اليوم لا حديث آخر إلا الحديث عن الوطن.. اليوم كلنا نقف وراء رئيس جمهورية مصر العربية الرئيس عبدالفتاح السيسى لتفويضه فى اتخاذ كل ما يراه لصالح الوطن.. اليوم نضع ثقتنا كاملة فى الرئيس الذى أعلنها واضحة قوية صريحة بأن مصر للمصريين وأن سيناء لن تكون وطناً بديلاً للفلسطينيين.. اليوم تقف كل طوائف وأطياف وفئات شعب مصر صفاً واحداً ضد مخططات تصفية القضية الفلسطينية بتهجير الشعب الفلسطينى عن أرضه تحت مزاعم أن هذا التهجير قد يكون مؤقتاً أو طويل المدى.. اليوم نعلن جميعاً رفضنا لأى محاولة للاقتراب من أرض مصر المقدسة ونقف مؤيدين لرئيسنا ولجيشنا فى حماية حدود مصر والدفاع عنها.. اليوم لا صوت يعلو فوق صوت التلاحم والاصطفاف الوطنى فى واحدة من أهم الفترات المصيرية فى تاريخ مصر.. ونحن لا ندق طبولاً للحرب.. ولا نعادى أحداً ولا نسعى لإفساد علاقاتنا بأحد.. ولكننا لا نقبل استفرازاً يتعلق بالكرامة الوطنية.. ولا نرضى بأى صفقات أو حلول على حسابنا أو على حساب أى دولة عربية أخرى.. اليوم ندافع عن هذا الوطن، وخير دفاع فى هذه الأوقات أن نقف جميعاً وراء الرئيس.. كلنا معك.. فوضناك.. وقرارك هو قرار شعب مصر.
>>>
وما الذى يريدونه الآن؟! إنهم يبحثون عن طريقة لشطب اسم الوجود الفلسطينى جغرافياً.. يريدون أن تكون هناك تصفية كاملة للقضية الفلسطينية.. يريدون ويتحدثون عن خطة تطهير بعد أن فشلت صفقة القرن.. ويبحثون عن طريقة لمكافأة إسرائيل بعد أن دمرت غزة بدلاً من البحث عن طريقة لإعمار غزة وإعادة سكانها إليها.. يتحدثون عن نقل بعض سكانها إلى دول عربية مجاورة ولا يفكرون فى أسرع طريقة لإعادة السكان إلى بيوتهم ومدنهم..!
وإذا كانت غزة مدمرة والظروف الإنسانية صعبة فإنهم بدلاً من أن يعلنوا برنامجاً ضخماً لمساعدة غزة فإنهم اختاروا الحل الأكثر خبثاً حتى وإن كان أكثر تكلفة.. والحل هو فى خروج السكان من مدنهم.. من قراهم إلى أوطان أخرى وإقناعهم بالحل المؤقت.. والترحيل المؤقت.. وعندما يخرجون فإنهم لن يعودوا أبداً..!
وهذه الأفكار الشيطانية، ابتزاز سياسى من نوع أكثر فجراً عن كل الأفكار السابقة.. ولكنه ضياع للوقت.. وإثارة لأزمات تهدد علاقات الدول.. فهو مخطط لن يتم أبداً.. فلا أحد سيقبل أن يكون وطناً بديلاً للفلسطينيين ولا أحد سيقبل بأن تكون أرضه لغيره.. وهى بمثابة أفكار مجنونة مستحيلة التطبيق وتشجع المعتدى على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وأن يحصل بعد ذلك على مكافأة سخية.
