ما يحدث فى مصر من نجاحات وانفراجات وانتصارات سياسية ودبلوماسية واستثمارات تاريخية وشراكات إستراتيجية وشاملة ليس وليد اليوم.. ولم يأت صدفة.. لكنه نتاج ومحصلة عمل متواصل ورؤية وإرادة على مدار 10 سنوات.. واصل فيها الرئيس السيسى الليل بالنهار.. من أجل انتشال هذا الوطن من عثراته وأزماته وتحدياته ومعاناته العميقة ليتحول إلى وطن قوى وقادر ولديه الفرص الغزيرة ويحلق إلى آفاق أكثر رجاحة نحو المستقبل.
ما تحققه (مصر– السيسي) من نجاحات وإنجازات صنعت الفارق.. ليس وليد اليوم ولكن نتاج ومحصلة رؤية وعمل شاق وجهود وتضحيات على مدار 10 سنوات.. لذلك فإن ما يجرى من طفرات وقفزات فى الداخل والخارج أمر طبيعى بعد هذه الرؤية والإرادة وهو أقرب إلى المعجزة حيث عانت مصر على مدار عقود من تدهور وأزمات وتحديات ومعاناة عميقة ومشاكل معقدة.. حتى وصلت الأمور إلى مرحلة سيئة وأشلاء دولة على شفا الانهيار والسقوط.. لذلك فإن المعجزة ان تنطلق مصر من هذه الظروف الكارثية.. إلى مرحلة التعافى والانطلاق والتحليق بعيداً على كافة المستويات إلى آفاق أفضل وأكثر رجاحة فى الداخل والخارج.
ما حدث فى مصر قبل الرئيس السيسى من احباط ويأس ونذر السقوط والانهيار والضياع ثم نجاحه الأقرب إلى المعجزة فى بناء الدولة القوية القادرة.. الدولة الحقيقية التى تمتلك الحاضر والمستقبل.. التى خلقت لنفسها فرصاً غزيرة وعظيمة.. من خلال عمل ملحمى ومتواصل على مدار 10 سنوات ومازالت.. هذه النقلة والفارق الكبير بين مصر قبل السيسى وفى عهده تتطلب منا الدراسة والتحليل والتوثيق فما حدث بالأمس باستضافة القاهرة القمة «المصرية– الأوروبية» وترفيع مستوى العلاقات إلى الشراكة الإستراتيجية والشاملة هو حدث تاريخى كما قلت فى المقال السابق الذى كتبته مساء السبت ونشر فى صباح الاثنين.. ما حدث محصلة وحاصل نجاح عظيم وكبير وتتويج لمسيرة نمو البناء والتنمية والتقدم لن تنتهى أبداً طالما ان هناك قائداً عظيماً عاشقاً لهذا الوطن.. حباه المولي– عز وجل– بالرؤية والحكمة والإرادة والإصرار والاخلاص والشرف قاد نقلة عظيمة فى تاريخ مصر.
