السفير الحفنى: الاتفاق تأكيد على دور مصر القيادى بالمنطقة
السفير مشرفة: يعكس مكانة مصر وتقديرا لدورها المحورى
أكد خبراء الدبلوماسية المصرية ان اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصروالاتحاد الاوروبى تمثل رسالة دعم قوية وتأكيد على المكانة المحورية لمصر باعتبارها ركيزة لأمن واستقرار المنطقة وبوابة للقارة الأفريقية، وترفيع العلاقات بين الاتحاد الأوروبى ومصر لمرتبة الشراكة الاستراتيجية الشاملة أمر شديد الأهمية؛ حيث تعتبر مصر الدولة الوحيدة بالمنطقة التى تم اختيارها من الاتحاد الأوروبى لترفيع العلاقات الأوروبية معها، وهو تأكيد على المكانة الخاصة التى توليها أوروبا لمصر.
أكد السفير على الحفنى نائب وزير الخارجية السابق ان توقيع اتفاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والاتحاد الأوروبى يعكس التطور فى العلاقات بين الجانبين كما أنه جاء ليحسم مرحلة من التذبذب صعودا وهبوطا فى العلاقات بين الجانبين وبالتالى فهذا القرار يأتى رغم الظروف الموجودة فى المنطقة الحرب فى غزة ليؤكد على دور مصر القيادى والتى ترى أوروبا أن لها أدوارا بناءة ويمكن أن يعول عليها و تأخد مصر فى الاعتبار ايضا مصالح الاتحاد الاوروبي.
أضاف السفير الحفنى فى تصرحات خاصة لـ»الجمهورية» أن توقيع اتفاق الشراكة الشاملة ينم عن حسن بصيرة لمؤسسة الرئاسة والتى بذلت جهدا فى تطوير العلاقات الثنائية مع دول الاتحاد الاوروبى فأصبحت هذه الدول تتحدث بلسان مصر وتعى تماما أن مصر تراعى علاقات الجوار المباشر مع أوروبا فكانت هناك عدة دول أوروبية تربطهم علاقات جيدة مع مصر موجودة عند توقيع الاتفاق منها قبرص واليونان وايطاليا والنمسا وهذا يدل على نجاح سياسة مصر الخارجية.
أوضح أن أوروبا أدركت أن مصر تلعب دورا متوازنا فى المنطقة يراعى مصالح الجميع فمصر أسست منتدى الدول المصدرة للغاز وكذلك لديها علاقات جيدة مع تركيا وتتعامل بمنتهى الحكمة والعقلانية كما أن مصر لها دور بناء فى مجال السلام والاستقرار والأمن وهذا ما استشعره الاوروبين من وقوف الرئيس السيسى بجانبهم لمنع تجربة الهجرة غير الشرعية لاوروبا وذلك من خلال تجارب وخبرات سابقة كادت تؤثر على استقرار أوروبا.. أضاف أن مصر وقفت أمام التهجير القسرى لأهل غزة وراعت مصالح الاتحاد الاوروبى والذى كانت ترى اسرائيل انه من الممكن ان تكون مصر بوابة لنقل الفلسطينيين منها إلى أوروبا فمصر وقفت أمام الطرف الإسرائيلى الذى لم يكن يراعى غير مصالحه فكان هناك مقترح اسرائيلى بجعل منطقة قبرص منطقة للفلسطينيين وناشدت إسرائيل الدول الأوروبية بأن يأخذ كل منهم جزءا من سكان غزة ولكن مصر رفضت بشدة ووقفت بكل حزم أمام هذا المخطط كذلك يقلق الاوروبيين غياب الدور المصرى والذى لا يصب فى مصلحتهم لذلك قدم الاتحاد الاوروبى الكثير من المساعدات لدعم خطط التنمية وتحقيق مساعى مصر فى التنمية المستدامة.. من جهته.. قال السفير ايمن مشرفة مساعد وزير الخارجية الاسبق، انه بمناسبة مرور 20 عاما على توقيع اتفاقية الشراكة بين مصر والاتحاد الاوروبى انعقدت قمة مصرية اوروبيين تعتبر الاولى من نوعها حيث وصل الى القاهرة 6 رؤساء اوروبية ورؤساء حكومات بلجيكا بصفتها الرئيس الدورى للاتحاد الاوروبى ورئيسة المفوضية الاوروبية ورئيسة وزراء ايطاليا ومستشار النمسا والرئيس القبرصى ورئيس وزراء اليونان الذين يعتبرون من أهم الشركاء الاوروبيين لمصر.. وأضاف السفير مشرفة فى تصريحات خاصة لـ»الجمهورية» انه تم توقيع اتفاقية لترفيع مستوى الشراكة بين مصر والاتحاد الاوروبى الى مستوى الشراكة الاستراتيجية وهى مكانة لا تحظى بها الا عدد محدود جدا من الدول وذلك تقديرا لدور مصر المحورى فى قضايا الشرق الاوسط ودور مصر فى تحقيق الاستقرار والتنمية فى محيطها الافريقى وفى منطقة الشرق الاوسط وبصفة خاصة الدور المصرى الذى تلعبه منذ اندلاع الازمة فى قطاع غزة فى 7 أكتوبر الماضي، والدور الهام الذى اضطلعت به مصر لمحاولة التوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار من خلال استضافة محادثات متعددة، وكذلك المعابر والمطارات المصرية التى من خلالها تم ارسال العديد من المساعدات المصرية والدولية إلى سكان قطاع غزة لتخفيف معاناتهم الانسانية.
