التراث المادى وغير المادى جزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية المصرية
وضعت الدولة المصرية رؤية استراتيجية لتطوير القاهرة التاريخية مع الحفاظ على الطابع الأثرى والمعمارى للمنطقة.. هذه الرؤية جزء من جهود أوسع لتحقيق التنمية المستدامة فى جميع أنحاء مصر بهدف تحسين جودة حياة المواطنين وتعزيز السياحة الثقافية.
الدكتورة ريهام عرام – خبير التراث المصرى وأستاذ التاريخ والآثار المصرية – تؤكد أنه منذ ثورة 30 يونيو تولى الدولة المصرية اهتماما كبيرا بتطوير القاهرة التاريخية كجزء من الحفاظ على الهوية المصرية والتاريخ العريق الذى يمتد عبر القرون.
والقيادة السياسية حريصة على عودة الوجه الجمالى للقاهرة كعاصمة تاريخية تضم آلاف الآثار التى يمكن أن تحقق جذب سياحى ضخم.
تضيف عرام أن هذه الجهود التزام مصر بتطوير وترميم المواقع الأثرية دون المساس بالطابع الفريد الذى يعبر عن فترات زمنية مميزة من تاريخها ما يضمن استمرار تواصل الأجيال مع عبق الحضارة المصرية.
أوضحت د. ريهام أن هناك مشروعات كبرى يتم تنفيذها فى منطقة القاهرة التاريخية والفاطمية والإسلامية حيث يتم تطوير كافة المشروعات التى تعد بمثابة الرموز القوية والعالمية التى تؤكد على عظمة الحضارة المصرية بمختلف العصور..المشروعات الجارى تنفيذها تهدف إلى ترميم المنشآت الأثرية الإسلامية والفاطمية والتى تتميز بالصبغة المعمارية والفنية المبهرةللمحافظة على التراث الأثرى لهذه المنشآت ووضعها على خريطة المزارات السياحية حيث إن هذه المشروعات من المتوقع أن تكون بمثابة نقاط جذب حقيقية للسياح من كل مكان .. المزيد من التفاصيل فى الحوار التالى .
> ما الاختلاف بين التراث الثقافى المادى وغير المادي؟
>> التراث الثقافى المادى يتعلق بالمواقع الأثرية فى مصر سواء كانت معابد فرعونية أو مقابر أو مدناً قديمة مع الحفاظ على هذه المواقع وتطويرها لتصبح وجهات سياحية ثقافية.. أما التراث غير المادى فهو مثل الفولكلور المصرى بما فى ذلك القصص الشعبية، الأمثال، والأغاني، الرقصات التقليدية والحرف اليدوية ويجب أيضا الحفاظ على هذه العناصر من الاندثار حيث إن التراث اللا مادى جزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية المصرية.
وأركز بشكل خاص على دراسة وحفظ التراث المصرى القديم وتحليل العناصر الثقافية والتراثية خاصة تلك التى ترتبط بالعادات والتقاليد والتاريخ المصرى عبر العصور، حيث عملت فى عدة مشاريع تهدف إلى الحفاظ على التراث الثقافى المادى وغير المادى وتوثيق الثقافة المصرية من خلال الأبحاث التى تم نشرها.
> ما أهم الأبحاث والدراسات التى قمت بإجرائها فى مجال التراث المصري؟
>> أجريت أبحاثا ميدانية عديدة فى القرى والمناطق النائية من مصر لتوثيق الفولكلور الشعبى وتشمل هذه الدراسات قصصا شعبية، أساطير، وأمثالاً مصرية، بالإضافة إلى الدراسات الخاصة بالمواقع الأثرية خاصة المتاحف المصرية وكيفية المحافظة على الآثار فى ظل الظروف الحديثة.
كما شملت الدراسات موضوعات مثل التحديات التى تواجه الحفريات وكيفية استخدام التكنولوجيا الحديثة للحفاظ على القطع الأثرية، بالإضافة إلى الأبحاث الأكاديمية التى تهدف إلى نشر الوعى بين الأجيال الجديدة حول أهمية التراث وكيفية الحفاظ عليه.
