أجزم أن المخطط «الصهيو ــ أمريكي» فشل هذه المرة، ولم يحقق أى نتيجة تذكر حتى وأن كان حجم الدمار والخراب فى قطاع غزة غير مسبوق، حتى وأن حرب الإبادة أدت إلى استشهاد 47 ألف فلسطينى وإصابة 110 آلاف مواطن من الأبرياء، حتى وأن لم يعد القطاع صالحًا فغزة عند الفلسطينيين جميلة فى كل أحوالها، فهى الأرض والوطن والتاريخ، والنضال، وأرض الشهداء يكفيهم أن يعيشوا بين احضانها ويتنفسوا عبيرها وشذاها فما أروع واعظم روائح الوطن، ودماء الشهداء الزكية.. ليس معنى أن المشروع الشيطانى الخبيث ومخطط التهجير فشل هذه المرة، بشكل ذريع أنه لن يعاود الكرة من جديد، فقوى الشر لا تتنازل عن شرورها، وابتلاعها للأوطان لذلك، ليس المهم، العدو الصهيونى المهم نحن، أن نحافظ ونبنى المزيد من القوة والقدرة والردع، ودائمًا نكون فى أعلى درجات الوعى والفهم واليقظة والاصطفاف الوطني، والالتفاف حول القيادة الوطنية الشريفة التى صدقت رؤيتها، وأصابت حكمتها وأثبتت استشرافها للمستقبل أنها قيادة استثنائية.
فشل مشروع التهجير حتى وأن جاهرت أمريكا وإن تم إعلان أهداف ومطالب المخطط الصهيوني.. فالواقع والإرادة والشرف المصري، والفلسطينى صخرة تحطمت عليها كافة المحاولات والجرائم والإبادة والأكاذيب والضعوط والإغراءات لم ولن تفلح مع شعب عظيم مثل الشعب المصرى الذى انتفض فى وجه من وضعوا المخطط، ومطالبتهم بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء والأردن.. قوى الشر، ومنابرها وأدواتها وعملاؤها مصابة بالإحباط واليأس تشق الجيوب وتلطم الخدود لانهم لم يتعلموا الدرس ولم يدركوا أن مصر عصية، وشريفة وصلبة، ولا تهزها رياح تهديدات خسيسة، أو أكاذيب رخيصة.. مصر كشفت المخطط منذ بدء العدوان قبل 15 شهرًا.. وأعلنتها مدوية لا تصفية، لا تهجير، لا توطين على حساب مصر وأمنها القومي، وأن التهجير خط أحمر لن نقبل به، ولن نسمح به، وقد كان.
تحية لمصر العظيمة وقيادتها الوطنية الشريفة، التى وقفت وواجهت بشجاعة جحيمًا رهيبًا من الضغوط والابتزاز والإغراءات، ورفضت التفريط فى حبة رمل مصرية، أو التفريط فى القضية والحق الفلسطينى المشروع، بل اعتبرت هذا التفريط أو قبول التهجير خيانة لارواح ودماء الشهداء، وصمود الأبطال الفلسطينيين وتحديهم لحرب الإبادة والحصار والتجويع والتشريد ورغم كل ذلك الذى هو فوق طاقة البشر، تمسكوا بأرضهم ووطنهم ورفضوا النزوح فى الوقت الذى كانت فيه مصر تدعم هذا الصمود على كافة الأصعدة، لا تتوانى عن تقديم الدعم المتواصل على مدار الساعة، سياسيًا ودبلوماسيًا وإنسانيًا، وهى تؤكد على مواقفها الثابتة ومبادئها الشريفة، لا تصفية، لا تهجير، لا توطين، الحل هو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 عاصمتها القدس الشرقية.. هذا هو كتابنا ينطق بالشرف الذى لم ولن نحيد عنه أبدًا، وتحملت «مصر ــ السيسي» طوفانًا من الإساءات والأكاذيب والشائعات والتشكيك والتشويه روجتها أبواق الصهاينة والإخوان وأذنابهم، وهم وجهان لعملة واحدة، يحملان نفس الأهداف.. فلا تتعجب أن جماعة الإخوان الإرهابية التى تتاجر بالإسلام جزء من مؤامرة ومخطط التهجير، وأداة فى يد المخطط الصهيو ــ أمريكي، تتحرك بأوامره وتعليماته، وتنفذ الأوامر فى المنطقة العربية التى عاث فيها الخراب والدمار فى بعض الدول بسبب هذا التنظيم الإرهابى ورغم ذلك لا يستحي، وليس لديه حمرة الخجل، بعد أن سقطت أكاذيبه على صخرة الشرف المصري، وبات التنظيم مفضوحًا ومكشوفًا وأنه مجرد عبد خاضع لسيده الصهيوني.
