هذا ما سيقوله (التاريخ) إن شاء الله سبحانه وتعالى عما فعله الفلسطينيون فى غزة يوم الإثنين الماضى عندما عادوا فى (مواكب مهيبة) إلى أرضهم وبيوتهم المدمرة بعد انسحاب الاحتلال الإسرائيلى بموجب اتفاق (وقف إطلاق النار) الموقع بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية.. إنه فى يوم الإثنين السابع والعشرين من شهر رجب من عام 1446 الموافق السابع والعشرين من شهر يناير من عام 2025 عاد الفلسطينيون المهجرون والنازحون إلى منازلهم فى شمال غزة بعد توقف حرب الإبادة الجماعية التى ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلى ضد الشعب الفلسطينى على مدى أكثر من خمسة عشر شهرا.. لقد عاد الفلسطينيون إلى أرضهم وبيوتهم التى سوتها جرائم الاحتلال بالأرض فى تحد جديد لآلة الحرب والبطش والتدمير الجبارة التى تمتلكها إسرائيل.. كانت عودة الفلسطينيين بهذه الطريقة.. وعلى هذه الصورة.. سيرا على الأقدام أو على متن ما تبقى من دواب وسيارات وعربات محطمة.. كانت هذه العودة (ملحمة) فلسطينية جديدة استثنائية.. سطرها هذا الشعب رغم الموت.. والمرض.. والجوع.. والعطش.. والحصار.. والحرمان من أدنى مقومات الحياة.. لقد كانت ملحمة السابع والعشرين من رجب (السابع والعشرين من يناير) ملحمة فلسطينية ملهمة لكافة شعوب العالم.. هذه عجوز يحملها إبنها فوق كتفه فى طريق العودة وهى تغنى وتزغرد فرحا بالعودة إلى (حطام بيتها)!!.. وهذا شيخ لم يجد مايعبر به عن فرحته وسعادته إلا أن يهوى إلى الأرض ساجدا لله شكرا.. وذاك طفل لم يتجاوز الإثنى عشر عاما لم يتبق من أهله أحد فقد قتلت إسرائيل جميع أفراد عائلته.. هذا الطفل نسى كل هذا وراح يمسك تراب أرضه ويقبله فى مشهد أسطوري!!.. جلال الزمان والمكان لن ينسى التاريخ أن يزين سجلاته به.. (الشهر) شهر الإسراء والمعراج.. و(الأرض) أرض المسجد الأقصي.. ومن ذلك وبذلك يقترن إسم فلسطين دائما فى الروح والوجدان بأنها بلد أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.. مسرى حبيبنا المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.. والتاريخ وهو يروى ماحدث فى يوم (العودة الملحمة) لن يغفل (الصورة) على الجانب الآخر.. كيف رأت إسرائيل هذا (الحدث الرهيب).. سيدون التاريخ فى وثائقه وسجلاته صورة جيش إسرائيل وهو ينسحب من محور نتساريم والجنود يذرفون دموع الفشل والشعور بالهزيمة.. سيدون التاريخ أيضا ما قاله وزير الأمن القومى الإسرائيلى (المستقيل) إيتمار بن غفير عندما أذهلته (مواكب العودة).. قال بن غفير فى تدوينة على (منصة إكس) تناقلتها وسائل الإعلام: (عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة هى جزء مهين آخر من الصفقة المتهورة لوقف إطلاق النار.. إن افتتاح طريق نتساريم (هذا الصباح) ودخول عشرات الآلاف من سكان غزة إلى شمال قطاع غزة هى صور من انتصار حماس وجزء مهين آخر من الصفقة المتهورة.. هذا ليس ما يبدو عليه النصر الكامل هذا ما يبدو عليه الاستسلام الكامل.. لم يقاتل جنود جيش الدفاع الإسرائيلى الأبطال ولم يضحوا بأرواحهم فى قطاع غزة لجعل هذه الصور ممكنة.. يجب علينا العودة إلى الحرب والتدمير)!! .. هكذا قال بن غافير .. السؤال الذى يفرض نفسه (هنا) بقوة.. هو (هل بعد مواكب العودة الفلسطينية التاريخية فى السابع والعشرين من رجب.. (السابع والعشرين من يناير).. هل بعد هذه المواكب التاريخية المزلزلة يمكن أن يكون لمخططات تهجير (هذا الشعب) وتصفية قضيته (أى محل من الإعراب)؟!!
