يتجدد الحديث عن المسجد الأقصى فى أوقات عديدة مثلما هو الآن بمناسبة ليلة الإسراء والمعراج وكذلك فى ذكرى النكبة الكبرى وضياع أرض فلسطين المباركة فى 15 مايو سنة 1948.
والمسجد الأقصى هو أولى القبلتين، وثانى المسجدين، وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى النبى الكريم، وموضع التكريم فى الذكر الحكيم.
ولّى المسلمون وجوههم شطره فى صلاتهم قبل أن تتحول القبلة إلى الكعبة المشرفة وهو ثانى مسجد أقيم على الأرض، بنى بعد المسجد الحرام بأربعين عاماً وهو ثالث الحرمين الشريفين بيت الله الحرام بمكة والمسجد النبوى بالمدينة.
وهو منتهى رحلة الإسراء ومبدأ رحلة المعراج إلى السماء التى فرضت فيها الصلاة على كل مسلم ومسلمة 5 مرات فى اليوم والليلة.
دخله المسلمون سنة 15هـ، صلى به أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وكشف موضع الصخرة التى بدأت منها رحلة المعراج وبنى المسجد العمرى فى نفس المكان والصخرة فى مؤخرته.
جدد الخليفة الأموى عبدالله بن مروان عمارته وبنى قبة على الصخرة، وخصص خراج مصر لسبع سنوات لهذا العمل الجليل.
أصيب المسجد بزلزال 130هـ ـ 847م خلال العصر العباسى وجدد عمارته الخليفة أبوجعفر المنصور وأصابه زلزال آخر 155هـ ـ 771م، جدد الخليفة المهدى عمارته وأعاده إلى سابق عهده، وتم تجديده خلال العصر الفاطمى 413هـ «قبة الصخرة والمسجد الأقصي».
استولى عليه الصليبيون وأقاموا حوله إمارة لهم فى القدس 1099 وانتهكوا حرمته وأتلفوا عمارته واسترده صلاح الدين الأيوبى بعد انتصاره على الصليبيين فى معركة حطين، وجدد عمارته وأعاده إلى سابق عهده ومجده، ونقل إليه المنبر الذى بناه نور الدين زنكى فى حلب لهذا اليوم.
تم تجديده خلال العصر المملوكى وأيضاً فى العصر العثمانى وأقيمت التكية العثمانية بالقدس سنة 960هـ ـ 1552م لهذا الغرض.
تعرض المسجد الأقصى للعدوان سنة 1948، أطلق عليه اليهود المدافع وقتلوا المصابين.
وتكرر العدوان خلال حرب 5 يونيو 1967، وأشعلوا فيه النار فى أغسطس 1969.
وفى ذكرى ليلة الإسراء والمعراج 27 من شهر رجب وهى فرصة للتأمل والتقرب إلى الله نتذكر أن المسجد الأقصى تحرر بعد احتلال استمر ٨٨ عاماً بعد انتصار صلاح الدين فى معركة حطين وندعو الله أن يتكرر هذا النصر قريباً بإذن الله بفضل وحدة العرب والمسلمين.