الأزهر الشريف مؤسسة عريقة وكبيرة لها مكانتها المعروفة الكبيرة فى قلب كل مسلم، والأزهر الشريف يستوعب فى معاهده الكثيرة وجامعاته العريقة عشرات الآلاف من الطلاب من مختلف جنسيات العالم، حتى وصف الأزهر الشريف، بأنه كعبة العلم وقِبلة العلماء؛ فقلوب طلاب العلم والعلماء فى المعمورة تتوجه إليه أو تهفو إليه راجية الوصول إليه إذا لم تستطع إلى ذلك سبيلًا، كما يضطلع الأزهر الشريف وجامعته العريقة بتدريس ونشر العلم الشرعى وعلوم اللغة العربية وتخريج علماء يحملون كلمة الله جلية واضحة للعالمين، واستطاع الأزهر الشريف منذ عقود طويلة تطوير مؤسساته التعليمية فأدخل العلوم الجامعة بين التجريبية والمدنية والدينية، فضم بين جنباته كليات: الطب، والهندسة، والصيدلة، والتجارة، والتربية، وغيرها كى يتخرج أبناء هذه الجامعات جامعين بين الثقافتين التجريبية والدينية.
والأزهر الشريف بتاريخه العريق هو المنبع الصافى الذى تنبع منه كل روافد العلم والمعرفة والدعوة والخير والعطاء للعالم كله بشكل عام ولأمتنا الإسلامية بشكل خاص ولوطننا مصر بشكل أخص، وهذه الشراكة الأزهرية الوسطية موجودة بالفعل، لأن المنهج المعرفى منهج واحد، والغاية التى نسعى إليها هى غاية واحدة، كما أن الخطر الذى نواجهه جميعًا هو خطر واحد وإن تنوَّعت أشكاله فى صورة انحلال وإلحاد، أو تطرف وإرهاب، أو غير ذلك؛ فكله خروج عن حدِّ الوسطية والاعتدال وبُعد عن الصراط المستقيم والعقل القويم.