أكد اللواء محمد الغباشى أمين عام مركز آفاق للدراسات الاستراتيجية ان مصر دولة كبرى ومؤثرة فى الاقليم وهناك اتفاق شعبى على دعم القيادة السياسية فى كافة القرارات الخاصة بمنع التهجير والوقوف امام اى عمل عدائى ضد الدولة المصرية، وكل الجهات التى تمثل تهديدا لمصر تعلم تماما اوراق الضغط التى تملكها الدولة المصرية وثقلها فى المنطقة وان اى عمل عدائى يهدد الامن والاستقرار لنا سوف يهدد الامن فى الاقليم بالكامل والسلم العالمي.
الغباشى اضاف ان شعب مصر 110 ملايين مواطن مصرى على قلب رجل واحد، ومع قيادته السياسية ويقف وراء قواته المسلحة وكما اكد الرئيس السيسى فإننا لا يمكن ان نتسبب فى ظلم للفلسطينيين وللقضية الفلسطينية مهما كانت الضغوط ولدى الشعب المصرى كامل الثقة فى ان الدولة المصرية لديها مؤسسات واجهزة لديها خطط واضحة وأخرى بديلة تستطيع إدارة الازمات حتى النكبات الطبيعية لدينا لها خطط للتعامل معها ولدى الدولة خطط لإداة الصراع بما يحفظ الامن القومى المصري.
اضاف ان موقف مصر ثابت ولن يتغير رفضا لمخططات إسرائيل فى التهجير وتصفية القضية الفلسطينية وضد كل محاولات التغيير الديموغرافى وتهويد القدس.
قال فى حوار موسع مع جريدة الجمهورية إنه بعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، خاضت مصر ومازالت جهود التهدئة والهدنة والتفاوض مع طرفى الصراع بوجود وسطاء آخرين كالولايات المتحدة الأمريكية وقطر للوصول إلى حلول شاملة وعادلة،و قدمت مصر العديد من الجهود على كافة المسارات الرئاسية والسياسية والاقتصادية ومنها المساعدات الإنسانية والإغاثية التى وصلت لأكثر من 80 ٪ قدمتها الدولة المصرية بمفردها، اضافة الى استقبالها للجرحى والمصابين للعلاج بالمستشفيات المصرية وكما انها الطرف الضامن للهدنة لوقف نزيف الدم الفلسطينى ووقفت فى وجه مخطط التهجير منذ بداية الأحداث وحتى اليوم ورفضت كل الإغراءات التى عرضت عليها لتمرير مخطط التهجير كما رفضت أخيرا التهديد بقبول هذا المخطط متحملة كافة المسئولية عن تبعات هذا القرار.
قال ان مصر تكاد تكون الدولة الوحيدة فى العالم المحاطة بكرة اللهب من جهاتها الثلاث وتخوض وحدها بفضل قواتها المسلحة الدفاع عن حدودها والحفاظ على مقدرات شعبها رغم الظروف القاسية التى يفرضها عليها موقعها الجغرافى وتفرضها عليها التغيرات الجيوسياسية، ولكنها صامدة وثابتة للحفاظ على تماسكها وشعبها وقواتها المسلحة الدرع الواقية لترابها ومقدراتها .
>الموقف المصرى الثابت والراسخ تجاه القضية الفلسطينية ورفض مخطط التهجير، والذى أعلنه الرئيس السيسى بوضوح وحذر منه مرارا وتكرارا كيف نجح فى حماية القضية.. وهل مازال الخطر قائماً خاصة مع تصريحات ترامب؟
>>القضية الفلسطينية كانت وستظل من أولويات اهتمام الدولة المصرية وهذا ليس وليد اللحظة ولكنه تاريخ طويل منذ عام 1948 وحتى الآن، والجيش المصرى شارك فى حرب 1948 وحقق نتائج جيدة لولا العوامل الخارجية التى كانت خارج إرادته من خيانة موردى الأسلحة، وتواطؤ بعض الأنظمة مع المليشيات الصهيونية، ومنذ ذاك الوقت واسرائيل لديها طوال الوقت أطماع فى مصر، خاصة شبه جزيرة سيناء،و اكبر الدلائل على ذلك انها لم تكن مدعوة للمشاركة فى حرب عام 1956 التى قامت بها فرنسا وإنجلترا، ولكنها دفعت برتل مدرع إلى شمال سيناء وهذا يكشف عبر التاريخ أنها عازمة على تدمير مصر واحتلال سيناء .