>>>
وماذا عن القمة العربية؟ ماذا عن الموقف العربى الجماعى.. وإذا لم يجتمع قادة العرب الآن ويتخذون قراراً جماعياً برفض أفكار التهجير وتصفية القضية الفلسطينية.. إذا لم تستخدم كل أدوات القوة والضغط العربية الآن فمتى يمكن أن تستخدم.. إذا لم يسارع العرب بإظهار وحدتهم والتعبير عن موقف جماعى موحد فمتى سيكون الموقف والكلمة والمسئولية؟
إن جامعة الدول العربية سارعت إلى إدانة تصريحات تهجير الشعب الفلسطينى من أرضه، ولكن الأمر والتحدى يستلزم إعلاناً من القادة العرب بأنهم وفى هذه المرحلة يد واحدة فى معركة الوجود.. معركة المصير.. ومعركة الكرامة العربية أيضاً..!
>>>
ويقيناً.. يقيناً فإن تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن نقل سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن لم تكن «زلة لسان» كما حاول البعض التقليل من أهميتها.. بل هى كما تقول إسرائيل جزء من مخطط مدروس يجرى تداوله بجدية فى البيت الأبيض وفى الخارجية الأمريكية.. وهو ما دفع إسرائيل أيضاً للترحيب علانية بالخطة على لسان وزير ماليتها الذى قال «إن فكرة مساعدتهم على بدء حياة جديدة وجيدة فى أماكن أخرى هى فكرة جيدة، مؤكداًعلى أنه سيعمل مع نتنياهو والحكومة المصغرة على «صياغة خطة عملية لتنفيذ ذلك فى أقرب وقت ممكن»!!
ويا أيها العالم الحر أو الذى كان حراً.. هل هناك من يقبل بالتهجير القسرى لشعب من أرضه ووطنه.. هل هناك من يقبل بمكافأة المحتل بتصفية أصحاب الأرض.. هل هناك من يتقبل إهدار الإنسانية على هذا النحو..!
ويا أيها العالم الصامت.. إنها ليست قضية الشعب الفلسطينى وحده.. إنها قضية العدل والعدالة.. إنها قضية الأمن والاستقرار فى العالم.. إنها القضية التى تعنى أن كل شىء قد أصبح مباحاً ومستباحاً.. فلا حديث بعد ذلك عن الشرعية.. ولا عن القانون الدولى.. ولا عن منظمات حقوق الإنسان أو حتى حقوق الحيوان.. لقد جعلتموها وحولتموها إلى غابة.. غابة الكلمة فيها لشريعة الغاب.. الكلمة للأقوى.. الكلمة للسلاح.. وعندما يكون الحوار بالرصاص فإنه لا يوجد من يسمع أو يتكلم.. فالكل قاتل ومقتول.. ولا أحد عند مواجهة الموت سيظل واقفاً ساكناً ومستسلماً..!
>>>
ووطنى.. وطنى يا أغلى وطن فى الدنيا.. وطنى يا قلعة للحرية، أنت البانى مع البانيين وأنت الهادم للعبودية الصووت صوتك حر وعربى مش صدى شرقى ولا صدى غربى ياللى ترابك كحل لعين ياللى هواك عطره بيحيينى، أنت حبيبى يا وطنى العربى.
وطنى يا ثورة على استعمارهم، إملا جزايرك نار دمرهم لو نستشهد كلنا فيك، صخر جبالنا راح يحاربهم، الاستعمار على أيدينا نهايته، راح من الدنيا زمانه ووقته.. وطنى يا جنة الناس حسدتها، على أمجادها وعلى مفاتنها.
وسيظل الحلم قائماً.. حلم الوطن الأكبر وطنى حبيبى الوطن الأكبر.. وما أحوج العرب جميعاً إلى أن يتذكروا ويستوعبوا ذلك الآن.. القضية ليست تهجير الشعب الفلسطينى وحده.. القضية تهجير العرب حتى وإن أبقوهم فى منازلهم..!
>>>
> ويارب رأيت آثار رحمتك فى كل شئون حياتى.. ما عادت يدى خائبة يوماً.. تعطينى قبل السؤال.. وتجود على بأكثر مما سألت
> يارب أنا لست أهلاً لتبلغنى رحمتك.. ولكن رحمتك أهلاً لتبلغنى.. فأسألك ألا تقطعها عنى لحظة