يخطئ من يتصور أن السلام –أى سلام– فى أى مكان من هذا العالم يمكن أن يتحقق بجرة قلم.. يعنى اذهب أنت وهو وسوف يأتيكما السلام على أطباق من ذهب..!
هذا كلام لا يحدث ولا فى الخيال لأن الملايين من الناس ليس من السهل عليهم حتى قبول الفكرة فى حد ذاتها بل بالعكس سوف يزدادون غضبا فوق غضب ويتولد لديهم الاستعداد لمزيد من التضحيات بشتى أنواعها ليس من أجل السلام ولكن بسبب دفعهم دفعا إلى ارتكاب أفعال يعبرون من خلالها عن أنفسهم وهذه الأفعال قد تشمل أعمال القتل وسفك الدماء وتفجير السيارات وخطف جنود الأعداء ومجنديهم ومجنداتهم فهل يصبح صاحب القرار على صواب أم العكس هو الصحيح؟!
>>>
الآن يؤكد من يؤكد أنه لابد من إخلاء غزة من أهلها وسكانها وتاريخها وكل شيء لأنها بقعة عزيزة على خريطة العالم وفى حاجة إلى من يستثمر ثرواتها استثمارا جيدا وأولى هذه الثروات الغاز الذى يتوقع له الخبراء أن يكون ما بمثابة ثروة هائلة تدر المليارات من الدولارات.
من هنا يثور السؤال الذى يدق الرءوس بعنف:
هل هذه الثروة الطبيعية تكون حراما على أصحابها الحقيقيين وحلالا على كل من يخطط منذ زمن طويل لكى يكون هو المالك الأوحد ليشاركه بالطبع من ساعدوه فى إبادة الغزاويين وكل من ينتمى إليهم سواء من قريب أو من بعيد..؟!
وحـتـى لا نـنـسـى هــل تــذكـرون أحـداث 11 سبتمبر عام 2001 حيث دمرت الطائرات المدنية برجى التجارة بنيويورك ومقر البنتاجون فى واشنطن وسقط الآلاف من القتلى ومثلهم أو أضعافهم من المصابين؟!
لقد تبين أن مرتكبى هذه الواقعة ينتمون إلى دول وبلدان انعدمت بداخلها أى صورة من صور العدالة والمساواة وسيادة القانون .
>>>
والآن دعونى أنتقل بكم إلى المظاهرات الحاشدة التى ينظمها المصريون للتعبير عن آرائهم ومواقفهم ورفضهم لأية إجراءات أو مواقف تفرض عليهم وإذا لم تسعف ذاكرة التاريخ هؤلاء اللاهين أو المغامرين أو المقامرين فإن سجلات هذا التاريخ نفسه تقدم الأدلة والبراهين..!
مثلا معركة المنصورة التى دارت فى الفترة ما بين 8 و11 فبراير عام 1250 بين قوات الفرنجة وبين المصريين الذين لا يحملون أسلحة أو قنابل أو أى شيء بل خرجوا لمواجهة المعتدين بأدوات المطبخ والهراوات البدائية فكانت النتيجة أن سقط قائد الحملة لويس التاسع ملك فرنسا الذى أسره المصريون ولم يفرجوا عنه إلا بعد دفع الفدية.. لتصبح معركة المنصورة علامة فارقة فى تاريخ مصر والمصريين..
معركة رشيد.. بعد أن فشل الفرنسيون فى إخضاع مصر لإمرتهم جاء الإنجليز ليحلوا محلهم معلنين أنهم الأقدر والأقوى لكن نفس ما حدث للفرنسيين تكرر مع الإنجليز وقائد حملتهم والذين قاموا بالهجوم على رشيد لتدور معركة خالدة تم على أثرها أسر الجنرال فريزر الذى أصبح مثلا شعبيا للهزيمة والفشل حيث كان للفلاحين من أبناء رشيد الدور الأكبر فى إيقاع الهزيمة به..
معركة السويس عام 1956 وتمر السنون والشهور والأيام لتدور معركة من معارك البسالة والفداء فبالرغم من بجاحة المعتدين وحقارة نواياهم حيث شكلوا عصابة إجرامية تضم كلا من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل لكن ما إن نزلت قواتهم إلى أرض بورسعيد حتى خرج أهلها رجالا ونساء وأطفالا بسكاكين المطبخ وأغطية الحلل ليقطعوهم قطعا حتى خرجوا مدحورين منهزمين .
إذن ما أود أن أخلص إليه أن مظاهرات المصريين كفيلة بأن تعيد إلى كل من يفكر فى ممارسة ضغوط عليهم أو فرض إرادتهم لن يتحقق له ما يصبو إليه
أما فيما يتعلق بهؤلاء الذين يزعمون أن مظاهرات الغضب التى تجوب الشوارع لا تجدى فإنى أرد عليهم .. افهموا وادرسوا وارجعوا إلى سجلات التاريخ حتى تتعلموا..!
>>>
ثم..ثم.. اسمحوا لى أن أعود معكم إلى تطورات حالة سفاح القرن بنيامين نتنياهو بعد لقائه الرئيس الأمريكى ترامب فى مكتبه بالبيت الأبيض.
طبعا من يدقق فى ملامح نتنياهو وتعبيرات وجهه وفى البسمة المنتعشة على شفاهه لابد أن يوقن أنه ذاهب فيما بعد لإبادة البقية الباقية من الفلسطينيين فى غزة ..
واضح أن ترامب لم يعامله غير عادية فالشواهد كلها تقول ما أن تتسلم إسرائيل باقى الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس فسوف تهب على الفور لإعادة جرائم الهدم والتدمير والتى يحتاج إصلاحها حسب تعبير ترامب نفسه من عشر سنوات إلى 15 سنة.
تصوروا وصل الأمر إلى أى مدي.. أليس كل ذلك من شأنه أن يضر ضررا بالغا بالاقتصاد العالمى وليس المحلى أو الإقليمى فحسب؟
>>>
«شهر رمضان على الأبواب والخير قادم»
بعد أيام قليلة سوف نستقبل شهر رمضان المبارك وأحب أن أقول إن الدولة سوف توفر سلاسل الأخبار السارة قبل حلول الشهر .. من هذه الأخبار كما أتصور مكافأة استثنائية للموظفين والعمال قبل تقرير زيادة رسمية فى أوائل الشهر.
أيضا خفض هائل فى الأسعار والسلع..
أيضا سهرات رمضانية فى الأحياء الشعبية وغير الشعبية تقيمها وزارة الثقافة والهيئة الوطنية للإعلام.
فى النهاية تهنئة صادقة من الرئيس عبدالفتاح السيسى لبنى وطنه الذين يبادلونه حبا بحب ووفاء بوفاء.
>>>
و..و..شكرا