إذا لم نكن قد شهدنا بعيوننا وسمعنا بآذاننا الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وهو يتحدث عن المشكلة الفلسطينية التى من بينها أزمة قطاع غزه لتصورت أنا شخصياً أنه قال ذلك أو ظهر كما ظهر عليه من كراهية للفلسطينيين بل العرب.. كل العرب.
لقد كان مفترضاً أن أمريكا تمثل الداعم الرئيسى فى المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين وبديهى أن هذا الداعم لابد أن يتحلى بالحياد وعدم الكيل بمكيالين فهل ما قاله الرئيس ترامب على مرأى ومسمع من الدنيا كلها يمكن أن ينطوى على كل تلك المبادئ الصريحة والواضحة؟! بالطبع لا.. بذلك ليس أمام الفلسطينيين بل العرب جميعاً إلا أن يعدوا أنفسهم لمواجهة أمريكا وليس إسرائيل فحسب لاسيما بعد أن هرع نتنياهو لينفذ خيالات الرئيس ترامب وأخذ يعلن وسائل الخروج الآمنة من غزة يعنى أن يترك الفلسطينيون ديارهم ومواقعهم وجذور معيشتهم فى بساطة وسلام ضمانا لعدم التعرض لهم بالمدافع والقنابل والصواريخ.
وغنى عن البيان أن يرفض العرب.. كل العرب كل هذه الخطط الاستفزازية والتى يستحيل أن تتحقق فى عالم الواقع لكن السؤال الذى يدق الرءوس بعنف:
وهل الرفض من خلال البيانات الإنشائية والتهديدات النظرية يمكن أن تأتى بنتائج إيجابية؟! بالطبع لا وألف لا.. بينما العرب بين أيديهم كثير وكثير مثلاً رفع سلاح البترول الذى يمكن أن يستخدم فى الدفاع عن الكيان العربى كله أيضاً يمكن أن تجمد السعودية فكرة الـ 700 مليار دولار التى سبق أن أعلنت عنها حتى يعيد الرئيس ترامب تصحيح مواقفه.. كذلك تقف كل دول الخليج ومصر ودول المغرب العربى موقفًا موحدًا وتجمد العلاقات بينها وبين أمريكا بشتى المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية أما المجتمع الدولى الذى تقوده أمريكا فأحسب أنه سوف يتحرك تحركاً إيجابياً لاسيما بعد أن طرح من فكره حلولاً لم يسبق أن تعرف عليها هذا المجتمع الدولي.. ثم ماذا فى وسع الرئيس ترامب نفسه أن يفعله بعد أن بدأ نتنياهو فى إعادة قصف غزة وسط مقاومة جادة وقوية من جانب الفلسطينيين الذين بدأوا يتوعدون من جديد بأسر الإسرائيليين المجندين وغير المجندين؟!.. إذن ما قاله الرئيس ترامب سوف يشعل النيران من جديد فهل يقدر على إخمادها؟!
أنا شخصياً أشك..