يتعرض الفلسطينيون يومياً إلى نيران الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى الإجرامى ويسقطون شهداء، وارتفعت أعداد الضحايا إلى ما يزيد على 24 ألفاً بخلاف عدد المصابين الذى وصل إلى نحو 70 ألفاً وتدمير 70 بالمائة من البشر والبنية التحتية وهو أمر غير مسبوق فى أى صراع وتأثر المدنيين حيث ان 70 بالمائة من القتلى من النساء والأطفال، فالسؤال الذى يطرح نفسه الآن أين الضمير الإنسانى العالمى الذى يرى هذه الإبادة الجماعية والمجازر والمذابح دون ان يتحرك بل ويقف عاجزا وصامتا أمام ما يحدث؟ الإجابة للأسف الشديد لا يوجد ضمير عالمى أو حقوق إنسان لأن هذه المشاهد كأنهم لا يرونها أو أنهم يفضلون مشاهدتها فما هى إلا ازدواجية فى المعايير.
جاءت زيارة وزير الخارجية الأمريكى انتونى بلينكن إلى المنطقة والتى شملت عددا كبيرا من الدول العربية وإسرائيل ولم تأت بجديد فلم يصل حديثه إلى المطالبة بضرورة وقف اطلاق النار وبالتالى فإن الولايات المتحدة غير جدية فى هذا الإطار للعمل والضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار والعدوان الإسرائيلى والحرب فى غزة وبالتالى فإن كل ما يثار حول ان الولايات المتحدة تعمل على وقف إطلاق النار ما هو إلا «شو إعلامى فقط».
الصراع ودوائر الصراع عبر السنوات الماضية مرتبطة بوجود حالة احتلال وعدم الوفاء بمسار أوسلو فى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وبالتالى فقد حان الأوان والوقت للعمل على ان تكون هناك دولة فلسطينية فكان الصمود الفلسطينى الباسل هو عنوان ما تحقق حتى الآن من انتصار كبير على دولة الاحتلال بكل امكانياتها العسكرية ونالت خسارة بشرية وعسكرية واقتصادية فادحة.
الولايات المتحدة وبريطانيا ستتأثران في حالة صدور قرار من محكمة العدل الدولية يدين الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جرائم إبادة جماعية للفلسطينيين فى غزة، والآن فإن العزلة الدولية تصاعد فى وجه الاحتلال الإسرائيلى.
مصر رفضت قطعياً تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية، وتؤكد ضرورة وقف إطلاق النار والعمل على نفاذ المساعدات ومنع النزوح وإقامة الدولة الفلسطينية وهو ما يجسد الدور المصرى الحاسم والبات المساند للقضية الفلسطينية.
تآكل الموقف الإسرائيلي الداخلي يؤكد فشلهم الذريع في كل شىء فى غزة فقد فشلوا فى استرداد الأسرى، فإسرائيل تواجه أزمة كبيرة، ولن تستطيع أن تستمر مع هذه الخسائر البشرية والحرب الطويلة واقتصادها على حافة الهاوية، وتواجه عزلة دولية، فنهاية نتنياهو السياسية قد اقتربت جدا ولن يستطيع الهروب مهما طال الوقت ولكن الوقت فى حد ذاته قد نفد واصبح مقعده قاب قوسين أو أدنى من التغيير هو ووزرائه.