لا يمكن بحال من الأحوال أن ينطلى على أحد كائنا من كان أن «الذئب» يمكن أن يؤتمن على قطيع الأغنام.. ولا أن الشمس قد تشرق من مغربها ولا أن أبا لهب داخل الجنة.
كذلك بالنسبة لموقف الغرب- على مر العصور- من القضية الفلسطينية منذ تفجرها فى عشرينيات القرن الماضى منذ صدور الوعد المشئوم فى عام 1917 وما تلاها من أحداث جسام كتبت بدماء الشعب الفلسطينى الذى قُتل وجُرح وأُصيب وشُرد منه الكثير فى الشتات ومن بقى متمسكاً بأرضه ذاق ومازال صنوفاً كثيرة من الانتهاكات من جانب جيش الحرب الإسرائيلى ومن قبله العصابات اليهودية التى مهدت لقيام هذا الكيان السرطانى الغاصب بمساندة ومساعدة بعض الدول الغربية وأمريكا التى كانت أول من اعترف بهذا الكيان بعد النكبة الكبرى فى مايو 48 وتبعها كثير من الأذناب فى الغرب الأوروبي.
إذن فهل من العقل أو المنطق أن تأتى سيدة العالم الحالية لتقف إلى جانب الشعب الفلسطينى بعد أن تسببت هى تحديداً ومعها بعض الأتباع من الدول الأوروبية فى مأساة هذا الشعب وآخر الحروب الضروس التى وقعت أحداثها فى قطاع غزة وامتدت لقرابة الـ15 شهراً وخلالها كانت الدول هى السند الرئيسى لعصابة تل أبيب بقيادة نتنياهو حيث امتدت من خلال الجسر الجوى والبحرى بكل ما تحتاج إليه من أدوات فتك بالبشر ودمار للبنية التحتية والفوقية الفلسطينية فى غزة ولعل مناظر الدمار شبه الكامل التى شاهدناها لهى خير دليل على الانحياز الغربى السافر بل الأكثر من ذلك كله هو المساندة السياسية غير المسبوقة فى الأمم المتحدة وتحديداً فى مجلس الأمن حيث كانت الدول الغربية هى العقبة الكئود ضد أى قرار يصدر من المجلس يدين إسرائيل وحتى يطالب بوقف هذا العدوان السافر ضد المدنيين العزل من الشيوخ والنساء والأطفال.
ثم بعد كل ذلك يأتى من يحااول ارتداء ثياب «الحملان» ويعلن على الملأ عدم صلاحية قطاع غزة للعيش فيه بعد ما تم تدمير كل شيء فيه وأنه ينبغى تهجير الفلسطينيين إلى كل من مصر والأردن وطبعاً الهدف واضح من هذه المؤامرة هو أن «تتوسع» إسرائيل كما صرح بذلك الـ «ترامب» خلال حملاته الانتخابية.. ولكن أنَّى له أن يتحقق هذا الحلم البغيض فأهل غزة تحديداً- شعب الجبارين- ظل طيلة الـ 15 شهراً الماضية تحت وابل النيران براً وبحراً وجواً ورغم ذلك صمد وانتصر وعاد إلى الديار ولعلنا شاهدنا جميعاً العودة المحمودة لأهالى قطاع غزة من جنوبها إلى شمالها وكم كان المنظر أكثر من رائع وهم يقطعون شارع الرشيد عائدين إلى الديار.