وأنا أتابع مستجدات الأحداث.. وجدتنى أستعيد ما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسى أمام (الرئيـس الأمريكــي) جو بايدن قبل ما يقرب من ثلاث سنوات دفاعا عن القضية الفلسطينية.. الزمان (السادس عشر من يوليو 2022).. المكان (مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية).. المناسبة (انعقاد قمة جدة للأمن والتنمية).. المشاركون (عدد من القادة العرب ومعهم الرئيس الأمريكى (جو بايدن).. قال الرئيس السيسى فى كلمة ألقاها خلال تلك القمة: (اسمحوا لى من هذا المنبر وبمناسبة قمتنا اليوم أن أطرح عليكم مقاربة شاملة تتضمن خمسة محاور للتحرك فى القضايا ذات الأولوية خلال المرحلة القادمة لخدمة أهدافنا المنشودة صوب منطقة أكثر استقراراً وازدهاراً.. (أولاً) لعلكم تتفقون معى أن الانطلاق نحو المستقبل يتوقف على كيفية التعامل مع أزمات الماضى الممتدة.. ومن ثم فإن جهودنا المشتركة لحل أزمات المنطقة سواء تلك التى حلت خلال العقد المنصرم أو تلك المستمرة ما قبل ذلك.. لا يمكن أن يكتب لها النجاح إلا من خلال التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة ونهائية لقضية العرب الأولى وهى القضية الفلسطينية.. على أساس حل الدولتين المستند إلى مرجعيات الشرعية الدولية ذات الصلة.. وبما يكفل إنشاء دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.. تضمن للشعب الفلسطينى حقوقه المشروعة وتعيش فى أمن وسلام جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل على نحو يحقق أمن الشعبين ويوفر واقعاً جديداً لشعوب المنطقة يمكن قبوله والتعايش معه.. ويقطع الطريق أمام السياسات الاقصائية ويعضد من قيم العيش المشترك والسلام وما تفتحه من آفاق وتجسده من آمال.. ومن هنا، فلابد من تكثيف جهودنا المشتركة ليس فقط لإحياء مسار عملية السلام بل لنصل به هذه المرة إلى حل نهائى لا رجعة فيه ليكون بذلك قوة الدفع التى تستند عليها مساعى السلام فى المنطقة).
إن الذى يتأمل كلمات الرئيس السيسى هذه خلال قمة جدة للأمن والتنمية (فى حضور الرئيس الأمريكى آنذاك (جو بايدن).. يتوقف عند العديد من الملاحظات التى تؤكد ثبات ورسوخ الموقف المصرى تجاه القضية الفلسطينية والدعم الذى لا يتزحزح أبداً إن شاء الله سبحانه وتعالى لكافة حقوق الشعب الفلسطينى فى جميع الأوقات والظروف.. الملاحظة الأولى تتمثل فى أن القضية الفلسطينية احتلت قمة المحاور الخمسة التى حددها الرئيس السيسى ليتحدث عنها فى كلمته حيث بدأ بالقضية الفلسطينية ليبعث برسالة مهمة تبين بكل وضوح ما تمثله فلسطين بالنسبة لمصر (قيادة وشعبا).. والملاحظة الثانية تأكيد الرئيس السيسى أن القضية الفلسطينية هى (قضية العرب الأولي) التى تتقدم كافة القضايا وفى ذلك رسالة مصرية وعربية أخرى موجهة للرئيس الأمريكي.. أما الملاحظة الثالثة فتتمثل فى إصرار وتصميم مصر على ربط (السلام الحقيقي) فى المنطقة بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو (1967) وعاصمتها القدس الشرقية.. ما قاله الرئيس السيسى أمام الرئيس الأمريكى بايدن قبل ما يقرب من ثلاث سنوات هو موقف مصرى ثابت راسخ وهو (رد مصرى تاريخي) على كافة المحاولات والمشاريع والمخططات (السابقة واللاحقة) التى تستهدف تهجير الشعب الفلسطينى وتصفية قضيته.. لن يفلحوا ولن يستطيعوا أبداً إن شاء الله سبحانه وتعالي.
