فى زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى طوكيو فى عام 2016، أعلن عن الاتفاق مع رئيس وزراء اليابان عن شراكة مصرية– يابانية فى مجال التعليم، تتضمن تحسين جودة الطفولة المبكرة بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى ومشروع المدارس المصرية– اليابانية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وإرسال دارسين لدراسة الماجستير والدكتوراه وإنشاء الجامعة المصرية– اليابانية للعلوم والتكنولوجيا بالتعاون مع وزارة التعليم العالى والبحث العلمى.
فى عام 2017 وضعت الحكومتان المصرية واليابانية المحاور الأولية للمشروع وعدداً من الأنشطة طوال مرحلته الأولى التى بدأت فى 2018 وانتهت عام 2022، وتم مد المشروع لمرحلة ثانية بدأت فى اغسطس 2022 على أن تنتهى فى 2026.
الجمهورية زارت مواقع الحضانات المتطورة.. فى العبور والقليوبية
50 حضانة فى خمس محافظات.. و500 فى الطريق حتى 2026
يهدف المشروع إلى معاونة ودعم وزارة التضامن الاجتماعى فى تحسين جودة خدمات الطفولة المبكرة فى بعض المحافظات المستهدفة على مستوى الجمهورية عن طريق الذين تمت تسميتهم بالميسرات وتدريب وتأهيل الكوادر البشرية من خلال تحسين قدرة مشرفات دور الحضانة على تطبيق التعلم باللعب، وتم تدريب ما يقرب من 50 مشرفة ليصبحن مدربات معتمدات تتم الاستعانة بهن فى تأهيل ميسرات ومديرى وعاملات الحضانات على كل ما يتعلق بتقديم الخدمة الجيدة، مع تحسين نظام متابعة دور الحضانة من أجل ضمان جودة خدمتهم، حيث تم العمل على دعم منظومة المتابعة والتقييم الخاصة بوزارة التضامن، وذلك من خلال معرفة سير العمل بين الحضانات التابعة للجمعيات الأهلية ومديريات التضامن الاجتماعى والوحدات الاجتماعية التابعة لها، وأخيراً تحسين البيئة المحيطة الملائمة لتطبيق المشروع من خلال عقد حملات توعية لأولياء الأمور وميسرات الحضانات حول عدد من الموضوعات الأساسية، على رأسها التعلم من خلال اللعب والتربية الايجابية والتغذية السليمة ودمج ذوى الاحتياجات الخاصة، وقد انتهت المرحلة الأولى من المشروع، التى نُفذت فيما يقرب من من 50 حضانة تابعة للجمعيات الأهلية فى ٥ محافظات هى: الاسماعيلية وبورسعيد والسويس وكفر الشيخ والقليوبية، بواقع 10 حضانات فى كل محافظة، وتم الاتفاق على انطلاق المرحلة الثانية، التى شملت 500 حضانة فى تسع محافظات ضمت محافظات المرحلة الأولى، بالإضافة إلى الجيزة والاسكندرية والفيوم وأسوان.
زارت «الجمهورية» حضانات المرحلة الأولى من المشروع فى العبور والقليوبية،
وعاشت أياماً مع الخبراء اليابانيين والميسرات والأهالى والأطفال.
