فيما تتواصل موجات العودة للشعب الفلسطينى إلى أرضه فى شمال قطاع غزة، قالت الرئاسة الفلسطينية إن أى حلول تمس بالحدود المعترف بها دولياً مرفوضة، ولن يُسمح بتمريرها على حساب نضال وثوابت الفلسطينيين.
أضافت الرئاسة الفلسطينية فى بيان، أن مشاريع الدولة المصغرة والتهجير خيانة لدماء وتضحيات الشعب الفلسطيني، داعية حركة حماس إلى مراجعة حساباتها، وتقديم المصالح الوطنية. وأوضحت أن تحقيق السلام والاستقرار لن يتم إلا من خلال تطبيق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.
فى السياق، أعربت وزارة الخارجية الفلسطينية عن شكرها للدول والهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية والأممية التى رفضت مخططات تهجير الشعب الفلسطينى عن أرض وطنه. ورحبت الخارجية فى بيان صادر عنها بمواقف الدول الرافضة لجميع أشكال التهجير القسري.
وحثت فلسطين الدول الأخرى على سرعة إصدار مواقف علنية واضحة ترفض تهجير الشعب الفلسطيني، انسجامًا مع القانون الدولى وقرارات الشرعية الدولية. وأكدت مجددًا رفضها المطلق لسياسة التهجير، واعتبرتها شكلاً بشعًا من أشكال التطهير العرقي، التى تندرج فى إطار محاولات خلق حالة من الفوضى السياسية والأمنية فى ساحة الصراع، وضرب أمن المنطقة والعالم واستقرارهما.
شددت على أن المطلوب هو الشروع الفورى فى ترتيبات دولية وملزمة، لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى لأرض دولة فلسطين؛ تنفيذًا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذى اعتمد الرأى الاستشارى لمحكمة العدل الدولية وقرار مجلس الأمن الدولى رقم 2735.
من جانبها، ثمّنت حركة فتح الفلسطينية الموقف المصرى الأردنى الرافض لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم. وأكد ماهر نمورة المُتحدث باسم الحركة أن حق العودة للشعب الفلسطينى «أمر مقدس»، مدينًا السياسات الإسرائيلية ومخططات الاحتلال التى تهدف إلى إنهاء الوجود الفلسطيني. وأضاف: «نتحرك على الصعيد الدولى لوقف المخططات الإسرائيلية، ونناشد العالم الضغط على حكومة الاحتلال؛ لوقف المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
فيما يتعلق بملف المحتجزين، أعلن المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصارى التوصل لاتفاق للإفراج عن المحتجزة «أربيل يهود» التى طالبت إسرائيل بالإفراج عنها قبل الجمعة. وأشار إلى أنه «لم يحدث خرق قد يؤدى إلى تصعيد أو فشل اتفاق وقف إطلاق النار.
قال مسئول الإعلام فى مكتب الشهداء والجرحى والأسرى فى حركة حماس، ناهد الفاخوري، إنّ الدفعة الثالثة ضمن المرحلة الأولى من صفقة التبادل بين الحركة والاحتلال الإسرائيلى من المتوقع أن تشمل الإفراج عن قرابة 30 أسيرًا مؤبدًا، فى نهاية الأسبوع الحالي.
أضاف «الفاخوري» فى تصريحاتٍ صحفية أن الصفقة ستشمل أيضًا إطلاق سراح 20 أسيرًا من الأحكام العليا، بالإضافة إلى 60 أسيرًا من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 19 عامًا.
من جانبه، قال القيادى فى حركة حماس، سامى أبوزهري، إن الوسطاء بدأوا عملية جس النبض للطرفين للبدء فى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، مؤكداً أن مستقبل القطاع شأن فلسطينى بحت ولا خيار أمام نتنياهو إلا المضى فى هذا الاتفاق حتى النهاية. وأوضح أبوزهرى أن القطاع لا يعانى فراغاً إدارياً بل يرحبون بتشكيل حكومة يتوافق عليها الفلسطينيون.
فى تل أبيب، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، إن حكومة تل أبيب غير قادرة على إدارة الدولة، إلا أنها ستُمنح شبكة أمان لاستكمال صفقة التبادل فى غزة. وأضاف لابيد، حسب إذاعة جيش الاحتلال: «إذا كانوا فى لبنان يتوقعون أننا سنلتزم بشروط الاتفاق فعليهم أيضًا الالتزام به».. لليوم الثانى على التوالى تتواصل عودة النازحين من جنوب قطاع غزة إلى شماله، فى الوقت الذى أكدت فيه حركة حماس أنها أحصت عودة نحو ثلاث مئة ألف نازح فلسطينى إلى منازلهم فى شمال القطاع.
أوضح رئيس المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة، أن 90 ٪ من العائدين يفتقرون إلى منازل تؤويهم. كما وأكد أن شمال القطاع يعانى من نقص حاد فى الإمكانيات اللازمة لاستقبال النازحين، داعيًا إلى تقديم مساعدات عاجلة تشمل توفير الخيام لإيواء العائدين، وأصبح معظم قطاع غزة ركاما الآن. وقال إن العائدين يحتاجون ما لا يقل عن 135 ألف خيمة ومأوي، وهم يحاولون إعادة بناء حياتهم عند أطلال منازلهم.
فى المقابل، قالت صحيفة «هآرتس» العبرية ان صور الحشود الفلسطينية التى تعبر سيرًا على الأقدام ممر «نتساريم» فى طريقهم إلى ما تبقى من منازلهم، تعكس على الأرجح نهاية الحرب بين إسرائيل وحماس.
أشارت الصحيفة إلى أن تلك الصور تحطم أيضًا أوهام النصر المطلق التى روّج لها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على مدار أشهر طويلة، خلال فترة الحرب، ورفض نتنياهو مناقشة الترتيبات لما بعد الحرب فى القطاع، ولم يوافق على فتح المجال لتدخل السلطة الفلسطينية فى غزة، واستمر فى الترويج لسيناريو وهمى يقضى بهزيمة حماس بشكل كامل.
فى سياق متصل، قال مسئولون فلسطينيون إن الطواقم الشرطية نجحت فى تحييد العشرات من مخلفات الاحتلال الإسرائيلى فى جميع محافظات قطاع غزة.
ذكر مسئولون فلسطينيون: «بذلت الفرق المختصة جهودًا مُضنية على مدار الأيام الماضية لإزالة الذخائر والصواريخ غير المنفجرة وتأمين المناطق السكنية، مما أسهم فى تقليل المخاطر المحتملة على حياة المدنيين، خاصة الأطفال الذين يتعرضون لهذه المخلفات أثناء اللعب فى المناطق المتضررة».
أضافوا «تأتى هذه الجهود فى إطار خطة الطوارئ الحكومية لضمان سلامة المواطنين وإعادة الاستقرار للمناطق المتضررة، بالتنسيق الكامل مع الجهات المعنية والمؤسسات المحلية. ودعا المسئولون أبناء الشعب الفلسطينى إلى أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر والانتباه خلال التحركات اليومية، كما ناشدوا بالابتعاد عن الأجسام المشبوهة وإبلاغ جهات الاختصاص فورًا.