بعضها مصرى الأصل والمنشأ، وبعضها الآخر اكتسب طابعًا مصريًا خالصًا بعد أن عرفه وقدمه المصريون على موائدهم.. أطباق الأكلات الشعبية الشهيرة نتعرف على أصلها ونشأتها وسبب التسمية وفوائدها وقيمتها الغذائية فى السطور التالية:
نتحدث اليوم عن طبق يراه الكثيرون «ملك المقبلات»، لانتشاره بشكل كبير بين كل الفئات وكونه ضيفًا دائمًا مع معظم الوجبات، إضافة إلى احتوائه على العديد من العناصر التى تحمل فوائد صحية عديدة.. هو طبق الـ «بابا غنوج»، فبالرغم من تنوع المقبلات، إلا أن له مكانته المميزة على المائدة المصرية تحديدًا، كما أنه سهل التحضير من مكونات ليست غالية الثمن مما جعله طبقا واسع الانتشار فى عدد من البلدان العربية وغير العربية منها مصر وسوريا ولبنان وفلسطين والعراق وتركيا، وهو ما يحول دون معرفة أصل ذلك الطبق على وجه الدقة.
أما عن سبب تسمية ذلك الطبق بهذا الاسم فتذكر بعض المصادر الأصل الحرفى للتسمية فكلمة «بابا» تشير إلى الأب أو السلطان وكلمة «غنوج» تعنى المدلل، بما يوحى بأن ذلك الطبق كان يقدم للسلطان من قبل النساء دلالة على الحب والدلال،بينما تذكر رواية أخرى عن سبب التسمية أنه كان الرجال يحبون هذا الطبق ويأكلونه أكثر من السيدات؛ لذلك سمى بـ «بابا»، بينما تقول أسطورة أخرى إنه كان هناك شخص يدعى بابا غنوج كان يعد هذه الأكلة ويوزعها على الأهالى والمطاعم المجاورة فى الحى الذى يسكنه، أما أشهر الرويات عن أسباب التسمية فهى تلك الرواية التى تذكر ان اصل الاسم كان فى القرن الأول الميلادى فى بلاد الشام، حيث كان هناك قس محبوب من تلاميذه يدعى «البابا غنوج»، وذات مرة أراد أحد تلاميذه أن يقدم له وجبة تقديرًا له، فأعد خليطا من الباذنجان المشوى وخلطه ببعض الخضراوات ثم أضاف إليه الطحينة، ورفض القس أن يتناول الوجبة وحده فجمع تلاميذه ليتناولوها معه، وأعجبوا بها وأطلق عليها منذ ذلك الوقت «بابا غنوج»، واشتهرت بهذا الاسم حتى الآن.
يعد طبق البابا غنوج بحسب الدكتور سعيد متولى استشارى التغذية ـ من السلطات المهمة والمفيدة للجسم؛ نظرا لاحتوائه على العديد من الخضراوات، خاصة الباذنجان الغنى بأحد أنواع المواد المضادة للأكسدة التى تحمى خلايا المخ من التلف والالتهابات البكتيرية، كما أن البابا غنوج يعد مصدرًا مهمًا للألياف ما يساعد على عدم الإصابة بالإمساك والتهاب القولون.
ويضيف «متولي» أن الباذنجان غنى بفيتامين «ب» وبعض المعادن المهمة كالبوتاسيوم والنحاس والمغنسيوم والمنجنيز والفوسفور وحمض الفوليك مما يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية ويساعد فى تخفيف الورم والنزيف والدوسنتاريا، كما يساعد البوتاسيوم الموجود فى الباذنجان على ضبط نسبة الأملاح بالدم، إضافة إلى أنه يعمل على ترطيب الجسم، والوقاية من السمنة أو إزالتها، لأنه منخفض السعرات الحرارية، فكل مائة جرام منه تحتوى على 29 سعرًا حرارية، كما يعيق الباذنجان انتقال الكوليسترول من المعدة إلى الشرايين، ويخفض من نسبة الدهون، كما أن الباذنجان، غنى ببعض المركبات المفيدة مثل الزنك والبوتاسيوم وأنسب طرق تناول الباذنجان لتحقيق أقصى استفادة هى أكله مسلوقًا أو مشويه كما فى الباباغنوج ومضافا إليه الملح والليمون، لكن إذا تم قليه فى الزيت يحدث تحلل للمواد والعناصر المفيدة الموجودة به ويفقد قيمته الغذائية بشكل كبير.