منى الشبراوى مسئول الأسرة والطفل:
وزارة التضامن تتعامل مع الطفل ككيان متكامل
من جانبها توضح منى الشبراوى رئيس الادارة المركزية لشئون الاسرة والمراة أن الاهتمام بمرحلة الطفولة المبكرة احدى الخدمات التى تقدمها وزارة التضامن الاجتماعى حيث ويتم الاشراف على الحضانات على مستوى الجمهورية من خلال الادارة المركزية لشئون الأسرة والمرأة التى تهدف إلى الاهتمام بالأطفال فى الفئة العمرية من سن يوم إلى ٤ سنوات حيث تقوم على رؤية شمولية للتعامل مع حقوق الطفل وذلك من خلال دور الحضانة المنتشرة فى كافة أنحاء الجمهورية إذ يتم التعامل مع الطفل ككيان متكامل له الحق فى التغذية السليمة والتمتع بالصحة والأمان والبيئة الداعمة والحماية إلى جانب امتلاك مهارات ونواتج التعلم ويتم الاهتمام أيضا بموضوعات أخرى مثل التربية الوالدية وتأهيل الأم والأسرة من حيث التربية السليمة والتهذيب الإيجابى وتغذية الأطفال والاكتشاف المبكر للإعاقة وصعوبات التعلم الأمر الذى يدعم زيادة فرص تشغيل الامهات والاهتمام بالتنمية المهنية لمقدمى الخدمة وتصميم وتطوير الادلة التدريبية والمعايير والوزارة لديها العديد من الشراكات منهم الشراكة مع هيئة التعاون اليابانية «جايكا» ويقوم على تحسين جودة تنمية الطفولة المبكرة فى دور الحضانة من خلال طرح التعلم من خلال اللعب، وتطبيق معايير الجودة فى الحضانات، و بناء قدرات الميسرات والإداريين وأولياء الأمور والأطفال من خلال الأنشطة.
تضيف: بدأ مشروع «الجايكا» كمرحلة أولى من خلال التعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى عام 2017م واستهدف المشروع 50 حضانة فى 5 محافظات بهدف تحسين قدرة ميسرات دور الحضانة على تطبيق التعلم من خلال اللعب وتحسين نظام متابعة دور الحضانة من أجل ضمان جودة خدمتهم مع تحسين البيئة المحيطة الملائمة لتطبيق التعلم من خلال اللعب وتطبيقاً لمبدأ تبادل الخبرات مع الشركاء فى اليابان تم ايفاد العديد من البعثات خلال الفترة من 2017 حتى 2019 بهدف دعم أعمق لفكرة التعلم من خلال اللعب بالتعاون مع جامعة تسورومى وبعض الحضانات اليابانية وتم التوسع فى المرحلة الثانية ليستهدف المشروع 500 حضانة فى 9 محافظات وتتميز المرحلة الثانية برفع كفاءة وبناء قدرات الجهاز الوظيفى والمشرفين وأوليا الأمور من خلال شبكة الحضانات للتوعية بالتغذية السليمة والتربية الايجابية.
فى العبور
أطفال «القلوب الرحيمة» يلعبون ويتعلمون
المشرفات: أطفالنا اختلفوا فى المهارات والثقة بالنفس
أولياء الأمور: كأنه حلم.. اهتمام ورعاية فائقة
فى زيارتنا لدار حضانة القلوب الرحيمة بمدينة العبور، وجدنا مبنى يتكون من طابق ارضى به ساحة واسعة يمارس بها الأطفال بعض الأنشطة الرياضية وداخل احدى القاعات وجدنا الأطفال يتنافسون للمشاركة فى اللعب مع زملائهم فقد صنعوا لعبة صيادين السمك من الورق المقوى والكرتون والخيوط وقاموا بتركيب المغناطيس فى يد خشبية وتركيب دبابيس معدن فى كل سمكة وقامت المسيرة بشرح كيف تعمل القوة المغناطيسية فى جذب الأسماك التى لا تخرج من المياة وان كل لون يجب ان يصل إلى مثيلة كل ذلك تم بشكل مبسط وميسر مع التركيز على ان يصل الطفل للمعلومة بنفسه وبمشاركة زملائه بما ينمى المهارات الإدراكية والانفعالية والحركية لدى الطفل
تشير أميرة محمد مديرة الحضانة قائلة نستقبل الطفل من سن 3 أشهر وحتى 4 سنوات كما إننا خلال الإجازات المدرسية تستقبل أبنائها فى المراحل التعليمية المختلفة استضافة للاستمتاع بالأنشطة التى تقدم لهم من الحضانة خاصة مع الفكر المطور الذى تم ادخالة للمنظومة التربوية فى الحضانة والتعلم من خلال اللعب ومع وجود فترات متنوعة خلال اليوم يتخللها انشطة رياضية بسيطة وفى الهواء والأماكن المفتوحة لمدة ساعة يوميا مثل التنس والايروبكس باستخدام الموسيقى، الأمر الذى تحرص علية إدارة المشروع لتجديد نشاط وطاقة الطفل وقد انعكس ذلك بشكل كبير على شخصية الأطفال وتغير سلوك العديد منهم واستكشاف العديد من المبدعين داخل الحضانة كما استطاعت ندوات التوعية التى قدمتها إدارة المشروع بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعى لأولياء الأمور ومشاركتهم لأطفالهم فى الأنشطة فى تغير الفكر القديم للام فى أسلوب التربية وعن دور الحضانة فى حياة طفلها وتنمية قدراته المعرفية من سلوكية والإبداعية.