على الرغم من أننى كتبت كثيرا من قبل عن خصوصية العلاقة بين مصر وفلسطين إلا إننى وجدت ذاكرتى (بفعل مستجدات الأحداث) تستدعى ما كتبت أمام عبنى وأنا أتابع وأتأمل هذا السيل المتدفق من ردود الأفعال ضد محاولات إعادة طرح مخطط (تصفية القضية وتهجير الشعب).. رحت استدعى ما قامت به مصر فى فترات الصراع الأولى قبل (1948) وكيف أن المصريين جميعا (كل بما يستطيع ويقدر) قاوم وكافح ضد مشاريع الاستيطان وتدفق موجات (الهجرة الأوروبية) إلى فلسطين.. مررت على جميع الحروب التى خاضتها مصر فى القرن العشرين (1948.. 1956.. 1967.. 1973) ورأيت فلسطين فيها بالروح والجسد.. لم يكن ذلك فى الحرب فقط بل كان فى (معارك السلام) أيضا .. ولقد شاهد العالم واعترف الإسرائيليون والأمريكان (فيما بعد) بأن الرئيس محمد أنور السادات كان حريصا خلال مفاوضات (كامب ديفيد) على عدم المساس بحقوق الشعب الفلسطيني.. إن فشل مخطط (التصفية والتهجير) حقيقة ثابتة من حقائق التاريخ والجغرافيا.. وغداً لناظره قريب.
خلال متابعتى لمستجدات الأحداث أيضا.. رحت أفتش بين (الصور المنسية).. فوجدت أن من النتائج المهمة التى أفرزتها حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة.. هى تلك الحالة التى ظهر عليها الرأى العام الأوروبى والأمريكى طوال أيام الحرب.. فى الشوارع والجامعات.. مظاهرات عارمة (غير مسبوقة) هزت عواصم (القارة العجوز) وجامعات الولايات المتحدة تنديدا بمجازر إسرائيل فى حق الشعب الفلسطيني.. هذه (النتيجة) أو تلك (الحالة) يجب علينا الإمساك بها جيدا والبناء عليها على وجه السرعة نظرا لما تمثله من (مكسب إستراتيجي) يمكن (تعظيم) الاستفادة منه خدمة للمصالح والقضايا والحقوق العربية التى مازالت تحتاج إلى جهد ودعم شامل على المستويين الإقليمى والدولي.
ليس من المصلحة العربية أن نترك أولئك الأوروبيين والأمريكيين الذين قلبوا موازين المعادلة الغربية التقليدية فى التعامل مع قضية العرب الأولي.. القضية الفلسطينية.. ليس من المصلحة العربية ترك هؤلاء دون توطيد (هذه الجسور) التى شقت طريقها بشكل مفاجيء ولافت ومبهر.. إنها قوة (غربية) جديدة إنحازت (فى توقيت صعب) إلى جانب (الحق العربي).. من واجب هؤلاء علينا أن نشعرهم بأن ما فعلوه يحتل التقدير الذى يليق به لدى (أهل الضاد).. إن توجيه رسائل العرفان وفتح قنوات التواصل مع أولئك (الداعمين) الأوروبيين والأمريكيين وغيرهم من مختلف الشعوب والدول التى وقفت فى وجه العدوان الإسرائيلى على غزة.. إن توجيه رسائل العرفان وفتح قنوات التواصل مع هؤلاء (الاستثنائيين) يعد ضرورة حتمية تقتضيها (النظرة الثاقبة) تجاه (المشهد العام) فوق مسرح الأحداث بكافة تفاصيله وأبعاده و(خرائطة) سواء المعلنة أو تلك التى مازالت تنتظر داخل (الغرف المظلمة)!!.. إن هذا (الصوت الداعم) القادم من أعماق أوروبا وأمريكا يرى كثيرون أنه إحدى (كلمات السر) الكبرى فى الجولة القادمة من الصراع العربي- الإسرائيلي.. (جولة) اجهاض مخططات تهجير (الشعب) وتصفية (القضية).. صوت هؤلاء الأوروبيون والأمريكان (عنوان مهم) فى معركة المستقبل.. من هنا أتوجه بنداء إلى الجامعة العربية وأمينها العام السياسى المخضرم أحمد أبوالغيط وكذلك (مراكز الوعي) فى جميع أرجاء الوطن العربى لاتخاذ كل ما يلزم من أجل (تعظيم) الاستفادة من هذا الزخم الشعبى الأوروبى والأمريكى الذى (أنتجته) حرب غزة وتوظيفه لخدمة القضايا العربية وفى المقدمة منها القضية الفلسطينية.. طبيعة المرحلة أو (اللحظة) التى يمر بها العالم تستدعى القيام بهذا التحرك.. خاصة وأن معطيات الأحداث المستجدة (على كافة الساحات الإقليمية والعالمية) تنبيء بالعديد من (التغيرات) التى تسعى لرسم (واقع جديد) لا يعلم مداه إلا الله.
