ماجدة عبداللطيف: محاضرات تغذية للأمهات.. وتدوير المخلفات
وانطلقت جولتنا داخل دار حضانة النور بمركز أبو الغيط بالقليوبية والتى تستوعب حوالي200 طفل كانت ضمن حضانات المرحلة الأولى للمشروع ومن داخل احدى القاعات جلس الأطفال فى شكل دائرى تتوسطهم طاولة يجلس عليها طفلان يتنافسان على وضع المكعبات على لوحة مدون عليها الأرقام ويقوم زملاؤهم بتشجيعهم بشكل حماسى مبهر وبالانتقال إلى قاعة أخرى وجدنا عشرة من الأطفال يلتفون حول الميسرة التى تتبادل معهم الأقمشة والخيوط والورق الملون والأدوات الفنية وتساعدهم فى استكمال إبداعاتهم وميولهم الفنية لإظهار إبداع الأطفال فى صناعة العرائس الصغيرة مما يؤكد مدى تاثيرهذه الألعاب فى تنمية قدراتهم من خلال مشاركتهم اليدوية فى الأنشطة المتعددة وتنميتها لإكسابهم العديد من المهارات.
تشير ماجدة عبد اللطيف مديرة حضانة النور بجمعية تنمية المجتمع المحلى بابو الغيط قليوبية قائلة ان الحضانة كانت ضمن حضانات المرحلة الأولى والتى بدأت المشروع بالتعاون مع الوزارة الجايكا عام 2017 حيث بدأ العمل أولا على تغيير مفهوم التعلم التقليدى إلى التعلم عن طريق اللعب وحصلت بصفة وظيفتى المشرفة على العديد من الدورات التدريبية والتأهيلية ضمن مشروع «الجايكا» وكانت من أهم المكتسبات التى تعلمتها فى عملى هى كيفية استغلال خامات البيئة فى العمل والاستفادة من أى مورد حولنا دون الانتظار إلى الدعم من أى جهة بل استطعنا تحضير الالعاب والأنشطة بأنفسنا وبدأنا تدريجيا نغير الأسلوب التربوى والتعليمى داخل الحضانة ونغير أسلوب التعامل تماما مع الطفل والذى تغير إدراكهم العقلى والبصرى والحركى والنفسى تماما ونظرا لأننا فى منطقة ريفية فقد وجدنا معوقات كبيرة من أولياء الأمور على النظام الجديد ولم نستطع مواجهة ذلك إلا بعد قيام إدارة المشروع بعقد الندوات المستمرة وورش عمل لأولياء الأمور تركزت على كيفية استفادة الطفل من اللعب والنوم والأكل الصحي.
وتضيف ماجدة ساهمت محاضرات التغذية التى حصل عليها أولياء الأمور مع إدارة المشروع على سهولة استقباله للتوجيهات المتعلقة بالممنوعات والابتعاد عن الأكل غير الصحى مثل المعجنات والمياه الغازية واللحوم المصنعة وأكياس المقرمشات والأغذية التى تحتوى على مواد مصنعة كما استفادت الميسرات من التدريب مع المشروع بل واستطعن نقل خبراتهم لزملائهم الجدد فى الحضانة وكان آخر تدريب حصلوا عليه التربية الايجابية وبعد ذلك قمنا من خلال الندوات المفتوحة باستضافة 25 ميسرة من الحضانات الاخرى وحوالى 100 من أولياء الأمور وقمنا بنقل التجربة لهم والتحدث عن أهمية الالتزام بقواعد التربية الايجابية فى النشء الصغير ما قبل الأربع سنوات.
منار إسماعيل تقول: اعمل بالحضانة منذ 10 سنوات وكان نظام التعليم اكاديمى جدا ولكن مع نظام الجايكا أصبحت هناك متعة مختلفة كبيرة للأطفال حيث أقوم بتفصيل العرائس أمامهم وبمساعدتهم ننتهى من وضع الشعر من خيوط الصوف وصناعة الملابس وقد ابتكر الأطفال أدوات جديدة وجاءوا بالشرابات وقصاقيص القماش والالعاب البلاستيكية لعمل الألعاب وأصبحنا نقوم بتدوير مخلفات البيئة مثل الزجاجات والتى نحولها إلى مقلمة وأصبحت نسبة التركيز لدى الأطفال اكبر بكثير وتحول التعليم إلى متعة.
وفى لقاء مع أولياء الأمور أكدت منيرة سلامة والدة الطفلة كارما ذات الـ3 سنوات تقول علمنا من ادارة الحضانة عن وجود نظام جديد فى التعلم وهو التعلم باللعب وجدت نجلتى مبسوطة ومهتمة بالحضور وتعلمت الحروف والأرقام بسرعة جدا وسهولة بخلاف أنها اكتسبت بعض العادات الصحيحة من الالتزام والترتيب.
أما سحر عبد الحميد تقول نجلى تجاوز الـ 4 سنوات ولكنى حرصت على إحضاره للاستفادة من النظام الجديد وبالفعل وجدت تعليماً مختلفاً عن باقى الحضانات لعب وتلوين يجعل الطفل محباً للدراسة كما انه تعلم أيضا النظافة والنظام وأصبح يساعدنى فى المنزل كما يقوم بتطبيق كل ما يتعلمه من الميسرة فى الفصل مثل غسل الأسنان كل يوم وتنظيف الغرفة وسعيدة بما وصل إليه فى فتره قصيرة.
تتفق معها منال سعيد والده الطفلة هنا «4 سنوات» قائلة تعلمت نجلتى فى فترة بسيطة الأرقام والحروف عن طريق اللعب بالمكعبات والألوان أيضا وأصبحت مبدعة حيث تقوم الميسرة بتعليمهم كيفيه عمل عروسه من بعض الأشياء المهملة التى أصبحنا لا نستخدمها وأصبحت تقوم بجمع الشرابات والخيوط وبعض الاقمشة لاحضارها الى الميسرة لعمل عرائسها المفضلة.
وتروى شيماء عبد اللطيف ان نجلها سراج عمره 4 سنوات وكان عنيف جدا فى التعامل مع أخيه الصغير وقمت بإبلاغ الميسرة عن ذلك فقامت بمساعدتى فى تعديل سلوكيته وسردت لهم قصة عن العنف والضرب وبالفعل تغير سلوكه بدرجه كبيرة جدا وأصبح هادئ الطبع لذلك ورغم أننى اسكن بعيداً عن مقر الحضانة لكننى احضر وأنا سعيدة لان الوضع هنا بحق مختلف.