الدولة المصرية بعد عام 1956 قامت ببناء السد العالي، وحققت انتصاراً على فرنسا وإنجلترا، وأنشئت العديد من المصانع وطورت من الإنتاج الزراعى والصناعى وكان اقتصادها جيداً وفى طريقه للنمو وتخطى اقتصاد كوريا الجنوبية حينها، وبالتالى القوى الغربية واسرائيل لم تكن تسمح ان يكون لدينا قوة عسكرية واقتصادية كبيرة، فكانت حرب 1967 وخطاب التنحى للرئيس جمال عبد الناصر، وكان بداية لانتصار اكتوبر عام 1973، عندما أظهر الشعب المصرى قوة التلاحم والعزيمة لتحويل الهزيمة إلى انتصار، وقامت كل طوائف الشعب المصرى بربط الأحزمة وتطويع كل امكانياته للمجهود الحربي،و جاء انتصار اكتوبر 1973 الذى اذهل العالم رغم ان معدات الجيش كانت روسية قديمة ، قياسا بتسليح اسرائيل، وقامت مراكز الأبحاث بعدها بدراسة هذا التفوق العسكري، واظهرت الدراسات ان القوة لم تكن فى الأسلحة ولكنها كانت فى العقيدة، لدى الجندى المقاتل، ومنذ ذلك التاريخ واسرائيل تعمل على زعزعة الفرد المقاتل وضرب تلاحم قوة الشعب، وخرجت (أجورا آيلاند) فى عام 1982 بضرورة تفكيك الدولة المصرية، عن طريق حروب الجيل الرابع والتى ظهرت فى 2011، وتعتمد هذه الحروب على الشائعات والفتن وكان يطلق علينا دول الطوق، وهى (مصر والأردن وسوريا والعراق)،والهدف تفكيك جيوش المنطقة وهدمها .
> وفى اطار هذا.. كيف ترى مخطط التهجير والحديث عنه بقوة فى الوقت الحالي؟
>> قضية التهجير أمر لن ينتهى الدعوة له من الحين والآخر وإن اختلفت الطرق والأساليب، واسرائيل لديها سياسة النفس الطويل والخطط طويلة الأمد، وبها درجات ومراحل وكل شخص يكمل ما بدأه من سبقه، ويتنافسون جميعا سواء فى إسرائيل او فى الولايات المتحدة الأمريكية على تنفيذ الخطة، لأن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر اسرائيل هى مخلبها فى منطقة الشرق الأوسط، لما تتمتع به المنطقة من ثروات وترى أن هذه الدول ضعيفة ويمكن السيطرة عليها، وأنه لا يجب أبدا ان تتحد الدول العربية، وبالتالى العمل المستمر على خلخلة تماسك هذه الدول، واثارة النزاعات بينهم والفتن، ومساندة الولايات المتحدة لاسرائيل سوف تستمر بلا نهاية، ولذلك استخدمت أمريكا 47 مرة حق الفيتو فى مجلس الامن لصالح إسرائيل، لتواصل الولايات المتحدة، وقوفها عائقًا أمام اتخاذ مجلس الأمن الدولى العديد من القرارات التى تدين إسرائيل، وتقف إلى جانب الحق الفلسطينى ، هذه المساندة التى بدأت منذ عام 1973، إذ كان القرار الذى أوقفته أمريكا يشجب بقوة استمرار احتلال إسرائيل للأراضى المحتلة نتيجة نزاع سنة 1967، خلافًا لمبادئ الميثاق، على سبيل المثال، فى 18 أكتوبر 2023، استخدمت الولايات المتحدة الفيتو ضد مشروع قرار فى مجلس الأمن يتعلق بتقديم المساعدات لقطاع غزة،
وفى 20 نوفمبر 2024، استخدمت الولايات المتحدة الفيتو ضد قرار لمجلس الأمن يدعو إلى وقف إطلاق النار الفورى وغير المشروط فى غزة، متهمة أعضاء المجلس برفض «التسوية الخبيثة».
