جولة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار فى «الدوحة».. وسط تفاؤل أمريكى
«نتنياهو» يتحدى التحذيرات الدولية.. و«يجدد تهديده باجتياح رفح»
واصلت طائرات الاحتلال الإسرائيلى أمس قصف مختلف مناطق قطاع غزة فى اليوم الـ 162، من حرب الإبادة ضد سكان القطاع ما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات، معظمهم من الأطفال والنساء.
أكدت مصادر بوزارة الصحة فى غزة أن قوات الاحتلال الإسرائيلى ارتكبت ثلاث عشرة مجزرة ضد العائلات فى قطاع غزة راح ضحيتها 149 شهيد و300 اصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية لترتفع حصيلة العدوان الاسرائيلى الى قرابة 32 ألف شهيد ونحو 74 ألفًا من المصابين منذ السابع من اكتوبر الماضى، ولا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفى الطرقات، حيث تمنع قوات الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والإنقاذ إليهم.
وأفادت مصادر محلية بأن القوات الإسرائيلية قصفت بناية سكنية مكونة من 7 طوابق، تؤوى نازحين قرب مستشفى الشفاء فى مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد 3 مواطنين، وإصابة العشرات، وما زال عددا كبيرا منهم تحت الأنقاض، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».
أضافت الوكالة أن القوات الإسرائيلية قصفت كذلك منزلا مأهولا فى شارع الجلاء بمدينة غزة، وأن هناك مفقودين.
وأشارت المصادر إلى استشهاد 5 أشخاص على الأقل وإصابة آخرين، فى استهداف منزل فى حى التفاح بمدينة غزة، وسقوط عدد من الشهداء فى قصف لمنزل فى حى النصر بالمدينة، بحسب «وفا».. كما استشهد 36 آخرين، غالبيتهم نساء وأطفال، وأصيب آخرون، فى قصف طائرات إسرائيلية منزل عائلة الطباطيبى غربى مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، نقل عدد منهم إلى مستشفى شهداء الأقصى، فى مدينة دير البلح المجاورة.. وقصفت مدفعية الجيش الإسرائيلى عدة مواقع فى بلدة بيت حانون شمال القطاع، وفى مدينة رفح جنوب القطاع، قصفت القوات الإسرائيلية منزلا مأهولا فى خربة العدس، ما أدى إلى استشهاد 3 مواطنين، وإصابة آخرين.
ومن جانبها طالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، بموقف دولى إنسانى، عبر قرار ملزم فى مجلس الأمن لإجبار الاحتلال الإسرائيلى، على وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، بما يضمن حماية المدنيين، وإدخال المساعدات لهم بشكل مستدام، وتحرير مليونى فلسطينى مدنى من براثن أجندات نتنياهو الشخصية.
وأوضحت الخارجية فى بيان لها أن نتنياهو يعترف مجددا أنه يخوض معركة دبلوماسية مع العالم، للحصول على مزيد من الوقت، لتحقيق أهداف العدوان، ويواصل إطلاق التهديدات باجتياح مدينة رفح، دون أن يطرح خطة واقعية لحماية المدنيين، وتأمين احتياجاتهم الإنسانية الأساسية.
وأوضحت، أن النتيجة والهدف الأكبر لدى نتنياهو يتمحور حول إطالة أمد العدوان للبقاء فى الحكم، وهروبا من أسئلة اليوم التالى له، وجميع سياسته استعمارية عنصرية بامتياز، يسعى لتحقيقها على حساب المدنيين الفلسطينيين، وحياتهم، وآلامهم، ومستقبل وجودهم فى أرض وطنهم.
وأشارت إلى أن نتنياهو يختطف أكثر من مليونى فلسطينى بأطفالهم، ونسائهم، ويستخدم حياتهم، وأرواحهم كورقة للمساومة والابتزاز السياسى، فى محاولاته لامتصاص الضغوط الدولية والأمريكية الداعية لوقف العدوان، أو حماية المدنيين، وتأمين حصولهم على احتياجاتهم، ويواصل التهديد بعملية عسكرية فى رفح، ويصعد من قصف المنازل فوق رؤوس ساكنيها، ويرتكب المجازر.
ولفتت الخارجية إلى أن نتنياهو بدأ القصف فى رفح فى ظل المناشدات الدولية، وصيغ التعبير عن القلق والتحذيرات من تعميق الكارثة، والمأساة الإنسانية، التى ستترتب على اجتياحها، تلك المواقف الضعيفة لا ترتقى لمستوى حجم الكارثة الإنسانية، وتبقى تعيد إنتاج العجز الدولى فى حماية المدنيين، الذين قد يلجأ نتنياهو لقتلهم، أو تهجيرهم بالتدريج، وليس بعملية واحدة كبيرة.
وعلى صعيد المحادثات الرامية إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين فى غزة، قالت إسرائيل إنها سترسل وفداً إلى قطر للمشاركة فى الجولة الجديدة من المحادثات، وسط آمال ضعيفة بالتوصل إلى هدنة، حيث تصمم حركة حماس على اتفاق يتضمن عودة النازحين من جنوب قطاع غزة إلى شماله وهو ما ترفضه إسرائيل التى تطلب أيضاً معرفة عدد الرهائن الذين على قيد الحياة فى القطاع.
وفى وقت سابق قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إنه وافق على خطة لمهاجمة رفح على الطرف الجنوبى من غزة حيث يعيش أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بعد خمسة أشهر من الحرب.. ويحث الحلفاء والمنتقدون على الساحة العالمية نتنياهو على تأجيل الهجوم على رفح، خوفا من سقوط أعداد كبيرة من القتلى بين المدنيين. لكن إسرائيل تقول إن رفح واحدة من آخر معاقل حماس التى تعهدت بالقضاء عليها. وتعهدت بإجلاء السكان من المدينة.
وفى واشنطن قال جون كيربى المتحدث باسم مجلس الأمن القومى فى البيت الأبيض إن الولايات المتحدة لم تطلع على خطة رفح، لكنها ترغب فى ذلك. وقال فى إفادة صحفية دورية إن اقتراح حماس لوقف إطلاق النار مقابل الرهائن يقع فى حدود ما هو ممكن، وعبر عن تفاؤل حذر بشأنه.. وعرضت حماس على الوسطاء والولايات المتحدة اقتراحا لوقف إطلاق النار فى غزة يشمل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين، منهم مئة محكوم عليهم بالسجن مدى الحياة.
ولم يحدد المكتب إطارا زمنيا لبدء الهجوم على رفح ولا يوجد دليل حتى الآن على استعدادات إضافية على الأرض.