مازال للمكتبة مكان ومكانة عند الشباب ظاهرة مهمة يعبر عنها معرض القاهرة للكتاب الذى يعتبره الشباب فرصة لتأسيس أو دعم مكتبته الشخصية وهنا ربما تصيبه الحيرة بسبب كثرة العناوين ومحدودية الميزانية ولكن هناك من وجد حلا إيجابيا فى المكتبة الموجودة فى محيطه : فى الكلية – العمل – النادي– المسجد والكنيسة يواظب على الذهاب إليها والحصول على جرعة ثقافية مجانية أو شبه مجانية وفى المقابل عندما يزور معرض الكتاب فى دورته الجديدة تجتذبه عناوين بعينها يتمنى إضافتها لمكتبته الأثيرة ..علاقة صداقة متجددة بين الشباب والكتاب
الصديقتان ليديا عزت وهاجر حسام تتحمسان للمكتبات فى كل مكان وتلتقيان الشباب من رواد المكتبات لنتعرف منهم على حكاية مكتبة يحرصون على زيارتها وندعمها فى المعرض ..منارة للتنوير والإبداع.
فى الكلية
إسراء صلاح 26 سنة بكالوريوس ترميم و صيانة الآثار بآثار القاهرة:
أذهب إلى مكتبة قسم الاثار المصرية مرة أسبوعيا.. أعيش مع المصادر والمراجع المفيدة ..
كما أفضل مطالعة قراءة رسائل الماجستير والدكتوراه لتكوين فكرة شاملة عن أحدث ما توصل إليه الباحثون ، ويمنحنى إلهامًا وأفكارًا جديدة يمكن أن تفيد فى أبحاث قادمة
قرأت فى مكتبة القسم الكتب المتخصصة فى ترميم وصيانة الآثار غير العضوية، وكتب فى علم المعادن والصخور، وأدين لهذه الكتب القيمة بالفضل فى توسيع معرفتى والتعمق فى فهم الخصائص الفيزيائية والكيميائية للمواد وأساليب التعامل مع الآثار وتحليلها للحفاظ عليها وبالطبع بجانب الكتب الأكاديمية استمتع بقراءة الروايات، التى تأخذنى إلى عوالم مختلفة.
و أحرص على زيارة معرض الكتاب لشراء الكتب والروايات خصوصا تلك التى تجمع بين الخيال العلمى والحبكة المعقدة الممتعة ، مثل أعمال الكاتب عمرو عبد المجيد، ذات التفاصيل الدقيقة والأفكار المبتكرة، مثل أرض زيكولا وأمريتا ودقات الشامو وقواعد جارتين ، وأحب أيضا روايات الرعب، بحبكة تاريخية، مثل نبوءة قصر السلطان للكاتبة مروة جوهر وعمارة آل داوود وسأقتنى لها هذا العام روايتها الجديدة القربان .
فى العمل
لؤلؤة أحمد 20 سنة ، طالبة بآداب إعلام حلوان، وتتدرب ببوابة الهلال الإلكترونية:
أذهب إلى مكتبة الدار والأرشيف مرتين فى الأسبوع، أطالع الأعداد القديمة بموضوعاتها المتنوعة واكتسب الكثير من الأفكار والخبرات تضيف لدراستى وأعتقد أنها ستنفعنى فيما بعد فى عملى الصحفى .وتمتاز مكتبة العمل بالكتب النادرة الأصيلة خصوصا فى الخيال العلمى وما وراء الطبيعة لذلك قرأت فيها أعمالاً مميزة مثل أرواح وأشباح لأنيس منصور بجانب روائع الأدب العربى مثل ثلاثية نجيب محفوظ وأيضا فى التنمية البشرية فن اللامبالاة لمارك مانسون ومن الكتب الفكرية رحلتى من الشك لليقين للدكتورمصطفى محمود وشمولية هذه المكتبة جعلنى اكتفى بها دون الاشتراك بمكتبة عامة لأننى أجد بها ما أبحث عنه وربما تفاجئنى بالجديد الذى لا أتوقعه.
وفى معرض الكتاب أعد قائمة خاصة بكتب لا أجدها فى مكان آخر مثل فنون الكتابة الصحفية بشكل مبسط وسهل، وعلم الأبراج والفلك والتنجيم وأحرص جيدا على قراءة مراجعات هذه الكتب قبل الشراء للتأكد أنها تقدم أكثر من نقل المعلومات وأؤكد أن القراءة أساسية فى حياة الإنسان والكتب شغف لا ينتهى .
مكتبة مصر العامة
عبدالله عثمان 36 سنة محرر وكاتب
أحرص على زيارة مكتبة مصر العامة بالدقى أسبوعيا وتمتد جلسة القراءة إلى 6 ساعات بدون ملل مع رفيقى الكتاب وعندما يشغلنى موضوع للكتابة تزداد زياراتى وتطول إقامتى فيها للاطلاع على المصادر المفيدة والملهمة.