والفرق بين الديمقراطيين والجمهوريين هو ان الديمقراطيين لديهم نفس نهج اسرائيل فى وضع الخطط طويلة الأمد مثل ما أسموه بالربيع العربى وهو لم يكن إلا بخطة ممنهجة لتفكيك الدول عن طريق الانقلاب على النظم الحاكمة واثارة الفوضى وهذه الفوضى تستغلها اسرائيل لتقسيم دول المنطقة ومن ثم يسهل الاستيلاء عليها وهذا المشهد رأيناه فى لبنان وسوريا وقد تحقق مخطط الهدم فى تونس وليبيا وسوريا ومصر وكادت مصر ان تسقط الى غير رجعة لأن الجماعة الإرهابية التى حكمت مصر فى 2012 و2013 حصلت على مليارات الدولارات مقابل الموافقة على مخطط التهجير وبيع جزء من سيناء، وكان الرئيس السيسى حازماً فى مواجهة هذا المخطط وكان من الممكن ان يتعرض للاغتيال ولكنه تصدى بقوة لإنقاذ الدولة المصرية.
كما ان نشر إحدى الصحف الاسرائيلية مؤخراً صورة الرئيس السيسى مع الرئيس الإيرانى الذى تم اغتياله «رئيسى» هى رسالة تهديد ضمنى ولكن لمن التهديد ؟ المقاتل الجسور عبد الفتاح السيسى الذى رفض تهديد الجماعة الارهابية بقيادة خيرت الشاطر ومحمد مرسى الذى كان رئيس الجمهورية حينذاك، ورفض وبحزم ان يقاتل الشعب المصري، تحمل المسئولية رغم المخاطر حتى إذا كان المقابل روحه فى سبيل حماية شعبه، ومن نشر هذه الصورة لم يدرك إيمان الرئيس بربه وبنفسه وشعبه .
عموما مخطط التهجير قائم وسيظل ولكن موقف مصر لن يتغير وهو موقف واضح وثابت ومستمر داعما للقضية الفلسطينية، ومصر تعرضت لضغوطات وإغراءات على مدار 15 شهراً لقبول دخول الفلسطينيين وكانت ترفض دائما ذلك رسميا وشعبيا .
الرئيس السيسى وضع خطوطاً حمراء، وتم تأكيدها على كل المستويات ان مصر لن تكون وطنا بديلا للفلسطينيين، لأنها تدعم القضية الفلسطينية دون مصالح ودون اجندات، لأن هناك ارضاً عربية محتلة ينبغى ان تعود الى أصحابها وفق قرارات الشرعية الدولية وان تقام حدودها المستقلة على حدود 1967 وانه من أعجب الأمور انه فى الوقت الذى يرفض فيه الرئيس ترامب دخول المهاجرين من المكسيك، وينتشر القوات المسلحة الأمريكية على الحدود، يطلب من أصحاب الأرض الهجرة الى دول الجوار وهى مفارقات عجيبة، كما انه مستمر فى دعم دولة إسرائيل ووافق على منحها القنبلة التى تزن 2000 رطل، والتى كانت ادارة الرئيس الامريكى السابق بايدن رفضت منحها لإسرائيل، ومصر لن تكون أبدا أداة لتصفية القضية الفلسطينية .
> وماذا عن ما قاله الرئيس الأمريكى ترامب حول قطاع غزة والاصرار على ايجاد بدائل للفلسطينيين؟
>> الموقف المصرى ثابت وهو الرفض التام لهذا المخطط الخاص بتهجير الفلسطينيين إلى مصر، وكذلك تم الرفض من الملك عبدالله ملك الاردن، وما هذه التصريحات إلا أن الرئيس الامريكى يحاول التفاوض وممارسة الضغط على المنطقة ولكنه صرح برفض مصر والاردن للتهجير.
مصر تريد اعادة اعمار غزة من أجل الوقوف امام مخطط التهجير وتعرض ان يتم اقامة مؤتمر دولى للإعمار وان يتم والفلسطينيون فى القطاع مع توفير بعض الامور الاساسية للمعيشة من تخييم ومستلزمات وامور حياتية كما ان هناك امكانية ان يتم اعادة تمركزهم فى صحراء النقب إلى حين اعادة الاعمار وعودتهم إلى القطاع.
