انتشرت فى الآونة الأخيرة، العديد من الأغانى التى تم صناعتها بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي، مستخدمة فى ذلك، الألحان والأصوات الغنائية المقلدة، لاستنساخ أصوات وأشكال مطربين وممثلين راحلين أمثال أم كلثوم وعبد الحليم وفريد وشادية وغيرهم يغنون ويرقصون ويتمايلون بأسلوب فج مغاير لعاداتنا وتقاليدنا، حتى وصل للتلحين والتوزيع والغناء فوجدنا كوكب الشرق تغنى تترات كارتون المحقق كونان بطريقة ساخرة ووصل الأمر لقيام مطربين ببيع بصماتهم الصوتية لاستخدامها فى الذكاء الاصطناعى لصالح الورثة مقابل حفنة من الأموال وغيرها من المهازل والأعمال المشوهة المنقوصة والمبتذلة «الجمهورية « تناقش الظاهرة مع المختصين وتدق ناقوس الخطر وتطرح السؤال هل الذكاء الاصطناعى يهدد عرش الطرب والغناء؟؟ وهل أكذوبة وظاهرة ستأخذ وقتها وتنتهى لأنها آلة خالية من الاحساس وسيرفضها الجميع مع الوقت ومهما بلغ الذكاء الاصطناعى من تقدم فلن يضاهى خلق الله أم أنها تكنولوجيا سابقة عصرها.
يقول الموسيقار والمايسترو إيهاب عبد السلام: إن الذكاء الاصطناعى لم ولن يهدد الموسيقى والغناء البشرى والتراث العربى الأصيل ولكن كل ما فى الأمر هو تجربة استخدام التكنولوجيا الحديثة و نحن نعلم أن هناك قوانين حقوق الملكية الفكرية تحمى وتحافظ على التراث الأصيل والجماهير رفضت واستنكرت هذه التجارب لما تصنعه من تشويه ولن تجد لها مكاناً أو مستمعاً فى الوطن العربى وفى النهاية عندما تقع التكنولوجيا المجانية فى يد الجهلاء يجب ان نتوقع تجارب ومحاولات تشويه مثل التى رأيناها ويجب أن نطمئن فالجمهور لن يسمح بهذا العبث بتراثنا العظيم فى مجال الطرب والغناء لتطويره أو تلافى عيوبه حتى لو كان متقن الصنع .. الذكاء الاصطناعى لا يخلق جديداً ولكنه يستخدم الخامات أو المعلومات عن الشخص ويضعها فى تراكيب مختلفة متناسقة نوعا ما ولكن سرعان ما تكتشف أنها غير حقيقية لأسباب كثيرة أهمها أن أسلوب غناء المطرب واختياره للحليات والعرب فى لحن معين لا تتناسب مع لحن آخر فكل لحن أو مقام له حلياته وعربه وكل كلمة لها طريقة تعبير معينة يختارها المطرب ويؤديها فعندما تستخدم الذكاء الاصطناعى فى صوت مطرب ما على لحن لم يغنه فتجد فورا عدم منطقية فى اسلوب الغناء وبالتالى ستشعر فورا بأن هناك شيئاً غير طبيعى وتبدأ فى التساؤل هل هذا ذكاء اصطناعى أم ماذا؟ ومن هنا أستطيع أن أقول إن استخدام أصوات المطربين وخاصة القدامى منهم فى هذه التجارب فشلت وستفشل دون شك كما أن هذا الاستخدام لن يجدى نفعا لمن يقوم به فمع الوقت ستتوقف هذه المحاولات البائسة.
عبث
فيما أكدت الدكتورة غنوة الموجى الاستاذ بالمعهد العالى للموسيقى العربية: بأنها شخصيا لا أحبذ فكرة الذكاء الاصطناعى وأشعر انها نوع من التهريج والعبث لا بد من وقفه وتقليل من قيمة المطرب الأصلى وبالطبع هو تشويه للعمل الفنى وأرى أنه «مالوش أى لازمة» وتحايل على الزمن برجوع الصوت من الماضى للحاضر ويا ليته يتم صناعته بإتقان لكن للأسف يشوه الصوت والعمل الفنى ككل وقد سمعت أعمالا كتيرة بالذكاء الاصطناعى بصوت عبد الحليم وأم كلثوم قمة فى التشويه والتسفيه ولا تليق بهؤلاء الغظماء
تخريب للتراث
وصفت د. سلوى حسن أستاذ ورئيس قسم الغناء بالكونسيرفتوار وأكاديمية الفنون: الذكاء الاصطناعى بأنه شئ عظيم ويستفيد منه الموسيقيين لو تم استخدامها بشكل سليم ومفيد فى الموسيقى لأنه سيفتح آفاقاً جديدة لم تكن متاحة لدينا فى وقت مضى ويجب أن نغذيه بالمقطوعات ويقوم بعمل تباديل وتوافيق لكن فى النهاية سيصل العمل لعضو بشرى يقوم بإصلاح وإعداد الناتج النهائى وهو بمفرده لن يحدث طفرة.
