من فرط غباء الصهاينة أنهم يعتقدون أن آلاعبيهم، وخداعهم، ينطلى على المصريين، أو أن مصر يمكن أن تخضع أو تفرض عليها سياسة الأمر الواقع حاولوا تهجير الفلسطينيين، وتصفية القضية الفلسطينية، ودفع سكان قطاع غزة إلى الحدود المصرية وشنوا حرب إبادة شاملة على الفلسطينيين الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء العزل دون تفرقة بذريعة أن بينهم مقاتلين من حماس وفصائل المقاومة لتبرير الإبادة، أرسلوا مناديبهم من الغرب حتى تقبل مصر تهجير الفلسطينيين إليها، بزعم أنه لحين الانتهاء من القضاء على حماس، قلنا هذا «خط أحمر» وأن أهالى القطاع لو تركوا غزة لن يعودوا إليها وأن المساس بالأراضى المصرية، أو محاولة إجبار الفلسطينيين على النزوح تهديد للأمن القومى ولا تفريط أو تهاون فى حمايته والإفتراءات والأباطيل حول مصر، تارة أن مصر تغلق معبر رفح رغم أنه مفتوح على مصراعيه على مدار الساعة واليوم والأسبوع، وأن جيش الاحتلال استهدف المعبر من الجانب الفلسطينى 4 مرات وجاء العالم ليشهد من أمام المعبر حقيقة أكاذيب إسرائيل، ثم زعموا أن هناك أسلحة تدخل عبر الأنفاق بين مصر وغزة وبشهادات قادة وإعلام الكيان وجدوا أن الأنفاق مدمرة ومغلقة، كل ذلك من أجل الضغط على مصر، جربوا مع مصر كافة أنواع ووسائل الضغط فوضى وإرهاب وأكاذيب، وإغراءات، لا يتوقعها أحد من أجل أن تقبل بمخطط التهجير، لكن باءت كل محاولاتهم بالفشل، وتحمطت على صخرة شرف المواقف والثــوابت المصــرية التى لم تحد عنها، لا تصفية، لا تهجير، لا توطين، على حساب الأراضى المصرية، وأن هذا لن يحدث، وهو أمر من شأنه أن يشعل الصراع فى الشرق الأوسط، ويؤثر على العالم.
الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال المؤتمر الصحفى مع المستشار الألمانى شولتس شرح وأكد على الموقف المصرى، وأن الشعب المصرى، لن يقبل هذا الأمر بأى حال من الأحوال، ولماذا لا تقوم إسرائيل بتهجير سكان القطاع إلى النقب لحين الانتهاء من عملياتها العسكرية، وهى عبارة تكشف زيف الموقف والمخطط الإسرائيلى.
الضغوط على مصر، والتهديد والوعيد، والحصار الاقتصادى، وإشعال الجوار، وتسليط الأدوات من الخونة والمرتزقة وأصحاب الأدوار الوظيفية لخدمة المخطط الصهيو ــ أمريكى لم تتوقف، لسنا ببعيدين عن الآثار السلبية لتداعيات العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة على قناة السويس وفقدانها 7 مليارات دولار فى 11 شهرًا رغم ذلك مصر لم تتزحزح عن مواقفها وثوابتها، والرئيس السيسى على مدار 15 هى شهرًا عمر العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، كان ومازال نموذجًا للكرامة والشموخ والشرف المصرى، ولعل مقولته المتكررة أن التهجير بالنسبة لنا هو «خط أحمر» بل وصف قبول التهجير بخيانة أرواح ودماء الشهداء الفلسطينيين الذين دفعوا ثمنًا باهظًا من أجل التمسك والدفاع عن أرضهم، وحقوقهم المشروعة لأنه ببساطة معنى التهجير ونقل سكان غزة إلى مصر أو غيرها هو تصفية للقضية الفلسطينية، لكن قلت منذ بدء العدوان إن إصرار بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى المتطرف على تصعيد العدوان وضرب الثوابت الأساسية فى عقيدة إسرائيل العسكرية بعدم إطالة