أوضح انه بالنسبة للشق الاقتصادى فقد تم توقيع اتفاقية بـ7,4 مليار يورو على 4 سنوات تشمل التعاون فى قطاعات الطاقة الجديدة والمتجددة والغاز وانتاج الهيدروجين الاخضر والتعاون فى مجالات مكافحة الهجرة غير الشرعية ومكافحة الارهاب ومكافحة الجرائم السيبرانية.
ولفت إلى انه تم توقيع عدد من البروتوكولات مع ايطاليا للتعزيز المؤسسى والتعاون الفنى الصناعى فى المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر.
قال ان الاتحاد الاوروبى يعتبر من أهم الشركاء الاقتصاديين لمصر، ومصر كذلك من اكبر الشركاء الممولين للطاقة للاتحاد الاوروبى حيث صدرت خلال السنوات الاخيرة غاز بمقدار 8 مليارات دولار، والاتحاد الاوروبى يسعى لجعل مصر مركزا لتصدير الطاقة النظيفة فى اطار منظمة شرق البحر المتوسط للغاز التى تستضيف مقرها مصر.
أكد انه اتفق ان هذه القمة تكون دورية بين مصر ودول الاتحاد الاوروبى تعقد كل عامين، كما سيتم استمرار الحوار السياسى الدائم لتبادل الرؤى ووجهات النظر فى القضايا التى تخص الطرفين.
شدد على ان الاتحاد الاوروبى يثمن جهود مصر لمكافحة الهجرة غير الشرعية فى حوض البحر المتوسط وهو ملف شائك بالنسبة للاتحاد الاوروبي، مشيرا إلى ان مصر تستضيف 9 ملايين لاجئ فى ظل الظروف الاقتصادية ويعاملون معاملة المواطنين المصريين فى مجالات التعليم والصحة.. من جانبه.. أكد السفير حسين هريدى مساعد وزير الخارجية الأسبق ان التوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع الاتحاد الاوروبى يعد نجاحا كبيرا للدبلوماسية المصرية مؤكدا أنها تعد إيذانا لبدء مرحلة جديدة فى مسار العلاقات الاوروبية المصرية والتى هى أساسا لها أبعاد تاريخية وثقافية وحضارية تمتد عبر أكثر من قرنين من الزمان ودائما كانت نهضة مصر مرتبطة بالانفتاح على أوروبا.
أوضح السفير هريدى فى تصريحات خاصة لـ»الجمهورية» ان الاتفاق يعكس الإرادة السياسية للجانبين المصرى والاوروبى والرغبة المشتركة فى تعميق وترسيخ العلاقات بينهما فى شتى المجالات كما انه من ناحية اخرى يعكس اقتناع اوروبا بدور مصر الهام فى تعزيز الامن والاستقرار فى المنطقة ويعكس رغبة مصر فى مزيد من الانفتاح أكثر على اوروبا لتحديث الدولة والاقتصاد المصري.
أشار إلى أن برنامج الدعم المالى الاوروبى لمصر يمتد لثلاث سنوات باجمالى ٧ مليارات و400 مليون يورو منها 600 مليون يورو منحة ويغطى مجالات عديدة منها الامن الغذائى والطاقة والربط الكهربائى بين ضفتى المتوسط ومحاربة الهجرة غير الشرعية و مكافحة الارهاب كما يغطى ايضا مجالات التعليم الجامعى والتجارة والاستثمار.