> ما هى الآلية المتبعة فى حصر وتسجيل المبانى والمقابر ذات الطراز المعمارى المتميز؟
>> إجراءات الحصر والتسجيل تتم وفقا للاشتراطات التى حددها الجهاز القومى للتنسيق الحضارى وليس شرطا أن يسجل عقارا أو مبنى لأن بها عناصر معمارية متميزة فحسب، ولكن من الممكن أن يتم التسجيل بناء على القيمة التاريخية وذلك بأن يكون هناك بيت أو مقبرة لأحد المشاهير أو الفنانين أو الشخصيات المؤثرة فى المجتمع أو المرتبطة بالتاريخ القومي.
وهناك لجان دائمة تختص بالحصر والتسجيل تعمل وفق قانون البناء فى شأن تنظيم وهدم المبانى غير الآيلة للسقوط والحفاظ على التراث المعمارى تتشكل بقرار من المحافظ، وتضم ممثلا لوزارة الثقافة وممثلا لوزارة الإسكان وكذلك المحافظة وعدداً من أعضاء هيئات التدريس بالجامعات المتخصصين فى مجالات الهندسة المعمارية والهندسة الإنشائية والآثار والتاريخ والفنون.
> هل القواعد المنظمة لحصر العقارات ذات القيمة المعمارية المتميزة تنطبق على المقابر التراثية؟
>> القواعد المنظمة لحصر العقارات ذات القيمة المعمارية المتميزة تنطبق على المقابر التراثية من حيث الحفاظ عليها وعلى القيمة التاريخية التى تمثلها، ولكن نحتاج إلى تشريع جديد لتوفير الموارد اللازمة للحفاظ على المبانى والمنشآت التراثية،كما نحتاج إلى وضع تشريعات دقيقة توزع المسئوليات بين الجهات المختلفة.. أما ما يتعلق بوضع الملاك أو ورثة المقبرة بعد إدراجها فى الحصر يعتبر اتحاد الشاغلين هو المسئول عن الحفاظ على هذه المناطق وصيانتها بشكل مستمر.
> كيف يمكن تنمية الوعى الثقافى لدى المواطنين لكى يتعاونوا من أجل تطوير القاهرة؟
>> تنمية الوعى التراثى بين المواطنين خاصة بين سكان المقابر والعشوائيات مطلب ضرورى فهم أكثر من عاش وتشبع من ثقافة المكان لأن جزءا من ثقافتنا يتمثل فى الحياة بالقرب من المدافن وهى ليست موجودة فى القاهرة فحسب بل فى عدة محافظات، فسكان هذه المناطق هم من حملوا تراثها على مر العصور وتشربوا من تاريخها وهم الأولى بجهود تنمية الوعى التراثى بينهم للشعور بالقيمة الجمالية بالمبانى المحيطة.
كما أن الحوار المجتمعى مهم جدا مع أصحاب المصلحة وأن يفهموا تماما أن وجودهم فى هذه المناطق يعنى ضرورة حرصهم على المحافظة على هذا التراث القومي، فلابد أن يشعر بالانتماء للمكان وحبه له مثلما يحب السيدة نفسية والسيدة زينب وأضرحة الأولياء الصالحين.
وهناك اتجاه علمى يتمثل فى مبدأ «إعادة الاستخدام الملائم»أى إعادة تأهيل المبانى غير المستخدمة وفقا للقواعد والأصول الصحيحة، فمثلا أحد المبانى التراثية فى حى الخليفة «ربع المنسترلي» يجرى إعادة استخدامه كفندق وهو يقع بالقرب من القلعة ومسجدى السلطان حسن والرفاعى إلى جانب تطوير مسار آل البيت وهى خطوة تعمل على توفير العمالة وتنشيط السياحة.
> ما فلسفة خطة تطوير منطقة وسط البلد والشوارع المجاورة لها؟
>> وسط البلد قبل التطوير كانت مرتعا للباعة الجائلين وعانت من الفوضى العارمة وكان شارع 26 يوليو من أكثر الشوارع التى عانت من تلك الفوضى حيث امتلأ بالباعة الجائلين الذين شكلوا عوائق حالت دون مرور السيارات والمارة إلا فى مساحات صغيرة وتسببوا فى حجب العقارات فى القاهرة الخديوية.