منذ (تسعينيات) القرن الماضى مرورا بسنوات مطلع (الألفية الثالثة) وحتى الآن.. يمكن القول أن نظرية (صدام الحضارات) التى روج لها المفكر والسياسى الأمريكى صامويل هينتينجتون.. تم استغلالها من قبل قوى ضغط ومصالح معينة فى الغرب من أجل تحقيق أهداف محددة.. وقد كان ذلك واضحا جليا فيما يتعلق بالحرب الأمريكية على العراق وأفغانستان.. نظرية هينتينجتون الشهيرة تقوم على رؤية صراعات مابعد الحرب الباردة أنها لن تكون بين الدول القومية واختلافاتها السياسية والاقتصادية.. وأن العامل المركزى والمحورى فى نشوبها هو الاختلافات بين البشر.. ظلت نظرية هينتينجتون متغلبة على فكر العديد فى الغرب والشرق حتى جاءت حرب غزة.. تلك الحرب التى جعلت الشرق والغرب فى (خندق واحد) ضد خطر واحد يهدد كل معانى الإنسانية فوق كوكب الأرض وهو خطر الإبادة الإسرائيلية للبشر والحجر فى غزة.. مذابح ومجازر غير مسبوقة فى التاريخ جعلت الأوروبى والأمريكى يقف مدافعا عن الحق العربى بشكل لم يشهده (العالم الغربي) منذ بدء الصراع (العربي- الإسرائيلي).. إن حرب غزة بالفعل هى بداية تأريخ لمرحلة جديدة فى تاريخ القضية الفلسطينية.. مرحلة تعايش وتوافق شعبى (عربي- غربي) ضد (الإجرام الإسرائيلي) يمكن القول أنها تحدث لأول مرة.. تعايش وتوافق يجب البناء عليه جيدا لمواجهة (الغرب الرسمي) المتواطيء مع إسرائيل ويسعى دائما إلى تنفيذ كل أهداف الصهيونية العالمية.. ولن يستطيعوا بإذن الله سبحانه وتعالي.
إن تلك (الصور التاريخية) التى ظهرت عليها شوارع وجامعات أوروبا والولايات المتحدة خلال خلال حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.. تلك الصور التى فاجأت وأذهلت الجميع.. يجب علينا (الآن) بعد أن ظهرت من جديد على الساحة (محاولات) إعادة طرح تصفيق القضية وتهجير الشعب الفلسطيني.. يجب علينا توظيف هذا (الشعور الغربي) المؤثر فى أوروبا وأمريكا وإيقاظه ليكون ظهيرا غربيا شعبيا فى فى معركة التصدى لمخطط (التصفية والتهجير) المطروح بقوة الآن.. من البراعة والذكاء والحكمة أن ننظر إلى ساحة المعركة بكافة أبعادها والتى يعد البعد الشعبى الأوروبى والأمريكى فيها واحدا من أهم الأبعاد.
فى الثامن والعشرين من أبريل الماضى بثت هيئة الإذاعة البريطانية تقريرا مهما مطولا حول المظاهرات التى شهدتها الجامعات الأمريكية للتنديد بالحرب الإسرائيلية الوحشية على غزة.. وتناول ذلك التقرير الآثار المستقبلية التى تخشاها إسرائيل من هذه المظاهرات والتى وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بأنها (مروعة).. أخطر ماجاء فى تقرير الإذاعة البريطانية أن هذه الجامعات التى إندلعت منها المظاهرات الغاضبة ضد إسرائيل.. هذه الجامعات هى التى سيخرج منها (قادة المستقبل) فى المجتمع الأمريكى وعلى وجه الخصوص أعضاء (الكونجرس) ذلك المجلس المسئول عن تشريع القوانين والقرارات والإجراءات والمساعدات (الاقتصادية والعسكرية).. لذلك فإن مراكز الأبحاث فى إسرائيل بعثت بالعديد من الرسائل (بالغة الخوف والحذر) من التهديد الذى يمكن أن تمثله مظاهرات الجامعات الأمريكية بالنسبة للعلاقات بين (واشنطن وتل أبيب).. أنقل هنا بعض فقرات من التقرير.. حيث جاء على لسان بعض الذين تمت مناقشتهم حول المظاهرات الطلابية الأمريكية وخشبة إسرائيل منها.. أن الحراك الطلابى يجعل المواطن الأمريكى يسأل أسئلة لا تريدها