الموسيقار د. طارق فؤاد هو مطرب فنان ومؤلف موسيقى وأكاديمى معروف فى العالم العربي، تحدث « للجمهورية « عن كوكب الشرق أم كلثوم، وعبّر عن إعجابه الكبير بها.
قال: إنها ليست مجرد مطربة، بل ظاهرة موسيقية وفنية غير قابلة للتكرار..واعتبرها بمثابة الأسطورة فى عالم الغناء، وأنها تجسّد الفن الأصيل الذى يعتمد على الإحساس العميق والشجن فى الأداء.
أكد الدكتور طارق فؤاد أن إعجابه العميق بأم كلثوم ليس فقط من الناحية الفنية، ولكن أيضًا من الناحية الإنسانية لأنها قدوة ليس فقط فى مجال الغناء، بل فى إدارة مسيرتها الفنية، وكيف كانت قادرة على الحفاظ على مكانتها الفنية رغم التغيرات الكثيرة التى مر بها عالم الموسيقي.
يرى أن أم كلثوم كانت تمتلك قدرة فريدة على إعادة صياغة الأغنية العربية بما يتناسب مع أذواق الجمهور، وأنها استطاعت من خلال صوتها وأدائها أن تنقل رسالة وأحاسيس تتجاوز الكلمات إلى مستوى آخر من التجربة الفنية. فى حديثه عن أم كلثوم.
أشار ألى أن أم كلثوم لم تقتصر على كونها مجرد فنانة تقدم أعمالًا غنائية، بل كانت تشارك فى كل جوانب العملية الفنية، من اختيار الأغاني، إلى التفاعل مع الملحنين والشعراء، إلى الأداء المباشر على المسرح، وهى بذلك كانت نموذجًا فى التفانى والاحترافية.
قال: عندما تغنى أم كلثوم، فإنك لا تشعر بأنها فقط تؤدى أغنية، بل إنها تعيش معك لحظة مليئة بالصدق والعاطفة.. كرمز فنى لا يشبه أى فنان آخر، وأنه يرى فى تجربتها الفنية مثالاً على النجاح المستمر والقدرة على التأثير والتجديد عبر الأجيال.
فأم كلثوم هى رحلة كبيرة لاتتعب ابدا فى مراجعتها او سماعها ,فهى جديدة دائما فى كل وقت وفى كل عصر وخالدة بخلود الزمن وستظل فى وجدان المصريين حالة مصرية كان صوتها كاملًا متكاملًا ذا ذبذبات غير طبيعية ومساحات صوت وخامة غير طبيعية ويرجع ذلك الى تربيتها الدينية مع الشيخ أبو العلا محمد الذى تبناها فى البداية فكانت تذهب معه فى الموالد لتنشد فأصبح صوتها قويا متميزا وطيعا لينا ثم تعاملت مع العمالقة القصبجى والشيخ زكريا احمد وكل ملحن منهما له شكل ومدرسة وقدما لها الكثير من الالحان واستمرت رحلتها فى التفوق إلى أن وصلت لشيخ العباقرة الموسيقار الكبير رياض السنباطى فكونا ثنائيا لايشق له غبار وسجلا اسميهما فى تاريخ الغناء والموسيقى العربية بحروف من ذهب فى رحلة نجاح لا يتجاوزها أحد أبداً لأن السنباطى تفوق فى الحفاظ على الشكل الشرقى حتى النفس الأخير فى حياته أما الموسيقار محمد عبد الوهاب كان يجرب كل الاساليب والاشكال وهذا لا يعيبه لكن الحفاظ على الشكل والهوية أرقى وأخلد للفنان وهذ الذى جعل السنباطى يحصل على جائزة اليونسكو بسبب الحفاظ على التراث والموسيقى العربية بشكلها المتوازن والجميل.
كان لحن قصيدة «الاطلال « للسنباطى متميزًا جدا وعندما طلبت أم كلثوم من عبد الوهاب أن يلحن لها قصائد قال لها السنباطى قفل الكتاب محدش يقدر يلحن بعد «الاطلال « بهذا الشكل الهندسي.
الحان السنباطى شييء معجز باهر ومتخطى الحدود وكان باعثًا للروح وألحانه روحانية منها» ثورة الشك « وكل الاعمال الوطنية مثل «وقف الخلق» .. أما بليغ كان له طفرة كبيرة فى حياة أم كلثوم لأنه نقلها من الغناء التقليدى القديم «العفق» بالصوت والتمكن إلى التعبيرية «فات الميعاد» ووصل بها للشكل التعبيرى لكن السنباطى جمع كل ذلك فى الالحان التى قدمها لسيدة الغناء.