ولكن تم تطوير واجهات العقارات التراثية ونقل الباعة إلى سوق الترجمان وتخصيص أماكن لهم ومنع الركن فى شوارع وسط البلد وتوفير شاشات فى الشوارع المختلفة لتعرض عدد الأماكن المتاحة للركن داخل الجراجات لتنظيم عملية الركن بصورة أفضل، بالإضافة إلى تطوير العديد من الميادين منها ميدان التحرير، ميدان عابدين، ميدان باب اللوق، شارع الألفى وممر بهلر وممرات أخرى وكل هذا هدفه اولا ان يعود لوسط البلد رونقه وتظهر ملامحه التراثية، فهى منطقة ثرية لكن الزحام والباعة الجائلون أهدروا هذه القيمة والدولة تحاول استعادتها بشكل جمالى يستعيد لها الشكل التاريخى وتصبح نقاط جذب سياحي.
> ما أهمية التعاون بين مصر ومنظمة اليونسكو فى مجال التراث؟
>> الرئيس السيسى مهتم بملف التراث ومهتم بمخاطبة اليونسكو وإرسال رسالة قوية للعالم للتأكيد على دور مصر الرائد فى تاريخ العالم بما يعنى أن التراث ليس رفاهية ولكنه على رأس أولويات الدولة المصرية.
ومن أهم مظاهر التعاون بين مصر ومنظمة اليونسكو والتى بدأت بنقل معبدى أبو سمبل والمعابد الواقعة فى منطقة النوبة وكذلك مصر من الدول الموقعة على الكثير من اتفاقيات اليونسكو وأهمها اتفاقية عام 2003 للحفاظ على التراث أو لصون التراث الثقافى غير المادى والذى يحدث فيه حاليا تعاون كبير مع اليونسكو حيث يتم عمل قوائم حصر للحرف التقليدية الموجودة فى القاهرة التاريخية وفى محافظات مصر.
لذلك يعتبر دور مصر مع اليونسكو دوراً قديماً منذ إنشاء المنظمة نفسها، فاليونسكو من خلال ما قامت به من إنقاذ لآثار مصر فى السبعينيات هو ما أعطى لليونسكو هذه الأهمية وهذا الدور الكبير لأنه كان عملا كبيرا، فلم يكن أحد يتخيل أنه فى هذا الزمن وبمعطيات هذا العصر أن يتم نقل 14 معبدا ويتم تفكيكها وترقيمها ونقلها بهذه الدقة والحرفية والذى شاركت فيه كثير من دول العالم.
ومن هنا جاءت بداية فكرة أن تكون هناك قوائم للتراث العالمى للإنسانية بمعنى أنه من هذا الوقت بدأ اليونسكو يضع معايير لتسجيل وعمل قوائم تضم مناطق معينة حول العالم تعتبر مناطق تراث عالمى للإنسانية فمنطقة مثل منطقة القاهرة التاريخية مسجلة على قوائم اليونسكو من عام 1979.
> ما أبرز المعالم فى مشروع تطوير القاهرة التاريخية؟
>> خريطة تطوير القاهرة التاريخية ضمت أبرز المعالم التى تقع ضمن المرحلة العاجلة لتنفيذ ذاك المشروع.. مثل: مسجد الحاكم بأمر الله وتشتمل أعمال التطوير الجارية على إزالة المخلفات ثم ترميم واجهة مسجد الحاكم وتمتد تلك الأعمال من المسجد حتى باب النصر والفتوح على مساحة 14 فداناً.
كذلك باب زويلة وحارة الروم حيث تبلغ المساحة المقرر ترميمها فى محيط باب زويلة نحو 8 أفدنة بداية من شارع أحمد ماهر وصولا إلى حمام القربية كما تنفذ مجموعة من الورش الحرفية والمحلات التجارية، أيضا ترميم مسجد عمرو بن العاص بالكامل نظرا لمكانته الدينية والتراثية إلى جانب وقوع جامع عمرو ضمن تصور تطوير منطقة الفسطاط.