عشر سنوات من العمل والبناء والتنمية والرؤية والإرادة تستوجب منا دراسة ما حدث وكيف أنقذ السيسى هذا الوطن.. وانتشله من الضياع وكيف مكنه من هذه الفرص الاستثنائية والتاريخية التى باتت أولوية أولى للدول الكبري.. وكيف حول مصر من دولة محدودة الموارد إلى دولة ذات آفاق غزيرة الموارد بعد تحويلها إلى قيمة مضافة وبعد فتح منافذ وشرايين جديدة لمصادر من الدخل القومى مثل الاستثمار فى الموقع الجغرافى وتطوير الموانئ والاستثمار فى الطاقة بكافة أنواعها بناء على رؤية استباقية استشرفت المستقبل خاصة الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر وتطوير القناة واستغلال المواد الخام والثروات التعدينية وتحويلها إلى قيمة مضافة.. ثم أيضاً الاستثمار فى تمكين مصر من بنية أساسية وتحتية عصرية ثم نجاح (مصر– السيسى) فى امتلاك شبكة علاقات دولية عبقرية على أعلى مستوى من التعاون والشراكة الإستراتيجية بعد سنوات من العزلة والتهميش لدور مصر وتراجع المكانة.. لكن السيسى أعاد مصر لمحيطها الإقليمى لتعود لإطارها الدولى وتوقع شراكات إستراتيجية وشاملة مع القوى الكبرى.. شريكاً أساسياً فى كافة شئون ومجالات هذا العالم.. مع الاتحاد الأوروبى ودوله.. مع الولايات المتحدة الأمريكية.. مع الصين والهند وروسيا وأفريقيا وآسيا.. لذلك علينا ان نسأل أنفسنا كيف حول السيسى الأزمات والتحديات إلى إنجازات؟.. كيف حول المحن إلى منح؟.. كيف حول الانعزال والانغلاق إلى الانفتاح والريادة والمكانة والدور والثقل؟.. كيف حول المحدودية إلى الوفرة؟.. كيف حول التهميش والتجاهل والنسيان إلى أعلى درجات الأولوية والاهتمام وبناء الحجر والبشر؟.. كيف خاض أعظم وأشرس المعارك فى توقيت متزامن ما بين معركة البقاء ومعركة البناء ونجح؟.. وكيف تعيش مصر فى أمن وأمان واستقرار وسلام؟.. وتحقق قفزات على طريق التقدم رغم أنها تعيش فى طوق من الحروب والحرائق المشتعلة فى كل اتجاه.. فوضى وانفلات وصراعات ونزاعات واقتتال أهلى وتدخلات أجنبية وإرهاب.. لذلك كل هذه الإنجازات والمعادلة الصعبة والمتفردة والنجاح الكبير الذى حققه الرئيس السيسى يستحق دراسة وتحليلاً وتوثيقاً ولا أبالغ إذا قلت انه تاريخ جديد ومضيء وشرف لهذا الوطن.. الذى عهدناه دائماً يحول الانكسارات إلى انتصارات.. بكل صدق وأمانة الرئيس السيسى يقود مصر إلى مرحلة غير مسبوقة.. وإلى حدود لم يتوقعها عقل.. السيسى يريد مصر دولة تتمتع بأعلى درجات القوة والقدرة والتقدم والرخاء والعلم.. يؤمن بقيمة مصر.. وأقول إن مصر تحولت فى عهد السيسى إلى قوة إقليمية عظمى تمتلك أدواتها ومقوماتها.. لديها من الفرص الكثير والقوة والقدرة بلا حدود.. لديها ما تقدمه للآخرين وجاهزة فى إطار من الاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة والمصالح المشتركة وتعزيز التعاون فى كافة المجالات والقطاعات بما يحقق تطلعات وآمال الشعوب.