الرأى المصرى له ثقل فى المنطقة ، لأن ثبات واتزان الدولة المصرية هو رمانة الميزان لاستقرار المنطقة،و ان مصر هى من تحمى محيطها العربى والإقليمي، ولولا اتزان الدولة المصرية ما استقرت جميع الدول العربية، وما استطاعت الحفاظ على أنظمتها مستقرة .
الرئيس الأمريكى ترامب شاهد الموقف المصرى والأردنى الرافض للتهجير، كما خرج بيان رئاسى وبيان الخارجية المصرية، والولايات المتحدة تعلم جيدا قدر مصر وقدراتها العسكرية وتأثيرها على محيطها الإقليمي، وأتصور ان البنتاجون يرفض الإضرار بمصالح مصر، واكثر من مرة كان يعدل ويغير من القرارات التى كان يتخذها بعض الصقور او المتشددين لوقف المعونة عن مصر، او غيرها من القرارات المتعلقة بالدولة المصرية،و لكن الدولة العميقة داخل الولايات المتحدة، تقول للرئيس الأمريكى ترامب هذا الأمر، لأن مصالحها تتعلق بشكل مباشر مع أكثر دولة لها ثقل فى المنطقة، ولها تأثير وتجعله يعيد التفكير، لكن هذا لا يعد تراجعاً عن المخطط، ولكنه من الممكن ان يعدل من خططه، او يحاول الوصول لأهدافه بطرق مختلفة وبصيغ أخرى .
لذا جاءت تصريحات الرئيس السيسى وبها رغبة حقيقية ان تكون فترة الرئيس ترامب فترة ذهبية لإحلال السلام فى الشرق الأوسط والعالم، وان تكون مدخلا لسلام حقيقى فى المنطقة وأن هذا الاتصال يعكس وجود صيغة ما للتفاهم، خاصة أن العلاقة بين الرئيسين جيدة منذ ولاية ترامب الأولي، كما ان واشنطن تعى تماما أهمية مصر ودورها الاستراتيجى فى المنطقة وتقدر العلاقات مع مصر، مما يعكس مستوى العلاقة والشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
كما ان توجيه الدعوة من الرئيس السيسى لترامب بزيارة مصر فى افتتاح المتحف الكبير وأيضاً الرئيس ترامب وجه دعوة مفتوحة للرئيس السيسى لزيارة واشنطن،و هذه الدعوات تعيد الثقة فى المسار الاستراتيجى للعلاقات المصرية الأمريكية لارتباط الدولتين بمصالح هامة .
> ماهى وسائل الضغط التى من الممكن ان تستخدمها الولايات المتحدة الأمريكية، وكبف سوف تواجهها مصر؟
>> مصر دولة كبرى فى المنطقة لها قوات مسلحة قوية ومصنفة على مستوى العالم، وهناك اتفاق شعبى على دعم مؤسسة الرئاسة ولجيش فى كافة القرارات الخاصة بمنع التهجير والوقوف أمام أى عمل عدائى ضد الدولة المصرية وكل الجهات التى تمثل تهديدا لمصر تعلم تماما اوراق الضغط التى تملكها الدولة المصرية وثقلها فى المنطقة وان أى عمل عدائى يهدد الامن والاستقرار لنا وسوف يهدد الامن فى الاقليم بالكامل والسلم العالمى ومصر لديها من الادوات الكثيرة التى تستطيع التعامل معها مع السياسة الامريكية.
ونقول إنه الـ110 ملايين مواطن مصرى على قلب رجل واحد، ومع قيادته السياسية ، ويقف وراء قواته المسلحة، وكما اكد الرئيس السيسى اننا لايمكن ان نتسبب فى ظلم للفلسطينيين وللقضية الفلسطينية مهما كانت الضغوط،و لدى الشعب المصرى كامل الثقة فى ان الدولة المصرية لديها مؤسسات وأجهزة لديها خطط، وخطط بديلة تستطيع ادارة الأزمات حتى النكبات الطبيعية لدينا لها خطط للتعامل معها ولدى الدولة خطط لإدارة الصراع بما يحفظ الأمن القومى المصرى .
ولذا على المواطن المصرى البسيط عدم الانسياق وراء الشائعات والأصوات التى تنبح من الخارج لهدم الدولة، والثقة فى ان متخذ القرار والقيادة السياسية لديها كل المعطيات والمعلومات لاتخاذ القرار الصحيح بما يحفظ أمنها وسلامة الدولة وحماية شعبها .
