لم تعد مسألة بناء الوعى مقصورة على الشعوب داخل دولتهم فحسب، بل الأحداث الحالية التى نراها ونسمع بها جعلت البعض ينادى ببناء ما يسمى بـ»الوعى الدولي» بين الدول خاصة إذا ظهر لها ما يؤرق سلامها الاجتماعى ويحاول فى ذات الوقت أن يشعل مناطق بعينها من أجل صالحه أو صالح حلفائه.. ومن هنا فإن سعى الدول العربية والإسلامية فى ذات الوقت من أجل بناء وعى عالمى بينهم وبين غيرهم من دول العالم على اختلاف مشاربهم خاصة ان كانت تجمعنا المصلحة التى تبرر ذلك.
أقول ذلك بمناسبة التصريحات والتى خرجت مؤخرًا من البيت الأبيض الأمريكى إذ كيف يقبل عربى واحد بتهجير أهل فلسطين قسريًا من بلادهم إلى الشتات مرة أخري.. وهل يعقل أن تكون بلاد عربية هى الوطن البديل لأهالى غزة والضفة الغربية.. وهل أهالى غزة والقطاع على استعداد لترك ديارهم بعد أن دافعوا عنها وصمدوا فى مواجهة جبروت القوة الغاشمة التى ظلت تصب فوق رؤوسهم النيران طيلة 15 شهرًا وانتهت بهم الأحوال إلى العودة مرة إلى ديارهم فى غزة شمالها قبل جنوبها وهو ما جعل إسرائيل ومَنْ وراءها من الداعمين لها يجن جنونهم.. .
> أما عن الموقف المصرى تجاه ما يجرى من أحداث على الساحة فقد كان بحق موقفًا مشرفًا إذ أعلنت مصر كلمتها التى تؤكد ما تتمتع به من صدق ووطنية وشرف بحيث أكدت وقوفها وبقوة إلى جانب الشعب الفلسطينى من أجل إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو وعاصمتها القدس الشرقية.. كذلك أيضًا الرفض القاطع لمسألة التهجير القسرى التى جاءت على لسان الرئيس الأمريكي..
إن مصر لا تخشى أحدًا وهى دولة تحتفظ بمبادئ وقيم فى تعاملاتها مع غيرها من دول العالم شريفة فى الخصومة ورغم القوة والقدرة التى تتمتع بها وجيشها الذى يعد أحد أقوى جيوش المنطقة بما يملكه من عتاد حديث علاوة على جنوده الذين يضرب بهم المثل فى الإقدام والشجاعة ورغم كل ذلك فهو جيش رشيد لا يعتدى على أحد ولا يقبل فى ذات الوقت أن يمس أحد ذرة رمل من تراب الوطن ومن هنا فعلى كل من يفكر فى المساس بتراب هذا الوطن الحر عليه أن يفكر ألف مرة ومرة.. فالمصريون على مدى تاريخهم كانوا الشوكة التى منعت الغزاة والمعتدين باختلاف أجناسهم واسألوا فى ذلك حوادث التاريخ قديمه وحديثه.. وبالتالى فمن يرد أن يتجرع مرارة الهزيمة والمهانة والمذلة فعليه أن يقترب من «شبر» واحد فقط من أرض مصر وسيرى ما لم يره طوال تاريخه.
إن مصر وأبناءها فى حالة اصطفاف تام خلف قيادتها الوطنية التى تقف بكل قوة كحائط صد منيع ضد هذه المؤامرات الدنيئة التى تقف وراءها دول المفترض أنها الراعية للأمن والسلم العالمى وهى بكل أسف أبعد من ذلك بكثير وكثير جدًا..ولكن لندع الأيام القادمة تفضى لنا بما فيها من أحداث وإنا لمنتظرون..