اتجاهنا نحو إنشاء جامعات متخصصة فى الذكاء الاصطناعى يتطلب التفكير والاستعداد من الآن لإنشاء والتوسع فى كليات للامن السيبرانى مستقبلاً خاصة مع تزايد اعتمادنا على التكنولوجيا وإمكانية التعرض للتهديدات الإلكترونية ولمواجهة التحديات التى يفرضها العالم الرقمى وفى ظل حكومة رقمية.
من المتصور مع تزايد الجرائم والتهديدات الإلكترونية والتى تشمل الاحتيال الرقمى وسرقة البيانات واختراق الانظمة الحكومية والخاصة اصبحت الحاجة لاعداد اجيال من المتخصصين فى هذا المجال.
يقع على عاتق علمائنا واساتذتنا بالجامعات عبء تزويد طلاب هذه الكليات بالمعرفة والمهارات اللازمة لمواجهة التحديات السيبرانية وتأهيل اجيال جديدة من الخبراء القادرين على حماية البنية التحتية الرقمية.
ومن الاهمية طرح مناهج متطورة لاستشراف المستقبل فى هذا المجال وقادرة على التعامل مع طبيعة التطورات المذهلة بهذا القطاع ولم يكن غريبًا على العالم المرموق د. عبادة سرحان رائد وعاشق الحاسبات والذى ارتبط اسمه بإنشاء أول كلية للحاسبات والمعلومات بجامعة حلوان وعضو اللجنة العالمية للذكاء الاصطناعى الدعوة إلى اهمية عنصر التدريب العملى مشيرًا إلى ان رئاسته لأعرق الجامعات التى تهتم بعلوم المستقبل دفعته لعقد شراكة مع كبرى الشركات فى العالم بالأمن السيبرانى لتدريب طلاب التخصص بالجامعة مؤكدًا على نجاح هؤلاء الطلاب مؤخرًا فى التفوق على طلاب 20 دولة من بينهم طلاب من جامعات بألمانيا وانجلترا وفرنسا، كما انهم احرزوا المركز الخامس على مستوى المسابقة التى اجريت بالصين مؤخرًا.
من المؤكد ان اهتمامنا بالهرولة نحو إنشاء مثل هذه الجامعات والكليات المتخصصة يمكننا من تدريب الطلاب على أحدث الادوات والبرمجيات والتقنيات المستخدمة بهذا المجال.
بكل تأكيد الاسراع نحو الاستقرار على طرح كليات فى هذه التخصصات سيفتح المجال للبحث العلمى بمجال الأمن السيبرانى مما يسهم فى المساعدة على تطوير تقنيات جديدة ومتطورة لمكافحة الهجمات السيبرانية فضلاً عن تعزيز الدفاعات الرقمية ولا يمكن افتتاح مثل هذه الكليات دون مراعاة إعداد الكوادر التدريسية من اصحاب القدرات والخبرات الدولية بشكل موسع حيث لايزال قطاع كليات الحاسبات والمعلومات يعانى نقصاً ملموساً فى أعضاء هيئة التدريس والفرصة لاتزال سانحة لبناء البشر قبل الحجر.
اعتقد ان تأهيل الكوادر الجديدة من الخريجين لهذه الكليات سيضمن لنا حماية الانظمة المعلوماتية والتصدى للهجمات الإلكترونية ولذلك يعتبر الامن السيبرانى الاساس فى حماية البيانات الرقمية من الاختراقات والتلاعب خاصة القرصنة الإلكترونية والإصابة بالفيروسات الموجهة ضد المؤسسات والشركات.
نحن بحاجة إلى تأهيل خبراء قادرين على حماية البيانات والمعلومات من التهديدات الإلكترونية المتزايدة والمتنوعة ولا بد من إدراك ان الاستثمار فى التعليم والتدريب بهذا المجال من شأنه ان يسهم فى تعزيز الأمن للمواطنين ويؤدى فى النهاية إلى تحقيق مستقبل رقمى آمن.