ومن خلال الجولة توقفنا أمام فصل الميسرة عزة محمد، التى أشارت إلى أنها تعمل بالحضانة منذ أكثر من خمس سنوات ولديها أيضا طفلان بها وترى ان استخدام اللعب فى التعلم فكر جديد من نوعه لم نكن لنؤمن بمدى جديته، إلا بعد ان قمنا بتنفيذه على ارض الوقع فمن خلال اللعبة التى يلعبها الأطفال، الآن تعلموا العديد من المهارات.
تحدثت ريهام عباس احدى ميسرات الحضانة تقول: أعمل بالحضانة منذ 6 سنوات ولأهمية دورنا فى بناء شخصية الطفل وثقته فى نفسه وقدرته على التعبير عن النفس وبالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعى تم حصولى على دورات تدريبية لمنهج التعليم عن طريق اللعب كان لابد من الحصول على هذه الدورات التدريبية للجايكا.
التقينا بعد ذلك أولياء الأمور، تقول هاجر عاشور والدة الطفل مالك: التعامل مع الأطفال بنظام التعليم من خلال اللعب جميل جدا واولادى استفادوا من الانشطة واللعب من خلال عمل الأشياء بأنفسهم، التى خلقت بداخلهم إحساس المسئولية كما ان اللعب شىء ممتع ينمى العقل.
أما ياسمين عبدالعزيز والدة الطفلة خديجة فتقول: كنت ابحث عن مكان آمن ونظيف فيه تهوية جيدة مع وجود مشرفة نشيطة حنونة تفهمهم وترعاهم، ده كان تفكيرى المحدود وقد وجدت هنا كل ذلك بل الأهم وهو نظام التعليمى خلال اللعب الذى يخرج طاقات الأطفال وابداعهم وهو أفضل نظام شاهدته حتى الآن وأتمنى تعميمه على جميع الحضانات.
تشاركها الرأى مريم محمد والدة معاذ قائلة: كان نجلى فى حضانة بجوار المنزل وظل بها شهرين وكانت غير مناسبة، وعندما نقلت ابنى للحضانة الاخرى ووجدت بالفعل الاهتمام والرعاية والحب بجانب التعلم بطريقة سهلة، خاصة ركن القصص حيث تقص الميسرة كل يوم قصة وتطلب من كل طفل شرحها باسلوبه والآن يستيقظ ابنى بمفرده للذهاب الى الحضانة ويتعلم ويلعب.
