حالة من التناقض قد تعيش فيها إذا دفعك حظك العثر للصلح بين زوجين متخاصمين فالزوجة قد تنهار وهى تحكى عن هذا الشخص متبلد المشاعر عديم الإحساس الذى أوقعها القدر فى عصمته وكيف أنه غير قادر على تحمل أى مسئولية ليس هذا فقط بل إنه لا يقدر تضحياتها ليل نهار من أجل إسعاده وهو لا يبالى بكل هذا بل يتمعن فى التقليل من شأنها أمام صغارها ووصفها أنها لا تفعل أى شئ فى حياتها سوى إعطاء الأوامر ولا تتوقف عن الصراخ فى أطفالها بشكل باتت معه حياته جحيماً لا يوصف فى حين هى من تعيش فى هذا الجحيم بحق وهى تتحمل المسئولية وحدها بداية من تلبية احتياجات صغارها وصولاً للدخول فى جمعيات لتوفير مصاريف المدارس والتمارين وخلافه وقد يمتد الأمر لدفع أقساط الشقة التى لولاها لكان مازال يقيم فى شقة إيجار يتركها كل عامين أو ثلاث على أقصى تقدير.
تفعل كل ذلك وهى راضية لا تنتظر سوى كلمة تشعرها بأن هناك من يقدر تعبها ويفهمها.. يحترم مشاعرها.. يقدر ثورتها فى أوقات الغضب ويتركها لتهدأ ليمنحها جرعة من الرومانسية تنقلها لمنطقة أخرى لكن هيهات أن يحدث ذلك وكثيراً ما يتحول الأمر لحلبة مصارعة فى حين أن بعض كلمات الغزل كفيلة بوأد نيران ثورتها ومنحها المزيد من الطاقة لمواصلة أعباء الحياة بلا كلل ولا ملل.
على الجانب الآخر تجده يشكو لك من أنه عاجز عن الشعور برجولته فى منزله بسبب هذه السيدة التى ودعت أنوثتها للأبد لتعيش فى دور الرجل تعطى الأوامر للجميع دون تفرقة.. تفرض رأيها ولا رأى يعلو عليه.. تشعره دوماً بالندية ورجولته ترفض ذلك ولا أدرك ما الذى يخدش رجولته إذا حاول احتواء هذا الكائن الضعيف الذى أجبرته الحياة على تحمل ما يفوق الاحتمال من مسئوليات.
الرجل يكره هذه المرأة التى تناطحه فى الحديث والقرارات فى حين يرحب بتحملها جزءاً كبيراً من المسئوليات والأعباء الحياتية حتى أن بعض النساء باتت تعمل فى وظيفتين لتفى باحتياجات أسرتها.. يرفض اعتراضها على أفعاله وتصرفاته مهما حدث فى حين يعطى لنفسه الحق فى كبت حريتها من خلال ما يصدره من فرمانات قد تصل لمنعها من أبسط حقوقها فى الحياة وإزاء ذلك لا تجد أمامها إلا التشرس فى محاولة لإظهار قوتها فى حين أن داخلها لين وهش.. ترفض البكاء حتى لا تشعره بضعفها فى حين أن داخلها يحترق من الوجع.
المشاكل بين الرجل والمرأة وصلت لمنعطف خطر وفى بعض الأحيان تجاوز الطلاق ووصل لرغبة جامحة فى الانتقام من الطرف الآخر وإذلاله بعد أن تحول الموضوع لحالة من العداء.
خلاصة القول إن الاحتواء مسئولية الرجل فهو المنوط به إرضاء زوجته وإشعارها بالحنان وتقدير تعبها وتحملها لمسئوليات خاصة به فإذا فعلت ذلك وجب عليه تقديرها وإجلالها وليس تعذيبها وإذلالها.. وإذا أردت أن تكون رجلاً فافعل ما يشعرها بأنها أنثى.. فإرضاء النساء غاية لا يدركها إلا من كان حقاً رجلاً.