إسرائيل وأن هناك حساسية عالية تجاه تكرار كلمات فلسطين أو الفلسطينيين فى الإعلام الأمريكي.. وأنه وفقا لما قالته أستاذة فى جامعة (مريلاند) فإن سبب شعور إسرائيل بالذعر والقلق يعود إلى أن هذا الحراك غير مسبوق منذ احتجاجات حرب فيتنام والاحتجاجات المناهضة للفصل العنصرى فى جنوب أفريقيا.. وأن الأمر اللافت هو امتداد الاحتجاجات إلى خارج الحرم الجامعى فى العديد من الجامعات كذلك انضمام أعضاء الهيئة التدريسية لهذه الاحتجاجات.. كما امتدت الاحتجاجات أيضا إلى فئات أخرى من المجتمع الأمريكي.. وأضافت أستاذة جامعة (مريلاند) أن الحراك الطلابى فى الجامعات الأمريكية بات يشكل قلقا لإسرائيل باعتباره أنه من الممكن أن يغير بوصلة السياسات الخارجية لواشنطن وأن انتشار هذه التظاهرات فى جامعات العالم قد يشير إلى أن (الجيل الجديد) يرفض سيطرة الصهيونية على دوائر صنع القرار وبالتالى ستخسر إسرائيل دعم واستثمار الجامعات على الأقل
وخلال تعرض تقرير هيئة الإذاعة البريطانية للإجابة على السؤال (هل سيؤثر طلاب الجامعات على دوائر صنع القرار حول إسرائيل مستقبلاً؟).. ذكر التقرير على لسان عضو باللجنة المركزية للحزب الديمقراطى الأمريكى أن هؤلاء الطلبة يملكون (المستقبل) وهم أقوى فئة فى المجتمع الأمريكى وأن هؤلاء الطلبة يجدون دعماً من أساتذة الجامعات والمفكرين الذين يعدّونهم المثل الأعلى فى هذه المرحلة العمرية وتساءل مسئول الحزب الديمقراطى (كيف سيفكر الطلبة مستقبلاً بإسرائيل وهم يرون أساتذتهم يضربون ويُعتقلون بسبب تعبيرهم عن آرائهم؟!).. ويرى أستاذ جامعى آخر أن هؤلاء الطلبة سيكونون فى الدوائر الحكومية بعد تخرجهم وسيكونون مدعومين من جيل ناشئ على الانفتاح على وسائل الإعلام غير التقليدية مثل تطبيق تيك توك وهو ما سيجعل مهمة إسرائيل صعبة للغاية لمواجهتهم بروايتها دون أخذ رواية الفلسطينيين فى الاعتبار.. إننى أرى إنه استنادا إلى ما أكده تقرير هيئة الإذاعة البريطانية فإنه (من الواجب عربيا) فى مواجهة مخططات تصفية القضية الفلسطينية أن نعمل على إيقاظ أو استدعاء (الزخم الشعبى والطلابى الأمريكى والأوروبي) إلى ميدان معركة التصدى لمخطط تصفية (القضية) وتهجير الفلسطينيين.. إننى أرى أنه من الضرورات العربية الكبري) التى يجب القيام بها فى هذه المرحلة المهمة التى تمر بها القضية الفلسطينية هو أن تقوم مؤسسات البحث والوعى العربية بتوجيه جهدها نحو (الأراضى والمساحات الجديدة) التى وصلها جانب ليس بقليل من (المأساة الفلسطينية).. استدعاء الرأى العام الأوروبى والأمريكى «إلى ساحة المعركة» بعد حضوره القوى فى حرب غزة يمكن أن يكون خطوة من (خارج الصندوق) تسهم بشكل أو بآخر فى وقف التمدد السريع للمشاريع والمخططات الصهيونية والتى لا تعتبر «التصفية» و«التهجير» فيها سوى «غيض من فيض» !! .. ونواصل بإذن الله.
من خرج فى طلب العلم كان فى سبيل الله حتى يرجع.. صدق حبيبنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم فى العالمين انك حميد مجيد..اللهم بارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم فى العالمين انك حميد مجيد.. وصلى الله على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
فلسطين.. أرض الأقصى.. أرض المحشر.. أرض المسرى.. مسرى حبيبنا وسيدنا محمد رسول الرحمة والإنسانية.. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.