منذ اكثر من خمس سنوات ونحن نتحدث عن تخطيط مصر لاستقبال 30 مليون سائح عام 2030.. وهو حلم يمكن تحقيقه اذا توفرت له الامكانيات المطلوبة.. من بنية تحتية.. وهو ما نجحت الدولة فى تحقيق الجزء الاكبر منه من خلال شبكة الطرق الجديدة العملاقة التى انشئت على أطوال تتجاوز 7 آلاف كيلو متر.. مع الاهتمام بتجديد وتطوير شبكة الطرق القديمة.. إلى جانب الاهتمام بتنفيذ خطة تطوير السكة الحديد.. وانشاء خطوط جديدة للقطار السريع للربط بين مختلف المناطق السياحية.. من بينها القطار السريع الذى يربط بين ميناء السخنة ومطروح بطول حوالى 660كم لينقل الحركة من البحر الاحمر إلى البحر المتوسط.. والقطار الجديد الذى سيربط الاقصر بالغردقة وسفاجا.. وأيضا خط القطار الذى سيربط بين مدينة السادس من اكتوبر ويصل إلى أبوسمبل مروراً بالاقصر واسوان.. وغير ذلك من خطوط القطارات التى يتم تطويرها مع تجديد عربات القطارات .
واذا انتقلنا إلى الجزء الثالث والاهم فى نقل الحركة وهو المطارات فتجد ان العمل لا يتوقف فى تطويرها وزيادة طاقتها الاستيعابية بداية من مطار القاهرة الدولى مرورا بكل المطارات السياحية.. وكان آخر تصريحات الدكتور سامح الحفنى وزير الطيران المدنى انه جارى العمل حاليا على زيادة الطاقة الاستيعابية لمطار العلمين من 400 الف راكب سنويا إلى مليون ونصف المليون راكب قبل بداية فصل الصيف لتلبية طلبات جميع شركات الطيران التى طلبت تنفيذ رحلات إلى المطار مع بداية فصل الصيف.. وهو ما يؤكد نجاح خطة الترويج لمدينة العلمين الجديدة.. وخلق طلب سياحى عليها من مختلف دول العالم.. هذا إلى جانب تأكيده خلال الموتمر الصحفى الذى عقده الاسبوع الماضى بأن هناك دراسات تتم حاليا لزيادة الطاقة الاستيعابية لمطار سفنكس الدولى لتستوعب الحركة السياحية المتوقعة خلال العشرين عاما القادمة.. وكل هذا يعد مؤشرا جيدا اننا نسير على الطريق الصحيح لتحقيق رؤية الدولة فى استقبال 30 مليون سائح عام 2030.
اما الشق الاكبر فى تحقيق الحلم فيتمثل فى كيفية زيادة الطاقة الاستيعابية للفنادق.. وزيادة عدد الغرف الفندقية من حوالى 225 الف غرفة فندقية حاليا ليصل العدد إلى نصف مليون غرفة فندقية بحلول عام 2030.. وهو ما يمكن تحقيقه فى حال تذليل كافة العقبات امام المستثمرين السياحيين او المستثمرين بصفة عامة الراغبين فى الاستثمار فى المجال الفندقى.. وتحرص الدولة على الوقوف على كافة السلبيات التى تواجه المستثمرين.. وتسعى لتذليلها.. واصبحنا نرى اجتماعات دورية للدكتور مصطفى مدبولى مع المستثمرين ويشارك فيها الوزراء والمحافظون لتذليل العقبات فوراً.. وكان اخر هذه الاجتماعات نهاية شهر ديسمبر الماضى.. والتى خرجت منه تصريحات كثيرة.. عن المشروعات الفندقية الجديدة التى سيبدأ طرحها والعمل على تنفيذها فى أسرع وقت.. من بينها العديد من المشروعات فى منطقة الأهرامات بجوار المتحف المصرى الكبير لاستيعاب الحركة السياحية المتوقعة عقب الافتتاح الرسمى للمتحف.. وكذلك طرح مقرات الوزارات بوسط القاهرة والتى تم نقلها إلى العاصمة الادارية الجديدة.. وفى مقدمتها مبنى وزارة الخارجية المطل على النيل.. والعديد من القصور التى كانت تشغلها الوزارات.. مما يمكن ان يضيف إلى وسط القاهرة أكثر من خمسة آلاف غرفة فندقية.
وإذا انتقلنا إلى الجزء الأهم فى تحقيق الهدف فى الوصول إلى 30 مليون سائح عام 2030 فهو الترويج للمنتج السياحى المصرى.. وهو منتج لا ينافسنا فيه أحد.. فمصر والحمد لله لديها المنتجات السياحية المتنوعة.. واهم هذه المنتجات السياحية الثقافية والسياحة الشاطئية.. وان كانت السياحة الشاطئية هى الأكبر التى استقبلتها مصر خلال الخمسة عشر عاما الماضية لاسباب كثيرة.. من بينها ان حوالى 70 ٪ من الطاقة الفندقية المصرية فى محافظتى البحر الأحمر وجنوب سيناء.. ومن هنا كان التفكير فى كيفية الربط بين السياحة الشاطئية والسياحة الثقافية من خلال تنظيم رحلات مباشرة من كل من الغردقة وشرم الشيخ إلى مطار سفنكس للربط بين المنتجين واتاحة الفرصة امام السائحين لزيارة منطقة الاهرامات والمتحف المصرى الكبير.. ومن المؤكد انه مع الافتتاح الرسمى للمتحف المصرى الكبير فأننا سنستقبل الملايين من عشاق السياحة الثقافية الذى يحلمون بزيارة المتحف.. وهو ما يدفع الدولة إلى تذليل كل العقبات أمام المستثمرين لزيادة الطاقة الفندقية بالمنطقة.. وايضا العمل على زيادة الطاقة الاستيعابية لمطار سفنكس لاستقبال حجم الحركة المتوقعة.. واعتقد انه مع الانتهاء من زيادة الطاقة الفندقية وزيادة الطاقة الاستيعابية لمطار سفنكس.. فإننا سنتجاوز رقم 30 مليون سائح بإذن الله.. وتحيا مصر.