الشاعر والروائى العمانى زهران القاسمى هو أول كاتب عمانى يحصل على جائزة البوكر العالمية فى نسختها العربية عن روايته « تغريبة القافر» وقد بدأ شاعـرا وصدر له عدد من الدواوين الشعرية منها «امسكنا الوعل من قرونه ، أغنى وأمشى ثم اتجه للسرد وأصدر: «سيرة الحجر» و»جبل الشوع» «جوع العسل» تغريبة القافر» وصدر له مؤخرا رواية «الروع»
> فى رأيك هل الاهتمام الذى حظى به الأدب العمانى مؤخرا بسبب الجوائز أم أن هناك تغيير فيما يقدمه الأدب الجديد فى عمان؟
>> ألا شك أن الجوائز لها دور كبير فى الاضاءة لموقع الأدب العماني، ولكنه فى الحقيقة يحتوى على تجارب ناضجة منذ فترة منتصف التسعينات فى مجال السرد وقبلها بسنين عديدة فى مجال الشعر، أيضا هناك تجارب يشار لها بالبنان فى مجالات أخرى كالمسرح والسينما.
فى كتابتك تخلط بين الواقع والفانتازيا، والنبش فى حكايات التراث وغيرها أيهما تفضل ألا تخشى أن يتشتت القارئ؟.
ليست هناك حدود أو قيود فى ما يريد الكاتب عمله فى مشروعه إن كان ذلك يخدم الكتابة، فالواقع يتداخل مع الاسطورى والفانتازى فى حياة الانسان فى الواقع كما هو فى الكتابة، والقارئ لابد أن يستنبط ذلك من خلال قراءته ووعيه.
> أن يكتب الكاتب عما يعرف ما رأيك فى هذه المقولة، وإلى أى مدى تقترب من طريقتك فى الكتابة؟
>> طبعا استغلال المواد المحيطة بالكاتب والمعرفة من خلال التعايش والثقافة وغيرها تمكنه من كتابة شيء أقرب إلى الصدق والمهنية وينتج من ذلك سهولة فى كتابة النص.
> كتبت الشعر ثم تحولت للقصة القصيرة ثم الرواية وهذا درب الكثير من الشعراء فما سر تحولهم للسرد فى مرحلة ما؟
>> بعد عدد من الدواوين الشعرية ،جاءت محاولاتى الأولي فى كتابة السرد بلغة شعرية عالية ، وعندما عدت لقراءتها بعد فترة وجدتها لا تحتوى على عناصر القصة بقدر ما هى أقرب للشعر ، حتى بدأت فى كتابة «سيرة الحجر «، والعجيب إنى بدأتها كنصوص شعرية ، حتى مسكت إحدى الحكايات القروية وبدأت فى إعادة سردها بكتابتها ، وبدأت أيضا بالنبش فى الذاكرة حول كل الحكايات المتعلقة بالمكان داخل القرية ، وجدت مخزوناً كبيراً جدا من هذه الحكايات التى لم تتناول فى سيرة الحجر لم أكن أكتب الحكاية كما هى لكن أعيد تقديمها كقصة قصيرة ربما فتح لى ذلك المجال بعد عدة محاولات لكتابة أول رواية عام 2013.
> من خلال كتابتك يبدو أن مشروعك الأدبى حول البيئة المكانية العمانية حيث جاءت روايتك «القناص» عن صائد الوعول، «جوع العسل « عن النحال الذى يصطاد العسل، و» تغريبة القافر» عن القافر الذى يبحث عن الماء فهل تصورى صحيح؟
>> حاليا فى هذه المرحلة قد يكون هذا هو المشروع ، أما فيما بعد ربما تتغير الأفكار والمشاريع.
فأنا وأنا أكتب الشعر لم أتوقع أن أكتب قصة قصيرة فى يوم من الأيام، وكذلك لم أتوقع فى يوم من الأيام أن أكتب رواية .وحتى فى كتابتى للرواية هناك اختلاف فرواية «الروع « رغم أنها ما زالت فى القرية إلا أن تناولها للمكان مختلف عن الروايات السابقة .ربما يكون مشروعى القادم مختلفاً.
> تختلف موضوعات رواياتك فهل يحتاج كل كتاب لدراسة ما أو بحث؟
>> عادة كل رواية لها مناخ خاص ، لها جانب معلوماتى ودراسى خاص ، عندما كتبت رواية « القناص» استغرقت وقتا طويلا فى الجلوس مع الرجال كبار السن الذين عملوا فى قنص الوعول فى خمسينات وستينات القرن الماضى من أدوات الصيد والمهارات المستخدمة كل هذه المعلومات التى استخدمتها فى الكتابة . وفى « جوع العسل « لى تجربة شخصية مع تربية النحل ما يقرب 15 عاما، وخلال تلك الفترة كانت لى علاقات مع النحالين وبشكل طبيعى كنت أسمع الحكايات عن الأدوات التى تستخدم والمخاطر.
في» تغريبة القافر « أيضا قمت بأبحاث كثيرة ، قرأت الكثير من الكتب التى تحدثت عن الأفلاج ومواقيت تقسيم الماء . وأنواع الأفلاج سواء تشف فى الأرض أو فى الجبال . كل هذه المادة استفدت منها فى كتابة الرواية .فى روايتى الأخيرة « الروع» لم يكن بها دراسة بحثية كسابقيها ، وإنما بها اشتغال نفسي.
> ماذا عن حضور المرآة ، وهل تعانى حقا التهميش فى كتابتك؟
>> يعتمد ذلك على طبيعة الموضوع ، مثلا فى « تغريبة القافر» كانت المرآة حاضرة جدا فى أكثر من شخصية ولم تكن مهمشة ، لكن فى رواية « القناص» بيئة العمل جبلية قاسية جدا ، وتتطلب شخصً قوياً يصل لقمم الجبال ويبحث عن الوعل ، فبطبيعة الحال كان دور المرآة هنا هامشيا .
رواية « الروع « كان العمل به شخصية واحدة ، صحيح أن لديه زوجة واصدقاء لكن كلهم هامشون داخل العمل فقد سلطت الضوء على شخصية واحدة فقط هى البطل.
> كيف تصف معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام وبمشاركة عمان ضيف شرف؟
>> تجولت فى المعرض وكانت جولة مفيدة، هناك إصدارات كثيرة ومتنوعة وجديدة فضلا عن تنوع فعالياته فى مختلف المجالات وسعيد جدا بوجودى فى مصر وبمشاركة عمان ضيف شرف، مصر منارة الثقافة، والمعرض فرصة رائعة ليتعرف الجميع على الأدب والثقافة العمانية، نحن كأمة عربية أمة مليئة بالإبداع فقد علينا أن نمنح الفرصة لشبابنا للاطلاع على الثقافات العربية المختلفة وهذا ما يحدث فى معرض الكتاب.