هناك ثقافة وسلوكيات فى العالم يعرفها ويعلمها الجميع دون استثناء حتى فى المجتمعات البشرية العادية.. لن يأتى إليك أحد طالما أنك ضعيف وغير قادر وليس لديك أى شىء تقدمه.. لكن إذا كنت قوياً قادراً.. لديك من الفرص الكثير وما تعطيه للآخرين وتتبادل معهم المنافع والمصالح.. فإنك تصبح فى بؤرة الاهتمام وتجتذب الناس وتحظى بالاحترام والتقدير.. ولذلك أقول ان زخم العلاقات الدولية من خلال القوى الكبرى فى العالم للتقارب والتعاون مع مصر وعقد الشراكات الإستراتيجية والشاملة.. والاستثمار باطمئنان فيها.. كل ذلك يعكس ويجسد أهمية وقوة وقدرة ومكانة مصر.. وكيف يراها وينظر إليها العالم؟.. وكيف يقيم ما وصلت إليه فى مختلف المجالات؟.. لذلك فإن هذا التوافد العالمى والدولى على مصر والعلاقات القوية مع كافة دوائر ومناطق العالم والقوى الكبرى فيه تكشف بجلاء ووضوح أهمية (مصر– السيسى) وقوتها وقدرتها وما لديها من فرص فى مجالات كثيرة.. وكيف تتجه إلى المستقبل بثقة وبرصيد وافر ومساحات شاسعة فى رحاب هذا المستقبل.. لذلك الجميع يسعى وراء مصالحه ومنافعه وتحقيق آمال وتطلعات شعوبه.. لذلك فإن إبرام الشراكات الإستراتيجية هو عمل بين طرفين أو مجموعة من الأطراف تربطهم مصالح قوية ومهمة.. ولديهم فرص عظيمة وهائلة.. فالدول لا تغامر بثرواتها أو مصالحها ولكنها تبنى على حسابات دقيقة بما يحقق أهدافها.. لذلك فإن ما حدث أمس الأول من توقيع مصر والاتحاد الأوروبى الشراكة الإستراتيجية الشاملة هو تجسيد حقيقى لقوة (مصر– السيسى) وما وصلت إليه من بناء وتنمية وفرص وما تستطيع توفيره للآخرين وما تستطيع أن تهيئه لهم من فرص استثمارية عظيمة.. ما حدث هو قصة نجاح عظيمة لدولة تتعامل بندية وشرف وثقة وقوة وقدرة.. كل ذلك حدث بناء على رؤية عبقرية تم إقرارها قبل 10 سنوات بتوقيع الرئيس عبدالفتاح السيسى شخّص فيها التحديات والأزمات والمعاناة والأوضاع فى مصر ووضع الحلول والأفكار الخلاقة لتودع مصر مراحل الخطر الداهم وتحلق بعيداً نحو المستقبل.
الحقيقة أيضاً أتوقف كثيراً أمام كلمة الرئيس السيسى خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع قادة أوروبا.. والتى تضمنت مجموعة من النقاط والرسائل المهمة حول قصة النجاح (المصرية– الأوروبية) للوصول إلى مرحلة الشراكة الإستراتيجية والشاملة لتحقيق المصالح المشتركة للطرفين.. حيث اقترن ترفيع العلاقات بحزمة مالية لدعم الاقتصاد المصري.. من شأنها أن تساهم فى تحقيق الانطلاقة والانفراجة الكبرى بعد أكبر صفقة استثمار مباشر فى تاريخ مصر بالشراكة مع الإمارات لتطوير وتنمية مدينة رأس الحكمة.. وحصول مصر على 35 مليار دولار ثم توقيع اتفاق مع صندوق النقد الدولى وحزمة أيضاً من الاتحاد الأوروبى تقدر بـ 7.4 مليار يورو إلى جانب 6 مليارات دولار من البنك الدولى إلى جانب استثمارات أخرى متوقعة إلى جانب القضاء على السوق الموازية أو السوداء للدولار وهو الأمر الذى أدى إلى تعامل المواطنين فى العملات الصعبة مع البنوك وهو يعد نجاحاً كبيراً لتوحيد سعر الصرف بما يؤكد ان مصر تمضى نحو تصحيح المسار الاقتصادى والتعافى والتقدم.. وعدم تكرار الأزمة التى استمرت أكثر من عام ونصف العام.
أيضاً هناك نقاط مهمة تكشف عن امكانيات وقدرات وفرص مصرية تستطيع أوروبا الاستثمار فيها أو هى فى أشد الحاجة إليها مثل تعزيز التعاون فى مجال الطاقة سواء الغاز الطبيعى أو الربط الكهربائى والتعاون فى مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة النظيفة والتعاون فى منتدى غاز شرق المتوسط بما يساهم فى تحقيق أمن الطاقة إقليمياً ودولياً.. لذلك فإن أوروبا فى حاجة شديدة إلى تأمين مصادر الطاقة لدولها وبالتالى فإن مصر تلعب دوراً كبيراً فى هذا المجال بما لديها من فرص.