«مصر ــ السيسي» وشعبها العظيم، تستحق التحية والإجلال، والشعب الفلسطينى الذى صمد وقاوم ورفض التنازل عن أرضه، وترك وطنه مهما بلغت التضحيات، لذلك فإن مشروع الشيطان لتهجير الفلسطينيين، لن ينجح لأن هناك دولة عظيمة وشريفة هى مصر، وشعبًا ينتفض مثل المارد، والشعب الفلسطيني، يخوض معركة وجود من أجل أرضه وحقوقه المشروعة، فلم تتردد إسرائيل والإخوان فى اطلاق العنان للأكاذيب ذات المضمون الواحد أن مصر تغلق معبر رفح، وأن مصر لا تفتح الحدود أمام الفلسطينيين، وأن مصر تأمرت على الشعب الفلسطيني، وأن مصر سعت فى عدم دخول المساعدات، وأن مصر تدخل من حدودها الأسلحة للمقاومة، أكاذيب وافتراءات، لكن مصر لم تهتز ثم يستيقظ العالم على شرف الموقف والدور المصري، ورفضه التفريط فى القضية والحق الفلسطينى رافضًا مبدأ التهجير خط أحمر.
عودة الفلسطينيين إلى ديارهم حتى وأن كانت مدمرة فى الشمال وانسحاب جيش الاحتلال من محور نتساريم ومن القطاع بشكل تدريجي، وظهور المقاومة الفلسطينية بهذا المظهر والقوة والتنظيم، واستعراض عسكري، وإجراءات أصابت إسرائيل بالجنون، والانكشاف وسقطت سردياتها، فلم تحقق أى هدف يذكر سوى التدمير، فلم تستطع اطلاق سراح اسراها، ولم تفرض سيطرتها على الأرض، وفرضت المقاومة والوسطاء كلمتهم لأنهم أصحاب حق شرعى وقانوني، والأهم هو الفشل الاستراتيجى لإسرائيل، بسقوط مخطط التهجير والقبول بالأمر الواقع، بالانسحاب وتبادل الأسرى والمحتجزين والرهائن، وعودة الفلسطينيين إلى ديارهم كل ذلك يعكس فشل نتنياهو وعصابة المتطرفين ولعل تصريح المتطرف المستقيل بن غفير بأن ما يحدث وما يراه من انسحاب هو اهانة وعار على إسرائيل، لقد سقطت أوهام واضغاث دولة الاحتلال لكن المعركة لم تنته بعد، مستمرة مثل معركة الخير والشر، والحق والباطل وهو ما يستوجب تعظيم بناء القوة والقدرة الشاملة، والتمسك برؤية الرئيس السيسى والاصطفاف حوله.. الغريب أنه رغم الصفعات المصرية على وجه الصهاينة، لم يستوعبوا الدرس ولم يدركوا أن مصر لحمها مر، ومش أى دولة، أنها مصر، لذلك فشل مخطط التهجير، وسقطت سرديات إسرائيل فى مستنقع الكذب.