فجأة وبدون مقدمات.. يظهر الدكتور مصطفى مدبولى فى مكتبه بالعاصمة الجديدة وبجواره الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات ويشهدان معًا مراسم التوقيع على منح رخصة تشغيل خدمات الجيل الخامس للتليفون المحمول.. المهندس حسام الجمل رئيس جهاز تنظيم الاتصالات يجلس على طاولة واحدة مع المهندس محمد نصرالدين رئيس المصرية للاتصالات ويوقعان عقد الرخصة الجديدة.. مفاجأة من العيار الثقيل هزت سوق المحمول فى مصر بل ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.. مصر سوق كبير وضخم وواعد ومليء بالفرص الثمينة.. ودخولها نادى الجيل الخامس دلالة قوية على صمود وتماسك اقتصادها وقدرته على جذب تكنولوجيات جديدة وطبعًا استثمارات جديدة.
فى المؤتمر الصحفى الذى عقده المهندس محمد نصر وقيادات المصرية للاتصالات قلت أن التحية واجبة لمتخذ قرار الحصول على رخصة الجيل الخامس سواء كان مجلس الإدارة أو الإدارة التنفيذية.. نصر رد سريعًا وقال إن مجلس الإدارة صاحب القرار وقد فاجأ الجميع بسرعة حسمه لمشروع صعب ومعقد واستثماراته ضخمة وعوائده يمكن أن تكون بعيدة المدي.. ولكننا جميعًا نراهن على السوق المصرى وقدرته على استيعاب كل التقنيات الحديثة.. وقرار الجيل الخامس له شقين.. الأول وطني.. والثانى تجاري.. وطنى لأنه قدم ٠٥١ مليون دولار لخزينة الدولة فى وقت صعب وحرج وفى أمس الحاجة لكل دولار.. والمصرية للاتصالات رغم انها مملوكة للدولة بالنسبة الاكبر إلا أنها قدمت المبلغ كاملاً وبالدولار للخزينة العامة وقد أكد على هذه الحقيقة وزير مالية الشركة الصديق المهندس محمد شمروخ وقال: رغم إن الحكومة تستحوذ على غالبية أسهم الشركة إلا أن هذا لا يعنى أن تدفع الحكومة للحكومة أو تعفى الشركة من رسوم الرخصة.. وما حدث أن دفعت الشركة من مالها الخاص إلى الدولة المبلغ المحدد مثلها مثل أى شركة خاصة وطنية أو أجنبية.. أما الشق التجارى فى القرار فهو يتعلق بجمهور المستخدمين ــ شركات وأفراد ــ الشركة قررت خوض مغامرة جديدة لمصلحة المصريين وحتى يستمتعوا بأحدث التقنيات المستخدمة فى العالم.. وهنا يقول المهندس محمد أبوطالب وزير تجارة الشركة أننا راهنا على المصريين منذ سنوات عندما سبقنا الجميع بإدخال الجيل الرابع والآن.. وبعد أن ربحنا الرهان.. نقدم للمصريين هدية جديدة هى الجيل الخامس ولدينا ثقة كبيرة فى النجاح هذه المرة.
والسؤال الآن: لماذا الجيل الخامس.. وماذا سيقدم لمصر.. ومن يستفيد منه؟ هل الأغنياء فقط.. أم سيكون للغالبية من الشعب نصيب من التكنولوجيا الحديثة؟ الدكتور عمرو طلعت أجاب على كل هذه التساؤلات عقب توقيع الرخصة وقال إن اتاحة تقنيات الجيل الخامس من شأنه أحداث أثر ملموس على تحقيق التحول الرقمى نظرًا لدورها فى مختلف القطاعات مما ينعكس بالإيجاب فى النهاية على الاقتصاد القومى ويحسن كثيرًا ويرفع من ترتيب مصر فى الموشرات الدولية فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والذى يشهد سباقًا محمومًا كل يوم وكل ساعة والغلبة فيه للأقوى والأكثر طموحًا .. شبكات الجيل الخامس تتيح سرعات فائقة تدفع بعجلة التحول الرقمى والتوسع فى الابتكار والتطوير لمختلف التطبيقات بدءًا من الواقع الافتراضى وحتى الميكنة الصناعية باختصار.. الجيل الخامس يدعم فرص مصر فى سباق الثورة الصناعية الرابعة وتطبيقات المدن والموانيء الذكية والرعاية الصحية الفائقة بما يعود بالفائدة على المجتمع والأفراد.. وببساطة أكثر.. فى تكنولوجيا الجيل الخامس.. الكل كسبان والآن.. متى يدخل الجيل الخامس حيز التنفيذ.. الإجابة: تم ذلك أول أمس أى بعد يوم واحد من حصول المصرية للاتصالات على الرخصة.. أول أمس الخميس طبقت الشركة التكنولوجيا الجديدة فى خمسة مواقع منها مبنى الشركة بالقرية الذكية.. وخلال أشهر قليلة سيتم اتاحة التقنيات الحديثة للشركات والأفراد.. القائد الشاب نصرالدين قال إن شبكة المصرية للاتصالات المزودة بتكنولوجيا الجيل الرابع جاهزة تمامًا للجيل الخامس وأن ٠٥٪ من محطاتها ومواقعها جاهزة لتقديم الخدمة فورًا.. ودعا نصر الشركات المحلية والعالمية لتصنيع أجهزة قادرة على تقديم خدمات الجيل الخامس وأكد استعداد شركته للتعاون مع أى مؤسسة أو كيان وطنى أو أجنبى يساهم فى توطين هذه الصناعة والتوسع فى انتاج الأجهزة والمعدات المهنية لتقديم تقنيات الجيل الخامس لأكبر عدد من الناس وما شهدناه منذ أيام فى مجلس الوزراء وحفل توقيع أول رخصة للجيل الخامس.. مجرد بداية.. والمشهد سيتكرر ثلاث مرات أخري.. قريبًا جدًا سنرى قيادات شركات المحمول الثلاث «أورنج ــ فودافون واتصالات» وهم يوقعون رخص الجيل الخامس وبنفس القيمة.. أى أن خزينة الدولة سوف تنتعش قريبًا جدًا بنحو ٠٠٦ مليون دولار عائد رخصة الجيل الخامس فقط بعيدًا عن الترددات والاحتياجات الأخرى وهى أيضا بقيمة عالية وبالدولار.
مبروك لمصر دخولها عالم الجيل الخامس.. ومبروك للدكتور محمد معيط هذه التدفقات الدولارية الهائلة.. ومبروك للدكتور عمرو طلعت نجاح قطاع الاتصالات فى جذب مزيد من الفرص الاستثمارية الضخمة والواعدة.. ومبروك للمصرية للاتصالات ــ شركتنا الوطنية العملاقة ــ تحقيقها السبق من جديد وحصولها على أول رخصة جيل خامس.. وأخيرًا مبروك للمجتمع المصرى وعموم المستخدمين لأنهم باتوا يستمتعتون بأحدث التقنيات المستخدمة فى العالم.