أما بالنسبة لاستخدام مطربين رحلوا كأم كلثوم وحليم وعبدالوهاب وطلب وغيرهم فهذا تخريب للتراث وسيكون زوبعة فى فنجان لأنه لن يتقبلها الجمهور وقيام بعض الموسيقيين بعمل فرقعات إعلامية للحصول على الترند كل ذلك بلا قيمة ولا معنى ولن تغير فى الموروث الثقافى والتراثى فما الفائدة أن استخدم أغنية قديمة وأقدمها مرة أخرى فلن يتقبلها أحد وسوف تنتهى شيئا فشيئا ولا تأثير لها وستختفى مثل أغانى المهرجانات التى ستختفى قريبا ولن يصح إلا الصحيح.
وسيلة مساعدة
يؤكد الكاتب محمود موسى كاتب وشاعر أن الذكاء الاصطناعى أبداً لن يحل محل العنصر البشرى لأننا نتحدث عن منافسة بين الآلة والبشر وسوف ينتصر الأخير لأنه مهما كانت الآلة فهى وسيلة مساعدة ونتمنى أن تظل فى هذا الإطار ولا تحل محل الانسان والاستعانة بالذكاء الاصطناعى مراحل ودرجات وفى منتهى الخطورة وإذا لم يتم السيطرة عليه سوف يفرض نفسه مثل أى وسيلة تكنولوجية أثبتت جدارتها من قبل خاصة فيما يتعلق بالامكانيات فاذا وجد الفنان أنه لن يتمكن من توفير العناصر اللازمة للعمل سواء التلحين أو الغناء أو التوزيع فانه سوف يبحث عن بديل ويستعين بالذكاء الاصطناعى واذا كان الملحن لديه مشكلة مع المطربيين ولا يقبلون الحانه فسوف يستعين بالذكاء الاصطناعى ويقضى على وجود المطرب لكن حتى هذه اللحظة فمن الصعب أن يحل محل البشر لأن الفن شعور وإحساس وارتباط وتعبير والآلة تفتقد هذا الاحساس كما أن الاستعاضة عن المطربين بالذكاء الاصطناعى سوف تصنع حالة من العزلة.. وعلى صعيد الألحان وحتى الآن الذكاء الاصطناعى ليست كفاءته مائة بالمائة أن يحل محل الانسان
صدمة
الفنان والمخرج عادل مراد حدثت مؤخرا صدمة مثيرة للجدل وهى ما تردد عن قيام مطربين بيع بصماتهم الغنائية لصالح الورثة مثلما فعل الفنانان حميد الشاعرى ومحمد حماقي.. فما الذى يضمن الا يتم استغلال الصوت بطريقة يرفضها المطربون فى حياتهم او تسيء اليهم بعد مماتهم ولاننا نعيش فى عصر استهلاكى نمطى فمن يضمن ان الصوت سيكون مطلوباً بعد 20 سنة مثلاً.
«ألحان غير صادقة».
يرى الفنان هانى شاكر أن استخدام صوت كوكب الشرق أم كلثوم بتقنية الذكاء الاصطناعى هو سلاح ذو حدين ومخاطرة كبيرة و ليست كل الأصوات التى تسمعها بالذكاء الاصطناعى تحس أنها صادقة ولذلك لابديل من الطرب الأصيل مهما كان الذكاء الاصطناعى ملكية خطر يهددنا.
أوضحت المطربة دوللى شاهين إن الذكاء الاصطناعى ضد الجميع وفى النهاية سيحل محل البشر ولن نفعل شيئا وسنظل فى منازلنا نراقب ما يحدث.
سياسة غائبة
يشير المحامى سعد فاروق، إلى إن القوانين المنظمة لإنتاج الموسيقى فى مصر حالياً لا تتضمن بالفعل أى بنود خاصة باستخدام الذكاء الاصطناعي.و لا يوجد فى القانون المصرى حالياً ما يُعرف بسياسة الاستخدام العادل، أى ما يمكن اقتطاعه من أى عمل واستخدامه بشكل قانوني، لافتاً إلى أنّه من المهم إدراج هذا الأمر حتى يتاح حماية الملكية الفكرية من ديناصور الذكاء الاصطناعي.