كما ان دور الإعلام والوعى مهم فى هذه المرحلة الحساسة، وانه ومنذ عام 2015 وحتى الآن أشارك فى (البرنامج الرئاسى أهل مصر )، بدعم وزارة الشباب والرياضة ومهتمة توعية شباب المحافظات الحدودية، شمال وجنوب سيناء والغردقة والبحر الأحمر وحلايب وشلاتين والوادى الجديد ومرسى مطروح، وتعريف الشباب بمفهوم الأمن القومى والتصدى لأى مخططات تهدم بناء الإنسان المصري، وتهدم ثوابته الوطنية وتعمق فيه التمسك بمبادئ الدين والعقيدة ببناء بلده والحفاظ على مقدراتها .
> ما الرد على من يقول ان الدولة المصرية تنفق الكثير لتنويع مصادر التسليح وهى ليست فى حاجة لذلك؟
>> نعم تنفق الدولة على تسليح الجيش، وشراء الأسلحة الحديثة، وتقوم بتطوير قدرات الجيش، وهذا الامر ليس رفاهية، وإنما ضرورة اثبتت الاحداث اهميتها وقامت مصر بنقل تكنولوجيا التصنيع العسكري، وتم تصنيع قطعتين بحريتين فى الترسانة العسكرية البحرية بالإسكندرية، ووصلنا فى عام 2018 إلى تنظيم المعرض الدولى للصناعات الدفاعية إيدكس، ثم ايدكس عام 2023 تصنيع عسكرى راق فى مختلف المجالات والاتجاهات، ومنها سيارات لمكافحة الإرهاب، وغيرها من الأسلحة، وإذا لم نقم بذلك لما استطعنا حماية امننا القومى وخطوطنا الحمراء واستطعنا حماية حقل ظهر، الذى يبلغ 200 ميل بحرى وحماية الأسلحة البرية والجوية.
كما يؤمن الجيش حماية الدولة المصرية لمصالحها فى البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وما يهدد الملاحة فى قناة السويس، والتى كانت قبل السابع من أكتوبر تتمثل فى تهديدات قراصنة الصومال والأعمال العدائية التى تقوم اسرائيل بها فى المنطقة، تنويع مصر فى مصادر السلاح وقوة الجيش المصرى حمى مصر من مشاكل كبرى كان من السهل استباحة أرضنا وكسر إرادة الدولة، وإرغام الدولة المصرية على تنفيذ أى قرار سياسي، وإملاء شروطه عليها، ولكن قوة الجيش وتنويع مصادر السلاح جعل الدولة المصرية تملك حرية القرار السياسى السيادى .
> وماذا عن المرحلة الثانية من تطبيق اتفاقية وقف إطلاق النار والانسحاب الكامل من غزة؟
> > اشك تماما فى ان رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لديه النية فى استكمال الاتفاق،و ربما تكون تصريحات الرئيس ترامب حول التهجير من أجل الضغط على نتنياهو وإرغامه على استكمال المرحلة الثانية من الصفقة، لأنى على يقين بأن نتنياهو يبحث عن مخرج عدم إتمامها، واستكمال الحرب لأنها تعنى بقاءه، وعدم سقوط حكومته، أكبر الدلائل على انه يريد خرق الاتفاق وعدم الوصول للمرحلة الثانية منه هو تغييره رئيس اركان الجيش، وتعيين إيال زامير رئيس أركان الجيش، فى حين ان من مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية إتمام مراحل الصفقة لأنها الضمان الأساسى لها فى الإدارة الجديدة، وبالتالى سيرغم ترامب نتنياهو على استكمال الصفقة والدخول فى المرحلة الثانية .
كما ان هناك سيناريو يخص اسرائيل بعدم استكمال المرحلة الثانية من الصفقة، وهى استبدال العمليات العسكرية فى غزة وهذا ما تقوم به بالفعل بأنها توسع عملياتها العسكرية فى الضفة الغربية، وقد قامت بتدمير جنين بالفعل، وتتذرع بأنه قد تم تسريب عناصر من المقاومة إلى الضفة، تنقل عملياتها إليها بشكل كامل، وهى تقوم بذلك كما أنها توسعت فى الجنوب اللبنانى والسورى وقد يكون هذا التوسع لإيجاد مناطق بديلة لتهجير الفلسطينيين إليها، بعد رفض مصر والأردن مخطط التهجير.
