقوات المسلحة
الفريق سعد الشاذلى
رئيس اركان حرب القوات المسلحة 1973 العقل المدبر للهجوم على خط بارليف الحصين
اللواء عبدالغنى الجمسى
رئيس هيئة العمليات خلال الحرب قام بإعداد دراسة عن أنسب التوقيتات للقيام بالعملية الهجومية والذى تم بناء عليها اختيار يوم السادس من أكتوبر
اللواء على فهمى
قائد قوات الدفاع الجوى خلال الحرب ومنفذ حائط الصواريخ الذى كان أحد أسباب النصر
اللواء محمد الماحى
قائد المدفعية فى حرب أكتوبر حيث أدار معركة المدفعية بجدارة فائقة أصابت أهدافها بدقة بالغة.
اللواء عبد المنعم واصل:
قائد الجيش الثالث الميدانى أمر الجنود أثناء حرب أكتوبر بمعاملة أسرى إسرائيل معاملة إنسانية وفقاً للقانون الدولى للحرب
اللواء كمال حسن علي
قائد سلاح المدرعات.. قام باستلام العريش وتسليم العلم المصرى الى الرئيس أنور السادات لرفعه فوق أول أرض مصرية تستردها مصر عقب الحرب
اللواء سعد مأمون
قائد الجيش الثانى وقائد قوات الخطة شامل التى حاصرت الإسرائيليين فى الدفرسوار
اللواء محمد حسنى مبارك
قائد القوات الجوية صاحب الضربة الجوية الأولى والتى كان لها أثر كبير فى ضرب النقاط الحيوية للقوات الإسرائيلية فى سيناء
اللواء فؤاد ذكرى
قائد القوات البحرية بحرب 1973 وهو الذى خطط للضربة البحرية التى تحدث عنها العالم كله وكانت اشارة النصر فى حرب أكتوبر كما كان هو المخطط لعملية المدمرة إيلات.
وعاد جثمان الشهيد، ودفن فى ليلة كان القمر فيها كاملاً.
الصول (المساعد) «أحمد ادريس» صاحب فكرة شفرة اللغة النوبية
التي حيرت العدو في حرب العاشر من رمضان (أكتوبر 1973):
كان الصول أحمد محمد إدريس ابن النوبة، والمولود بقرية توماس وعافية بمحافظة أسوان، صاحب فكرة استخدام اللغة النوبية كشفرة في حرب العاشر من رمضان (أكتوبر 1973)، لارسال الإشارات الداخلية بين قيادات الجيش المصري ليصعب فكها من جانب الجيش الإسرائيلي. وأكد البطل النوبي، أنه اقترح على قائد الجيش ارسال الإشارات بين قادة الجيش باللهجة النوبية حتى لا يفهم العدو حديثهم أثناء الحرب، مضيفا أن اللهجة النوبية يتحدث بها أهل النوبة فقط، كما انها لا تكتب، وغير موجودة في القواميس، ولذلك لن تستطيع اسرائيل تفسير أي إشارات أو رسائل لقادة الجيش المصري، وأكد أن قائد الجيش تواصل مع رئيس أركان حرب القوات المسلحة وبدوره عرض الأمر على الرئيس الراحل أنور السادات وأخبره بالفكرة، ووافق على الفور، وفوجئت باستدعاء الرئيس الراحل لي. ووصلت لمقر أمني لمقابلة الرئيس السادات وانتظرت الرئيس بمكتبه حتي ينتهي من اجتماعه مع القادة، وعندما رأيته كنت أرتجف نظراً لأنها كانت المرة الأولى التي أري بها رئيس مصر، وعندما قابلني وشعر بما ينتابني من خوف وقلق، اتجه نحوي ووضع يده على كتفي ثم جلس على مكتبه وابتسم لي وقال، فكرتك ممتازة ولكن كيف ننفذها ؟
فقلت له، لابد من جنود يتحدثون النوبية و هؤلاء موجودون في النوبة، وعليك أن تستعين بأبناء النوبة القديمة وليس بنوبيي 1964، وهم الذين نزحوا بعد البدء في بناء السد العالي، لأنهم لا يجيدون اللغة العربية، وأضاف الصول ادريس قائلاً : «هم متوفرون بقوات حرس الحدود»، فابتسم الرئيس السادات وقال : «بالفعل فقد كنت قائد إشارة بقوات حرس الحدود، وأعرف أنهم كانوا جنوداً بهذا السلاح». وأضاف إدريس أنه بعد عودته إلى مقر خدمته العسكرية كان عدد المجندين 35 فرداً، و علم أنه تم الاتفاق على استخدام اللغة النوبية كشفرة، وأنهم قرروا الاستعانة بالمجندين النوبيين، والذين بلغ عددهم حوالي 70 مجنداً من حرس الحدود، لإرسال واستقبال الشفرات، وتم تدريب الجميع، وذهبوا جميعاً وقتها خلف الخطوط، لتبليغ الرسائل بداية من عام 1971 وحتى حرب العاشر من رمضان ( أكتوبر 1973).
وأكمل إدريس قائلاً إن السادات طالبه بعدم الإفصاح عن هذا السر العسكري، وهدده بالإعدام لو أخبر به أحدا، مضيفا أن هذه الشفرة استمرت متداولة حتى عام 1994، وكانت تستخدم في البيانات السرية بين القيادات، وقال : لقد كانت كلمة «أوشريا» هي الكلمة الأشهر في قاموس الشفرات النوبية بحرب العاشر من رمضان (أكتوبر 1973)، ومعناها العربي «اضرب»، وجملة «ساع آوي» تعني «الساعة الثانية».
و بتلقي كافة الوحدات كلمة «أوشريا» و كلمة «ساع آوي»، بدأت ساعة الصفر لينطلق الجميع كل في تخصصه يقهرون المستحيل، ويحققون الانتصار الذي تحتفل مصر بذكراه كل عام.
وكان الرئيس السيسي قد كرم المساعد النوبي إدريس خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة السادسة والعشرين بمناسبة ذكري انتصارات حرب العاشر من رمضان (أكتوبر 1973)، والتي تم تنظيمها في 10 أكتوبر عام 2017، بعدما تم عرض فيلم تسجيلي بعنوان «الشفرة»، وتضمن شرحا من البطل أحمد إدريس لطرق التغلب على أعمال التصنت اللاسلكي أثناء حرب العاشر من رمضان (أكتوبر 1973). وبعدها صدق الرئيس السيسي على منح المساعد أحمد إدريس وسام النجمة العسكرية لما قدمه من خدمات للوطن أثناء حرب العاشر من رمضان (أكتوبر 1973).