فجأة خرج علينا اتحاد كرة القدم ليعلن نقل البطولة الدولية المقرر إقامتها من 18 إلى 26 من الشهر الجارى بمشاركة منتخبات مصر ونيوزيلندا وكرواتيا وتونس من الإمارات إلى مصر بحجة أن الشركة المنظمة خالفت بنود التعاقد.
وفجأة أطلق الاتحاد على البطولة اسم « بطولة العاصمة الإدارية الجديدة «
وكعادة مجلس الجبلاية يحيط نفسه بالغموض وتغيب عنه الشفافية فى كل قراراته..لم يكشف الاتحاد تفاصيل العقد والبنود التى أخلت بها الشركة المنظمة والتى أدت إلى نقل البطولة إلى مصر.
لكن على العموم نحن سعداء بإقامة البطولة على أرضنا ووسط جماهيرنا بمشاركة منتخبات قوية خاصة كرواتيا وتونس تمثل إحتكاكا قويا لمنتخبنا الوطنى استعدادا لتصفيات المونديال وكأس الأمم بالمغرب ..وسعادتنا زادات بإطلاق اسم العاصمة الإدارية الجديدة درة مصر الحديثة على البطولة.
وحتى يكتب النجاح لهذه البطولة الدولية التى كما أعلن الاتحاد اعترف بها واعتمدها فى أجندته الدولية لابد أن تحضر الجماهير بشكل مكثف يتناسب مع اسمها الكبير « بطولة العاصمة الإدارية الجديدة».. فلن يكون من المقبول إن نشاهد مدرجات الاستادات شبه خاوية.
وللأسف كعادة الاتحاد عندما أراد أن يروج للبطولة سلك الطريق الخطأ وترك المدير التنفيذى ليدلى بتصريحات لا تغنى ولا تسمن من جوع.. بدلا من أن يرتب لتنظيم مؤتمر صحفى عالمى يعلن خلاله التفاصيل الكاملة للبطولة والمنتخبات المشاركة وأشهر نجومها والملاعب والفنادق والحضور الجماهيرى والأنشطة الأخرى المصاحبة للبطولة لجذب الجماهير.
كما فشلت الشباب واتحاد الكرة فى إقناع نجمنا العالمى محمد صلاح بالحضور والمشاركة حتى ولوكانت رمزية فى بطولة عالمية تقام على أرض مصر وباسم بقعة جديدة تمثل مستقبل مصر.
عموما سننتظر ونرى ماذا سيحدث فى هذا البطولة وكيف سنستفيد منها فنيا ودعائيا.
من المؤكد أن المنتخب تحت القيادة الفنية والإدارية الجديدة للتوءم حسام وإبراهيم حسن سيستفيد فنيا من خلال اللعب والاحتكاك فى مباراتين الأولى مع نيوزيلندا والثانية مع الفائز من كرواتيا وتونس.. ونتمنى أن يظهر الفريق بشكل جيد من حيث الأداء والنتائج..لكن هذا لن يكون كافيا..لأن الفريق يحتاج مزيدا من الاحتكاك مع مدارس قوية ومتنوعة مثل فرنسا وإيطاليا وانجلترا والأرجنتين والبرازيل مثلما حدث مع الجنرال الراحل محمود الجوهرى والمعلم حسن شحاته..لأننا نريد منتخبا قويا يستطيع استعادة لقب كأس الأمم والوصول لأدوار متقدمة فى المونديال.
على الجانب الآخر نأمل أن تتضافر كل الجهود لإعادة الجماهير بشكل كامل إلى المدرجات ليس فى مباريات المنتخب فقط ولكن فى الدورى وباقى المسابقات لأن المباريات بدون جماهير تفقد إثارتها وتفقد اللاعبين حماستهم.
وحتى تعود الجماهير إلى المدرجات دون مشاكل أو أعباء كبيرة وثقيلة على المنظمين أو الأمن أرى أن نحتذى بتجارب الدول المتقدمة كرويا فى أوروبا وأمريكا الجنوبية والتى تمنح النادى صاحب الأرض كل تذاكر المباراة باستثناء عدد قليل لجماهير الفريق الضيف كما نشاهد فى الدورى الإنجليزى والأسبانى وباقى الدوريات العالمية.
أما موضوع تقسيم التذاكر بالتساوى بين الفريقين المتنافسين فهو لا يمثل ميزة لصاحب الأرص الذى من المفروض أن يستفيد من ميزة اللعب على أرضه ووسط جمهوره.
كل التوفيق لمنتخبنا الوطنى وللكرة المصرية بعيدا عن مجلس الجبلاية الذى ننتظر رحيله بفارغ الصبر.