> هل مازالت إسرائيل ماضية فى تحقيق حلم دولة اسرائيل الكبرى وعلاقة ذلك باستمرار الحرب؟
>> هذا حلم ابدّى لدى الكيان الإسرائيلي، ورغم كل ما يقال عن مواجهة نتنياهو من مشاكل فى الداخل، إلا أنها معارضة من أسر الأسري، ولكن الشعب الاسرائيلى كله متفق على إقامة الدولة اليهودية من النيل الى الفرات، نتنياهو منذ بداية الحرب وهو يعلن انه أعظم رئيس وزراء بعد (دافيد بن غوريون)، لأنه حقق حلم إسرائيل فى انها تكون أرض الميعاد وأنه توسع فى الأراضى الفلسطينية، وفى جنوب لبنان وسوريا، وإن البقية تأتي، وجميع فئات الشعب تؤيد استمرار العمليات العسكرية حتى تقتل الفلسطينيين جميعا، ومن بعدهم العرب، وأكبر الدلائل على ذلك ان جميع دول العالم لها جيش إلا دولة الاحتلال، فهى عبارة عن جيش وله دولة ، فهناك المرأة العجوز أو الرجل اللذان بلغ عمرهما مثلا 75 عاما ورغم ذلك خدما فى جيش الاحتلال 20 عاما، ثم فترة احتياط توازى نفس المدة ثم الآن مهمة الدفاع عن المستوطنات .
وكما ان ايجور آيلاند خططها حروب الجيلين الرابع والخامس بنشر الفتن والاقتتال الداخلي، ولذلك ينبغى علينا التسويق السياسى لقضينا المركزية وان نشرح للعالم ان كل مواطن فى الدولة هو فرد مقاتل للابد بشتى الطرق والوسائل، وان اسرائيل استغلت ما حدث فى السابع من اكتوبر من ان عناصر المقاومة استهدفت السيدات العجائز والفتيات، وأنهم يقومون باستهداف النساء والأطفال، ولذا على الإعلام العربى والفلسطينى ان يشرح للعالم ان اسرائيل ليس لديها فرد مدنى وانما كلهم عسكريون، وان حروب إسرائيل ضد مصر هى نشر الفتن والهدم من الداخل، ومصر هى الجائزة الكبري، ومركز استهدافهم، ويخطئ من يظن ان اتفاق السلام يعرقل إسرائيل والقوى الغربية الانقضاض على مصر، وهذا ماحدث بسوريا وشاهده العالم، ففى لحظة ترك الجيش مواقعه، وانقضت اسرائيل، والآن تتوسع بها، وأول ما قامت بها تدمير المواقع العسكرية والأسلحة والمطارات والموانئ حتى تأمن سيطرتها .
> ماذا عن جهود مصر ودورها المحورى فى الوساطة منذ بداية الحرب وحتى إبرام اتفاقية وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بمراحلها الثلاث؟
>> عقدت مصر فى بداية اندلاع الحرب مؤتمر القاهرة للسلام، وحضره أكثر من 35 رئيس دولة ورؤساء حكومات، ووقفت مصر بقوة ضد الانتهاكات الإسرائيلية على مدار 15 شهرا، ورفضت مخطط التهجير القسري، والإصرار على دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية بشكل عاجل، وكما يعلم الجميع وليس خافيا على أحد فى العالم ان أكثر من 80 ٪ من المساعدات الإنسانية مصرية خالصة، وفتحت مصر المستشفيات لعلاج المصابين، ودخول بعض الأسرى المبعدين عن العودة بعد الإفراج عنهم، إضافة إلى ذلك جهود المفاوض المصرى لإبرام الاتفاق والعمل بكل قوة على ضمان استمراره واستكماله .
ونقول انه لم يحدث فى التاريخ ان يباد 15 ٪ من عدد السكان، بمعنى وطبقا للإحصاءات المعلنة ان عدد القتلى يصل إلى أكثر من 100 الف، نصفهم تحت الركام طبقا للمعلن والباقى كان على مرأى من العالم أجمع، ونسبة المصابين وصلت الى 120 الف اى انها الى 8) ان كل 8 أشخاص من الفلسطينيين أمامهم فرد اسرائيلى قتل او أصيب وهذا لم يحدث فى أى مكان فى العالم .