د.سمير الفقى مشرف المشروع:
زرت اليابان.. فرأيت أطفالاً سعداء
خمس وزارات مسئولة.. ومنهج موحد لكل الحضانات
يحدثنا د.سمير الفقى رئيس وحدة المعرفة والبحوث بوزارة التضامن الاجتماعى قائلا: استهدفت الوزارة من انشاء هذه الوحدة الوقوف على كل ما يتعلق ببناء قدارات الانسان التعليمية وتوفير كل ما يلزم للحصول على فرصة تعليمية متميزة ومن هنا اصبحت الوحدة مسئولة عن اعداد الابحاث ووضع معايير الجودة المناسبة فى كل ما يتعلق بالتعليم سواء المتسربين من التعليم من الصغار أو محو الامية و تعليم الكبار بالاضافة الى مشروع تكافؤ الفرص التعليمية لطلبة الجامعات واخيرا مشروع تحسين جودة الطفولة المبكرة بالتعاون مع هيئة «الجايكا» اليابانية حيث بدأت الدراسة لانطلاق المشروع بالذهاب والسفر الى اليابان والاطلاع على النموذج اليابانى وكيفية ادارة الحضانات هناك وما يمكن الاستفادة منه بما يتلائم والمجتمع المصرى وقد كانت تجربة فريدة من نوعها فقد كان التعليم المرتكز على الطفل هو المنهج والركيزة الاولى لديهم عن طريق تنمية مواهبه وقدراته مع الحرص الشديد على ان يمارس ويستكشف العالم حوله بنفسه ويتعرف على مواطن قوته وضعفه ويحاول اصلاحها مع الاستفادة بكل عناصر البيئة حوله سواء داخل موطنه الصغير او العالم ككل فوجدنا اطفال صغار فى سن الـ 4 والـ 6 سنوات يعرفون الكثيرعن الدول الاخرى والبلدان حول العالم كما انهم يتركوا للطفل الحرية فى معايشة التجربة الكاملة للحياة من خلال قيامة بزراعة ما يأكله داخل الحضانة ثم ممارسة عملية البيع والشراء لما انتجه كما انهم شديدى الاهتمام بدور الموسيقى والانشطة والصور فى بناء الطفل دون التركيز على مخرجات تعلم اكاديمية متعلقة بالقراءة والكتابة هذا مع وجود تدخلات كبيرة لاتاحة الفرصة لدمج الاطفال ذوى الاعاقات البسيطة داخل الحضانات.
يضيف الفقى: كان من اهم المشاهدات فى اليابان، وجود تكامل حقيقى لخدمة الطفل بين جميع الجهات حيث يوجد خمس وزارات مسئولة عن الطفل مع وجود منهج موحد لكل الحضانات مهما بلغت درجة تقدمها ومكانها فطرق التعلم المتبعة فى الحضانة الموجودة فى طوكيو العاصمة هى نفسها فى الحضانة الموجودة فى اعلى الجبل والغابة وسط الاشجار وبلا اسوار وكيف انهم جعلوا الطفل يستفاد من عنصرى الحياة الماء والتربة فى استكشاف قدراته فهم لا يتبعون سياسية افعل ولا تفعل بل يتركون له الحرية الكاملة مع المرافبة ثم للمشرف وولى الامر فقط وضع الملاحظات كل هذه المشاهدات والدراسات المبنية عن طريق المشاهدات ومعايشة التجربة على ارض الواقع كانت نقطة الاشارة لتطبيق التجربة اليابانية فى الحضانات المصرية مع الحفاظ على الهوية المصرية حتى نصل الى النهاية الى طفل يتحمل المسئولية منذ الصغر بما ينعكس على اسرتة وبالتالى على المجتمع وبالتاكيد فإن هذه التجربة ستكون لها عظيم الاثر فى حال تكاتف الجميع من الجهات المعنية من وزارات واساتذة جامعات لتتكامل المنظومة بمنهج وفكر موحد الذى حرصت الوزارة على وضعة خلال الفترة الماضية من خلال البرنامج القومى للطفولة المبكرة مع وضع الاشتراطات المطلوبة للحضانات ومديريها والكادر الوظيفى وطرق التقييم والمتابعة حتى نستطيع ان نستكمل الطريق حتى بعد انتهاء «الجايكا» من عملها فى المرحلة الثانية 2026 حنى نعمل نحن على تعميم التجربة فى كافة حضانات الجمهورية وهو المستهدف الاعظم من المشروع.