زمن الحرب، بما يعرِّض دولة الاحتلال لخسائر فادحة على كافة الاصعدة كان أمرًا ملفتًا وخلفه أهداف خبيثة ليست فقط خدمة المشروع الصهيونى فى إقامة إسرائيل الكبرى، فلم يكن نتنياهو إلا مجرد مقاول أو ووكيل للمشروع الشيطانى متحملاً خسائر جسيمة وفادحة فى سبيل تحقيقه وموعودًا بتحمل أطراف هذا المشروع كافة أنواع التعويض والدعم اللامحدود الذى وصل إلى المشاركة فى العدوان على الفلسطينيين وتنفيذ هجمات ضد من يحاولون الاعتداء عليها.. نتنياهو يبحث عن حلم إسرائيل الكبرى ولا يخلو الأمر من حماية وتأمين نفسه من العقاب والمساءلة بعد سلسلة من الاخفاقات والاتهامات بالفساد لكلَّ هناك مصالح وأطماعًا وأهدافًا لقوى الهيمنة فى السيطرة على قطاع عزة، وهى بالنسبة لهم هدف استراتيجى، ليسهل تحقيق الهيمنة وإنشاء «الطريق الجديد» وأيضا إنشاء قناة بن جوريون وضرب المشروع الصينى، طريق الحرير وتقليص فرصة بكين فى الصعود الاقتصادى على سدة النظام العالمى وفى الطريق السيطرة على غزة وكنوزها المحتملة سواء الموقع البحرى أو ما لديها من ثروات فى الغاز، ولكن الهدف ضرب القوى الصاعدة وحتى يتسنى إقامة نظام عالمى جديد على حساب نظام الهيمنة والظلم، والكيل بمكيالين وازدواجية المعايير وشيطنة العالم وإشعال الدول وإسقاطها.. لذلك ما يدور فى المنطقة يندرج تحت عنوان المخططات والأطماع من أجل النفوذ والثروات والسيطرة على الطرق والممرات البحرية، وضرب مصالح ومشروعات القوى الصاعدة التى تتبنى نظامًا عالميًا جديدًا والمنطقة تدفع ثمنًا باهظًا، وبالتالى فإن مصر العظيمة بموقعها، وانفتاحها وكعادتها مع الجميع دون تفرقة، بحثًا عن مصالحها وأهداف وتطلعات شعبها وبناء الدولة الحديثة القوية والقادرة هى هدف أساسى للمؤامرة والمخطط ولا يحتاج المشهد من حول مصر لتفسير أو شرح، وهو واقع فى كافة الاتجاهات الاستراتيجية، فما يحدث فى السودان، وليبيا، وغزة، والقرن الأفريقى، والصومال، واليمن، ومحاولات ابتزاز مصر من خلال السد الإثيوبى الذى لا هدف منه سوى إخضاع مصر، لكن «مصر ــ السيسى» أذكى وأكثر حكمة وفهمًا من الجميع، ولديها كافة تفاصيل وبنود ومحاور المؤامرة.. لكن هناك قضية مهمة للغاية، تبرز وتجسد عبقرية رؤية الرئيس السيسى واستشرافه للمستقبل إذا تحدثنا عن حالة العمل والبناء والحراك التنموى والاقتصادى غير المسبوقة فى مصر على مدار أكثر من عشر سنوات والسباق مع الزمن لبناء القوة والقدرة والردع وتأمين وجود وبقاء الدولة المصرية والحفاظ على مصالحها وحدودها وأرضها، وتمكينها من أعلى درجات الردع، انتشالها من الضعف والاهتراء بمعدلات تفوق التوقعات، وتحقيق أكثر قدر ممكن من الاكتفاء والتطوير والتحديث والعمل على الاستغناء عن أى دعم خارجى بشكل دائم حتى لا تركع مصر أو ترضخ أو تجبر على قبول ما يتنافى مع ثوابتها ومبادئها وتحافظ على سيادتها وأرضها وكرامتها لم تكن الأطروحات المتداولة عن تهجير الفلسطينيين لمصر والأردن بحجة أن القطاع غير صالح للحياة إلا سلسلة جديدة من المخطط بغلاف جديد، لكن مصر لا تغير مواقفها أو ثوابتها، ولن تتنازل عنها، وهى قضية حياة أو موت، والأرض أرضنا وهى مقدسة دفعنا فى استردادها وتطهيرها وحمايتها أرواح ودماء أغلى وأشرف الرجال.