علاوة على ذلك تتضمن منطقة ترميم المسجد مساحة 12 ألف متر مربع شاملة بهذا الساحة الخارجية للجامع.. كذلك إرفاق كل من: تجميل المنطقة بالاشجار والنخيل، النوافير المائية، الحوائط الزراعية، حديقة الاستقبال، ممشى البستان، مواقف للانتظارومسجد الحسين.
> وما خطة مشروع تطوير منطقة الجمالية؟
>> الجمالية تم ادراجها كإحدى المناطق التراثية البارزة ضمن منظمة اليونسكو واحتوى مشروع تطوير القاهرة الفاطمية تباعا على تصورات تطوير منطقة الجمالية، حيث تنطوى على إعادة تأهيل ما يزيد على 35 بيتاً أثرياً، وصيانة 200 منزل سكني، وإعداد مشروع خان الحسين، وإقامة مدرسة فنية حذو مدرسة بيت جميل ، إنشاء فندق 4 نجوم مع تنظيم منطقة للبازارات حتى يمكن ان تصبح المنطقة ضمن ابرز اماكن الخريطة السياحية بالقاهرة.
> وماذا عن مشروع ترميم قصر حبيب باشا السكاكينى الذى يتم تطويره حاليا؟
>> يعتبر مشروع ترميم قصر حبيب باشا السكاكينى من بين المشروعات الجارى تنفيذها بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار وتم تشييده عام 1897 على يد حبيب باشا السكاكينى فى منطقة الظاهر وسط مدينة القاهرة على الطراز الإيطالى بمساحة 2698 متراً مربعاً.
ويضم أكثر من 50 غرفة ويصل ارتفاعه لـ5 طوابق عبارة عن»بدروم و4 أدوار متكررة»، ويحتوى على أكثر من 400 نافذة وباب وبه حوالى 300 تمثال منها تمثال نصفى لحبيب باشا السكاكينى بأعلى المدخل الرئيسى للقصر.
> ما آخر المستجدات بالنسبة لتطوير حصن بابليون؟
>> يقع الحصن شمال مدينة بابليون وعلى بعد مئات الأزرع منها حيث شيده الامبراطور تراجان وللحصن 5 أضلاع غير منتظمة تدعمها أبراج جدارية نصف دائرية عديدة لم يبق من مبانى الحصن سوى الباب القبلى يكتنفه برجان كبيران، وقد بنى فوق أحد البرجين الجزء القبلى منه الكنيسة المعلقة كما تم بناء فوق البرج الذى عند مدخل المتحف القبلى كنيسة مار جرجس الرومانى للروم الأرثوذكس.
وتضمن المشروع أعمال ترميم وتطوير الجزء الجنوبى من الحصن الموجود أسفل الكنيسة المعلقة والمسمى ببوابة عمرو وذلك بعد الانتهاء من أعمال المرحلة الأولى من المشروع والتى شملت تنظيف جميع واجهات الحصن الخارجية والداخلية وإزالة كل الاتساخات والأتربة والبقع العالقة بالأحجار.
كذلك تم تطوير منظومة الإضاءة به والتى ساهمت بشكل أساسى فى إظهار الجمال المعمارى للحصن والوظيفة الأصلية للمبنى كما تم معالجة الجدران وتكحيل العراميس لتوضيح شكل الأحجار المتواجدة وترميم الأجزاء المتدهورة منهاوعمل تغشية للشبابيك الخاصة بالحصن بمشاركة معهد الحرف الأثرية بالمجلس الأعلى للآثار وتنفيذ خدمات الزائرين بالموقع.
> بالنسبة لسور مجرى العيون.. ما أهم ملامح التطوير فى هذا الشأن؟
>> تتكون عمارة سور مجرى العيون من سور ضخم يمتد من فم الخليج حتى ميدان السيدة عائشة ويمتد حتى القلعة وقد بنى هذا السور من الحجر المسنم غير المصقول.. أما برج مأخذ سور مجرى العيون وهو عبارة عن قناطر للمياه تقع بمنطقة مصر القديمة بشارع مجرى العيون وطريق صلاح سالم وقد تم تسجيلها فى عداد الآثار الإسلامية عام 1951.