> عقد مؤتمر للاستثمار بين مصر والاتحاد الأوروبى فى النصف الثانى من العام الجارى وأرى هذا القرار أو البند استثنائياً وجديداً.. ويؤكد على جدية وجدوى الشراكة.. فالمؤتمر الاستثمارى سوف يتيح عرض كافة الفرص المصرية الثمينة التى خلقتها تجربة الـ10 سنوات فى كافة المجالات.. والمجالات التى تركز عليها أوروبا.. وبالتالى سيكون المؤتمر نافذة للتعريف بالفرص والامكانيات الاستثمارية فى مصر ويجذب الشركات الأوروبية للعمل فى السوق المصرية.
> الرئيس أكد على التعاون فى مجال مواجهة التحديات المشتركة مثل الهجرة غير الشرعية والتركيز على البعد التنموى فى المعالجة لهذه الظاهرة وتعزيز مسارات الهجرة النظامية وهو بعد مهم.. ربما يتيح للشباب المصرى المؤهل والمدرب والمتعلم على أعلى مستوى فرصاً عظيمة (فى القارة الأوروبية العجوز) وأعنى بذلك انها بحاجة إلى شباب واعد ومواكب.. لكن فى كل الأحوال مصر تصدت للهجرة غير الشرعية منذ 2016 ولم يخرج منها مركب واحد وتستضيف 9 ملايين لاجئ يتمتعون بنفس الخدمات المقدمة للمصريين.. لذلك من المهم دعم هذه الجهود المصرية التى تسعى إلى تحقيق وترسيخ الأمن والاستقرار والسلام فى الشرق الأوسط.. وأيضاً ليس فقط بإنهاء الصراعات أو التصدى للهجرة غير الشرعية ولكن بدعم جهود التنمية والبناء بشكل مستدام وتوفير فرص عمل وتعليم عالية الجودة.. تحدث الرئيس السيسى عن الموقف المصرى الواضح والثابت والشامخ تجاه القضية الفلسطينية والعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة وتأكيد مصر على حتمية الوقف الفورى لاطلاق النار وإنهاء إسرائيل لأعمالها العدائية.. ووجه الرئيس الدعوة للقادة الأوروبيين لبذل المزيد من الجهود لوقف اطلاق النار بشكل فورى غير مشروط وزيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة لتخفيف حدة الكارثة الإنسانية التى يعيشها الفلسطينيون.
> التأكيد على رفض شن إسرائيل عملية عسكرية أو هجوماً أو اجتياحاً برياً لرفح الفلسطينية وهو الأمر الذى سيضاعف الكارثة الإنسانية.
> مصر ترفض بشكل قاطع وحاسم تصفية القضية الفلسطينية وأيضاً أعلنت رفضها الكامل لأى محاولات من قبل إسرائيل لتهجير الشعب الفلسطينى قسرياً من الأرض المحتلة منذ 1967 بما فيها قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.
> مصر تبذل جهوداً متواصلة لحل الأزمة الراهنة فى غزة وتؤكد على أهمية التعامل مع القضية الفلسطينية بمنظور شامل ومتكامل يضمن حقوق الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية.. وأكد الرئيس السيسى ان معاناة الشعب الفلسطينى فى كامل الأراضى الفلسطينية المحتلة على مدار العقود الماضية لن تتوقف سوى بالاعتراف بدولة فلسطين ومنحها العضوية الكاملة فى الأمم المتحدة والعمل على تنفيذ حل الدولتين وفقا للمرجعيات الدولية وان التسويف فى حل تلك القضية يعرض المنطقة والعالم بأسره لعدم الاستقرار.. تلك هى رؤية مصر وموقفها لم يغيره الزمان أو المكان.. لذلك دائماً توصف بالشرف والشموخ.
ما يتحقق فى الفترة الأخيرة من إنجازات ونجاحات على كافة الأصعدة الاقتصادية والاستثمارية والسياسية والإقليمية والدوليـة كـل ذلك يؤكد عمـق وجـدوى وسـلامة وعـبقرية رؤيـة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الداخل والخارج.. وباتت مصر فى قلب التقدم.