حينما تحدث الخبير الإستراتيجى لواء د.سمير فرج، فى مداخلة على قناة صدى البلد، «أن أمريكا عرضت على مصر 1.25 مليار دولار لاستقبال الفلسطينيين فى سيناء، ولما اترفص الطلب، قالوا 450 مليار دولار، ولما اترفض الطلب، قالوا سندفع لكم كل الديون المصرية، ولكن الرئيس السيسى رفض، النهارده أهل غزة على أرضهم بفضل رئيس مصر.
لو افترضنا سيناريو معكوساً، أن الرئيس السيسى وافق على دخول الفلسطنيين من أهل غزة إلى مصر، ونقلهم من القطاع إلى سيناء مع بداية الحرب.
كانت الحرب بين إسرائيل وحماس انتهت فى أسبوع أو أسبوعين على الأكثر، وتم القضاء تماما على أى فلسطينى على أرض القطاع وأصبح منطقة فارغة، وتحت سيطرة الجيش الإسرائيلى وكانت إسرائيل ستملأ كل شبر فى القطاع بالمستوطنات، وتنقل إليها اليهود، وتبيع الأرض للشركات الأمريكية والأوروبية، لإقامة مشروعات ضخمة من مصانع ومطارات وموانئ وخلافه، لا يمكن الاقتراب منها لأنه سيكون اضراراً بمصالح أمريكا والدول الأوروبية، التى ستتحرك بذريعة حماية مصالحها. إذا أراد الفلسطنيون العودة أو طالبوا بتنفيذ الاتفاق، فلن يسمعهم أحد وكان سيقال لهم وقتها لم تعد هناك ارض لكم.
و إذا قام الفلسطينيون بأى عمليات من سيناء تجاه غزة، كان سيتم الرد عليهم فورا بكل قوة، ما يستدعى رد من مصر وبداية حرب بين جيوش وليست حرب بين جيش وجماعات مقاومة، لأن مصر لن تقبل أن يتم الاعتداء على أرضها، وفى المقابل مهما فعلت مصر، فلن تستطيع منع أى من العمليات التى تقوم بها جماعات المقاومة. واذا حدثت حرب بين مصر وإسرائيل، نتيجة عمليات للمقاومة من سيناء، فلن تكون حرب سهلة لأن مصر ستدخل الحرب منفردة، فى مواجهة حلف الداعمين لإسرائيل وكان سيترتب على ذلك هدم المسجد الأقصى تحت حماية أمريكا وأوروبا وإقامة الهيكل مكانه، الذى هو نواة وحلم الصهيونية وإعلان إقامة مملكة يهودية خالصة. وكان سيتم إثارة مشاعر الفلسطينيون فى كل مكان، والتلاعب بعقول ملايين المسلمين فى العالم وشحنهم ضد مصر، على أنها باعت القضية الفلسطينية، بزعم أنها سلمت الأرض لليهود، وأنها خانت العرب والمسلمين وقبضت الثمن. هل يمكن تخيل هذا السيناريو.
لقد منعت مصر ورفض الرئيس السيسى تصفية القضية الفلسطينية وشطبها من الوجود نهائيا، بموقفة الحاسم رغم حجم الضغوط والتهديدات والمساومات.
وأخيراً، يجب علينا التحية والمساندة لقائد مصر المخلص، الرئيس السيسي.