> ما هو السيناريو المتوقع لقطاع غزة اليوم التالى للحرب؟ خاصة ان اسرائيل أعلنت عن رؤيتها لإعادة الإعمار فى غزة؟
>> المبانى الشاهقة التى يعلن عنها نتنياهو، المقصود منها ان يسوق ان إعادة الإعمار سوف تستغرق من 10 الى 15 عاماً لإزالة الركام، ثم خمسة أعوام أخرى لتشيد المباني، وهو يكذب 100 ٪، ويراوغ 100 ٪، هو يريد ان تكون فترة التهجير تصل الى 20 عاماً، وأوجه رسالة للرئيس الأمريكى لدولة الاحتلال بشأن إعادة الإعمار، ان الدولة المصرية لديها حلول كثيرة، ومنها تقسيم القطاع إلى ثلاثة مناطق كما هو الحال حاليا ويتم عمل مخيمات لهم حتى تتم إعادة الإعمار، مثلا فى الشمال وينتقل الشعب إليها ثم القيام بتعمير الوسط ، وفى هذه الأثناء يتم توفير مراكز الإيواء لهم وتوفير الضروريات الأساسية ومن محطة الكهرباء والمياه وغيرهما ، والحل الثانى هو نقل الشعب الفلسطينى إلى صحراء النقب، كما قال الرئيس سابقا، وهذه الصحراء طبقا للقرار (181) هى أراض فلسطينية وإسرائيل تحتلها عنوة، وإذا كانت هناك حاجة فليتم نقل الفلسطينيين اليها وتسكينهم إلى حين إعادة إعمار القطاع ثم نقل الفلسطينيين اليه مرة اخرى و بمعنى إعادة الإعمار دون تهجيرهم لان أحد الشروط التى تطالب بها السلطة الفلسطينية هو حق العودة والذى ترفضه تماماً اسرائيل.
> هل يمكن ان نرى المصالحة الفلسطينية الفلسطينية وهل تستطيع السلطة ادارة قطاع غزة ؟
>> السلطة الفلسطينية لديها مشاكل كثيرة حاليا، ولكن فى حالة التصالح الفلسطينى الفلسطيني، ودمج العناصر المشتركة بين كل القوى السياسية، وانتخاب حكومة تكنوقراط تتولى الأمر فى الضفة وقطاع غزة، فسوف يحقق هذا مصلحة كبرى للقضية والفترة الحالية فرصة ذهبية يجب عليهم اقتناصها، ولكن إذا استمرّ الانقسام، وكل منهم يرى مصالحه الشخصية والتى بالطبع تتعارض مع بعضها البعض، ستظل إسرائيل تتعلل بأنها لا تجد من تتفاوض معه، فلابد ان يتوحد الفلسطينيون بصوت فلسطينى واحد وتعلو مصلحة الوطن فوق أى مكاسب وغنائم .
> ما المطلوب من القمة العربية القادمة فى العراق؟
>> أن تتوحد الدول العربية لحمايتها من المطامع والمصالح الغربية لان القوى الكبرى تدير السياسة بلغة المصالح ورأينا انظمة تعتمد على علاقتها بدول كبرى وتم التخلى عنها فى لحظات مثلما حدث مع نظام بشار الاسد، فنحن كعرب لن يدافع عن مصالحنا سوى انفسنا لابد من الموقف العربى الموحد، ولا يجب ان ننتظر حتى موعد القمة.. الموقف لابد ان يحدث الآن، ومصر تسعى بتحركات مكثفة للحشد لهذا الموقف لاننا كأمة عربية أمام تحد مصيري.
> كيف ترى المشهد السورى الآن؟
>> المشهد فى سوريا معقد ونتمنى ان يتمكنوا من اقامة حياة سياسية وديمقراطية يشارك فيها جميع طوائف الشعب السورى ولا يتم اقصاء أى فصيل حفاظا على وحدة البلاد وسلامة الاراضى السورية وتطهيرها من أى عناصر اجنبية، مصر حريصة على استقرار سوريا ومستعدة لدعم الدولة السورية فى سبيل هذا وليس لنا أى رغبة فى التدخل فى الشأن السوري، فقط ما نتمناه هو إلا تكون مقراً لايواء ارهابيين أو تصدير الارهاب للمنطقة.