ويبلغ امتدادها ما يقرب من ثلاثة كيلومترات بعدد 292 فتحة تبدأ من برج المآخذ وهو يمثل الجزء الأول للسقاية ويتكون من برج سداسى الشكل من الحجر يوجد بسطحه عدد 6 سواقى يصعد إليها عن طريق منحدر من الجانب الشرقى للبرج.. وفى أعلى السور مجراة فوق مجموعة ضخمة من العقود المدببة كانت تنتهى بصب مياهها فى مجموعة من الآبار الضخمة داخل القلعة.
وتضمنت الأعمال ترميم وصيانة السواقى الخشبية المقامة أعلى المبنى وإزالة التعديات على السور والحرم الأثرى ومعالجة وتنظيف الأحجار وإزالة طبقات السناج والاتساخات وصيانة الأشغال الخشبية والأرضيات بالممرات الداخلية وتأهيل السلالم وتغشية الفتحاتبالإضافة إلى رفع كفاءة المنطقة المحيطة بالأثر.
> وماذا عن ترميم وإعادة تأهيل منزل زينب خاتون؟
>> تم الانتهاء من ترميم وإعادة تأهيل منزل زينب خاتون والواقع فى قلب القاهرة القديمة عند تقاطع عطفة الأزهرى مع زقاق العنبة خلف الجامع الأزهر وسط مجموعة رائعة من الآثار الإسلامية.. ويرجع تاريخ إنشاء البيت إلى القرن الرابع الهجرى والعاشر الميلادي.
ومنزل زينب خاتون أحد الأمثلة البارزة لمنازل العصر المملوكى ويحتوى على عناصر معمارية وزخرفية مختلفة ورائعة من شبابيك ومشربيات وأسقف خشبية وكوابيل مزخرفة ومذهبة وأرضيات رخامية وغيرها، وتبلغ مساحة المنزل 600 متر وشملت الأعمال رفع كفاءة البيت وإعادة توظيف فراغات الدور الأرضى لتضم كافتيريا ومطبخا ومنطقة خدماتومصعدين، بينما يضم الدور الأولقاعة متعددة الأغراض وقاعة مؤتمرات ومنطقة خدمات بها حماماتويضم الدور الثانى كافتيريا بانورامية بالإضافة لأعمال مكافحة الحريق وعمل خزان أرضي.
> أخيرا.. هل تساهم قناة الوثائقية فى الترويج للآثار والتراث المصري؟
>> بالطبع القناة الوثائقية لها دور كبير فى الحفاظ على الهوية المصرية وإعادتها للنور ومصر كانت تحتاج لهذه الخطوة منذ سنوات طويلة خاصة أن مصر لديها تاريخ من الأحداث الزاخمة التى تتطلب التوثيق وترسيخ لكل ما حدث خلال الفترة الأخيرة فضلا عن الدور الأبرز فى دحض الأكاذيب والشائعات التى تخرج من حين لآخر لأهداف هدامة.
بالإضافة إلى أن توثيق الحقائق الموجودة ونشرها على نطاق أوسع يمثل سلاحا رئيسيا فى التصدى للشائعات والأكاذيب التى تستهدف الهوية والتراث وهو الدور الأساسى التى تقوم به القناة الوثائقية حاليا؛ لأن نشر الرسائل من خلال القناة الوثائقية سيكون أسرع وأسهل باعتبارها أكثر انتشارا وأوسع نطاقا يجعل دورها فى غاية الأهمية وهو ما يساعد مصر فى حربها على الهوية ويعزز من الانتماء والتمسك بتراثها.
فالحضارة المصرية أذهلت العالم وأصبح علم الحضارات يعرف باسم «علم المصريات» كما أن السياحة فى مصر لا تعتمد فقط على زيارة الفنادق والشواطئ ولكن مصر بها سياحة أثرية وثقافية وعلاجية وغيرها؛ لأن مصر دائما كانت مطمعا للمستعمرين والحضارات الأخرى ولكنها على مدار التاريخ لم تتأثر فى تاريخها وعقيدتها بأى حضارة ولكن على العكس هى التى أثرت فى الحضارات الأخري.