وتمتاز المكتبة بإطلالة رائعة على النيل لذلك تتحول زيارتى إلى جلسة لتجديد النشاط وتنشيط الذهن وصفاء الروح.
وأجد فيها كثيرا مما أحتاجه من مراجع، فهى تحوى آلاف الكتب ويتم تحديثها كل عام بالإصدارات الجديدة، لذلك اعتبرها مكانا جميلا للقراءة والبحث ، كما أحرص على حضور بعض الندوات الثقافية التى تنظمها المكتبة وتستضيف فيها كتابًا ومثقفين لمناقشة كتب أو موضوعات تهمنى.
قـــرأ ت فيهــــا ثلاثيـــة المرايا للدكتور عبد العزيز حمودة، وقصة الحضارة لويل ديورانت، وثلاثية نجيب محفوظ، كما قرأت عن تاريخ القهوة والشاى الثقافى عندما كنت أكتب بحثًا فى هذا الموضوع..
مجالاتى المفضلة التاريخ الثقافى والأدب والنقد الأدبى والعمارة، وبالطبع الروايات العربية أو المترجمة، وأيضا القصص القصيرة.
فى معرض الكتاب أبحث عن سلاسل ثقافية للاقتناء فى مكتبتى الخاصة مثل سلسلة الألف كتاب عن الهيئة العامة للكتاب، أو مشروع الترجمة عن المجلس الأعلى للثقافةوأتمنى أن تعيد مكتبة الأسرة طباعة موسوعتى «قصة الحضارة»، «تراث الإنسانية» فهما ماتعتان وقيمتان لا غنى عنهما لأى قارئ.
فى النادى
سارة سامح 20 سنة تدرس بكلية الطب
أذهب إلى مكتبة نادى 6 أكتوبر مرة أو مرتين شهريا اعتبرها مكانا مهما لتلقى المعرفة وأيضا وسيلة لتخفيف ضغط الدراسة والهروب من الواقع إلى عالم الخيال وهى أيضا تسلية مفيدة ..
ومن قراءاتى فى المكتبة أرض زيكولا للكاتب عمرو عبد الحميد وروايتى Verity وIt Ends with Us للكاتبة كولين هوفر، ومن مفضلاتى الروايات الرومانسية والخيالية.
لذلك استثمر وقت معرض الكتاب للتعرف على الإصدارات الجديدة والمميزة وكم أود إضافة المزيد من هذه الأعمال إلى مكتبة النادى وأعتقد أنه من المفيد القيام باستطلاعات رأى رواد المكتبات حول الكتب الجديدة لاقتنائها فى معرض الكتاب وبذلك يكون القارىء أكثر ارتباطا بمكتبته فى كل مكان.
فى المسجد
فادى محسن 20 سنة آداب حلوان ويعمل بالأسواق المالية
أحرص على زيارة مكتبة مسجد الرحمن بدار السلام مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيا لأنها تجمع بين العبادة والعلم ..بكتب موثوقة عن علوم الدين الإسلامى و أحكامه الفقهية وتمتاز بجو هادىء للتركيز والمطالعة ومن الكتب التى قرأتها فقه الأدعية والاذكار عبد الرزاق عبد المحسن والداء والدواء للامام ابن القيم وشرح الاربعين النووية لابن عثيمين وجامع العلوم والحكم للشيخ ابن رجب الحنبلى، وأفضل قراءة كتب التوحيد والسنة وعندما أزور معرض الكتاب يبهرنى هذا الكم من الكتب الدينية بين القديم والحديث وأطالع عناوينها بشغف وفى داخلى أمنية أن تقتنيها مكتبة المسجد من أجل مزيد من الفائدة خصوصا أن بعضها مجلدات أسعارها تزيد عن الميزانية وأعتقد أن مكتبة المسجد تستوثق مصادرها أفضل من الشخص العادى.
فى الكنيسة
فادى أشرف 21 سنة يدرس بتجارة حلوان وهو باحث ومترجم
أذهب إلى كنيسة العذراء مريم بالقصيرين -الزاوية الحمراء بصفة مستمرة ومكتبتها تمتاز بالثراء والتنوع بين الكتب الروحية والعقائدية والتربوية، أحب الكتب المُتعلقة باللاهوت والباترولوجى والانثربولوجيا المسيحية واعتبر أن إصدارات المركز الأرثوذكسى للدراسات الآبائية فى المقام الأول وخصوصا كتابات القديس اثناسيوس كيرلس الكبير.
وفى معرض الكتاب تشارك الكثير من دور نشر الكتب الدينية بقوائم وأسعار مناسبة وأعتقد أنه مع أهمية قراءة الكتب الدينية لابد كذلك من عدم الاقتصار على نوعية واحدة لأن خبرة الإنسان الحياتية تمتد إلى كثير من الحلقات المتصلة وهذا هو جوهر المسيحية، الحياة الاختبارية.